فهل ما جرى من بناء المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غرب كردستان واتحاد القوى الديمقراطية الكردية والتسيقيات الشبابية هو وهم وضحك على اللحى وليس وحدة الصفوف..؟فإذا كانت ليست كذلك لماذا تم القيام بها أصلا بعد تشتيت الصفوف وزرع الريبة وفقدان الثقة ..؟ أليس مثل هذه الدعوات والدعوات يشبه حديث البدوي الذي تحدث عن قضية ما ساعتين ومن ثم قال أتريدون الصحيح ” .أي كل الحديث الذي قاله من قبل هو كذب وافتراء”.
فالصحيح كما قال البدوي أنتم تبحثون عن حقوقكم في البراري وفي جراب الآخرين وتنسون جرابكم وبين أقدامكم ومن طاقاتكم .
فهل دق ناقوس الخطر في الوقت بدل الضائع وسعي جدي أم هو كلام مثل غيره من الكلام نسمعه عند كل موقف سلبي يدلي به الأخوة العرب من المعارضة أو حتى الموالاة ” ومن السلطة ” أم دعوة مثل غيرها إلى رص الصفوف على الورق من هذا الفصيل وذاك الشخص لتسجيل نقاط على غيره من المتنافسين دون فعل حقيقي على الأرض .
سيبقى مثل هكذا حديث ودعوات إلى وحدة القرار ورص الصفوف في إطار الكلام والولولة والدعاية الحزبية للاستهلاك المحلي وبيع الوطنيات لا أكثر إذا لم تقترن بالعمل الفعلي والحراك على الأرض الآن وسوف تكشف عن حقيقة المدعين في الأيام القادمة.
علما بأنه كان الواعظون ذاتهم هم ممن استهتروا بوحدة الصفوف وصفوها بالطوباوية ورموا بصوت ومشاعر الكرد ومشروعهم الوحدوي خلف ظهورهم بالأمس القريب فهل نسينا أو شلت الذاكرة لدينا أم هي مرة أخرى استهتار بعقولنا وخلط الأوراق والهروب من المسئولية بعد العجز ووقوع الفأس بالرأس.
هذا الكلام موجه إلى الجميع دون استثناء حيث الكل تنصل ووارب وتقصر قصدا أو عمداً كل حسب حساباته الخاصة مما سيضع الجميع في خانة التضليل والكذب المفضوح من الآن وصاعدا كلما احتدم الصراع والأحداث على الأرض .فما المانع من القيام برص الصفوف يا داعي ويا أستاذ وهل من تحديات وصعوبات وظروف قاهرة تعترض هذا السبيل سوى ثقافة وتفكير الداعي نفسه الذي مطلوب منه الوقوف على ذاته الأنانية ورص بعضه بالبعض ومن الأولى به أن يصلح نفسه ويغير ما بنفسه من سلوك ووجدان ووحدة الحال من تفكير وسلوك حينها ستستقيم الأمور ومن ثم يمكن الحديث عن تشكيل قوة كردية حقيقية لتصبح كتلة لها وزنها وتأثيرها تحترم من الأعداء قبل الأصدقاء وومن المؤكد سوف يطمع بها الجميع في الوقت المناسب وحينها لا خوف على الحقوق عندما توزع وسيقر بها القاصي والداني لأن الحق في رأس المخباط والشراكة الحقيقية مع الآخرين ولا تأتي من عرائض التسول والثقافة التبعية والقول أن لي حقوق .
فكم من حق لضعيف قد أصبح باطلا عند الأقوياء وكم من باطل لقوي أصبح حقاً عند الضعفاء فهذا هو قانون الطبيعة وقانون السلف الكردي حينما قال : أن الدنيا كشحم إلية الخاروف يقطع منها المرء نصيبه من يكون سكينه حادا.
إذا كان المدعي الكردي من هذا وذاك دون الإفصاح عن الأسماء والأطر”فالكل سواسية” مقصرين حيال الأهداف والمسئوليات الملقاة على عاتقهم في الوقت ذاته يبقى المدعي لرص الصفوف ووحدة الإرادة والقرار هو ذاته كان الرافض الأساسي والعابث منذ وقت قريب لمثل هذا التوحد والرص.
فممن تشتكون يا سادة فهل تضحكون علينا من جديد حيث بات أغلب الناس يفهمون ما يجري حولهم من أحداث وسياسات.
فمن الأولى بكل واعظ وملقن ومشتكي أن يتعظ أولا ويصحح ما في ذاته ويرتب صفوفه وسلوك من الاعوجاج والمباشرة بالعمل قبل القول والشكوى والحركة لأن كل حركة بلا قوة مصيرها التوقف والتقهقر وجلب الهزيمة .فإذا كانت النخب الكردية جميعها المنضوية تحت سقف الأحزاب أو الأطر المتشكلة حديثا وإلى جانبها التنسيقيات الشبابية التي تتكاثر كالفطر والمثقفين والفعاليات الاجتماعية الأخرى لم تنتظم في إطار مرجعية قرار ووحدة إرادة ولم تسلك طريق الكردايتي الصحيح كما ينبغي حيث لا ندعو إلى وحدة الفكر والتفكير والتنظيم حتى لا يتفلسف الانتهازيون والقول بأنها دعوة مستحيلة كي يتهربوا من استحقاقات المرحلة سيكون استهتار الآخرين بكم على الدوام هكذا وما الغريب في ذلك ..؟!!