علي صالح ميراني
ان عدم حضور ايا كان للكونفرانس، لا يعني انه ناقض للاهلية او انه مشكوك في كورديته، وحضور ايا كان لا يعني انه ممثل لشعبنا وانه مثقل بالهم القومي اكثر من غيره، ولسبب بسيط هو ان شوارع قامشلو وديريك وكوباني ودرباسيه وعامودا وعفرين وكل قرية كوردية سورية، هي التي تحدد بوصلة نضال الشخص، وليست المؤتمرات التي تعقد في الخارج، مع التقدير لاي جهة تحاول لملمة الفوضى التي نعيشها سياسيا.
لن يستطيع اولئك الذين نشروا موجة عدم الرضا بين فئات وشرائح شعبنا هنا وهناك، من خلال التلاعب بقوائم الاسماء وحذف هذا وذاك، ان يبعدونا يوما عن تقدير قيادة الاقليم والتي لم تساوم على قضية شعبنا في اي وقت مضى، وهي التي تؤكد مرارا وتكرارا ان كورد سوريا هم وحدهم من يقررون مصيرهم من دون اي تدخل كوردستاني او اقليمي وحتى دولي.
لقد كان موقفي من عقد الكونفرانس ايجابيا في كل وقت ولايزال، وحتى بعد ان حذف اسمي من قائمة المدعويين، على الرغم من كوني المختص الوحيد بالتاريخ السياسي للكورد السوريين ليس في جامعات الاقليم فحسب، بل في جميع الجامعات العراقية ـ بحسب علمي ـ واسكن هنا لاكثر من عقد من الزمن ولي علاقتي الجيدة في الوسط الجامعي، واكثر من ألف عن القضية الكوردية في سوريا هنا وهذا اقل واجب مني تجاهي شعبي، مقابل ما اراه من ضريبة الدم والاعتقال التي يقدمها ناشطون في ريعان الشباب، كما انتخبت مسؤولا لرفاقي في مدينة دهوك، وفوق هذا وذاك كان احد منظمي الكونفرانس قد اتصل بي واخبرني انهم اختاروني عضوا في لجنة التحضير ومحاضرا، لكوني اكاديمي فقط، ولكن كل شيء تبخر لان بعض من سقطوا من غيمات بعضهم المثقلة بالتقيح والانانية فجأة في عالم السياسة، الغيمات التي ستنزاح من كبد السماء عند اشراقة اول شعاع الشمس باتت قريبة جدا، قد عملت كل جهدها للحضور وابعادي بالرغم من افلاسها الفكري والمعرفي المعروف للجميع.
لم احزن او اتكدر للحظة، لعدم حضوري ولم اضيع دقيقة واحدة في التفكير بذلك، ولم ادع احدا يشككني في صدق نوايا قيادة الاقليم تجاه ابناء شعبنا، وانا متأكد من ان اي غيور ومخلص لقضية المقهورين والمحرومين في قامشلو وكل قرية ومدينة كوردية سيكون هكذا رأيهم، هذا على الاقل ما استشفته من كلمات الاخوة السابقين الذين كتبوا عن الموضوع من باب الحرص على وحدة الكلمة في مهب هذه العاصفة الهوجاء التي تطرق ابوابنا منذ نحو السنة، وتنذر باستحقاقات عظيمة لشعبنا سيجد نفسه لاول مرة وجها لوجه معها، وشرطنا الوحيد هو ان نكون متحدين لا متفرقين للننعم برياح التغيير الايجابية.