ناقوس ليلة الميلاد …!!!!

خليل كالو

   صلصلة النواقيس تبشر بقدوم عام جديد ومنتظره واع وموعود ونحن نتمنى المثل ولكن هيهات فما نيل المطالب بالتمني وبأدعية الدراويش يا كردو.

الخشية أن تبقى أجراسنا  خرساء بلا صلصلة ورنين وليالينا حالكة بلا أقمار تزينها الانتهازيين وتراودنا فيها الأحلام  والكوابيس  إذا ما استمر تعنت وعناد كل قبيلة بالمرابطة في مضاربها المتخلفة وتثبيت أوتاد خيامها وأطنابها عمقا  وأفراد  كل قبيلة تغني المواويل على ليلاها .

lolo siwaro  .
لقد كانت حصيلة بانوراما النصف الأخير من السنة الفائتة هو تشكيل المجلس الوطني الكردي ومثله مجلس الشعب لغربي كردستان, واتحاد القوى الديمقراطية الكردية بالإضافة إلى الكثير من التنسيقيات الشبابية هنا وهناك وزاد الخير بأن أنشطر آزادي إلى آزاديين  ” لزيادة أفراد العائلة الكريمة “ والإعلان عن تأسيس الاتحاد الليبرالي الكوردستاني وقريبا عن تنظيم إسلامي كردي وثمة بوادر ومؤشرات ميدانية إذا ما استمر الحال بالولادات المنغولية بلا موانع الحمل هكذا سيشهد السنة الجديدة بالضرورة عناوين وأسماء جديدة وما الغريب في ذلك أن نكون غدا بمجلس عجائز الكرد الثوري وتنسيقية المختلسين والملالي ورؤساء العشائر واتحاد النساء الثيب والمطلقات الأحرار للبحث عن أزواج ومجلس عمال الزبالة والبلديات الديمقراطي وتنسيقية سائقي تكاسي العنترية الموحد فيرد عليهم سائقي سرافيس الهلالية والكورنيش بمجلس رجعي وطني مماثل وأن يقوم بائعو الخضرة في أسواق الهال بتشكيل اتحادهم “اتحاد تنسيقيات بائعي الخضار والفواكة الكرد” ويكون الفجل والبقدونس رمزاً وشعارا  لهم وربما أطر أخرى غريبة  ليست في البال لا يعلم  بها إلا الخالق الباري إلى أن يحيا في تصرفاتنا الرعناء المثل الكردي الشهير  Çiqasî serî bimînê ..wê qûn ecêba bibînê ” كلما بقي الرأس حيا لسوف ترى المؤخرة العجائب” وحتى الآن رأت المؤخرة بعض من تلك العجائب والغرائب و الخشية من الأعجب والخوازيق الحمراء في الأيام القادمة.

علما أن هواجس ومخاوف كثيرة تذكرنا بالتصرفات والسياسات المنهجية المتعنتة أيام زمان والخوف أن ترجع بنا كل أصحاب تلك المواويل والليالي إلى المربع الأول الأسود كما كنا في الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي من صراعات وخزعبلات وضياع للوقت وحرق الجهود ونثر رمادها في مهب الريح .

   في السنة الفائتة تغيرت بعض الطرابيش وألوانها ولكن الرؤوس بقيت ذاتها بمخها ومخيخها .؟ حتى أن كل الأحداث لم تؤثر في أداء السلوكيات كما يجب ولم يتغير شيئاً  ملموساً على الأرض سوى خروج شبابنا إلى الساحات وما زال في حين لم يتغير المشهد السياسي الكردي والتنظيمي كثيراً سوى ترتيب بعض الأوراق على أسس حزبوية ومزاج شخصي ومصالح خاصة ومن ثم خلطها من جديد حتى ذرائع  وحجج غير مقنعة والخروج بمسميات شتى وعناوين فضفاضة مزركشة وذلك بانضمام الثقافات والسياسات المتقاربة والمحبين والأصدقاء في أطر أكبر قليلا بدل من الحزبية المتناثرة والأخطر من هذا وذاك هو تقسيم الحقوق وتوزعت ما بين الحقوق الثقافية والاجتماعية ,الاعتراف الدستوري , حق تقرير المصير , الإدارة الذاتية , الحكم الذاتي , والفدرالية دون الإشارة من أحدهم إلى الوسائل والأدوات وليس من الغريب أن يخرج إلينا أحدهم غداً بشعار الانفصال وحتى الآن لا تعرف النخب الكردية ماذا تريد  وما هي أدواتها وهي تنفخ في ذاتها بلا أفعال .أهذه سياسة عقلانية بمنطق وعرف السياسة يا عقلاء القوم في هذه الظروف الدقيقة والحساسة والوقت يمضي وكل فئة تحفر الخنادق عن سابق إصرار وتصميم للتأسيس لسياسة الاستقطاب المقيت..

واكتفى البعض الآخر بلملمة شكلية للتخفي والتملص من واجباتها الأساسية .

ستكون مثل هذه الأمور سيئةً إذا ما بقي الكرد رهن تلك الأطر والأشخاص وركنوا لها قياسا مع ما تتطلبها طموحاتهم  واستحقاقات المرحلة .

علماً بأنه كانت هناك ظروف أكثر ملائمة للعمل والحركة والفرص أكبر من ذي قبل للقيام بترتيب البيت الكردي بشكل أفضل إذا ما وجدت الإرادات الخيرة والمسئولة ووضعت مصلحة الشعب الكردي في مقدمة المصالح الأخرى الشخصية والحزبية والقطبية حينها لكان الحديث عن حراك الكرد مغايرا لما يقال عنه الآن والذي يتعرض للسيل الجارف من النقد والانتقاد والتساؤلات والمخاوف .

بالرغم من المناجاة والدعوات من الخيرين حتى الآن فلا حياة لمن تنادي وكأنك تنفخ في قرية مثقوبة ولا أحد يعير الاهتمام بالقضايا المصيرية والجوهرية من القوامين على السياسة الكردية ومن النخب الثقافية والاجتماعية سوى البحث عن الذات وتضخيمها والتركيز على المسائل السطحية والشخصية والدوران في حلقة مفرغة كما كان في الزمن السابق .


        
   هناك مفارقة عجيبة با كردو لا تتفق مع الحقائق الطبيعية والتاريخية والعلمية والاجتماعية ولا يتقبلها منطق العقل السليم وفلسفة الحياة وهي أن توجد قومية وأمة كالأمة الكردية على أرض مترامية الأطراف منذ سحيق الأزمان يسكنها أفرادها بلا انقطاع ولم يثبت التاريخ قط أن قوم الكرد قد حلوا عليها غزاة أو محتلين ولهم عوامل تكوين أمة مثل كل الأمم وقواسم بارقة كالشمس هي الأرض واللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والثقافة والاضطهاد المشترك وهم لغاية تاريخه بلا سيادة وعبيد في القرن الواحد والعشرين .

ربما كف الكرد في زمن ما عن التفكير فاستحالت عليهم معرفة جوهر الحياة التي يعيشونها وأسرارها بسبب طبيعة الثقافة والإيديولوجيات المدمرة الوافدة لبلادهم فثبطت الوعي الذاتي لديهم وأفرغت الشخصية من هويتها وأصالتها.

ولكن لماذا بقي التفكير مشلولاً والإرادة هشة ولم تستطع النخب الكردية أدراك الظروف التي كانت تحيط بها حتى الآن ووقعت في نفس الحفرة التي وقعت فيها السلف سابقاً وما آلت إليها الأمور والأحوال واكتفت برحمة القدر لتقرر مصير الكرد يمنة ويسرة .وأغلب الظن والاعتقاد أن الشخصية المزيفة التي صنعتها ثقافة الآخرين قد حلت محل الشخصية الحقيقية في قيادة الكرد طوال تاريخ المراحل السابقة وحتى الآن باستثناء بعض الومضات وما زالت أدواتها ووسائل قيادتها للكرد متخلفة لم تتجاوز الرغبة والمشاعر الذاتية والنزعة الفردية والنزوة واتخاذ المسألة الكردية مصدر رزق وارتزاق ووجاهة وتعتمد على نفس الفكر والثقافة الرثة الغريبة عن هوية الكرد ومقومات وجودهم مع غياب الشخصية الحقيقية .

سيبقى احترامكم وقوتكم في وحدة صفوفكم وعزل القديم العجوز جانباً أو تسريحه من الخدمة والتقاعد وإلا كل عام وأنتم كما كنتم .
   xkalo58@gmail.com  

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…