وفي حوالي الساعة الثالثة من بعد الظهر نفس اليوم, وسط هتافات التي دعت إلى إسقاط النظام البعثي في سوريا ورحيل بشار الأسد واستنكرت الجريمة البشعة ونادت بحياة الشهيد, تمّ حمل الشهيد على الأكتاف والتوجه به نحو مقبرة الترميك التي تبعد عن المنطقة بحوالي 3كم سيراً على الأقدام ودفن بين مقابر شهداء الكرد.
أثناء دفن الشهيد, ألقيت كلمة المجلس الوطني الكردي التي ألقاها عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا وعضو اللجنة المركزية لحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الأستاذ علي منلا يوسف وفيما يلي نصها:
أيها الحضور الكريم
في صبيحة هذا اليوم 15-2-2012 , وعندما حدث اشتباك باطلاق الرصاص الحي في مدينتا كوباني وما نجم عنه من نتائج, بكل الحزن والأسى سمعنا نبأ إصابة رفيقنا الشهيد فاروق العيسى بطلقة غادرة وهو في طريق العودة إلى بيته وأدت تلك الحادثة إلى استشهاده وهو ما زال في عز شبابه.
حيث انتسب الرفيق فاروق العيسى منذ أكثر من ثمانية أعوام إلى صفوف حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, وكان يقدم واجبه القومي والوطني دون تقصير بل وعلى أكمل وجه, ذلك خدمةً لقضية شعبه ووطنه وكان مثالاً في الأخلاق الحسنة في تعامله مع رفاقه ومجتمعه.
في ظل الثورة الشعبية السلمية التي تشهدها بلدنا سوريا وما يعانيه الشعب السوري الأعزل من قتل وظلم وتدمير لإرادته المتينة والتواقة للحرية والعزة والكرامة, و وفاء لروح شهيدنا والتزاماً بعدالة قضية شعبنا, نحثكم على ضبط النفس والحفاظ على السلم الأهلي في منطقتنا والمساهمة في الحد من جر منطقتنا الكردية إلى التناحر الأهلي والاحتراب والحفاظ على استقرارها الأمني, لكي لا نخرج بسهولة من معادلة المرحلة واستحقاقاتها، كما نرجو من أبناء شعبنا الكردي في مدينتا كوباني, بأن يكون ردنا على هذا المصاب الجلل بمزيد من الإصرار على النضال والتأكيد على جانبه السلمي والعمل الدؤوب على خلق التلاحم والتقارب والتوحد فيما بين كافة شرائح شعبنا دون استثناء، لئلا يحقق مراد من لا يريدون الخير والنجاح لشعبنا وأهدافه في الحرية والديمقراطية.
باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا نشكركم جميعا,ً أحزاباً سياسية وكل الفعاليات المجتمعية والشخصيات الوطنية على المشاركة في تشييع ابنكم البار رفيقنا فاروق العيسى, وسنمضي معاً في النضال الوطني السلمي والديمقراطي حتى بناء دولة ديمقراطية تعددية يضمن اعترافا دستوريا بوجود الشعب الكردي في سوريا.
المجد والخلود لكافة شهداء الكرد والثورة السورية
وفي مقدمتهم شهيدنا فاروق العيسى الذي سيبقى خالداً في ذاكرتنا
والسلام عليكم
المجلس الوطني الكردي في سوريا
كوباني: 15-2-2012
وبعدها تمّ تلاوة برقية سكرتير حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا الأستاذ عبدالحميد درويش والتي أرسلت من القاهرة بتلك المناسبة ولعزاء أهل الشهيد.
كما ألقيت كلمة شفهية من قبل الأستاذ فرحان شيحيدري باسم مجلس شعب غرب كردستان, تمّ فيها تمجيد الشهيد فاروق عيسى وكل شهداء الكرد والثورة السورية, وأثنى على وحدة أهل كوباني وكل قواه السياسية في تلك المناسبة وناشد الجميع بأن يكون روح الشهيد فاروق مناسبة لوحدة الصف الكردي وتوحيد المظاهرات في يوم الجمعة القادم في مدينة كوباني, وندد بعملية اختطاف رئيس حزب العمال الكردستاني القائد عبدالله أوجلان التي صادفت نفس اليوم قبل 13 سنة.
وفي نهاية مراسيم التشييع, شكر أحد أفراد عائلة الشهيد كل المشاركين من أهل كوباني على حضورهم والوقوف إلى جانبهم في تلك المناسبة الأليمة.
كوباني: 16-2-2012
فيما يلي بعض الصور التي تتعلق بالمناسبة:
تمزيق علم البعث وتنصيب العلمين الكردي و الاستقلال على مبنى اتحاد شبيبة البعث من قبل تنسيقية ألند كوباني
جانب من مراسيم تشييع الشهيد فاروق عيسى
ادناه صور لثلاثة منازل أبناء حاجك علو بكاري أثناء حرقها وهدمها من قبل أهالي كوباني