صالح دمي جر- بيروت
أتفق مع المسؤولين السوريين أن الحالة السورية متمايزة عن دول الربيع العربي و ماشهدته الثورة السورية وتشهده من محاولات لإجهاضها بأي شكل وأي ثمن كان سواء عبر الجرعات الفائضة من القتل والذبح اليومي للناشطين والمدنيين على جنبات الطرقات, أو عبر التجييش الإعلامي ضد الثوار الذين يصرون على التغيير كخيار وحيد يمكن أن ينتشل وطنهم سوريا من هذه الحالة التي باتت الأنفاس فيها والقبل وسندويشات الجبنة والفلافل تخضع لرقابة الأمن وتحتاج إلى موافقات أمنية ليكتسب مضغها وإبتلاعها صفة الشرعية لهي خير دليل على هذا التمايز.
هذه المحاولات كانت من الحدة أنها تركت أثراً واضحاً على المشهد السوري من ناحية التعاطي مع الحراك.
وإنقسام المجتمع السوري بكل مكوناته وأطيافه إلى شرائح ثلاث يحتدم الصراع بين إثنتين منها وتقف الثالثة قلقة في المنطقة الرمادية حيث يجري الرهان عليها لنقلها الى أحد قطبي الصراع.
شريحة الثوار موقفها واضح وضوح الشمس مما ينبغي أن تؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب إنطلافاً من إيمانها الراسخ بأن قرار الشعب سيسود مهما طال الزمن ومهما سقط من ضحايا وبالتالي فهي تعتبر أن أية محاولة لإجهاض ثورتها هي أشبه بمحاولة من يسد عبثاً مجرى نهر هادر بحفنة تراب .
شريحة النظام وأزلامه ومحازبيه الذين لم يدخروا جهدا لضرب الثورة وإعتبار الثوار قطاع طرق وعصابات خارجة على القانون وبالتالي فهي ترفض وتلتف بكل ما اوتيت من أساليب الخداع والنفاق على أي مسعى عربي أو إقليمي أو دولي لإيجاد حل يمكن أن يؤدي الى وقف عمليات القتل اليومية منذ منتصف الشهر الاول من ربيع الله والثالث من ربيع الشباب في المنطقة العربية.
أما المكونات السورية الواقفة في المنطقة الرمادية التي تتوسط بياض الثورة وسواد المظالم ,فهي الشريحة الثالثة التي لم تحسم أمرها بعد وما زال لديها مخاوف من أن يؤدي تطور الأحداث الأمنية في المدن والبلدات السورية إلى ما لا تحمد عقباه .
وبالتالي فهي مترددة لدرجة تفضيل بقاء الوضع على ما هو عليه على السير في طريق دونه عوائق ومتاعب كثيرة.
وقد لعب النظام السوري دوراً بارزاً في إذكاء هذا القلق وهذه المخاوف .
ولكي يزيد الهوة بين قلق هذه الشريحة وإيمان الاولى , لجأ النظام بالتوازي مع ما يمارسه من إرهاب وعنف إلى إفتعال أحداث أمنية وإغتيال بعض الشخصيات سواء التي كانت فاعلة في الحراك الثوري مثل المناضل الكردي مشعل التمو,أو التي كانت في طريقها إلى تبني خيار الشباب من مدنيين وعسكريين .
وهذه السياسة , حقيقة ليست بجديدة على حزب البعث الذي لم يوفر فرصة على مر العشرات من السنين لجعل نفسه وصياً على حياة السوريين والتدخل في كل شاردة وواردة تحدث في سوريا.
بدءاً بإحياء المناسبات العائلية الخاصة التي تحتاج فقط في سورية إلى الموافقة الأمنية وليس إنتهاءاً بمنع تشكيل أي إطار سياسي أو ثقافي أو إجتماعي من شأنه أن يدعم الإنسجام والتناغم بين مكونات الشعب السوري المختلفة دون مباركة البعث له وتبنيه نهج وإيديولوجية هذا الحزب القائمة أصلاً على سياسة فرق تسد .
هذا التدخل الأمني الإستخباراتي السافر في تفاصيل الحياة السورية على كل الأصعدة كان في فترة السبات والغضب المؤجل كفيلاً بخلق حالة من الشك وعدم الثقة في المجتمع السوري حيث بات العربي ينظر إلى الكردي على أنه مشروع تقسيم في سوريا ويتهم الكردي أخاه العربي بممارسة العنصرية بحقه والنظر إلى مواطنيته بدونية.
ويخاف المسيحي من المسلم وينظر المسلم الى المسيحي نظرة شك وريبة.
فما بالك في عصر الثورة التي تعصف بكيان النظام يوماً بعد يوم.
وإذا كان النظام السوري يراهن خارجياً على الفيتو الروسي والصيني فإنه يراهن في الداخل على إبتلاع المنطقة الرمادية محاولاً بكل طاقاته زيادة نسبة السواد فيها لتبدو وكأنها مع النظام أو ظله.
يستشف من هذا المشهد والتركة الثقيلة التي خلفها نظام البعث عبر اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي والإثني أن التحدي الحقيقي الذي ينتظر الثوار بغض النظر عما ستؤول إليه الأوضاع في سورية من تدخل عربي أو إقليمي أو دولي يكمن في طمأنة المكونات القلقة وحقن المجتمع السوري بثقافة اللاتردد واللاخوف من إندلاع حرب أهلية يطبل النظام وزبانيته لها مراراً وتكراراً.
الثقة والطمأنينة بين كل الاطياف والمكونات السورية وإيمانها بأن سوريا هي لكل السوريين وأن التنوع الديني والإثني والتباين السياسي حالة صحية في المجتمع وأن الإختلاف في الرؤى ووجهات النظر لا يفسد لود السوريين قضية ,هي وحدها الضمانة لبلوغ أهداف الثورة ليس فقط في هذه المرحلة وإنما في الإستحقاقات الوطنية التي ستلي رحيل هذا النظام.
وإنقسام المجتمع السوري بكل مكوناته وأطيافه إلى شرائح ثلاث يحتدم الصراع بين إثنتين منها وتقف الثالثة قلقة في المنطقة الرمادية حيث يجري الرهان عليها لنقلها الى أحد قطبي الصراع.
شريحة الثوار موقفها واضح وضوح الشمس مما ينبغي أن تؤول إليه الأوضاع في المستقبل القريب إنطلافاً من إيمانها الراسخ بأن قرار الشعب سيسود مهما طال الزمن ومهما سقط من ضحايا وبالتالي فهي تعتبر أن أية محاولة لإجهاض ثورتها هي أشبه بمحاولة من يسد عبثاً مجرى نهر هادر بحفنة تراب .
شريحة النظام وأزلامه ومحازبيه الذين لم يدخروا جهدا لضرب الثورة وإعتبار الثوار قطاع طرق وعصابات خارجة على القانون وبالتالي فهي ترفض وتلتف بكل ما اوتيت من أساليب الخداع والنفاق على أي مسعى عربي أو إقليمي أو دولي لإيجاد حل يمكن أن يؤدي الى وقف عمليات القتل اليومية منذ منتصف الشهر الاول من ربيع الله والثالث من ربيع الشباب في المنطقة العربية.
أما المكونات السورية الواقفة في المنطقة الرمادية التي تتوسط بياض الثورة وسواد المظالم ,فهي الشريحة الثالثة التي لم تحسم أمرها بعد وما زال لديها مخاوف من أن يؤدي تطور الأحداث الأمنية في المدن والبلدات السورية إلى ما لا تحمد عقباه .
وبالتالي فهي مترددة لدرجة تفضيل بقاء الوضع على ما هو عليه على السير في طريق دونه عوائق ومتاعب كثيرة.
وقد لعب النظام السوري دوراً بارزاً في إذكاء هذا القلق وهذه المخاوف .
ولكي يزيد الهوة بين قلق هذه الشريحة وإيمان الاولى , لجأ النظام بالتوازي مع ما يمارسه من إرهاب وعنف إلى إفتعال أحداث أمنية وإغتيال بعض الشخصيات سواء التي كانت فاعلة في الحراك الثوري مثل المناضل الكردي مشعل التمو,أو التي كانت في طريقها إلى تبني خيار الشباب من مدنيين وعسكريين .
وهذه السياسة , حقيقة ليست بجديدة على حزب البعث الذي لم يوفر فرصة على مر العشرات من السنين لجعل نفسه وصياً على حياة السوريين والتدخل في كل شاردة وواردة تحدث في سوريا.
بدءاً بإحياء المناسبات العائلية الخاصة التي تحتاج فقط في سورية إلى الموافقة الأمنية وليس إنتهاءاً بمنع تشكيل أي إطار سياسي أو ثقافي أو إجتماعي من شأنه أن يدعم الإنسجام والتناغم بين مكونات الشعب السوري المختلفة دون مباركة البعث له وتبنيه نهج وإيديولوجية هذا الحزب القائمة أصلاً على سياسة فرق تسد .
هذا التدخل الأمني الإستخباراتي السافر في تفاصيل الحياة السورية على كل الأصعدة كان في فترة السبات والغضب المؤجل كفيلاً بخلق حالة من الشك وعدم الثقة في المجتمع السوري حيث بات العربي ينظر إلى الكردي على أنه مشروع تقسيم في سوريا ويتهم الكردي أخاه العربي بممارسة العنصرية بحقه والنظر إلى مواطنيته بدونية.
ويخاف المسيحي من المسلم وينظر المسلم الى المسيحي نظرة شك وريبة.
فما بالك في عصر الثورة التي تعصف بكيان النظام يوماً بعد يوم.
وإذا كان النظام السوري يراهن خارجياً على الفيتو الروسي والصيني فإنه يراهن في الداخل على إبتلاع المنطقة الرمادية محاولاً بكل طاقاته زيادة نسبة السواد فيها لتبدو وكأنها مع النظام أو ظله.
يستشف من هذا المشهد والتركة الثقيلة التي خلفها نظام البعث عبر اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي والإثني أن التحدي الحقيقي الذي ينتظر الثوار بغض النظر عما ستؤول إليه الأوضاع في سورية من تدخل عربي أو إقليمي أو دولي يكمن في طمأنة المكونات القلقة وحقن المجتمع السوري بثقافة اللاتردد واللاخوف من إندلاع حرب أهلية يطبل النظام وزبانيته لها مراراً وتكراراً.
الثقة والطمأنينة بين كل الاطياف والمكونات السورية وإيمانها بأن سوريا هي لكل السوريين وأن التنوع الديني والإثني والتباين السياسي حالة صحية في المجتمع وأن الإختلاف في الرؤى ووجهات النظر لا يفسد لود السوريين قضية ,هي وحدها الضمانة لبلوغ أهداف الثورة ليس فقط في هذه المرحلة وإنما في الإستحقاقات الوطنية التي ستلي رحيل هذا النظام.
8-12-2011