تعليق على مقال الدكتور عبد الحكيم بشار…!!

خليل كالو

   ربما هو لأول مرة منذ وقت لا بأس به وخلال كل هذه الأحداث ندلي رأياً في السياسة قد يتناقض مع كل ما كتبناه في الثقافة القومية وفكر الكردايتي والنقد حيث الكلام في السياسة شيء والتنظير والتنوير والنقد شيء آخر حيث الأول يتحدث عن الوقائع والأحداث وينفذ البرنامج بما هو ممكن ومقدور عليه أما التنظير والعلوم السياسية يقوم بالتحليل ويتحدث عن الوقائع والأحداث والحقوق والأهداف كما يجب أن يكون دون زيادة أو نقصان دون مراعاة الظروف أو البحث عن القدرات والوسائل والبدائل وهناك فرق وهوة أحياناً بين الممكن “السياسة ” وكما يجب أن يكون “الفكر والثقافة” .
  نحن هنا نشاطر الدكتور فيما قاله في هذا المقال بالرغم من اختلافنا معه في الكثير من القضايا في زمن سابق ولا زال.

أن أفضل الساسة هم الذين يتحدثون في السياسة من منطلق الفائدة والبراغماتية الجمعية ويمارسونها انطلاقا من الواقع المعاش والتعامل مع المعطيات كما هي لا كما يريده هو دائماً لبناء الجديد والتأسيس عليه .

فحينما يتحدث المرء في السياسة الكردية في هذه الظروف ضمن الإمكانيات المتاحة سيكون الرأي والموقف والتحليل والحركة التي تكون أقرب إلى الموضوعية والعملانية والمنطق منه إلى الخيال والشعارات الإيديولوجية هي السياسة الناجحة والمثمرة .

علما بأن لا سياسة بلا أدوات ومكامن القوة كي تحقق بها خططها وأهدافها ولا يمكن أن تدار السياسة بنجاح وأنت ضعيف وغير منظم وما كل خروج عن هذه القاعدة السياسية والإستراتيجية ليس إلا كلام مثقف وشاعر وعواطف وفكر مجرد والعبث بالوقت .

 ما جاء في مقالة الدكتور عبد الحكيم بشار جدير بالاهتمام والتوقف عنده لأنه مربط الفرس ويمكن التأسيس عليه إذا تعاملت القوى الكردية مع الواقع بجدية وطموح صياد وهو الكلام المفيد في هذه الأيام ويمكن البناء عليه أيضاً مستقبلا إذا ما وجد بين الكرد من هو حكيم وذو نظرة ثاقبة للاستفادة من الظروف بحكمة ومنطق العقل  .

فطوبى للذي يسعى لمصلحة الكرد بعيدا عن الشعاراتية والمصالح الحزبوية والكلام الكبير الذي لم يثن الكرد من ظلم وتشتت واحتراب وصراع.

ولم يغنيهم عن جوع كما كنا يوما ما ونحن نتصارع ونتجادل حول مفهوم الماركسية وثقافتها حيث قال البعض نهتدي بها وقال الآخر نلتزم بمبادئها وقال آخرون نحن وريثها الشرعي إلى أن أمضينا أكثر عقدين كاملين من الزمن هباء منثورا ويد في الخلف وأخرى في الأمام وسببت تلك المرحلة المقيتة إلى زيادة شق صف الكردي والتنافر وما زلنا نعيش تبعاته إلى يومنا هذا .

 كثير ما نسمع من بعض القوى في المجلس الوطني الكردي ومن خارجه حيث حجم البعض منها لا يتجاوز حجم  فرخة الدجاج  “لا نستهين بها وهي محل احترام ولكن لكل مقام  مقال وموقف من رأي” حديثا حول حقوق الكرد بدء من حق تقرير المصير ومرورا بالحكم الذاتي وإلى الفدرالية وهي لا تستطيع الخروج من دائرة التنظير والشعارات البهلوانبة ولا تستطيع  حتى حماية فرد من أنصارها  من مكروه أو ضبطه من فوضى وهنا لا نقول أن هذه الحقوق غير مشروعة وليست من حقنا وربما نزيد عليهم إلى حد الاستقلال في دولة كردية ولكن للظروف والضرورات أحكام حيث السياسة فن الممكنات والتعامل مع الواقع حسب الأدوات والقدرات القائمة كما هو مقدور عليه في حينه لا كما النظريات الفكرية والإيديولوجية أيام زمان والركون لنظرة المثقف التي تغلب عليها الطابع المثالي على العموم حيث يتعامل مع المستقبل والحقوق من منطلق التنظير والثقافة والفكر فقط لا كما يجب من فعل سياسي وحراك وتحقيق الأهداف المرحلية بالتتالي وبقدر المستطاع .

فكر يا كردو ومن خلال نخبكم والقوى السياسية على الأرض بشكل يتقبله منطق السياسة وقدراتكم الحقيقية والظروف المحيطة بكم وأن نهاية العالم لن يكون إذا تجاوز الكرد مواقف وآراء بعض القوى التي ما زالت تعيش ثقافة وفكر و أجواء الحرب الباردة في القرن الماضي .

من يحقق الاعتراف الدستوري للكرد في هذه الأيام  هو الصائب وشكر الله سعيكم ودعوا الباقي للأيام القادمة ولن يكون حينه نهاية للعالم  وخلاصة القول حكمة في هذا السياق قد قالها الأقدمون : أن الحجر الكبير يتعب صاحبه وليس للرمي Kevirê giran xwdiyê xwe di westînê û neyê avêtinê ye…

   xkalo@gmail.com

6/3/2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…