معقول !!؟…خالد مشعل شخصياً!!!

أمين عمر

استكمالا لبروفات الجامعة العربية التي تتمرن عليها في الأراضي السورية وتؤديها بشكل سيئ أمام الجمهور أي الشعب السوري، ومضيّها المتهور في لحنها النشاز للمعضلة السورية، كلّف العربي، نبيل الجامعة و النظام السوري وعن طريق الصدفة لتواجده هناك ، خالد مشعل رئيس حركة حماس، المحتار بحثاً، أرضاً و سماءاً عن مكان يأويه وحركته، للقيام بنقل رسالة لرئيس النظام السوري، يبلغه المُبلّغ سلفاً ويحذره من المُحذّر سابقاً وينبهه للمُنبّه قبلاً، ومن المتوقع أن يرد رئيس النظام في حال عادت باربارا ال ABC وسألته عن رده على رسالة النبيل؟ والذي طار بها رئيس حركة الحماس الزاجل إليه؟
وفي حال اختيار الأسد الإجابة الصحيحة من بين الخيارات الشحيحة، أتوقع رده : ومن هو خالد مشعل هل هو شخص مشهور أنا لم اسمع به من قبل.

أي تماماً كما فعل مع سؤالٍ عن لحن الثورة السورية و قاشوشها والذي لم يسمع به الأسد المسكين، هل يعاني سيادة الرئيس إضافةٍ لعلله المعروفة من الطرش أيضاً؟ هل درس الرئيس طب الأذن مع العيون ، فبات لا يرى ولا يسمع؟ أم انه لا يسمع بمن لا يحب السمع بهم.
خالد مشعل الذي كان سعيداً لا بالرسالة بل بنقل الرسالة، أي لقاء الرئيس لا ما تحويها مضمون الرسالة ، فقال بذلت شخصياً جهداً هائلاً كبيراً لإحتواء الأزمة وتابع حديثه ،حيث لم يترك مطلباً لا للمعارضة وللنظام إلا وذكره كي يرضي النظام ،والمعارضة والجامعة العربية وروسيا والصين وأمريكا حيث قال في معرض استلامه للمهمة، نسعى للمصالحة ولتحقيق الأمن والاستقرار والتغيير والديمقراطية والإصلاحات ، والحل الأمني والسياسي.
ليس تقليلاً من مقام الرجل الزاجل قائد حماس بالصدفة، لأن إختياره أساساً، رئيساً لحماس، لم يكن لموقعه الخطير من الإعراب والنضال بل جاء لبعد موقعه عن غزستان ، بعدما اغتالت إسرائيل قادة الحركة بالتتالي الشيخ ياسين والدكتور الرنتيسي.

لذا فلفظه لجملة ” أنا شخصياً” إلى جانب رئيس الجامعة وفي ذاك الموقف الذي فشل وخاب أمل أغلب رجالات ورؤساء العالم عن إيجاد مكان ودور إيجابي في الملف السوري وحاولوا التهرب منه، كان فيه من الاستعلاء والغرور بموقعه ومقامه بدا وكأنه يرتب مكانته وقدر شخصه فوق كل من أفتى في قضية الثورة ، وكأنه سيستعمل العصا السحرية التي أقترضها من واليه الأسد حيث لم يعد الأخير بحاجة إليه بعدما أتم كل إنجازاته التي ذكرها في خطابه الأول لاستلام ورثته.
وحسب الاخبار التي تسربت للإعلام وتناقلها وكالات الأنباء فان خالداً وفي الفترة الأخيرة استمات للقاء بشار الأسد ولكن لم يمنحه شرف اللقاء “شخصياً” ، وعندما أصابه السأم والملل مد يداه لـ لحية نصر الله المزركشة زعيم حزب إيران في لبنان ليتبارك بها من جهة ، ومن جهة أخرى ليتوسط له الأخير للقاء بالأسد، ولم يتم أيضاً إلا أن نصر إيران ابلغه إن رسالته للأسد قد وصلت ،إذاً فكيف بخالد المشعل ان يفعل شيئاً وهو بالأصل كان عود ثقاب لا مشعلاً بيد النظام السوري يحركه متى وأينما يشاء .
الغريب اليوم هو طلب الجامعة منه، لعب دور الوسيط أو دور المقنع للنظام السوري ، هل لأن الرجل ” طول وعرض  ومالي هدومو ويهد الحيط ” ،ولكن لا عجب من ذلك أيضاً فقد عينت الجامعة قبلاً ، مشبوهاً في جرائم ضد الإنسانية  كرئيس لبعثة مراقبيها لمراقبة الجرائم في سوريا ، وعلى هذه الحال وكما ذكر الكاتب طارق حميد في مقاله في جريدة الشرق الأوسط ” على هذه الحال يجب أن تطلب الجامعة من حسن نصر الله التوسط لدى إيران كي تقنعها بعدم إغلاق مضيق هرمز”.


وللأمانة في نقل الخبر، فقد كانت رسالة مشعل المزعومة للأسد في بداية الثورة مقبولة، حيث ضمنت الرسالة أن مشعل شخصياً ومن معه سيقفون على الحياد أو مع الثورة وليس مع النظام في حال تأزم الوضع.

أعتقد إن وصول ملف سورية بعد عشرة أشهر من الثورة وبعد اللف والدوران المارثوني في أروقة  الجامعة العربية لتختم بختم خالد مشعل” شخصياً”، هو فشل حقيقي يضاف لسجل الجامعة الحافل بالفشل والهزائم، والى التأكُد من الشكوك في نبل رئيس الجامعة العربية، وعلى هذا فلم يبق للسوريين إلا الصبر والتمسك بإسم جمعتهم إن تنصروا الله ينصركم ، والتدويل مطلبنا.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…