الغاية تبرر الوسيلة

  حاجي سليمان

طبعا لكل ثورة مبادئها وشروطها ولها ادائها بما يمييزها عن غيرها من الثورات والانتفاضات بحيث تنسجم ومطاليب جماهيرها وشعبها الثائر وهي بمثابة جهاز تختبر نفسها بنفسها وفق ما تتطلبها المرحلة من شروط ومستلزمات ضرورية تفرضها الواقع المعاش كما هي حالة الثورة السورية لذا  تقييما بما يقوم به النظام في سورية من قمع ممنهج بحق الثوار سعيا لقتل إرادة الخير والحرية والمساواة فهو عمل إجرامي بكل المقاييس والأعراف والقوانين الدولية مما يستوجب العمل الجماعي للحد من هذا الإجرام المرتكب بحق الشعب السوري الاعزل
 ما من شأنه يتطلب من جميع أبناء سورية الأحرار وخاصة في المهجر ومن كافة أطراف المعارضة وكل من يرى في نفسه معارضا لهذه الأساليب والممارسات التي تخالف القيم والأعراف الإنسانية , العمل بل مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف حمامات الدم ووأد النظام الاستبدادي الذي لا يرحم ولم يدخر جهدا في ابادة الشعب وتدمير البنية التحتية للاقتصاد الوطني السوري بطرق يندى لها جبين البشرية ….

فالمبادرة العربية الثانية لم تلق اذانا صاغية ولم تنفذ على ارض الواقع رغم موافقة النظام عليه مكرها لكسب الوقت متيقنا بانه سيفعل المعجزات في ايام المهلة العربية وينقذ نفسه من التهلكة التي تنتظره وعائلته المجرمة مما اغضب معظم مراكز القرار في العالم حيث ابدت الناطقة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن امتعاضها الشديد تجاه وعود الاسد الكاذبة وتلتها موقف الحكومة الفرنسية والبريطانية وغيرها من الدول التي تراقب الوضع السوري عن كثب …نعم ان الثورة سلمية في مطاليبها وعادلة في حقوقها وقانوينة في مضمونها وحضارية في تعاملها ورغم كل هذا وذاك يقوم النظام وشبيحته دون ادنى اعتبار لمبادرة الجامعة العربية وللنداءات الدولية التي تطالب النظام بشكل واضح وصريح بالتنحي والرحيل دون رجعة والامتناع عن قتل الاطفال والشيوخ والنساء دون رحمة وعلى الضد من كل النداءات يستنجد بشبيحة احمدي نجاة ونصرالله رغم جبروته وتفوقه العسكري ..ألا يعتبر هذا تدخل خارجي في شؤون سورية وشعبها…فلماذا التدخل العسكري لصالح النظام  جائز ؟؟ ولصالح الثوار الابرياء الذين يواجهون الة القتل والقمع والتدمير غير جائز ؟؟ طبعا هذا مايطبل له النظام بكل رموزه بغية اطالة عمره ولخدمة مصالحه وووو ؟؟ ولكن في المقابل هل من حق الذين يعتبرون انفسهم بالمعارضة ويدعون الناس بمقارعة الظلم والطغيان الاسدي وهم يعيشون في الدول الاوربية مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها وبعض الدول العربية برفض التدخل العسكري متباهين بالوطنية على حساب دماء الابرياء ..فاية وطنية هذه … ..ألا يقلل هذا من اهمية اندفاع و نوايا بعض الدول في عرض مساعداتهم على الشعب السوري وثورتها الباسلة لان تلك الدول تلمس بشكل يومي الموقف الاعتراضي للمعارضة السورية لاي مساعدة خارجية والحديث عن أي تدخل خارجي تعتبر جريمة لدى المعارضة وها هي أصوات واستغاثات الداخل وانين الأمهات وآهات الجرحى  تصرخ وتنادي بما لا يدع للشك بالتدخل العسكري لحماية الثورة و الثوار مع التمسك والاعتماد على الإمكانيات الذاتية الى جانب القوات الدولية لردع فظاعة وبشاعة الأفعال الإجرامية التي ترتكبها أجهزة النظام وشبيحتها الفاسدة …وبالتالي اسقاط النظام الاجرامي بكل رموزه ومحاسبة بشار الاسد امام الملئ …نعم الجميع يدرك ان اسقاط مثل هذا النظام لايمكن ان يتم بالصدور العارية مقابل الدبابات والطائرات والاسلحة الخفيفة والثقيلة التي تملكها السلطة واعوانها ..

واستنادا الى ما سبق  فلا ضير ولا حرج  بأن يأخذ الثوار بمبدأ ..

الغاية تبرر الوسيلة ..لذا اقتصارا للوقت فان طلب المساعدة والتدخل الدولي الفوري واجب مقدس بقداسة ارواح الشهداء الابرار لاسقاط النظام الاسدي البربري المجرم والتهيئ لبناء دولة مدنية برلمانية تعددية تواكب العصر ….

فالغاية الشريفة لا تمانع من استخدام اية وسيلة لتأمينها والوصول إلى الهدف والمراد ..فيا احرار العالم مدينة حماة تناديكم وتصرخ ألما لما آلت اليه الأمور … ومدينة حمص الجريحة عاصمة الثورة تنزف دما من جهة وتصارع اعتى نظام دموي عرفته المنطقة والعالم من جهة أخرى ..

مما بات ظاهرا ولا يخفى بان قوة النظام وعظامته بدأ يقهر أمام إرادة وصبر الثوار وهذا دليل صارخ بان الثورة مصممة على الانتصار ودحر المستبدين مهما كانت عظمة جبروتهم….

لذا لا داعي للتملص والهروب إلى الأمام كما هو الهروب إلى الوراء والقفز على الحقيقة لمضيعة الوقت وإراقة المزيد من الدماء وهذا يفرض علينا جميعا المطالبة بالتدخل الدولي لوأد النظام وبنيته تزامنا مع نداءات الثوار لحماية الثورة والسير بها الى النصر القريب .

فالتدخل الدولي العسكري واجب وبدونه يستحيل القضاء على هذه العصابة المافيوية المجرمة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…