حسين جلبي
شخصياً، أشعر بالإمتنان و الأطمئنان عندما تصبح قضية الكرد السوريين على رأس جدول أعمال حكومة أقليم كردستان، و بالتحديد من أولويات الأخ مسعود البرزاني رئيس الأقليم، بعد أن أصبحت على أجندة الثورة السورية، نتيجة تضحيات الكرد السوريين.
شخصياً، أشعر بالإمتنان و الأطمئنان عندما تصبح قضية الكرد السوريين على رأس جدول أعمال حكومة أقليم كردستان، و بالتحديد من أولويات الأخ مسعود البرزاني رئيس الأقليم، بعد أن أصبحت على أجندة الثورة السورية، نتيجة تضحيات الكرد السوريين.
و الحقيقة لم تغب القضية القومية الكردية عن إهتمام الزعيم الكردي الكبير، مثله في ذلك كمثل أي مواطن كردي سوري شغلته، فقام بالتضحية في سبيلها بأغلى ما يملك، حتى أنه نسي في غمرة العمل من أجل هذه القضية الكبرى، قضيته الشخصية، و قضية المنطقة التي يعيش فيها.
و لعل من المفيد هنا التذكير بالإنتفاضة الكردية في العام 2004 في المدن الكردية السورية التي كان أحد أسبابها الرئيسية رفض الإهانات التي وجهت إلى الرموز الكردية و منهم الزعماء الكرد في إقليم كردستان، فسقط بنتيجتها عشرات الشهداء و الجرحى و المعتقلين، و نزح على إثرها عشرات العوائل التي وجدت لها في إقليم كردستان ملاذاً آمناً.
كما لا بد من التذكير بمؤتمر ناوبردان قبل عدة عقود و الذي كان يهدف إلى توحيد الخطاب الكردي، و فشل للأسف في مسعاه، لكنه لم يكسر المسعى القومي الصادق لدى القائمين عليه و خلفائهم، كما لم يوهن الشعور القومي في الضفة الأخرى، على الجانب السوري، بل إزداد هذا الشعور عمقاً، فرغم أن مياهاً كثيرة قد جرت تحت الجسور كما يقال، لكن بقي في وعي المواطن الكردي السوري أن جزءاً كبيراً من الحلول لمشاكله يقع في إقليم كردستان، و لا ننسى هنا مسعى أحزاب الحركة الكردية السورية الدائم للحصول على الشرعية، ليس في دمشق أو غيرها، بل في هولير.
كما تحضرني دائماً صور الإستقبال الحاشد في المدن الكردية السورية للأخ مسعود البرزاني خلال مروره بها في طريقه من و إلى دمشق، بإعتباره ممثلاً للشعب الكردي في كل مكان.
كما تحضرني دائماً صور الإستقبال الحاشد في المدن الكردية السورية للأخ مسعود البرزاني خلال مروره بها في طريقه من و إلى دمشق، بإعتباره ممثلاً للشعب الكردي في كل مكان.
أشعر بالإطمئنان إذاً للمساعي الصادقة التي يقوم بها قادة الأقليم الكردي اليوم للم شمل الكرد، لأنه لم يعرف عن هؤلاء يوماً أية أجندات شخصية أو غامضة، فهم كانوا دوماً واضحين، و كل ما يقومون به يتم تحت أشعة الشمس.
و أشعر بالإطمئنان لأن هناك حقاً تجربة كردية ناجحة ماثلة للعيان هي إقليم كردستان، و أصحاب هذه النموذج الرائع هم من يمدون لنا أياديهم بكل محبة، بحيث يمكن الإستفادة من هذه التجربة العظيمة و تطبيقها في سوريا، بعيداً عن الكلام الديماغوجي الذي لا يعلم أحد إلى أن يقود.
و أخيراً أشعر بالأطمئنان للمساعي الحميدة للأخوة في إقليم كردستان، لأنه لم يعرف عنهم إستغلالهم للشعور القومي الصادق لدى أخوتهم الكرد السوريين لتحقيق أهدافهم الخاصة، إذ لم يحدث أن قاموا بالدعوة إلى (الهجرة نحو الشرق)، و بالطلب منهم للقتال في صفوف البشمركة حتى خلال ذروة الصراع الدامي مع النظام العراقي البائد، و لم يعرف عنهم سعيهم للحصول على مساعدات من أي نوعٍ كانت خلال أزمات الأقليم الإنسانية المستمرة.
لكن الكرد السوريين لم يحرموا أنفسهم من شرف الإنتساب للبشمركة، و لم يوفروا جهداً لمساعدة أخوتهم، و مع ذلك لم تشهد كردستان سوريا تساقط الآلاف من جثامين أبنائها عليها من إقليم كردستان، إذ كان الثوار الكرد السوريون محميون في قلوب أخوتهم الكرد العراقيون و عيونهم.
كان الهدف القومي لأخوتنا في كردستان هو تثبيت الكرد السوريين في كردستانهم، رغم بعض الصعوبات التي لا زالوا يعانونها، و عدم تفريغها لصالح غيرهم، من خلال تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان.
اليوم هناك دعوة كريمة من الأخ رئيس إقليم كردستان لأخوته في المجلس الوطني الكردي السوري و شخصيات كردية مستقلة للإجتماع و التباحث حول الشأن الكردي السوري، إنها رسالة دعم و تأييد واضحة لا تحتمل اللبس، نأمل بأن يتم توسيعها لتشمل كل الحراك الكردي السوري.
هذه الدعوة الأخيرة تستحق منا كل الإمتنان لإصحابها، و هي خطوة في سلسلة من الإجراءات التي أقدم و يقدم عليها الأخوة في كردستان في سبيل توحيد الخطاب الكردي، و تقديم الدعم في سبيل الحصول على الحقوق الكردية المشروعة.