slmanss@yahoo.com
لم يكن معروفا إلى حد ما للمشاهد السوري موضة الشريط الأخباري في تلفزيونه المحلي ألا في الفترة الأخيرة أي نحو سنة ويعتبر هذا الشريط حدثا مهما على صعيد تطور الإعلام الفضائي والصحافة التلفزيونية وهو نوع أخباري يشبه جريدة يومية في اسفل الشاشة ويعد احدث ما توصلت إليها الثورة الإعلامية والفضائية الهائلة.
لكن السؤال هل يستثمر التلفزيون السوري هذا الشريط لجذب المشاهدين إلى برامجه وخاصة الإخبارية أمام وجود منافسة شديدة من باقي القنوات المحيطة وتفوقها في إبراز الأحداث بآنية ودقة كبيرة .
شريط أخباري في اسفل الشاشة وليس في الوسط أو الأعلى مع أن عين المشاهد يكون مركزا في الوسط والأعلى إلا انه مع ترسيخ الشريط كنوع أخباري يومي اصبح اسفل الشاشة يحتل الصدارة بالنسبة للمتلقي و يحظى بمتابعة مستمرة من قبل المشاهدين.
هناك قنوات أخبارية يحتل الشريط الأخباري 24 ساعة كمادة رئيسية فيها مثل الجزيرة والعربية بغض النظر عن سياستهما الإعلامية فالأولى تكتفي بالأخبار السياسية والثانية تتضمن أخبار سياسية واقتصادية ورياضية وبعض القنوات تضيف الخبر العاجل إلى القائمة كقناة “العالم” بعكس القنوات المنوعة الغير أخبارية التي لا تعتمد كثيرا على الشريط وانما تكتفي بنشرة الأخبار ولها أوقات محددة .
ويعرف هذا الشريط بأنه موجز لحدث ما سياسي أو اقتصادي أو رياضي …و يتألف من سطر واحد أو عدة كلمات ويتميز بالاختصار والتكثيف والسرعة لا إطالة فيه ولا زيادة ، لأنه يستهلك يوميا وبشكل آني من قبل المشاهد ، مما دفع القائمون في التلفزيون بالبحث دوما عن الجديد في الأخبار واختراع أساليب وطرق جديدة لجذب الجمهور والبقاء في ضوء المنافسة الإعلامية .
التلفزيون السوري استفاد من تجارب القنوات الأخرى ، في ظل هذا التنافس الإعلامي العريض والواسع ولكن المشكلة انه يأخذ ولا يجدد فهذا الشريط أحيانا يطول أخباره فيبقى يومين دون تبديله أو تحديثه ويعتمد على أخبار محلية كثيرة وغير مهمة على الصعيد الدولي ، مع العلم إن هناك أجندة لأحداث معينة يكون الخبر العالمي أكثر أهمية من الخبر المحلي باستثناء الأحداث المهمة كالفيضانات التي ضربت الحسكة وراحت نتيجتها ضحايا كثيرة وخسائر مادية قدرت بالملايين إذ شكلت مادة رئيسية وأولية للتلفزيون بسبب ضخامة آثاره الإنسانية والاقتصادية غير أننا لم نعثر في الشريط ما يشير إلى تلك الفيضانات ولكننا في الوقت ذاته رأينا خبر فيضانات تركيا يدور في شريطنا أكثر من يوم دون أن نفهم سبب التهميش لهذا الحدث الإنساني المحلي .
إن القنوات الفضائية بدأت تتوجه في نشراتها الإخبارية إلى الأحداث الاجتماعية والإنسانية المهمة وأصبحت تعطي أهمية لأخبار الحرب والإرهاب.
بيد أن الوضع يختلف في التلفزيون السوري ، فأحيانا يبرز فعالية لمسؤول أو وزير معين قبل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة مجزرة بيت حانون الأخيرة التي استشهد فيها 21 فلسطينياً وجرح العشرات واختلطت أشلاءهم وأجسادهم بجدران المنازل المدمرة.
وفي مرات عديدة يتضمن الشريط في زخم الأحداث والأخبار الطازجة خبر مفاده ” ان البلاد تتأثر بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة ..” أو ” ان نسبة الأرباح في معمل الكونسروة بلغت كذا…” مثل هذه الأخبار المحلية لا تشكل ذات قيمة عند مقارنتها مع أحداث أخرى إقليمية ودولية وخاصة إذا كنت تملك قناة فضائية وحيدة ويتيمة فليس من المعقول أن نتوجه للمشاهد الذي يعيش في أمريكا اللاتينية بخبر عن النشرة الجوية وعلى الفضائية .
.
شريطنا الإخباري اقرب إلي جريدة حائطية ، جامد وغير جذاب وطويل والخبر بحد ذاته يتضمن أكثر من تصريح ومعلومة ..
وعلى عدة احتمالات وتساؤلات وتأكيدات وفي بعض المناسبات يتحول الخبر إلى تقرير فيختلط علينا تقرير أخباري عن شريط أخباري والأنكى من ذلك يأتي الخبر أحيانا في الشريط مكررا ويستمر على الشاشة دون أن يلفت انتباه القائمين عليه أو يستمر الشريط لمدة يومين بالصياغة والتحرير نفسه ويصدف أن ينتهي حدث ما في اليوم نفسه مثل إحدى المؤتمرات لكن ترى أن شريط الاخبار لا يزال يقول إن المؤتمر سيعقد غداً .