وهناك من الكرد الانتهازيين ولاحسي العظام من يكون الأب في حزب كردي أو بالعكس والأولاد موزعون على الأحزاب الأخرى بدء من حزب البعث وشتى الأحزاب الكردية والشيوعية وهذا أيضاً حالة معاشة ومناورة مفضوحة ولكن أن يكون المرء بعثي و قوموي كردي في آن واحد فهذه الحالة طفرة جديدة وعداء سافر لقوانين الطبيعة من حيث التفكير والتقهقر الخلقي والسيكولوجي في الانتماء لهوية ثقافية ما وهذا ما لا يمكن تصنيفه في أي خانة التصنيف مذكور سابقاً وما لا يستسيغه العقل ربما هو نموذج جديد من إفرازات المرحلة الجديدة سنرى مثله كثيرا بعد أن أضحى الجميع مشغولا في السياسة ويعيشون آثارها ويبحث لنفسه عن مخرج آمن مستقبلا.
بعيدا عن كل نعرة وتهكم مع احترام مشاعر من هو محل احترام من القوميات الأخرى وهم أخوة أعزاء لنا في هذا الوطن وألا يصيب أحدهم من مكروه.
وتبقى اللعنة وكل اللعنة على زمان أجمعنا مع أوسخ وأدنس مخلوقات الأرض من هذه الفصيلة التي تزعم أنها كرداً في فكرها وثقافتها ووجدانها والتي باعت نفسها وتنكرت لقوميتها وهويتها من أجل مصلحة ذاتية وعائلية وتبيع الوطنيات وتزاود على الآخرين .فيا ليت أمهاتها لم تلدها أو ماتت قبل أن تعيش وهي تغرز في مستنقع المذلة حتى شحمة أذنيها ولم تجن من سلوكها سوى الخيبة والخسة والمهانة وطأطأة الرؤوس.
وأن الكثير من هذه النماذج المنحطة قد دنست شرف بعض العائلات الكريمة تاريخياً وهي بريئة من أفعالها.
والآن تريد اللحاق لمحي سجلاتها الذاتية ونشر أوساخها على حبل الكردايتي مستهترا بمشاعر الناس وذاكرتهم.
فمنذ مدة ليست ببعيدة صدف أن كنا في مجلس “محل تجاري” لأحد الأصدقاء في قامشلو مصادفة حيث دار حديث مقتضب وقصير حو ل الأوضاع التي تعيشه البلد من أحداث وعن أحوالنا نحن الكرد موقعنا منها وبعد برهة دخل شخص آخر صدفة دون موعد سابق.
فتذكرته حيث كنت أعرفته منذ زمن بعيد ولكنني لم ألتق به منذ زمن بعيد أيضاً.
فلاحظت عليه حين الدخول علامات غير الرضا والارتباك وتغير لون وجهه قليلا وصار ينظر من تحت حاجبيه بازدراء و شيء من الاحتقار وهذا ما تأكدنا منه لاحقاً وأحسست أن صاحبنا مغتاظ وأن تحت لسانه الكثير من الكلام.
فقلت في نفسي لنرى ما هي حكايته إلى أن جلس مهمهماً وتنفس بعمق.
سكتنا عن الحديث قليلا ومن ثم أراد صاحب المحل أن يقوم بالتعارف ولكن قبل أن يبت ببنت شفة حتى قاطعه هذا المخلوق كالبغل الجامح وقال بصوت أجش: لا تكمل فأنا أعرفه Ez wî nasdikim ” أشار إلي” فرديت عليه حالا بنبرة تشوبها بعض العصبية وببداهة وقلت وأنا أعرفه أيضاً دون أن أنظر إليه.
فخيم صمت على المجلس قليلا وثم قال الجامح:
ـ ألست خليل كالو .
ـ قلت : بلى يا …” Sx”
قال : ما هذا الذي تكتبه وهل صدقت بأنك أصبحت كاتباً.
حينها استبدلت مجرى سير تفكيري من تلقاء ذاته وتعجبت من سؤاله وطريقة طرحه.
قلت: وما محلك من الإعراب يا مبني للمجهول.
أفصح أكثر حتى نفهم ومن ثم نجيب ..ولماذا تسأل وبعد جدال قصير.
قاطع صاحب المحل الحديث حيث اسقط نفسه في الكلام وقال باستخفاف: ألا تعرفه أنه فلان قد ناشط باسم الحزب الكردي رقم (.؟.) هذه الأيام.
قلت: أهلا وفيه مسحة سخرية وبعض من التهكم.
لم أقل يوما بأنني كاتب والأصح أنا مدون حيث أكتب أحياناً تعبيرا عن أفكار تراودني وهذا حق لكل شخص في التعبير عن رأيه ولكن للعلم ربما “وأقول ربما” صرت كاتبا في نفس الوقت الذي أصبحت أنت منتسبا للحزب رقم (.؟..) دون وعي مني ((أليس هيك حزبي بدو هيك كاتب) وبالمناسبة أنني أعرفك منذ زمان والرفيق البعثي فلان ..سبحان مغير الأحوال..
الدنيا دولاب أليس كذلك حيث لا زالت ذاكرتنا متقدة ولم ننس بعد ولم يخطر ببالنا يوماً بأن أحدهم مثلك “وهذا تقييمي وموقفي نحوك حتى هذه اللحظة” سيصبح مسئولا دفعة واحدة وغيورا على حقوق الكرد بدون إذن سفرSitara xwedê ..
.حينما سمع صاحبنا هذا الحديث ومن دون مقدمات ارتعد كيانه من الأعلى إلى الأسفل ولم يكن يتوقع هذا القول الفجائي والحشري وحاول التراجع وصار يحرك من مؤخرته على الكرسي يمنة ويسرة وخجل من الانسحاب فورا وهو لم يسخن مكان مقعده بعد.
فخفف من نبرة كلامه وارتبك ولكنه حاول أن يلملم من ذاته مجدداً.
واستطرد في الكلام ليوهم أنه شجاع وأنا أعرف أنه أجبن من الجبن لأن المذنب يفقد كل عناصر الشجاعة والدفاع حين يواجه الحقيقة .
قال: هذا كذب وتلفيق ومعلوماتك قديمة جداً لقد فعلت حينها من أجل مصلحة وتركته.
قلت: على خليل كالو يا رفيق والآن من أجل مصلحة.
هل المصلحة تقتضي أن ينكر المرء قوميته ويغيرها حينما يشاء ويعيد اعتباره متى شاء وماذا تفعل بسجلك الشخصي وكيف لي وغيري أن نستريح لأمثالك من هذا النموذج المزيف ولماذا أنت غاضب منا.
أليس حري بك أن تغضب من نفسك وتاريخك الشخصي المهبب.
ومع ذلك ما الذي يغيظك أنت وغيرك من كتاباتي ..؟
قال: تهجم على الحركة الكردية وحاقد علينا.
قلت: لماذا تتكلم بصيغة الجمع وتحشر نفسك بين الناس الشرفاء وأولاد الحلال يا نكرة حيث الأحزاب الكردية مليئة بالطيبين وهم أخوة أعزاء لنا (والعتاب بيننا على قدر المحبة وما الذي حشرك بين البصلة وقشرتها).
فلتعلم أننا أبناء الجلدة الواحدة وأصحاب قضية وشركاء مصير فما الذي يعنيك من كل هذا.
فنحن ننتقد بعضنا من أجل أداء أنسب وأفضل وتلافي الأخطاء والعثرات وأن كل كلام مذموم موجه للنماذج السيئة التي تركب موجة الكردايتي الآن ومن الانتهازيين من أمثالك وقبل أن أكمل حديثي قام من مكانه وفي نفسه شيء من شهوة الشجار لكن جبنه لم تسعفه فخرج وولى ..
إن الغاية من سرد هذه الحكاية هو القول التالي : إن اندساس الشخصية المزيفة والنفعية والنتنة في أفكارها وضميرها وسلوكها بين صفوف الكرد وحراكه الحقوقي والقومي في زمن مضى كان السبب في كل الأزمات التي مر به الشعب الكردي خلال مراحل نضاله ويخشى أن يكون سبب تعثره وتخبطه هذه الأيام هو أمر مشابه نتيجة لتموضع تلك الشخصية المتطفلة والمندسة على هيكل المؤسسة السياسية وتعشيشها في المركز كالعناكب وهي تنشر خيوط شباكها دائريا فتأبى الإفساح المجال لأي جديد وحداثة للفكر والتفكير المنتج لتنظيف الصفوف من إفرازاتها وزبالتها الفكرية والثقافية مما سيجعل الحال كما كان وربما أسوأ إذا لم يسعف الوضع بمهنية ومسئولية وثقافة جديدة والسعي لتغيير جذري في البنى الأساسية للموروث التقليدي والتاريخي للمجتمع الكردي وبناء الشخصية الحقيقية المؤهلة لإدارة ذاتها عند الضرورة حيث أضحت الظروف والأسباب أكثر مساعدة من ذي قبل ..