تيار المستقبل الكوردي في سوريا
حزب آزادي الكوردي في سوريا
الحقائق التاريخية وتجارب الشعوب تؤكد أن أهم مستلزمات بناء القوة وانتزاع الحقوق , هي وحدة الكلمة والعمل النضالي , وهذا ما تسعى إليه جماهير شعبنا المحروم والمضطهد , منذ نشوء أول تنظيم كوردي عام 1957, لكن واقع الحركة الكوردية مؤلم وما زال دون المستوى المطلوب , رغم المحن ووطأة المشاريع العنصرية وسياسة القمع والاعتقال والقتل والإقصاء , وإذا كانت العوامل الموضوعية قد أصبحت راهنا في أفضل مراحلها بالنسبة لقضيتنا القومية , فان العامل الذاتي لم ينضج تماما , علما بان الجماهير الكوردية قد أثبتت في انتفاضتها (آذار 2004 ) بأنها مستعدة للتضحية والنضال , ومن هنا فان الخلل الرئيسي يكمن في بنية أطراف الحركة الكوردية .
وبتاريخ 15|10|2006 تم تسليم التعديلات المقترحة من قبل لجنة التنسيق , إلى ممثلي الهيئة العامة للجبهة والتحالف , الذين وعدوا بدراستها وتحديد موعد للمناقشة وفيما يلي أهم مقترحات التعديل على رؤية الجبهة والتحالف : (….
أن كوردستان حاليا مقسمة بين أربع دول هي : تركيا-إيران-العراق-سوريا … ومن هذه الحقيقة التاريخية والجغرافية فان القضية الكوردية هي قضية ارض وشعب … وبشان الرؤية في الجانب الكوردي ..
– الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكوردي كثاني قومية في البلاد وحل القضية الكوردية حلا ديمقراطيا على قاعدة الحقوق القومية – إعادة النظر في التقسيمات الإدارية الراهنة بما يجعل المناطق الكوردية الثلاث (الجزيرة-كوباني-عفرين ) منطقة إدارية واحدة وتمكين الشعب الكوردي من إدارة شؤونه التشريعية والإدارية والقضائية في إطار النظام الديمقراطي البرلماني ..).
وفي الوقت الذي اشتركت معظم القوى الكوردية في الاعتصام السلمي بدمشق في 5|10|2006 بمناسبة ذكرى جريمة الإحصاء وكان بالامكان أن يشكل هذا العمل النضالي المشترك , منطلقا سليما لتوحيد الرؤية السياسية , وتصعيد النضال الميداني وكنا ننتظر من الجبهة والتحالف , تحديد موعد للقاء والحوار للتوصل إلى رؤية موحدة , فؤجئنا بإقدام قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي على نشر مقال استفزازي وتخويني في جريدته المركزية العدد 494 تاريخ أوائل تشرين الثاني 2006 ونشر أيضا في مواقع الانترنت , كدليل مباشر على بدء السكرتير الأبدي للحزب التقدمي , بحملته لتقويض أي تقارب كوردي ولقطع الطريق على الحوار المرتقب بين أطراف الحركة الكوردية , ولكي يطلع شعبنا على الحقيقة , ننشر فيما يلي نص ما جاء في مقال جريدة ” الديمقراطي ” (( ارض وشعب أم مهاترات مرة أخرى ……
الـديـمـقــراطــــي*
لقد لجأ هؤلاء هذه المرة إلى طرح ( مشكلة ) غير موجودة سوى في عقلية الشوفينيين ،إلا وهي أكذوبة ( خطورة القضية الكردية ) وهذه المرة جسدوها في شعار ( أرض وشعب ) !! ، ما قصة الأرض والشعب؟هل هناك شعب بلا أرض ؟ ومن يثيرها دائماً ؟ وإذا لم يكن لنا أرض فهل نحن أبناء الجن حقا من الذين لا يقفون على أرض ؟ ألم يطرحها في البدء العنصريون من أمثال سيء الذكر محمد طلب هلال؟ ،أليست هي بالضبط التهمة الباطلة التي توجه باستمرار للكرد بأنهم ( يريدون اقتطاع جزء من الأراضي السورية وإلحاقها بدولة أجنبية )؟
لا يثير هذه الإدعاءات الباطلة سوى الذين يريدون القطع مع الحركة الوطنية السورية وعزل الكرد مرة أخرى عن الحركة الوطنية ووقف ذلك التطور السياسي الإيجابي الذي نشأ في السنوات الأخيرة حيث انفتحت الساحة السياسية الوطنية على القضية الكردية وتوسعت دائرة التفهم والتعاطف معها بخطوات متسارعة وتوثقت العلاقة بين الحركة الكردية والساحة الوطنية وتجسدت في التحالفات التي تحققت وهذه المسألة هي التي تثير الأوساط الشوفينية التي يقض مضجعها ذلك التطور السياسي السلمي الديمقراطي الهام في سوريا ، ولذا فليس من الغريب أن تثار خلافات مفتعلة ووهمية في صفوف الحركة الكردية ،ودفع أطرافها لخوض جولات من المهاترات حول بديهيات لا يمكن القبول بمجرد مناقشتها ،وجرها إلى التنازع حول عبارات وشعارات مختلقة لا تفعل شيئا سوى تسخيف العمل السياسي وحرفه عن الهدف الحقيقي وإشغاله بمهاترات فارغة تبدد طاقتها ، وتبعدها عن ساحة الحلفاء وتضعف الثقة بها…
أن الحركة الكردية والتي اتفقت بغالبيتها على رؤية سياسية واحدة مطلوب منها اليوم مواصلة السير والعمل الجاد دون التوقف أو الانخداع والانشغال بتلك الألاعيب وبذل جهودها لفضح وتعرية وعزل أصحاب تلك الشعارات.
( جــريـدة نصــف شهـريــــة يصـــدرها الـحـزب الـديـمـقــراطــــي الـتقــدمــي الكــــردي فـــي ســــوريــا – العـــــدد 494 أوائل تشرين الثاني 2006 .)
أن من يدقق في مضمون هذا المقال سرعان ما يدرك أن أصحابه قد سمحوا لأنفسهم بتعويم مواقف أحزاب الجبهة والتحالف والحيلولة دون الالتقاء مع أطراف لجنة التنسيق , وبالتالي اعتبار ” التقدمي ” بان رؤيته قد أصبحت رؤية للحركة بجميع أطرافها , ولا حاجة للحوار مع الآخرين ؟ علما بان قضية ارض وشعب معتمدة لدى العديد من أطراف التحالف والجبهة , ومن جانب آخر يحرض المقال القوى الوطنية السورية على عدم التقارب مع الحركة الكوردية , لا سيما أطراف التنسيق , ويسوغ مواقف النظام الشوفينية التي تتهم أي كوردي بأنه خطر على امن الدولة ويعمل على اقتطاع جزء من سوريا , ويوضح المقال إزاء الذين يطرحون قضية شعبهم على حقيقتها , بأنهم يستفزون النظام والمعارضة السورية , لكن أصحاب المقال يتناسون بان النظام وحتى أصحاب إعلان دمشق يرفضون حتى الآن , وبكل صراحة , الاعتراف بوجود شعب كوردي , رغم توفر كافة عوامل ومقومات الشعب من حيث : السكان – الأرض الجغرافية – اللغة القومية – التاريخ – الإرادة … الخ .
لقد أراد ” التقدمي ” فرض رؤيته واعتبار نفسه المرجعية الكوردية والوصي عليها , ولذلك فقد خالف أصول التعامل واللباقة السياسية , بشكل مقصود , عندما رفض التحاور مع أطراف التنسيق واختزل مواقف أطراف الجبهة والتحالف في موقفه , لإرباك الصف الوطني الكوردي , وهو يعلم تماما بان أطراف التنسيق جادون في مواقفهم وممارساتهم النضالية , وبأنهم سائرون بدون تردد على طريق تصعيد النضال الديمقراطي ومستمرون في كسر حاجز الخوف , وحتما فان هذا يخدم القضية الكوردية ويوفر مستلزمات توحيد صفوف الحركة الكوردية ودورها في عملية التغيير الديمقراطي في سوريا , على قاعدة نضالية , وطنية , واضحة وملتزمة , تلبي طموحات الشعب الكوردي ومصلحته في الخلاص من الظلم والاضطهاد الذي طال أمده .
أن مواقف ” التقدمي ” المتراكمة منذ عقود , لا تلامس مصالح شعبنا الكوردي وإنما تحاول تكريس القبول بالواقع الاستبدادي , لما يعانيه شعبنا الكوردي , كما تدل بوضوح على عدم وجود إرادة بشان توحيد الرؤية أو تشكيل المرجعية .
22-11-2006
لجنة التنسيق الثلاثية
تيار المستقبل الكوردي في سوريا
حزب آزادي الكوردي في سوريا