علي صالح ميراني
والغريب ان افرادا ومكونات كوردية سورية، تجد في نفسها هوى وميلا قويا في ان تكون الوكيل الامين لتنفيذ مهام واجندات خارجة عن حدوده الجغرافية والتاريخية، بذرائع لاتستقيم في الواقع المعاش بادنى درجاته، وكأن كوردستان ـ سوريا ليست ارضا كوردستانية هي الاخرى مثلها مثل غيرها من اجزاء كوردستان الاخرى، وانه ليست للاجزاء الكوردستانية اي فضل عليها لا قديما ولا حديثا، باستثناء الروابط القومية التي تجمع بين جميع ابناء كوردستان، هذا اذا لم نقبل ان كوردستان ـ سوريا كانت ولاتزال هي صاحبة اليد الطولى في مدهم بالدعم اللازم عبر كل مراحل التاريخ، واولها الدم الكوردي السوري الذي روى كل اجزاء كوردستان من دون تمييز او تفريق.
وبناء عليه، فان اي برنامج سياسي لاي حزب كوردي ما لا يحمل بين ثناياه، مبدأ تحسين اوضاع الكورد السوريين المعيشية وتأمين مستوى العيش الكريم لهم بعد كل تلك العذابات، وتحصيل حقوقهم القومية المشروعة وعلى رأسها الحقوق السياسية والديمقراطية، واقرار كل ذلك في الدستور السوري المقبل، وخلق بنية تحتية قوية في مناطقه شبه المنكوبة، سيكون بلاشك برنامجا دخيلا ـ وايا حمل من المسميات القومية والدينية ـ وبذرة خبيثة تحاول تسخير قضيتهم في سبيل تحقيق اهدافهم الخاصة بهم.
كثيرة هي القوى التي تحاول جعل كوردستان ـ سوريا حديقتها الخلفية، فالدولة التركية لن تقف مكتوفة الايدي كعادتها، وستبذل جهودها في خلق جبهة كوردية سورية تبرر لها افعالها الوحشية بحق اخواننا هناك، وسيكون مخلبها في ذلك بعض الشخصيات التي ادمنت الربح السريع على حساب هموم الفقراء، وبعض “المتدينيين” الذين لايزالون يعتقدون ان تركيا العثمانية هي خليفة عموم المسلمين في الارض، ودولة العراق الجارة الشرقية لكوردستان ـ سوريا ستصبح هي الاخرى وكيلة لايران في كسب شريحة واسعة من الكورد السوريين، وستزرع بعض عملائها هنا وهناك، وستدعمهم بالمال العراقي والايراني الوافر، وستساهم في خلق جمعيات واحزاب كرتونية تحمل اجندات عراقية ـ ايرانية واضحة، وعلاوة عن تركيا والعراق، هاهي مصر “الاخوانية” تهيأ اروقة قاعات القاهرة لضيافة كورد سوريين محسوبين على فكرها الاخواني قبل ايام، ولسان حالهم يردد: هل يعقل ان يكون لنا تنظيمات في 72 دولة وان لا يكون لهم تنظمهم في كوردستان ـ سوريا؟
وخلاصة القول اننا نأمل ان تبقى كوردستان ـ سوريا كتلة صخرية ملتحمة، وخرسان طبيعي غير قابل للقسمة.