عبد العزيز التمو
في نشوة الحياة وبسطة السلطة والنفوذ قد تختلط الأوراق على النفس البشرية الضعيفة، وتختلط أيضا معها الحقائق بل المسلمات والبديهيات، حتى تصاب بنوع من عمى البصيرة، أو نوع من الرؤية بالمقلوب لترى المواقف على غير ما عليها بالحقيقة، وهنا تتوجب إرسال هذه الرسالة، لعل النفس تفيق من سكرتها، وترتد إليها بصيرتها، فتدرك الواقع .
وهذه الحالة الاضطرابية تنطبق بحذافيرها على بشار الأسد، الأمر الذي قرر معه فتح نيران أسلحته الثقيلة على أبناء سوريا الغوالي، فأردى منهم حتى الآن أكثر من ستة آلاف شهيدا، فضلا عن الجرحى والمصابين والمعتقلين.
وهذه الحالة الاضطرابية تنطبق بحذافيرها على بشار الأسد، الأمر الذي قرر معه فتح نيران أسلحته الثقيلة على أبناء سوريا الغوالي، فأردى منهم حتى الآن أكثر من ستة آلاف شهيدا، فضلا عن الجرحى والمصابين والمعتقلين.
من هنا وجبت المكاشفة، وإرسال الرسالة عقب الرسالة، وإن كان في طياتها حقائق اقل مايوصف بها طاغية فهذا ما يقتضيه واقع الحال، كأشبه ما يكون بالصاعق الكهربي الذي يضعه الطبيب على صدر المحتضر لعله يستفيق وتعود إليه ضربات قلبه ونسمات روحه من جديد.
بشار..
ولدت وفي فمك معلقة من ذهب كما يقولون، فلقد ولدت ليس في قصر الرئاسة ولكن في قصر الملك، لأب طاغية وإن سمى نفسه رئيسا للجمهورية العربية السورية..
ملك من نوع سلطوي، تملك بمنصبه سورية كلها بشعبها وثرواتها ومقدراتها، وصار هو كل سورية، فترعرعت في ظل الدكتاتورية التي لم تعرف غيرها، فوجدت في صباك ضابطا رفيعا بالجيش العربي السوري يفتح لك باب السيارة، وخادمة حسناء تكون بجوارك لا تنام عينها وأنت تغط في نومك، وأمانيك تتحقق قبل أن تكتمل معالمها في مخيلتك، وللدنيا عندك وجه واحد لا وجه سواه، هو وجه الخضرة والنعيم والمتعة والرفاهية.
ثم كان للأقدار حكما آخر، حيث مات الوالد على عجل، وسنك لا يناسب رئاسة الملك حسب دستور البلاد، فما كان من الطغمة الحاكمة إلا أن غيرت الدستور ليناسبك وأي أيام تلك التي تضحك لك سنوات وسنوات مديدة ولا تريك أحزانها ولا أتراحها، برغم أن كل البشر عهدها دنيا دنيئة، لا تستقيم على حال، وبقدر ما تضحكك مرة تبكيك مرات، وإذا أسعدتك نوبة تشقيك نوبات.
لقد غدرت بك الأيام على غرة، وتنكرت لك الأحداث على غفلة، فالشعب الذي لم تشعر به يوما قد انتفض، وعلا صوته، وأنت الذي لم تسمع له صوتا أبدا، وهذا يراجعك في أوامرك وذاك يحذرك وآخر يتبرأ منك، وأنت الذي لم تسمع آذانك غير التصفيق الحار على كل جملة تخرج من ثغرك ،.
لكن من الحكمة اليوم أن تسأل نفسك بجرأة: لماذا تغير الحال؟ وتبدلت الأيام؟ وانتفضت الجماهير؟
والجواب لا يحتاج إلى قريحة فذة ولا عقلية جبارة، إنما يحتاج نبرة صدق ورؤية حق..
إنه ””””الظلم”””” يا ايها الطاغية، الظلم الضارب في أعماق الشعب السوري من أيام الوالد (حافظ الأسد قفزت رحمة الله عنه) صاحب مذبحة حماة التي سميتها أنت ””””إنجازات””””!! وهددت الشعب السوري إبان انتفاضته أن تعيد أمجاد والدك في حماة، الظلم الذي دفعك لأن تضرب الأبرياء ذوي الصدور العارية بالاسلحة الثقيلة، وتهدم المآذن بطلقات مدافعك، ويغتال شبيحتك قائدا سوريا كبيرا مشعل تمو، وتجعل المعذبين يقولون: ””””لا إله إلا بشار””””، ويسجدون لصورتك..
صدقني إن أناملي ترتجف وأنا أكتب هذه الفظائع، لكن المشكلة أنك تجاوزت بأزمتك حدود دماء شعبك، ووضعت نفسك في أزمة مع الله عز وجل بجبروتك، وما مصير ألقذافي منك ببعيد، لقد وضعت نفسك في فخ لا فكاك منه، ورغم كل العروض المغرية لك بترك السلطة والعيش آمنا في أحد الدول في بحبوحة من العيش، إلا أنك ركنت إلى قوة أجهزتك الأمنية و شبيحتك، وهان عليك كل شيء في سبيل كرسي حتما أنت مفارقه، وأخذتك العزة بالإثم، فلا تفزعك صرخات المجروحين ولا دعوات المظلومين ولا آهات الأمهات، وركنت إلى غبائك وآراء المضللين من حولك بأن الجيش ما زال متماسكا ومواليا، لكن متى توهب الجيوش الأمن الدائم للظالمين ..
لقد سبق السيف العزل، فلقد تعجلت نهايتك المأساوية، وحكمت على نفسك بلعنات التاريخ الأبدية ..ولن تسلم بما فعلت…..
31/12/2011
بشار..
ولدت وفي فمك معلقة من ذهب كما يقولون، فلقد ولدت ليس في قصر الرئاسة ولكن في قصر الملك، لأب طاغية وإن سمى نفسه رئيسا للجمهورية العربية السورية..
ملك من نوع سلطوي، تملك بمنصبه سورية كلها بشعبها وثرواتها ومقدراتها، وصار هو كل سورية، فترعرعت في ظل الدكتاتورية التي لم تعرف غيرها، فوجدت في صباك ضابطا رفيعا بالجيش العربي السوري يفتح لك باب السيارة، وخادمة حسناء تكون بجوارك لا تنام عينها وأنت تغط في نومك، وأمانيك تتحقق قبل أن تكتمل معالمها في مخيلتك، وللدنيا عندك وجه واحد لا وجه سواه، هو وجه الخضرة والنعيم والمتعة والرفاهية.
ثم كان للأقدار حكما آخر، حيث مات الوالد على عجل، وسنك لا يناسب رئاسة الملك حسب دستور البلاد، فما كان من الطغمة الحاكمة إلا أن غيرت الدستور ليناسبك وأي أيام تلك التي تضحك لك سنوات وسنوات مديدة ولا تريك أحزانها ولا أتراحها، برغم أن كل البشر عهدها دنيا دنيئة، لا تستقيم على حال، وبقدر ما تضحكك مرة تبكيك مرات، وإذا أسعدتك نوبة تشقيك نوبات.
لقد غدرت بك الأيام على غرة، وتنكرت لك الأحداث على غفلة، فالشعب الذي لم تشعر به يوما قد انتفض، وعلا صوته، وأنت الذي لم تسمع له صوتا أبدا، وهذا يراجعك في أوامرك وذاك يحذرك وآخر يتبرأ منك، وأنت الذي لم تسمع آذانك غير التصفيق الحار على كل جملة تخرج من ثغرك ،.
لكن من الحكمة اليوم أن تسأل نفسك بجرأة: لماذا تغير الحال؟ وتبدلت الأيام؟ وانتفضت الجماهير؟
والجواب لا يحتاج إلى قريحة فذة ولا عقلية جبارة، إنما يحتاج نبرة صدق ورؤية حق..
إنه ””””الظلم”””” يا ايها الطاغية، الظلم الضارب في أعماق الشعب السوري من أيام الوالد (حافظ الأسد قفزت رحمة الله عنه) صاحب مذبحة حماة التي سميتها أنت ””””إنجازات””””!! وهددت الشعب السوري إبان انتفاضته أن تعيد أمجاد والدك في حماة، الظلم الذي دفعك لأن تضرب الأبرياء ذوي الصدور العارية بالاسلحة الثقيلة، وتهدم المآذن بطلقات مدافعك، ويغتال شبيحتك قائدا سوريا كبيرا مشعل تمو، وتجعل المعذبين يقولون: ””””لا إله إلا بشار””””، ويسجدون لصورتك..
صدقني إن أناملي ترتجف وأنا أكتب هذه الفظائع، لكن المشكلة أنك تجاوزت بأزمتك حدود دماء شعبك، ووضعت نفسك في أزمة مع الله عز وجل بجبروتك، وما مصير ألقذافي منك ببعيد، لقد وضعت نفسك في فخ لا فكاك منه، ورغم كل العروض المغرية لك بترك السلطة والعيش آمنا في أحد الدول في بحبوحة من العيش، إلا أنك ركنت إلى قوة أجهزتك الأمنية و شبيحتك، وهان عليك كل شيء في سبيل كرسي حتما أنت مفارقه، وأخذتك العزة بالإثم، فلا تفزعك صرخات المجروحين ولا دعوات المظلومين ولا آهات الأمهات، وركنت إلى غبائك وآراء المضللين من حولك بأن الجيش ما زال متماسكا ومواليا، لكن متى توهب الجيوش الأمن الدائم للظالمين ..
لقد سبق السيف العزل، فلقد تعجلت نهايتك المأساوية، وحكمت على نفسك بلعنات التاريخ الأبدية ..ولن تسلم بما فعلت…..
31/12/2011