مقابلة مع علي قاضي (كوري ره ش) رئيس حزب حرية كوردستان PAK

” نجل رئيس جمهورية كوردستان 1946-1947″

“الذي يتمكن من محاصرة ولجم الإرهاب الايراني هو التلاحم بين المجتمع الدول”.

أجرى الحوار: جان كورد
(ساعد في الترجمة من الكوردية: إ.

غازاك)

سؤال 1 – قبل كل شيء نهنئكم بتوليكم رئاسة حزب حرية كوردستان ، مام علي قاضي.
 بعد كل هذا العمر الطويل من حياتكم، بدأتم الآن بالعمل السياسي الحزبي، ما السبب في ذلك؟ كيف يصبح “كوري ره ش”(*)  طرفاً لحزب كوردستاني؟

جواب:. العمل السياسي لدى الإنسان الكوردي يختلف عما عليه لدى الشعوب الأخرى.

كمثال على ذلك الوضع لدى الدول الأوربية المتحضرة ، هناك للفعاليات السياسية مرحلة ماقبل البدء بها، وما بعدها، أما بالنسبة لنا نحن الكورد فالوضع مغاير، بالنسبة لنا نحن الكورد أبناء المستعمرة الدولية ، على الأغلب يبدأ النشاط السياسي في وقت مبكر من العمر، ويطول حتى آخر العمر.

لذا فأنا لم آخذ عمري بعين الاعتبار في ممارسة النشاط السياسي، ومن جهة أخرى لم أبتعد في حياتي عن النشاط السياسي، واستمر نشاطي السياسي على الدوام.

ولكن لم أنتسب إلى حزب سياسي ما قبل الآن.

.

سؤال 2 – لماذا حزب حرية كوردستان (باك) ؟ ما الخصوصية التي يتحلّى به هذا الحزب حتى انتسبتم إليه؟

جواب: ليس هناك شيء يظهر فجأة.

أنا أراقب الوضع السياسي في شرق كوردستان (كوردستان ايران) من حيث الأهداف والفعاليات والعمل السياسي للأحزاب الكوردية منذ أمد بعيد، وأقوم بالتحليل والتدقيق.

أنا أقرأ منذ زمن ليس بقصير الخطاب السياسي للاتحاد الثوري لكوردستان حول القضية الكوردية، على أن كوردستان بلد محتل ومجزّأ ومستعمر، منذ تأسيس هذا الاتحاد قبل 15 عشر عاماً وإلى الآن، حيث جعل الاستقلال وتأسيس الدولة الوطنية هدفاً استراتيجياً واضحاً وأساسياً له.

إضافة إلى ثبوت الروح القومية لهذا الاتحاد لدى جماهير شعبنا.

هذا التنظيم يرى نفسه وفياً لنهج الرئيس الشهيد (قاضي محمّد) ، وفي الحقيقة فإن هذا التنظيم قد أحيا ذلك النهج من جديد، وحقق إيجابيات كثيرة على أرض الواقع.

قبل ذلك لم يكن هناك حديث عن الاستقلال والراية الكوردية والفيدرالية في شرق كوردستان.

فحمل هذه الأهداف والشعارات، وحبذا لو رأيتم الفلم الذي صوّر أحداث ذلك اليوم، قبل 13 عاماً في مدن شرق كوردستان، حيث تم رفع الراية الوطنية بشكل رسمي من قبل هذا الاتحاد في المدن الكوردية والنواحي والقرى، وقال الأخ حسين يزدان به ناه آنذاك:” نحن ننزل الراية التي ترمز للدولة الايرانية ونرفع عوضاً عنها راية كوردستان عالياً“.


انبثق حزب حرية كوردستان في أعتى سنوات الثورة الكوردية في شرق كوردستان من خلال النضال، ونحن لانستحي من موقف اتخذه عبر كل هذا الوقت بل نفتخر به.

في 1997-1998 فإن حزب حرية كوردستان الذي كان يدعى آنذاك بالاتحاد الثوري الكوردستاني ظل الطرف الوحيد للحركة الكوردية في عمق شرق كوردستان الذي كانت له قوات مقاتلة في تلك الظروف الصعبة، وكان يقوم بفعاليات قتالية، وما عدا ذلك فإن حزب حرية كوردستان كانت له مواقف ثابتة، في كل مجالات النضال، وهو حزب يؤمن بالالتزام الحزبي الصارم والقوي.

بسبب هذه الخصائص قررت الانضمام إلى هذا الحزب.

الذي أظهرت قيادته لي قدراً زائداً من الاحترام الفائق، إضافة إلى امتزاج دماء العديد من عوائل مناضلي هذا الحزب بدماء شهدائنا الكبار،الرئيس القاضي محمد وسيفي قاضي وبقية رجالات جمهورية كوردستان (1946-1947).

إنني وفاءً لهؤلاء الشهداء واحتراماً لنضالهم انضممت إلى هذا الحزب لأنني واثق من أنه حزب مستعد للتضحية والفداء وقدّم أول شهدائه لدى التأسيس : الأخ الشهيد سعيد يزدان به ناه.

لذا قررت أن أقوم بواجبي والانخراط في العمل الحزبي في هذا الوقت بالذات، وبأسلوب فعال اخترت الاتحاد الثوري الكوردستاني ، وفي الشهر التاسع من هذا العام، نشرت بياناً ذكرت فيه أن ليس الأخ حسين به ناه فقط وانما جميع أعضاء قيادة الاتحاد لم يلحوا على ضرورة انضمامي إليهم وانما طلب مني الأخ حسين بإلحاح في مؤتمر الحزب الأخير أن أتولىّ رئاسة التنظيم (باك) وناشد الرفاق على التصويت لي، وهكذا وافقت على ذلك وتم قبولي رئيساً لحزب (باك).

سؤال 3 – في هذا الوقت يحاول الأمريكان ومعهم  حلفاؤهم في العالم الحرّ أن يعزلوا ايران ويقفون في وجهها.

أنتم كإنسان ديموقراطي وفي موقع المسؤولية كيف ترون الوضع ، وكيف يجب أن يكون عليه موقف الكورد اليوم؟

جواب: قبل أن أجيبكم عن هذا السؤال، أوّد أن أذكّركم بأن نضال الشعب الكوردي ضد الطغيان الايراني أقدم بكثير من عداء الولايات المتحدة لايران، والقضية الكوردية ليست نتيجة لمسائل أخرى خارجية وانما هي قضية عريقة، وصحيح أن أمريكا أوصلت خلافها مع ايران إلى حد التفاقم، وهي مضطّرة لذلك، والأوربيون قد اقتربوا مؤخراً من الموقف الأمريكي لأن ايران تثير مخاوف حقيقية تجاه أمن واستقرار العالم.

إيران تقترب من حالة امتلاك السلاح النووي.

واذا وصلت إلى ذلك الحال فإنها ستأخذ العالم كرهينة ولاتستطيع أن تقوم بأي عمل آنذاك ضدها.

لذلك فإننا نرى موقف المجتمع الدولي تجاه إيران ليس ضرورياً فحسب وانما واجباً هاماً، ومن ناحية أخرى ، من وجهة نظر حزب آزادي الكوردستاني ، فإننا نعتبر القضية الكوردية قضية دولية، وقد تم تقسيم الكورد وتجزئة كوردستان بقرارات دولية ، والآن فإن العامل الدولي يلعب دوراً أهم من العوامل الأخرى في تقرير مصير كوردستان والقضايا المتعلقة بذلك.

لذا فإننا نولي أهمية قصوى لموقف الولايات المتحدة وحلفائها تجاه ايران وكوردستان والبلدان التي تقتسمها.

برأينا فإن على الكورد أن يعملوا فقط من أجل تحقيق حريتهم اليوم ومن أجل تحقيق مصالحهم الوطنية وأن يناضلوا من أجل تأمين حلفاء دوليين ودعم سياسي لهم، والدعم السياسي لايأتي دون مراعاة مصالح الداعمين.

برأينا فإن بين الكورد والأمريكان حول ايران ومسألة الإرهاب وبعض المسائل الأخرى منافع متبادلة.

سؤال 4 – منذ أكثر من 50 عاماً نجد أن أحزاب شرق كوردستان ترى حل القضية الكوردية ضمن حدود الدولة الايرانية، لماذا كل هذا التقديس والوفاء لحدود الدولة الايرانية؟

جواب: لايحق وضع كل الأمور في ميزان واحد، فإن حزب حرية كوردستان لم يمارس الولاء لايران مطلقاً، ولم يقم أبداً بتقديس الحدود الايرانية أو اعتبارها مقدسة.

في اعتقادنا القضية الكوردية لا يمكن حلها ضمن حدود الدولة الإيرانية ، فنحن نؤمن بالسيادة الوطنية واقامة الدولة القومية الكوردية، إن حزب (باك) يعتبر هذا من أهم وظائفه وواجباته، وهذا هو الطريق الوحيد لحل جذري للقضية الكوردية.

 
  سؤال 5 – في الفترة الأخيرة يحاول حزب العمال الكوردستاني اقامة علاقات سياسية جديدة بين شمال وجنوب كوردستان، كيف تقيّمون أنتم في حزبكم العلاقة بين الأحزاب الكوردستانية، وبخاصة بين أحزاب شرق وجنوب كوردستان (كوردستان العراق)؟

جواب: نحن نؤيد تلك العلاقة السياسية التي تعمّق من الأخوة ونقف ضد كل شكل من العمل السياسي الذي يضر بهذه الأخوة.

نحن نرى أن المسألة الكوردية في الأساس مسألة واحدة ونؤمن بأن الانتصار أو الهزيمة في جزء من أجزاء كوردستان يؤثّر في الأجزاء الأخرى، وإن (باك) منذ تأسيسه يرى حرية جنوب كوردستان وتأسيس حكومة وبرلمان في هذا الجزء كانجاز لكل الأمة الكوردية وكل أجزاء كوردستان التي لها ذات الحقوق والواجبات، وبتأمين هذه الحقوق والقيام بهذه الواجبات تزداد العلاقة متانة بين أطراف الحركة السياسية الكوردية.

ورغم كل العراقيل والعوائق السياسية والاجتماعية والثقافية فإن هناك علاقات جيدة بين شرق وجنوب كوردستان، دون أن يتدخّل طرف في الشؤون الداخلية للطرف الآخر أو يعمل على تسخيره، وضمن حدود الاحترام المتبادل.

 

سؤال 6 – إن جعفر آغا الشكاكي واسماعيل آغا الشكاكي، والرئيس قاضي محمد، والأمناء العامون سليمان معيني وأخاه عبد الله، والدكتور عبد الرحمن قاسملو، والدكتور صادق شرف كندي، كلهم أصبحوا ضحايا غدر وإرهاب الدولة الإيرانية كما تعلمون.

أنتم كزعيم سياسي وكإنسان ديموقراطي تعملون بصورة علنية وسلمية في وضح النهار، ماالضمانة لشخصكم وحزبكم أن لايقوم هذا النظام الإرهابي في ايران بممارسة الغدر والإرهاب بحقكم؟

 

جواب: يجب إضافة إسم الشهيد سعيد يزدان به ناه ، مؤسس حزب حرية كوردستان، الذي أغتيل في   19.09.1991 في مدينة السليمانية بجنوب كوردستان (كوردستان العراق) من قبل عملاء ايران المأجورين، إلى قائمة هؤلاء الشهداء الذين راحوا ضحايا للغدر والإرهاب الايراني في عهود مختلفة.
وجواباً على سؤالكم أقول أيضاً بأن هذا النظام الإرهابي في ايران لم يتخلّ عن سياسة الغدر والإرهاب بحق مناضلي الشعب الكوردي حتى اليوم، إذ قبل عدة شهور اعتقل بيشمركة (باك) شخصاً كان مرسلاً من قبل الجهات الايرانية بهدف اغتيال قادة ومسؤولي حزب (باك) في جنوب كوردستان.

إلا أن المهم الذي يتمكن من محاصرة ولجم الإرهاب الايراني هو التلاحم بين المجتمع الدولي.

إضافة إلى ذلك فإننا نقوم بواجبنا من أجل حماية أنفسنا وحزبنا، ولكن بتصفيتنا والتخلّص منا لن ينتهي ولن يتوقّف النضال الكوردي ، مثلما لم ينته ولم يتوقف النضال بعد اغتيال المناضلين المذكورين، بل ازداد وتوسّع رغم كثير من الضحايا والدماء الكوردية.

وسيأتي اليوم الذي تتم فيه محاسبة الذين قاموا بالغدر والإرهاب ضد شعبنا، عاجلاً أو آجلاً.

(*) يسمى الأستاذ علي قاضي ب “كوري ره ش” لأنه الولد الوحيد لأبيه الذي أعدم تاركاً إياه يعيش حياة في السواد الحزين.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…