والاستحقاق الآخر الذي عُدّ في خانة الفلتان الحاصل نزوع بعض القوى والتيارات السياسية إلى إنشاء مجالس شعبية « الاتحاد الديمقراطي» وفيما بعد « المجلس الوطني الكردي السوري» ولا أدري من سينبري بعد أيام أو أسابيع ليعلن هو أيضاً عن تشكيل مجلس للشعب، أو برلمان!! وما في حدا أحسن أو أبطل ” من البطولة وليس البطلان” من حدا.
كل هذا تمَّ تسويقُه بدعوى ملء الفراغ حالما تتضعضع أركان النظام الحالي، ويحدث فراغ وظيفي ،وأمني وما شاكلهما في المنطقة الكردية، وتقتضي الضرورة – بحسب هؤلاء- ملء ذلك الفراغ، دون أن يستمع أصحاب هذه القرارات لمن يقول لهم: يا أخي لـ يجي الصبي بنصلي ع النبي.
أمس، سمعنا بفتح مدارس لتعليم اللغة الكردية في المناطق والقصبات الكردية، دون أن نقتنع أو نسمع أن المعلمين الذين يعلّمون الكرد لغتهم مجازون متخصصون في تعليم الكردية، ومن أية جامعة تخرجوا، ودون أن نسمع أن الدولة أو النظام قد رخّص رسمياً وبقانون أو مرسوم أو أية طريقة أخرى حتى تأخذ هذه المدارس شرعيتها وقوتها القانونية رغم أنه لم يأت على أي ذكر لا للكرد أو أية قومية أخرى في الدستور الجديد، واللغة الرسمية الأولى والأخيرة هي اللغة العربية!!
واليوم نسمع أن الكرد بادروا إلى تغيير الأسماء المعرّبة للقرى والمدن والكردية تحت شعار لا لتعريب المنطقة الكردية، في « إطار الحملة التي أطلقتها مؤسسة اللغة الكردية قبل أسابيع لإعادة الأسماء الأصلية للقرى والمدن الكردية وذلك كخطوة على طريق إنهاء جميع مظاهر التعريب في المناطق الكردية»
أيها السادة الأجلاء، النظام مشغول حالياً باستحقاق أهم يعرفه هو، ويعرفه الآخرون، ولا وقت لديه حالياً لخوض « ترّهات كهذه» مع أي كان، لديه حالياً معركة مصير، لذا كل ما تنسجونه الآن ليس مفيداً لا للكرد ، ولا لشريكهم الأخ الكبير، فمحاربة التعريب لا تتم بهذه الطريقة، ينبغي أن يكون ثمة شريكان يتفقان، وهذه الشراكة غائبة في الظرف الراهن.
الموضوع ليس بوضع حاجز« أمني» يقول بالكردية أو العربية: قف للتفتيش مع وضع علم يرفرف الآن، وغداً ؟؟؟ أو بتغيير «قارمة» عفرين أو ديرك من العربية إلى الكردية، ويأتي عنصران بعد يوم، ويزيلان كل الموجود دون أن يتواجد في المكان من يدافع عن مأثرة أمس.
الموضوع أكبر من هكذا تصرف، رغم احترامي وتقديري للنيات الصافية التي يحملها البعض بين جوانحهم، لكن هذا على الأقل في التوقيت الراهن نوع من الضحك على الذقون.
نعم، نحن الكرد، من يوم يومنا، نهيم بالشّعر والخيال، ومفصولون عن الواقع، لهذا خسرنا كثيراً وكثيراً جداً منذ غابر التاريخ وإلى اللحظة، ونحن نتهجى الحروف، ولا وقت للأستاذ ليصبر على بطئنا في التهجية، وتأتآتنا وخرسنا التاريخي الطويل!!
نضحك على ذقون بعضنا البعض الآن، وننتظر من يحمل غداً شفرة أصلية لـ « يقش» الذقن وربما الخد وباقي الوجه في لحظة غضب، دون أن يستمزج رأينا: هل نريدها سكسوكة أو سوالف أو شوارب كثة أو خفيفة ؟؟
الحلاقون المشهورون عادة، لا وقت لديهم في الغالب لغنج ودلال الزبائن.
emerkoceri@gmail.com