معجم 2011 عام يحفر إبداعه عالياً

إبراهيم اليوسف

إلى شهداء2011 وفي مقدمهم صديقي مشعل التمو

           يجرُّ العام 2011 أذياله، بهدوء، عن مشهد جدّ مختلف، ومغاير، لم تعرفه المنطقة برمَّتها من قبل،  بحيث أصبح هذا العام محطً فاصلة في تاريخ  المنطقة، وشعوبها، في آن واحد،  كي  نكون أمام ما قبل عام2011  وما بعده، ولعل بعض ما يمكن الإشارة إليه، عن ثقافة ما قبل هذا الموعد تحديداً، وما قد ينسب إلى  ما قبل هذا التاريخ  انتشار ثقافة خاصة قوامها العبودية، والإذلال، والظلم، والتجويع، والتشريد، وانتهاك الحريات، وغير ذلك، من ضروب الاضطهاد، والجور، والقمع، وسواها، من مفردات عانى في  ظلِّها مواطن  ذلك المكان، من الكثير من الجور والتشنيع عليه.
  لتشهد نهايات العام2010  انطلاق الشرارة الأولى التي أشعلها “البوعزيزي”، ذلك المواطن التونسي البسيط،  من خلال إضرام النار في جسده، بعد إهانته، وهدر كرامته، نتيجة احتجاجه على احتجاز على” عربته” التي كان يبيع عليها الخضار، ويعيل أمه، وأخواته، وبقية أفراد أسرته،بوساطتها،  لتفعل تلك الشرارة الأولى فعلها، في دائرة أوسع من دائرة ذلك المكان المحدود، بخريطته، فتذوب ركامات أربعة عقود ونيِّف من الخوف، والظلام،  والعذابات، والضياع في غياهب السجون، أو المقابر الجماعية التي كان يغيَّب فيها الكثيرون من الأحرار في أكثر من عنوان.

و بدهيٌّ، أن ما شهده العالم، خلال اثني عشر شهراً، كانت الصورة الإلكترونية لابنِ المكان عينه، في خريطته الأوسع،مدار اهتمام العالم برمته، إذ تمتلىء شاشات الرائي، أو الحواسيب، وكذلك الصحف المقروءة، بتلك المناظر الموغلة في الإيلام، والتي ترتعد فرائص أحرار العالم لمرآها،  إذ غدا مشهد نحر طفل، أو تيتيمه من أبويه، أو نحر أسر كاملة، أو تهديم المنازل فوق رؤوس أصحابها، كي  يتم محو وجودهم عن مسرح الحياة، نهائياً، أمراً في دائرة ما هو اعتيادي، بل إن أصوات دويّ الأسلحة المتنوعة، خفيفة، ومتوسطة المدى، كان ملء أسماع العالم الحر كله، ناهيك عمَّا يسببه ذلك من أذى كبير بالنسبة لمن تقصدهم تلك الرصاصات والقذائف، بل والقنابل  المحرَّمة، في عرف الضمير الإنساني المتفرِّج.
ولعلَّ المشاهد الأكثر استفزازاً، وإيلاماً، كانت جدّ كثيرة،  من حولنا، وقد يأتي في مطلعها اقتلاع حنجرة أحد الذين تغنوا بالثورة، ورمي جثته في نهر مدينته، لتكون ميتته الدرامية درساً لمن حوله، وهو ليس ببعيد عن مصير من  اشتغل في مجال التدوين بلغة هادئة، ليكون مصيره القتل تحت التعذيب،  ناهيك عن فقء عيني مصوّر دأب على التقاط صور ما تقع عليه عيناه من أهوال كبرى، في مَقدمها استرخاص دم الإنسان، بوساطة هاتفه المحمول.

 ولعلََّ أكثر من مواطن صحفي-وهذه الصفة الجديدة التي دخلت عالم الصحافة في ظل تغيب الصحفيين الميدانيين لأسباب معروفة- قام بالتقاط صورة للقنَّاص الذي صوَّب الرصاص إليه، لتكون صورة القاتل آخر صورة  انغمضت عليها عيناه، بل وآخر صورة التقطها جهاز هاتفه الجوَّال، تحت إمرة سبابته، ولقد نجا من تغلبت السبابة التي التقطت الصورة على السبابة التي تضغط على الزناد، بعد أن واجهت جمجمته رصاصة أخرى من قبل، من دون أن يرفع يده،  كي يكتب روايته بلغته الأم، عن كل ذلك.
وإذا كنا الآن،  في حضرة شباب، رفض أن تكون حياته نسخة طبق الأصل، عن حياة جيل أبيه الذي فتح عينيه على كل صنوف العذاب، وامتهان الكرامات، فإن جيل الأطفال لم تسلم براءاتهم من براثن آلة القتل، بل كانوا في” مداها المجدي”، دافعين ضريبتها، لتزداد أعداد الأطفال، ممَّن امَّحوا عن خريطة الحياة، ناهيك عمن فقد أعزَّ من حوله، أخواتٍ، وأمهاتٍ، وآباءَ، بل يضاف إلى كل هؤلاء من أصيب بعاهات دائمة، جسدية كانت، أو نفسية، وكان كلّ ذلك ناتجاً عن أن  بعض الدكتاتوريات التي أدلجت لتأبدها، استئسادها الساحة، لم تكتف بما ألحقت بالبنى التحية من خراب، وما ارتكبته من مظالم، ومجازر، فباتت تعمل على إلحاق المزيد من الدمار بالبنية التحتية، من خلال اللجوء إلى “عدم إبقاء على حجر”، بل وعدم التورع حتى عن  إبقاء خرائط بلدانهم، من دون بشر، أو شجر، أو حجر، وهي عدوى”شهوة السلطة” التي  تهيمن على رؤى الطغاة في كل مكان وزمان.
لقد كان من شأن ” الربيع العربي” أن  يشير إلى عواصم، طلعت للتّوَّ، دوَّن بنوها أسماءَها، لتكون في حرم العام ذاته، أجل.

مدنٌ جديدةٌ كتبت أسماءَها، بحبر جديد، هو خليطٌ من رائحة دم، وغار، وذهب، فيه سرُّ الخلود، وقد تكون في بلد ما عاصمة واحدة للثورة، لكي تكون في آخر أكثر من عاصمة، بل لتستوي القرية بالمدينة، والمفرد بالجمع، وليكون للعام نفسه معجم المدن الخضراء، كما أن له معجم الأسماء الخضراء، وهم أبطال اللحظة، ودعاة فَخار الغد القادم.
إذا كان العام 2011-ولا أقول السنة لأنه مهاد الحرية والثورات- عبارة عن عدد، فإن أي تمعن في قراءة يوميات هذا العام، تجعلنا أمام متواليات من الأعداد، هي أعداد الضحايا اليوميين، على اختلاف أعمارهم، أنى كان هؤلاء، سواء أكانوا في بيت عبادة، أم في عيادة، أو مشفى، أو مدرسة، أو منزل،أو حافلة ركاب، محتجين، على آلة الطغيان، أو محتاجين إلى الحرية، والكرامة، نائمين أو مستيقظين، مذعورين أو آمنين، لا فرق، بل  ويرتفع الخطُّّ البيانيُّ في عالم الأعداد في ما لو غدونا في حضرات المغيَّبين، وراء القضبان، أو والمهجَّرين وراء حدود الخرائط، وجهاً لوجه، مع عوامل الطبيعة من حرّ، وقرّ، في ظلّ غياب الراحة بل وأسباب الحياة، بما في ذلك المسكن، والطعام، والدواء، والهواء…
وفي ما لو قارنا بين ذين العالمين:عالم القاتل و عالم القتيل، أو عالم الضحية، وعالم الجلاد، في فضاء العام نفسه، فنجد لكل منهما رؤاه، وفلسفته،  وإن كان-في نهاية المطاف-شتان مابين عالمي هذين القضبين المتنافرين،  وما بينهما من بون شاسع، حيث أحدهما يلغي حياة الآخرين من أجل حياته هو، والآخر يلغي حياته الشَّخصية من أجل حياة سواه، حيث افتراق النقيضين، وهي فلسفةٌ قد تجد لها أرومتها في ثنائية قابيل وهابيل،ومعروف أن الحياة لمن  ينشر ثقافة الحياة، حتى وإن أفني كجسد، بيد أن الفناء-والفناء هنا معنويٌّ- لمن ينشر ثقافة الفناء، حتى وإن عاش، لأن ثقافة الموت ميتةٌ، وثقافة الحياة هي الحياة.
لقد نشأ ضربٌ جديدٌ من البطولات في ربيع هذا المكان، يرتقي إلى أسمى درجات البطولة الحقَّة،  تبعاً لمدى الحقد الدفين الذي يحمله القاتل، عبر وسائل نشر الموت، على تعددها، بل وقياساً إلى  صلف وشراسة آلة الموت نفسها، الآلة التي تستخدم من أجل حماية وأمن إنسان المكان، لا محوه، نهائياً، في ما إذا رفع صوته قائلاً: لا، لما حوله، من إسفاف بإنسانيته، وحقوقه في المواطنة والحياة الرَّغيدة، ويصل هذا الضرب إلى حدود”المعجزة” في ما إذا توقف موشور البحث عند من يتمُّ تشخيصه-كما في عرف الثورات الشعبية كاملة-عارياً، إلا من إرادة جبَّارة، استثنائية، لا تلين أمام طغموت القاتل، وعتوِّه الذي يؤول إلى نهاية عصره، وفق ترتيبِ آليِّ، ليس لأن كل استبداد مصيره الزوال، وإنما لموقع هذا الاستبداد-تحديداً- بين من ماثلوه من طغم تكتب زوالها بأيديها.
وصار لآلة الشر إعلاميها الشبيه، ومحلل استباحة الدم، المشبوه، بل ومنظرها الشبيه، ومفكرها الأفَّاك، المشبوه، بل تفتَّق مخيال القاتل، عن أفانين جديدة، يقدم فيها نفسه، في كل مرة، في صورة الوعل،وليقدم وعل  هذا الربيع، في صورة الوحش الكاسر، ويبذل قصارى جهده في الضحك على العالم كله، من أجل تبديل أسماء الأشياء، و”خلط الأوراق” والتفكير بالمساوىء التي يمكن الإقدام عليها، من قبله، وهو في سياق تقديم الاتفاق على الإيجابي، ليكون قاتلاً في سلوكه، وفكره، وممارسته، وليكون”تكتيكه” و”استراتيجيته” في خدمة رؤيته، بل هو ليتمكن من جعل الشاهد، وهو الأمين في قرارته، قاتلاً وشاهد زور..!
وإن كان البون جدَّ شاسعِ بين ذين العالمين، فإن القاتل إنما يوجه رصاصه إلى تاريخه، وكأنه يمسحه بكلتا يديه، مادام أنه يمسح حياة سواه، بيد أن أنهار الدماء التي تسيل على يدي جحافل الموت التي يحركها، بإشارة منه، هي التي تظلُّ تمدُّ الأجيال بدفق الحياة-وهنا مكمن سرها- فإن أسماء هؤلاء الفنارات هي التي ستبقى، وسيكون أمثال البوعزيزي ومشعل التمو وإبراهيم ..وغيرهما،   في موازاة أسماء راسخة  مثل: إبراهيم هنانو والبارافي والشيخ صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وعمر المختار والشيخ عزالدين القسَّام…   وغيرهم..وغيرهم، من أساطين الغيرية، والبسالة، والإيثار على الذات، من الرموز التي ترتبط إلى عجلات التاريخ، تستمدُّ منها الأجيال رباطة الجأش والقوة،  وهي فنارات هذا الربيع، وسيكون لأسمائها دويُّها الكبير،  لأن من يحرر بلده ممن ينفذ خطط الاستعمار، لهو ذو شأن جليل،مادام ذلك الدعيّ، ليعدُّ في سلم التقويم أخطر على بلده وشعبه من الاستعمار نفسه….!.
والعام2011، لن يكون العام الذي يشعل فتيل الألم في ذاكرة الطفل الميتم، وهو يتذكر أباه، ولن يرتبط بمدفن جماعي، للعشرات أو المئات، ليكون عنوان ورد يلقى على مجرد ضريح، بل سيكون مدرسة في الفكر، وحاضناً للتجديد، والحضارة، ونبذ آلة القمع، أنى كانت، بل وسينصف تاريخ الكثير من البلدان التي رزحت آلة القمع فوقها، إلى مرحلتين، أولاهما ما قبل الاستبداد، والأخرى ما بعد الاستبداد، لئلا يكون مجرد رقم عادي يمر، حتى وإن كان سيثير ما يكفي في الضمائر الحية، من ذكريات أليمة، وإن ذكر العام، كاف لمنع بوصلة الأنظمة من الانحراف إلى لحظتها الدكتاتورية.
أجل،لقد استطاع العام2011، أن يكون عاماً غير عادي، حيث اختصر عقوداً، أو قروناً، في ذاته، ليكون عاماً ضوئياً-بامتياز-فهو أوجد ذلك الفضاء من التفاعل مع إنسان أمكنة عديدة، على أفضل صيغة، حيث أسقطت فيه أقنعة كثيرة، عن وجوه أضفت على نفسها ملامح، وهيئات أسطورية، لتظهر على حقيقتها، وليسقط عنها ذلك البريق الخادع الذي تحصن بالرعب، والترغيب، والترهيب، كي  تسقط شعارات، وهالات مخادعة، وليعاد الاعتبار إلى ما اعتبر في عداد المغيَّب، والمهَّش، والمنبوذ، فيسترد كل هؤلاء أبَّهات أسمائهم، ورؤاهم، وذلك بحسب سنة دورة الزمان، إذ لا يمكن  استمرار العقل المزوَّر في غيه، ونسفه لما حوله، كي يبقى هو وحده…!.
إن عام 2012 الذي تفصلنا عنه ساعات –فحسب-سيكون حاضناً للكثير من إنجازات العام العلام، الذي سبقه، مستظلاً به، شاهداً على نضوج ثماره التي لم يكتب لمركبة سلفه أن يشهدها ضمن خطه الزماني، كما أن للسنة الجارة2010 ما ستتباهى به، وهي التي طمرت في أحشائها بذوراً أنتشت، في فضائه، كي يغدو هلالين، أو قوسين لعام هو قابهما، أو أدنى، من نصر يطرق بأصابعه الشجرية أبواب اللحظة المقبلة.
إن هذه التحولات الهائلة التي تتمُّ، من حولنا، في المنطقة، لابد وأنها ستؤسِّس  لمعادل إبداعي فني، من شأنه أن يتجسَّد في مجالات الشعر، والسرد، كما سيتجسد في المسرح، والموسيقا، والسينما، والتشكيل،  على نحو ناضج، مادامت ذاكرة المبدع قد دعمت بذاكرة اصطناعية، إلكترونية، تؤرشف الصورة والحدث، وقد يمكن استعادة يوميات أية ثورة كاملة، لمن يريد، وهذا ما يجعلنا نترقَّب ملاحمَ شعرية ترتقي إلى أطم رصيد الدم الهائل الذي أريق على أيدي جلاوزة القرن الحادي والعشرين، كما أننا سنكون أمام روايات وقصص، تتناول كلَّ ذلك، لتسمِّي الأشياء بأسمائها الحقيقية، فتكون-في المقابل- شاهداً على ملاحم حياتية مماثلة، وهل من بسالة تصل إلى مستوى مواجهة  أحد الشباب الدبابة،ب”عريِّ روحه” وهتافه، ونشيده للحرية، ونشدانه لها…!؟.
ثمة شعرية أخرى، شعرية من نوع آخر، يمكن استقراؤها، ونحن نقف أمام حصيد 2011 إنها شعرية الدم الذي يشخب في المكان، أو شعرية الكتل البشرية المتزاحمة، وهي تهدركأمواج المحيطات والبحار، بإيمان رفيعٍ، عالٍ، جبَّارٍ، تصنع سمفونيتها الخالدة، لتكون هناك  آلة موسيقية جديدة، تظهر في ميادين الحرية، عبرأداة هي: الحنجرة، نعم، الحنجرة، نفسها، تترجم أمل وألم هذا الإنسان، ولكي  يصبح صداحها وترانيمها إيقاعاً، متصادياً، عالمي الطقس، يترجم في خرائط العالم، كافة، أنى كان هناك استبداد، وثائرين رافضين.
وإذا كانت الثورات الشعبية، لمَّا تبلور بعد أدباً نوعياً، يرتقي إلى مستوى الحدث، فذلك عائد إلى أن هذه الثورات، لم تكن مسبوقة بأي أنموذج سابق، محتذى، بل أن فظاعة ما قدمته الصورة الإلكترونية، شكلت تحدياً للإبداع، إلا أن أدب2011، سيكون أدباً ذا ملامح  وسمات خاصة، وسيحدث منعطفاً هائلاً في تاريخ الأدب الجديد، بل هزة كبرى، لانزال في انتظارها.


elyousef@gmail.com  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف ما يلاحظ من صمت من قبل المثقف السوري أمام التحولات العميقة التي شهدتها البلاد خلال العقود الأخيرة يمثل في حقيقته ظاهرة لافتة، تكشف عن حجم التعقيد الذي يكتنف المشهد السوري. هذا الصمت- ولا أقصد الخطاب التهليلي الببغاوي- الصمت الذي قد يراه بعضنا خياراً واعياً بينما يجده آخرون منا نتيجة ضغوط وقيود، وهو لم يكن مجرد فعل فردي، بل…

خليل مصطفى منذ 13 عاماً ونخب كورد سوريا (المثقفون المُستقلون) لا زالوا يسألون: عن سبب عدم وحدة أحزابهُم السياسية.؟ وعن سبب ديمومة الخصومة بين زعماء أحزابهم.؟ يقول الله تعالى (عن المشركين): ( ما ينظُرُون إلا صيحة واحدة تأخُذُهُم وهم يَخِصِّمُون. يس 49 ). التفسير (التأويل): 1 ــ ما ينظُرُون: ما ينتظرُون إلا صعقة (نفخة) إسرافيل تضربهم فجأة، فيموتون في مكانهم….

بوتان زيباري في زوايا المشهد السوري المعقّد، تتشابك الخيوط بين أيدٍ كثيرة، بعضها ينسج الحكايات بدماء الأبرياء، والبعض الآخر يصفّق للقتلة كأنهم أبطال ميثولوجيون خرجوا من أساطير الحرب. في قلب هذا العبث، يقف أكثر من خمسة آلاف مقاتل أجنبي ضمن صفوف هيئة تحرير الشام، وكأنهم غيوم داكنة جلبتها رياح التاريخ المشؤوم. هؤلاء لم يأتوا ليحملوا زيتون الشام في أيديهم…

اكرم حسين تستدعي الإجابة عن سؤال أيُّ سوريا نُريد؟ صياغة رؤية واضحة وشاملة تُعالج الجذور العميقة للأزمة السورية ، وتُقدّم نموذجاً لدولة حديثة تُلبي تطلعات جميع السوريين ، بحيث تستند هذه الرؤية إلى أسس الشراكة الوطنية، والتعددية السياسية، والمساواة الاجتماعية، وتجاوز إرث الاستبداد والصراعات التي مزّقت النسيج المجتمعي على مدار أكثر من عقد. لأن سوريا الجديدة يجب أن تبدأ…