على الرغم من هذا وذاك ، مرارة الحقيقة ، وقساوة وقع الكلمة ، وما لف لفهم ـ في زمنٍ أضحت الهرولة عنواناً والتملق وعياً والمراوغة دبلوماسية ، أصبحت الطيور على أشكال غيرها تقع ، والوجوه تحمل من حالة الانفصام نضارةً وحيوية ، والتناسخ يزداد خصوبةً ، والتلاعب بالجمل والألفاظ والكلمات تزداد نضجاً ، والجثو تبحث عن مسمياتٍ جديدة ، والمهادنة عن مصطلحاتٍ ، والهزيمة عن بطولات ، والخيانة عن أمجاد ، والاستسلام عن تاريخ ـ لنقل مرةً تلك الحقيقة وذاك الكلمة ، حتى إن كان للفعل ..
للقول ..
للصراع ..
ردها ..
صدها ..
جنونها ..
إلى درجةً قد تصاب بحمى اللامنتمي ..
اللامستقر اللا ..
اللا..
؟؟ وأنت تدّعي كل هذا ..
بل تتباهى به ، لأنه ، وعند المنعطف ..
عند اليقظة وفي النهاية (( إن قلت متَ وإن لم تقل متَ فقل ومت )) .
فعفوك يا أبا الأسود ..
لأن الشك بدأ يلبس نواياك ..
بل مبتغاك ..
ويحمّلك المسؤولية وتبعة هذا الوضع المهزوم ..
فعلت بنا كما أولو الأمر منا في فرضهم الطاعة وعدم الخروج على الأمر وإلا فالجهنم هو المصير ..
وبئس المصير ..
وسبحان ربي ..
!!!.
وضع النقاط على الحروف وترقيم الكلمات ، على أن تكون لكلٍ منها مدلولها ومعناها ومغزاها ، من طلبها منك يا سيد الدوءلي ..
بل من خولك إياها أو سمح لك ..
؟؟ لتدخِلنا في متاهات التفسيرات والصراعات ..
تحصرنا ، وتقيدنا بأن هذه الكلمة تحدد ذاك المعنى ..
ألم تفكر في المستقبل ، في الآتي ولو لمرة ..
في الذين سينسجون الكلمات على هواهم ويفسرونها حسب رغباتهم واحتياجات كل موجة وكل مرحلة وكل هزة وارتباك ..
في الذي سيقول للصديق كلمة ويفسرها في وضعٍ منفرج وبشكل منفرج ، وعند المواجهة أو للخصم بمعنىً لا ندري من أين جاء بها ..
لماذا قيدت الخيال وخصوبته ..
الاسترسال ونشوته ..
حبذا لو عدت إلينا ثانية لراجعت نفسك بل قد تراجعت عن خطوتك ، خاصةً إذا وجدت أن هناك من غير الناطقين بالضاد يحذون حذوك .!!.