البلاغ الختامي لكونفراس (تقييم الدور الكردي في الثورة السورية بعد استشهاد القائد مشعل التمو) في أربيل

بسبب التطورات المتسارعة و المرحلة التاريخية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا بما فيها سوريا و من ضمنها الشعب الكردي، ارتأينا في منظمة الرأي للقضايا القومية إلى عقد كونفراس تحت عنوان (تقييم الدور الكردي في الثورة السورية بعد استشهاد القائد مشعل التمو) في أربيل عاصمة إقليم كردستان و ذلك بهدف المعالجة و تسليط الضوء على الدور الكردي في الثورة السورية, خصوصاً و أن الحالة الكردية في سوريا تمتاز بالخصوصية القومية إلى جانب انتمائها الوطني لسوريا، و كذلك فقد دخلت المناطق الكردية إلى مرحلة في غاية الأهمية بعد اغتيال الزعيم الكردي السوري مشعل التمو و تأثيرات اغتياله على الشارع الكردي خاصة و السوري عامة.
هذا و قد تم عرض ثلاثة محاور رئيسية للمناقشة في الكونفراس الذي حضره العديد من الشخصيات السياسية و الثقافية و الأكاديمية و كذلك ممثلين عن بعض التيارات السياسية من كردستان سوريا و إقليم كردستان العراق بدعوة خاصة, و كانت المحاور كالتالي:

1-  المحور الأول: كلمة عائلة الشهيد مشعل التمو ألقاها نجله فارس مشعل التمو, حيث دعا فيها إلى تصعيد الثورة حتى اسقاط النظام، و الابتعاد كل البعد عن كافة أشكال الحوار مع النظام السوري, إضافة إلى ضرورة وحدة الخطاب القومي الكردي السوري بما ينسجم مع متطلبات الشارع الكردي خاصة و ثورة الكرامة في سوريا بشكل عام, و التي تدعوا إلى انهاء النظام الحالي بأسره لنيل الحرية و اكراماً لدماء مشعل التمو و كافة شهداء الثورة السورية، كما انتقد بشدة موقف بعض الأحزاب الكردية حيال الثورة و استشهاد التمو واصفاً موقف البعض منهم بالهروب من المهمة التاريخية و خسران الاستحقاق الثوري للشعب الكردي.

2-  المحور الثاني: طرحه غربي حسو القيادي في تيار المستقبل الكردي في سوريا بعنوان: (تقييم و جدلية العلاقة بين الحركة السياسية و التنسيقيات الشبابية الكردية في سوريا) و سلط فيها الضوء على واقع العلاقة بين الأحزاب السياسية الكردية و التنسيقيات الشبابية, و أوضح في محاضرته النقاط الإيجابية في العلاقة حول دعم بعض التيارات السياسية للحراك الشبابي قولاً و فعلاً, و كذلك النقاط السلبية أيضاً و هو عدم حسم بعض التنسيقيات موقفها من الحركة السياسية و عدم انسجام علاقة بعضها مع الأحزاب حتى الآن, كما اتهم أحزاب الحركة الوطنية الكردية بممارسة دور سلبي بحق التنظيمات الشبابية و الاقتصار على دعمها فقط بشكل شفوي, و دعا الحركة السياسية الكردية بشكل عام إلى ضرورة دعم الحراك الشبابي الكردي قولاً و فعلاً و إنهاء حالة الجدال الحاصلة بين بعض الأحزاب و التنسيقيات.

3-المحور الثالث: طرحه خالد علي الناشط في ائتلاف شباب سوا, بعنوان (تقييم العلاقة بين التنيسقيات الكردية من جهة و علاقتها مع التنسيقيات السورية من جهة أخرى) و قد شخص فيها النقاط الإيجابية للتنسيقيات الكردية و هي دورها الفعال في تحريك الشارع الكردي و كذلك تعبئة الشباب الكردي للإنخراط في الثورة و كل هذا بجهود شخصية و تطوعية نضالية, كما سلط الضوء أيضاً على النقاط السلبية فيها، مثل افساح بعضها المجال أمام التدخلات الحزبية في سير عملها و كذلك كثرة عددها و الخلافات الغير مجدية بينها بعضا البعض، الأمر الذي يؤثر سلباً على حراكها الثوري و الميداني، كما دعا الاطراف السياسية و الإقتصادية الكردستانية و الجاليات الكردية في الخارج إلى تقديم الدعم المادي اللازم لهذه التنسيقيات لأنه و حسب رأيه, تعاني كثيراً من نقص في الموارد المالية و المادية.

4- المحور الرابع: طرحه الصحفي شيروان ملا إبراهيم (عضو منظمة الرأي للقضايا القومية) بعنوان (تقييم التغطية الإعلامية في المناطق الكردية السورية) و قد تحدث فيه عن أهمية الدور الإعلامي الدولي في الثورة السورية خصوصاً المرئي و التلفزيوني و بالأخص فضائيات (الجزيرة, العربية, بي بي سي…إلخ) و لكنه انتقد اهمالها في الأشهر الأخيرة للمناطق الكردية, و دعا هذه المؤسسات إلى ضرورة مراعاة الخصوصية الكردية و كذلك دعوة المراقبين السياسيين و الناشطين الكرد ضمن برامجها و نشراتها الإخبارية للمشاركة في المناقشات السياسية و المصيرية للشعب السوري و ليس الإقتصار فقط على انهم شهود عيان و عبر الهاتف و ضمن التظاهرات, كما أشار إلى أن بعض الفضائيات الكردستانية أيضاً على اهمالها للمناطق الكردية و دعا القيادة السياسية في كردستان العراق إلى تقديم التوصية لمؤسساتهم الإعلامية للإهتمام بواقع المناطق الكردية في الثورة السورية, و انتقد الإعلام الحزبي الكردي في سوريا بشدة و قال بأنهم يفتقرون إلى كافة المعايير الإعلامية عدا موقعي (براتي – و كوردستانا بنخه‌تێ) كما ثمن كثيراً على جهود القائمين على المواقع الكردية السورية المستقلة و نجاحها على الأقل في ايصال الصوت الكردي إلى الشعب الكردي نفسه مثل مواقع ه‌لاتي.نت – وه‌لاتێ مه‌ – باخرة الكرد – سۆبارۆ – ناسنامه‌ – سه‌ما كرد و غيرها)، كما دعا هذه المواقع إلى التحديث بشكل أسرع و تعيين مراسلين لها في كافة مناطق التواجد الكردي في سوريا إذا أمكن لها ذلك، و دعا الإعلاميين و الناشطين في الداخل و الخارج إلى مساعدة هذه المواقع الطوعية حسب الإمكانية،لأن تعلب دوراً و تمتاز بالمصداقية.
 
هذا و بعد النقاشات و المداخلات المطولة من قبل السادة المجتمعين توصل الكونفراس إلى البلاغ الختامي الذي تضمن النقاط التالية التي اتفق عليها أغلبية الحاضرين لتوجيهها إلى الثوار في كردستان سوريا و هي:
1- ضرورة وجود مرجعية أو ممثلية سياسية شاملة للكرد السوريين خصوصاً في هذه الفترة الثورية.
2- ضرورة الاستمرار في الثورة و الحراك الميداني و دعم الثوار من قبل الأطراف و الجهات المعنية.
3- على الحركة السياسية الكردية بكل اطيافها عقد كونفراس عام من دون اقصاء أي طرف، لرسم الإستراتيجية القومية العامة للكرد في سوريا.
4-      العمل من أجل تحقيق المطالب الكردية بما يتوافق مع الإستحقاق الثوري و ليس القومي فحسب.
5- على الأطراف السياسية الكردية في سوريا أن توحد مواقفها إزاء خطابها حول الخطوط العريضة و المسائل المصيرية الأساسية للشعب الكردي بغض النظر عن اختلاف وجهات نظرهم في المسائل الثانوية و الحزبية.
6- العمل من أجل الاعتراف بالكرد كقومية أساسية في سوريا و تثبيت هذه النقطة دستورياً.
7- يجب أن تكون اللغة الكردية لغة رسمية في سوريا إلى جانب اللغة العربية.
8-  من الضروري تأسيس مركز إعلامي جامع للكرد السوريين كي يتمكنوا عبرها من التعبير عن مطالبهم و تبادل آرائهم بين بعضهم البعض من جهة و إيصال صوتهم إلى الأطراف الأخرى من جهة ثانية.
9- على الأحزاب السياسية الكردية دعم التنسيقيات الشبابية و تقديم النصح و الإرشاد لها و عدم إعاقة سير عملها.
10- على التنظيمات و التنسيقيات الشبابية الكردية توحيد طاقاتها في المسائل العامة و المصيرية بغض النظر عن تعدديتها، و نبذ الخلافات التي تحصل بينها أحياناً كون تلك الخلافات تؤثر بشكل كبير على حراكهم الميداني كما حصل في الفترة الأخيرة, و تقوية علاقاتهم مع التنسيقيات السورية بشكل عام.
هذا و تؤكد منظمتنا على الاستمرار في دعم توحيد الطاقات في كردستان سوريا خصوصاً في هذه الفترة الثورية و التاريخية, كما تبدي استعدادها إلى عقد كونفراس يضم كافة الفعاليات الموجودة على الساحة الكردية في سوريا للخروج بخطاب موحد للشعب الكردي.

إقليم كردستان – أربيل

31/10/2011

منظمة الرأي للقضايا القومية
منظمة الرأي: منظمة بحثية مدنية غير حكومية, تعني بدراسة القضايا المصيرية القومية للشعب الكردي و كذلك علاقاته مع القوميات و الشعوب المجاورة و مراكز القرار التي تؤثر في مصيره القومي، مقرها في أربيل عاصمة إقليم كردستان و مرخصة من حكومة الإقليم بموجب قانون المنظمات المدنية الصادر عن برلمان كردستان.


 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…