مظاهرة جمعة الله أكبر في قامشلو.. افرازات المؤتمر الوطني الكوردي تفعل فعلها في تشتيت الصفوف

(ولاتي مه – خاص) على امتداد الوطن السوري أخذت تظاهرات الثورة السورية زخماً كبيراً في جمعة الله أكبر, وهكذا في قامشلو حيث خرج حوالي عشرون ألفاً من أمام جامع قاسمو,  أي انها عادت الى زخمها السابق – الى ما قبل انحسارها النسبي بسبب التدخلات الحزبية السلبية – وقد رفضت تنسيقيات الشباب المستقلين السير مع تنسيقيات وقيادات الأحزاب الكردية التي شاركت في المؤتمر, لأسباب عدة, منها ما تتعلق بإفرازات المؤتمر وما قبله واللافتات التي تحاول الأحزاب فرضها على الحراك, وكذلك الموقف السلبي للأحزاب تجاه الحراك الشبابي منذ البداية, وكذلك اختلاف الرؤية حول الموقف من النظام والمعارضة وشعار إسقاط النظام الذي لا تتبناه الأحزاب حتى هذه اللحظة,
 فحصل فرز بين الطرفين, نتيجة رفض التنسيقيات الشبابية السير خلف القيادات, فتقدمت اولا القيادات الحزبية ومن معها من الأنصار الذين قدر عددهم بـ حوالي 500 خمسائة شخص, اما مسيرة التنسيقيات الشبابية التي شكلت الغالبية العظمى من المتظاهرين, فقد تركت مسافة 50 متر بينها وبين مسيرة قيادات الأحزاب, وكل طرف رفع اللافتات الخاصة به, ففي الوقت الذي كانت لافتات مسيرة الأحزاب تنصب حول المؤتمر الوطني, والشعارات التي تبناه, “كالاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي, ونحو التغيير الديمقراطي, وحق تقرير المصير للشعب الكوردي في سوريا ..

” وكانت برتابتها وهدوئها اقرب الى مشية خلف جنازة من تظاهرة احتجاجية وتفرقت بسرعة, فان لافتات وشعارات وهتافات مسيرة التنسيقيات تركزت على تحية شهيد الثورة ورمزها مشعل التمو ورفع صوره ووقفت ايضا دقيقة صمت على روحه, والدعوة لإسقاط النظام وإدانة جرائمه ورفض الحوار معه والاستهزاء من إعلامه والتضامن مع المدن الثائرة ورفض تمثيل المجلس الوطني الكردي للشعب الكوردي.

وقد حاولت شخصيات وطنية الجمع بين الطرفين, منعا لحدوث شرخ في المظاهرة , الا ان هوة الخلافات التي توسعت كثيرا بعد المؤتمر , يبدو انها اكبر من ان تردم بهذه السهولة.

وقد ألقى الناشط جميل أبو عادل كلمة حث فيها على الحراك السلمي وعدم الانجرار في تشتيت وشق الشارع الكردي, والتحلي بالروح الديمقراطية للتظاهرة وعدم إقصاء أي طرف للآخر, و دعا الأحزاب على وضع مسافة بينهم وبين الشباب لكي لا يتم الاحتكاك والتصادم, وفي منتصف الطريق جاء حشد من المتظاهرين الملثمين ويحملون لافتة (الانتقام) ويدعون إلى إسقاط النظام, وهم يحملون العلم الكوردي الذي يتبناهPYD  ومن المحتمل أنهم انشقوا عنهم لأنهم رفعوا شعارات إسقاط النظام التي لا يتبناه PYD  حاليا,  وفي موقف يعبر عن التلاحم الوطني, وضعت تنسيقيات الشباب إحدى الأغاني الآثورية الثورية, وألقى ناشط قصيدة مؤثرة عن وحدة التلاحم السوري من درعا, الى حمص حتى قامشلو, ووحدة التلاحم الأثني والديني بين المكونات السورية.

حوارات قصيرة مع بعض النشطاء في التظاهرة:

محمود: ناشط مشارك منذ البداية في التظاهرات: كان يجب على قيادات الأحزاب الكردية أصحاب المؤتمر عدم المشاركة في التظاهرة, لانهم ضد الحراك الشبابي منذ البداية وحتى الآن , والغريب ان المؤتمر تبنى الحراك دون ان يتبنى شعارات الحراك واهمها اسقاط النظام ورفض الحوار معه وهذا تناقض.
عزيز: ناشط سياسي: هذا اليوم هو يوم الفصل بين الأحزاب التي تخاذلت ولم تشارك في التظاهرات وبين الشباب الذين رفعوا رؤوس الأكراد في سوريا والعالم.
ملحم: ناشط عربي: الآن فهمت حقيقة و سعة صدور الأخوة الكورد في الوطن و فشلت سياسات النظام التي عملت خلال العقود الماضية في التفريق بيننا, وستتلاحم علاقتنا أقوى بعد سقوط بشار.
ناشط آثوري: أعتذر عن ذكر اسمه, لكن قال نحن معكم قلباً وقالباً منذ بداية الثورة ونحن نأتي من مناطق بعيدة وقلوبنا مع الثورة السورية المباركة.


ناشط آثوري آخر قال: كم هو جميل منظر هذه الأعلام الكردية السورية والآثورية وهي تسير وترفرف في سماء قامشلي, وأفتخر بأنني شاركت في أغلب هذه التظاهرات, ونحن الشعب الآثوري نعيش مع الكرد والعرب بأخوة منذ آلاف السنين ولن يفرقنا أحد, ومستقبل سوريا جميل بدون هذا النظام الذي همش الكل.
دلبرين ناشط مستقل: في قناعتي أن مؤتمر هذه الأحزاب فشل في قيادة الجماهير واليوم بدت الصورة واضحة.
آزاد ناشط سياسي حزبي قال: اليوم رأيت خطأ الحزبين ( يكيتي وآزادي) الذين حضروا وشاركوا في المؤتمر, وها هم يتركون المظاهرة قبل ان تنتهي .
دارا ناشط سياسي: قال بقناعتي أن سبب ضخامة هذه التظاهرة هي المهلة الأخيرة لنجاة بشار من السقوط ونهاية حكمه.

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…