د.
محمود عباس
أحداث وتطورات ومستجدات تجري على الساحة الكردية، يحير المرء، ما بين الصمت كا… الأخرس وبين إظهار الحقائق، والتي ربما ستكون للبعض بعكس ما نراه؟ والذين يقفون وراء إخفاء هذه الحقائق، التي لا نجد لها اسباب، هم الذين يخلقون الشكوك في الفضاء الكردي الواسع، وما يتبين هو أن هذه الأفعال لا ترقى إلى المفاهيم القومية والوطنية، تتخندق في مجملها في الغاية الذاتية أو في أفضل حالاتها تصل إلى الإطار الحزبي الضيق.
محمود عباس
أحداث وتطورات ومستجدات تجري على الساحة الكردية، يحير المرء، ما بين الصمت كا… الأخرس وبين إظهار الحقائق، والتي ربما ستكون للبعض بعكس ما نراه؟ والذين يقفون وراء إخفاء هذه الحقائق، التي لا نجد لها اسباب، هم الذين يخلقون الشكوك في الفضاء الكردي الواسع، وما يتبين هو أن هذه الأفعال لا ترقى إلى المفاهيم القومية والوطنية، تتخندق في مجملها في الغاية الذاتية أو في أفضل حالاتها تصل إلى الإطار الحزبي الضيق.
ما حدث ويحدث في هولير وحولها شتت ذهن الكثيرين، وما جرى من وراء الكواليس والكتمان الإعلامي على مراحل التأجيل ومواعيد المؤتمر وجدول أعماله، ليست بتلك الصعوبة إدراكها، خاصة للذين تابعوا مجريات التحضير للمؤتمر (كان مؤتمراً في البداية قبل أن ينزل بقدرة قادر إنساني إلى سوية كونفرانس أو تجمع سياسي حزبي بإمتياز، ستكثر فيه المحاضرات التثقيفية)
طالبنا قبل شهور بعقد مؤتمرين وتشكيل هيئتين مستقلتين في الخارج والداخل، وذلك في إحدى أجوبتنا لأسئلة الأخوة في موقع ” ولاتي ما ” وهذا ما حصل، مؤتمر قامشلو، والذي يجري الآن في هولير! أصبح مكان ترحينا وتأييدنا النظري والعملي للخطوات التوحيدية تلك، أستبشرنا ولا نزال نستبشر الخير فيه، رغم أن الأول جلب على نفسه سيل من النقد والتهجم، بسبب خروجه الجزئي عن البعد الوطني، وعليه عقدت الآمال على القادم بتدارك الحاصل، على أن يغطي على الأخطاء، وللأسف نشاهد بأن الآتي يقزم ويشحذ من جميع الأطراف، التي كان من الممكن تدارك الروح الوطنية فيه، وحقيقة الأخطاء ليست في عملية الإقصاء، بل إنها كانت بوابة للولوج في تقزيم وتشتيت القوى الكردية ثانية!.
الضغوطات على مؤتمر قامشلو كانت لها مبرراتها، على الأقل حسب مفاهيم الأحزاب الكلاسيكية، والتي أدت إلى أقصاء التنسيقيات الشبابية التي لا تتنازل عن رفع شعار “اسقاط النظام ” والتي بررت تحت إدعاءات أخرى.
لكن الضغوطات التي أدت إلى تأجيل مؤتمر هولير مرات وتقزيمها إلى سوية تجمع جماهيري سياسي لدعم المؤتمر الأول يبرز العديد من نقاط النقد، لكن هل علينا أن لا نبالي ونتحدث كما لم يبالي بها أعضاء اللجنة التحضيرية في هولير، عندما أقصوا الحركة الثقافية الكردية بشكل شبه تام، في الوقت الذي كانت الوعود قاطعة من قبل رئيس المجلس الوطني الكردي نفسه، وتكتموا على طلبات معظم الشخصيات السياسية والأدبية المعروفة، ونحن هنا لا نتحدث عن الفيتو الذي أستعمل على جميع الأحزاب التي أنفصلت عن الموجودة وعلى حزب ب ي د معهم، إضافة إلى حركات وكتل سياسية لها وزنها في الداخل والخارج، كالتنسيقيات الشبابية.
أنتابني موجة من الضحك المرافق بالغم عندما شاهدت لوحة الكريكاتير الكردي المبدع “يحيى السلو ” الساخرة حول ما يجري في عملية الإنتقاء! هل سيتمكن أي كان من الكتاب من التعبير أكثر عن الحقائق التي جمعها اللوحة تلك، لذلك من المرجح عدم التحدث أكثر عن الأخطاء التي رافقت الدعوات، وهي ليست بالقضية، الجميع يخطؤون، ونسبة المدعوون عالية جداً خاصة والدعوة مجانية ثمنها مدفوع، والمكان هو هولير المدينة المنبثقة من الركام والتي يرغب الجميع رؤيتها بالمجان، ربما لو لبيت الطلبات لتجاوز العدد الألف، أقول هذا ولا أنفي بأن اللجنة أختارت العديد من الممثلين الذين لا يستحقون وأقصوا مؤهلين عن سابق تصميم وأصرار.
حركة كردية سياسية أنبثقت عنها ” مجلس وطني كردي ” أدعت بإنها تمثل الأغلبية، وهذا ما نأمله، تأتي وتسلم أمورها إلى لجنة مليئة بالغايات والأبعاد الذاتية، ولا قدرة لها منفردة على الوقوف في وجه الضغوطات المتنوعة، ربما أجبروا على أن يمارسوا أقصى حالات الإلغاء تيمناً بسلطات دكتاتورية شمولية، لكن الأخطاء الرئيسة بدأت من لحظة التعتيم على تأجيل المؤتمر لعدة مرات إلى أن درج في خانة العدم، لولا كلمة السيد الرئيس مسعود البرزاني بإنهم سيقيمون مؤتمر في هولير، لما كان هذا التجمع الآن؟!.
خرج هذا الكونفرانس من الإطار الوطني ولا قوة تستطيع أن تعطيه هذه الصفة، لكنها بالمقابل ستؤدي دورها الموضوعي الخارجي والداخلي بكل حذافيره، لبت مطالب والضغوطات التركية عن طريق حضور السيد برهان غليون، فأقصي الأغلبية المستحقة، وسوف لن يحضرها البعض من قادة المجلس الوطني الكردي على خلفية تقزيمه إلى كونفرانس.
كما ونحن على شبه يقين بإنه سوف لن يرفع شعار ” إسقاط النظام ” تيمناً بمؤتمر قامشلو، والخلفية واضحة يوم أعلن رئيس اللجنة التحضيرية السيد علي شمدين بإنه كونفرانس عادي جاء لدعم مؤتمر قامشلو، وعليه نضع حجتنا بإنهم سوف لن يزاودون على أعضاء المؤتمر السابق في هذا الشعار، ولذلك لم يدعوا التنسيقيات الشبابية ثانية إلى المؤتمر.
أتمنى أن نكون مخطئين.
بهذا نكون أمام أجندات وضغوطات مختلفة، لكانت متضاربة لولا أن الموجود بين الرحى هو الشعب الكردي، والذين يقومون بدوران أحجار الرحى هم أعضاء من قادة الحركة السياسية الكردية وبدون أستثناء.
هل هو تكتيك سياسي، لمجارات المرحلة الثورية الحساسة الآن أم إنها أخطاء تاريخية لا قوة بالتخلص منه في يوم وليلة؟!.
وخارج هذه الأطر، يلعب أقليم كردستان الفيدرالي الدور الأول والأخير في جلب هذا الإهتمام الواسع بهذا التجمع، وإلا لكان كغيره من الكونفرانسات التي هدرت مع التاريخ دون جلبة تذكر، وبالتأكيد لمجموعة حزبية في الأقليم أجندات من وراء هذا الإهتمام الواسع المفاجئ بالحركة الكردية السورية، رغم إن آمالنا مركزة دوماً على دعم الأقليم للحراك الكردي السوري السياسي والثقافي، لكن ما يخيفنا نزوات وغايات الشخصيات السياسية الذاتية الذين لا ترقى سوية الإهتمام بالقضية إلى مستوى المنظور القومي أو الوطني العام، كثيراً ما يتجمد حراكهم عند المصالح الحزبية في أفضل حالاتها.
عودة إلى التقييم الكلي لما يجري، نرى بإن المجلس الوطني الكردي في تعويلهم على المقومات التي أعتمدوا عليها، كغايتهم بتشكيل هيئات خارجية في معظم القارات، بعد تشكيل هيئة إدارية مشتركة بين الخارج والداخل، كما كان مدرجاً في أجندات المؤتمر بعد التأجيل الأول، والتي نفذت معظمها عن طريق تدخلات خارجية وداخلية متنوعة، ولذلك فالمنطق يرشدنا إلى تبرير اللجنة التحضيرية من معظم الأخطاء والنقد الموجه إليهم، وعليه فإننا نطالب الحركة الكردية وعلى رأسها المجلس الوطني الكردي ومؤتمر الشعب الكردستاني ومعهم الحركات السياسية الأخرى والثقافية بالتأكيد، العودة إلى الذات والضمير والوقوف بجرأة في مواجهة الأطراف المختلفة التي تملي أجنداتها وتفرض الكثير، الإلتفات إلى القضية القومية والوطنية، بإنكار للذات الحزبية، لتشكيل هيئة عن طريق مؤتمر وطني حقيقي خال من مفاهيم ألغاء الآخر، ويكون للجميع فيه مكان، وبشكل خاص التنسيقيات الشبابية، رواد الثورة، فالإصغاء للآخر المخالف، ورؤية أختلاف وجهات النظر من خارج الأطر الحزبية، دون استعلاء، والتركيز على التنوع الفكري وطرق النضال المختلفة، وتضارب المفاهيم حول القضية الوطنية، هي التي ستؤدي إلى خلق الثقل الكردي في المحافل، وستجلب أهتمام الآخر بالقضية الكردية وبهذه الأمة التي تبحث عن بر الأمان والحرية.
مع كل تمنياتنا لكونفرانس هولير بالنجاح والإرتقاء إلى السوية المطلوبة منها وطنياً، والخروج بأفضل القرارات والنتائج.
نتمنى أن تكون نواة لإتحاد بين الحركات الكردية السياسية والثقافية عامة في الأيام القادمة.
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
الضغوطات على مؤتمر قامشلو كانت لها مبرراتها، على الأقل حسب مفاهيم الأحزاب الكلاسيكية، والتي أدت إلى أقصاء التنسيقيات الشبابية التي لا تتنازل عن رفع شعار “اسقاط النظام ” والتي بررت تحت إدعاءات أخرى.
لكن الضغوطات التي أدت إلى تأجيل مؤتمر هولير مرات وتقزيمها إلى سوية تجمع جماهيري سياسي لدعم المؤتمر الأول يبرز العديد من نقاط النقد، لكن هل علينا أن لا نبالي ونتحدث كما لم يبالي بها أعضاء اللجنة التحضيرية في هولير، عندما أقصوا الحركة الثقافية الكردية بشكل شبه تام، في الوقت الذي كانت الوعود قاطعة من قبل رئيس المجلس الوطني الكردي نفسه، وتكتموا على طلبات معظم الشخصيات السياسية والأدبية المعروفة، ونحن هنا لا نتحدث عن الفيتو الذي أستعمل على جميع الأحزاب التي أنفصلت عن الموجودة وعلى حزب ب ي د معهم، إضافة إلى حركات وكتل سياسية لها وزنها في الداخل والخارج، كالتنسيقيات الشبابية.
أنتابني موجة من الضحك المرافق بالغم عندما شاهدت لوحة الكريكاتير الكردي المبدع “يحيى السلو ” الساخرة حول ما يجري في عملية الإنتقاء! هل سيتمكن أي كان من الكتاب من التعبير أكثر عن الحقائق التي جمعها اللوحة تلك، لذلك من المرجح عدم التحدث أكثر عن الأخطاء التي رافقت الدعوات، وهي ليست بالقضية، الجميع يخطؤون، ونسبة المدعوون عالية جداً خاصة والدعوة مجانية ثمنها مدفوع، والمكان هو هولير المدينة المنبثقة من الركام والتي يرغب الجميع رؤيتها بالمجان، ربما لو لبيت الطلبات لتجاوز العدد الألف، أقول هذا ولا أنفي بأن اللجنة أختارت العديد من الممثلين الذين لا يستحقون وأقصوا مؤهلين عن سابق تصميم وأصرار.
حركة كردية سياسية أنبثقت عنها ” مجلس وطني كردي ” أدعت بإنها تمثل الأغلبية، وهذا ما نأمله، تأتي وتسلم أمورها إلى لجنة مليئة بالغايات والأبعاد الذاتية، ولا قدرة لها منفردة على الوقوف في وجه الضغوطات المتنوعة، ربما أجبروا على أن يمارسوا أقصى حالات الإلغاء تيمناً بسلطات دكتاتورية شمولية، لكن الأخطاء الرئيسة بدأت من لحظة التعتيم على تأجيل المؤتمر لعدة مرات إلى أن درج في خانة العدم، لولا كلمة السيد الرئيس مسعود البرزاني بإنهم سيقيمون مؤتمر في هولير، لما كان هذا التجمع الآن؟!.
خرج هذا الكونفرانس من الإطار الوطني ولا قوة تستطيع أن تعطيه هذه الصفة، لكنها بالمقابل ستؤدي دورها الموضوعي الخارجي والداخلي بكل حذافيره، لبت مطالب والضغوطات التركية عن طريق حضور السيد برهان غليون، فأقصي الأغلبية المستحقة، وسوف لن يحضرها البعض من قادة المجلس الوطني الكردي على خلفية تقزيمه إلى كونفرانس.
كما ونحن على شبه يقين بإنه سوف لن يرفع شعار ” إسقاط النظام ” تيمناً بمؤتمر قامشلو، والخلفية واضحة يوم أعلن رئيس اللجنة التحضيرية السيد علي شمدين بإنه كونفرانس عادي جاء لدعم مؤتمر قامشلو، وعليه نضع حجتنا بإنهم سوف لن يزاودون على أعضاء المؤتمر السابق في هذا الشعار، ولذلك لم يدعوا التنسيقيات الشبابية ثانية إلى المؤتمر.
أتمنى أن نكون مخطئين.
بهذا نكون أمام أجندات وضغوطات مختلفة، لكانت متضاربة لولا أن الموجود بين الرحى هو الشعب الكردي، والذين يقومون بدوران أحجار الرحى هم أعضاء من قادة الحركة السياسية الكردية وبدون أستثناء.
هل هو تكتيك سياسي، لمجارات المرحلة الثورية الحساسة الآن أم إنها أخطاء تاريخية لا قوة بالتخلص منه في يوم وليلة؟!.
وخارج هذه الأطر، يلعب أقليم كردستان الفيدرالي الدور الأول والأخير في جلب هذا الإهتمام الواسع بهذا التجمع، وإلا لكان كغيره من الكونفرانسات التي هدرت مع التاريخ دون جلبة تذكر، وبالتأكيد لمجموعة حزبية في الأقليم أجندات من وراء هذا الإهتمام الواسع المفاجئ بالحركة الكردية السورية، رغم إن آمالنا مركزة دوماً على دعم الأقليم للحراك الكردي السوري السياسي والثقافي، لكن ما يخيفنا نزوات وغايات الشخصيات السياسية الذاتية الذين لا ترقى سوية الإهتمام بالقضية إلى مستوى المنظور القومي أو الوطني العام، كثيراً ما يتجمد حراكهم عند المصالح الحزبية في أفضل حالاتها.
عودة إلى التقييم الكلي لما يجري، نرى بإن المجلس الوطني الكردي في تعويلهم على المقومات التي أعتمدوا عليها، كغايتهم بتشكيل هيئات خارجية في معظم القارات، بعد تشكيل هيئة إدارية مشتركة بين الخارج والداخل، كما كان مدرجاً في أجندات المؤتمر بعد التأجيل الأول، والتي نفذت معظمها عن طريق تدخلات خارجية وداخلية متنوعة، ولذلك فالمنطق يرشدنا إلى تبرير اللجنة التحضيرية من معظم الأخطاء والنقد الموجه إليهم، وعليه فإننا نطالب الحركة الكردية وعلى رأسها المجلس الوطني الكردي ومؤتمر الشعب الكردستاني ومعهم الحركات السياسية الأخرى والثقافية بالتأكيد، العودة إلى الذات والضمير والوقوف بجرأة في مواجهة الأطراف المختلفة التي تملي أجنداتها وتفرض الكثير، الإلتفات إلى القضية القومية والوطنية، بإنكار للذات الحزبية، لتشكيل هيئة عن طريق مؤتمر وطني حقيقي خال من مفاهيم ألغاء الآخر، ويكون للجميع فيه مكان، وبشكل خاص التنسيقيات الشبابية، رواد الثورة، فالإصغاء للآخر المخالف، ورؤية أختلاف وجهات النظر من خارج الأطر الحزبية، دون استعلاء، والتركيز على التنوع الفكري وطرق النضال المختلفة، وتضارب المفاهيم حول القضية الوطنية، هي التي ستؤدي إلى خلق الثقل الكردي في المحافل، وستجلب أهتمام الآخر بالقضية الكردية وبهذه الأمة التي تبحث عن بر الأمان والحرية.
مع كل تمنياتنا لكونفرانس هولير بالنجاح والإرتقاء إلى السوية المطلوبة منها وطنياً، والخروج بأفضل القرارات والنتائج.
نتمنى أن تكون نواة لإتحاد بين الحركات الكردية السياسية والثقافية عامة في الأيام القادمة.
د.
محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية