أما ابن شقيقه الحاكم فقد نأى بنفسه في مقابلة مع أحدى أبرز الفضائيات الأمريكية عن تحمل أية مسؤولية عن جرائم القتل اليومية بحق السوريين وأعلن أنه لم يقرر قتل أحد وهو لايملك سوريا بل يترأسها في حين تشير الدلائل أن نظامه الفردي الدكتاتوري قد تورط منذ اليوم الأول للثورة السلمية في اقرار تصفية كل من يتظاهر أو يحتج أو يرفع شعار الاسقاط أو رحيل رأس النظام والذين هم بعرف الحاكم ارهابييون ومسلحون وعملاء وخارجون على القانون جزاؤهم الموت وبطبيعة الحال هو ليس في الميدان بكل منطقة ومدينة وبلدة حتى يعطي الأوامر في كل حالة ولكنه كرئيس مطلق الصلاحية وقائد عام للجيش والقوات المسلحة أعطى أوامرصارمة بالتصفية والاغتيال ومنح الصلاحيات لمعاونيه لادارة الأزمة حسب ضروراتها ومتطلباتها كما أنه بات معروفا أن كلا من شقيقه ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة وصهره آصف شوكت نائب رئيس الأركان ينوبان عن الرئيس في الاشراف على فرق الموت والشبيحة والقطعات العسكرية والأجهزة الأمنية وهناك المئات من الضباط والمسؤولين يتوزعون في مختلف المناطق السورية لتنفيذ أوامرهما بحسب منظومات خاصة وحسب قنوات وآليات معتمدة في غاية السرية والكتمان .
لم يعد خافيا على أحد مدى تمادي هذا النظام الشمولي العائلي في الاستخفاف بعقول الناس والذهاب بعيدا في حبك الأضاليل والتجني على الحقائق الى درجة أنه فقد الصدقية أمام السوريين أولا والمحيط والقريب والبعيد تاليا فكل من له أدنى دراية بطبيعة النظام الحاكم يعلم علم اليقين أنه عبارة عن منظومة أمنية – عسكرية – عائلية مترابطة وان يكن الحاكم الفرد قد فقد السيطرة على الشعب السوري الثائر الذي خرق حاجز الخوف الا أنه مازال يمسك بكل خيوط المنظومة المتسلطة وهو قابع في قصره ويتحكم بكل صغيرة وكبيرة في عمل القادة العسكريين وادارات كل المحافظات الرسمية عبر أجهزته الأمنية الموالية لأسباب طائفية ومصلحية أو بسبب الخوف من فرق الموت تماما مثل دور جهاز – الغستابو – النازي في حماية النظام الهتلري ففي لقائه التلفزيوني الأخير أراد تضليل المشاهدين لدى نفي مسؤوليته عن مايجري من مذابح يومية في سوريا وعندما جاءت ردود الفعل الدولية السريعة باعتباره فاقدا السيطرة على الحكم والادارة انبرى الناطق الرسمي السوري ليتهم العالم أجمع بتحريف مضامين لقاء رئيسه الوريث وهو اعتراف بأنه ممسك بزمام الأمور والمسؤول الأول والأخير في جرائمه ضد الانسانية التي شخصها لجنة حقوق الانسان في جنيف قبل أيام وجواز مثوله أمام محكمة الجنايات الدولية لدى غياب حق النقض الروسي بمجلس الأمن الدولي في أية لحظة .
اذا كان – الأسدان – عالمان بأن أحدا لافي سوريا ولافي العالم أجمع لايصدقهما في محاولة النأي بنفسيهما عن مسؤولية الجرائم القديمة منها والحديثة وبمجرد تحرك الادعاء العام في المحكمة الدولية بشأن سوريا ستظهر الوثائق والحقائق الدامغة واذا كان الأمر كذلك فلماذا اعلانات البراءة هذه ؟ بحسب ماأرى فان السبب الرئيسي لهذه المحاولة الفاشلة هو شعور أفراد العائلة الحاكمة بدنو أجل نظامها وقرب سقوط حكمها وما الحركة التضليلية الأخيرة الا تعبيرات عن حقائق مستجدة عدة أولها أن الثورة السورية الوطنية السلمية والتضحيات الجسام بدأت تعطي ثمارها في بداية تفكيك الحكم العائلي وثانيها شعور العم بقرب انهيار نظام العائلة وبالتالي وضع اللائمة على الفرع المنافس في جرائم الثمانينات وتبرئة النفس ويحصل ذلك للمرة الأولى في تاريخ الصراع العائلي بين الجانبين وثالثها أن الطائفة العلوية الكريمة التي أراد نظام الأسد العائلي استغلالها لعقود لم تعد مأمونة مطواعة ورابعها أن رأس النظام بدأ الغوص في التناقضات ولم يعد قادرا على التماسك أمام أنظار العالم حيث في كل مقابلة يكذب نفسه بنفسه أكثر من مرة وخامسها أن انتقال الملف السوري بدأ بالتحرك نحو مجلس الأمن وسيكون في عهدة المجتمع الدولي بعد أساليب المكر والخداع تجاه الجامعة العربية .