ترتيب البيت الكوردي أصبح انقسام الشارع الكوردي

لازكين ديروني

ان عدوى الانشقاقات الموجودة في جسم الأحزاب الكوردية في سوريا انتقلت الى الشارع الكوردي و لان علميا لا بد من وسط مادي لتنتقل من خلاله العدوى , فوجدت هذه الأحزاب من المؤتمر الوسط المناسب لنقل عدواهم الى الشارع الكوردي عندما شعروا بقوة الحراك الشبابي في الشارع , و تقدمهم عليهم بشعاراتها و مطاليبها و التفاف الجماهير الشعبية حولهم يوما بعد يوم و يمكن لها ان تأخذ بزمام الأمور في المستقبل , فلجأت الى سياسة فرق تسد , فاسرعت بعقد المؤتمر بتسعة أحزاب لتبقى أكثر من تسعة أحزاب خارج المؤتمر , اذا انقسام في الاحزاب , و بمشاركة بعض اتحادات الشباب و ابعاد التنسيقيات الأخرى , فهذا انقسام الحراك الشبابي, و بمشاركة بعض المستقلين اللذين لم يكن لهم أي اطلاع على المؤتمر حتى دخلوا قاعة المؤتمر و إقصاء و إبعاد من هم صنعوا و طرحوا فكرة المؤتمر, وهذا انقسام صف المستقلين الوطنيين.
أليس هذا تخريب للبيت الكوردي وإضعاف قوة الشعب الكوردي و خاصة في هذه المرحلة و الفرصة التي لا تعوض ؟, ماعدا الخلافات التي نشأت بين المؤتمرين و التي بقيت دون حل فأسرعوا في إنهاء المؤتمر والاكتفاء ببيان ضبابي غير متفق عليه خوفا من فشل المؤتمر وموته قبل ان يولد لتكون فضيحة كبرى , ليعلنوها فيما بعد , و يصبح هذا المؤتمر شغلهم الشاغل , ويدخلوا في صراعات لها أول و ليس لها آخر.

الم يعلن فؤاد عليكو في مقال له باسم (الحقوق القومية رؤية من الداخل) عن انقسام المؤتمر إلى فريقين حول نقاط جوهرية في الموضوع و إبقائها دون حل, و قي نفس المقال يتهم بعض الأقلام بالمفتعلة و تخدم أجندات أخرى, وأقول له: ان تلك الأقلام تدعوا دائما إلى وحدة الشعب الكوردي و ستفضح من يقف عائقا في طريق مستقبله , و الدليل على ذلك أبت أصحاب تلك الأقلام ان تشارك في مؤتمر شق الصف الكوردي.

لان كل الشعارات و القرارات التي اتخذت لا قيمة لها أمام وحدة الشعب الكردي, و لا يمكن تحقيقها بدون ذلك, ثم ما هي الوسائل و الآليات العملية التي يمكن لهذا المجلس إتباعها و اتخاذها للضغط على الأطراف الأخرى للاعتراف بتلك المطالب, هل بمظاهرة الأربعاء التي دعت إليها الأحزاب لكسب الشرعية و التأييد, تلك المظاهرة المرخصة بالتأكيد و التي أصبحت معرضا لالتقاط الصور التذكارية والتي شاهدناها على الانترنيت و هناك مثل يقول شاهد الثعلب ذيله (şahidê rovî dûvê roviye).

إذا مظاهرة الأربعاء هي تكريس للانقسام كما توقعه الكثيرون.
الشرعية الحقيقية لمن يعمل ويقدم التضحيات و يتحدى المصاعب و يقف في وجه الظلم و يحقق المكاسب لا شرعية للذين مضى عليهم أكثر من خمسين سنة و لم يحققوا شيئا سوى الانقسامات و شق الصف الكوردي .
10/11/2011
 lazgin60@gmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…