إبراهيم اليوسف
أسبوعان، فحسب، وتدخل الثورة السورية السلمية، شهرها التاسع- وهو الشهر المختتم بالولادات- بالنسبة للكائن البشري، عادة.
حيث باتت تتضح ملامح هذه الثورة على نحو لافت، وإن كنا سنجد أنها تواجه تحديات مختلفة، على صعيد الخريطة السياسية المترهلة في سوريا،لاسيما عندما نجد أنها ثورة شعبية-بامتياز-قوامها الشباب السوري، بدءاً من أقصى الخريطة السورية حتى أقصاها،حيث أعاد شباب الثورة كتابة أيديولوجيا الوطن،على إيقاع هتافات الثوار، ونزيف دماء الشهداء الذي يغسل أرض سوريا البطلة، من رجس الاستبداد، ما يحدو ببعض ممثلي تلك الخريطة، إدعاء التفاعل معها، بأدوات بالية، لم تعد مجدية البتة.
حيث باتت تتضح ملامح هذه الثورة على نحو لافت، وإن كنا سنجد أنها تواجه تحديات مختلفة، على صعيد الخريطة السياسية المترهلة في سوريا،لاسيما عندما نجد أنها ثورة شعبية-بامتياز-قوامها الشباب السوري، بدءاً من أقصى الخريطة السورية حتى أقصاها،حيث أعاد شباب الثورة كتابة أيديولوجيا الوطن،على إيقاع هتافات الثوار، ونزيف دماء الشهداء الذي يغسل أرض سوريا البطلة، من رجس الاستبداد، ما يحدو ببعض ممثلي تلك الخريطة، إدعاء التفاعل معها، بأدوات بالية، لم تعد مجدية البتة.
وإذا كانت الثورة الشعبية السورية-هي ثورة الداخل-فإن هذه الثورة الشعبية، سرعان ما أفرزت قادتها الميدانيين، وقبل ذلك أبطالها الذين يزدادون خبرة ومراساً، وهم يرقصون على أصداء طلقات الرصاص، ووسط حمم ألهبة النار، ببسالة، لم تجد ثورات الربيع العربية، مثيلاً لها، من قبل، نظراً لشراسة مواجهة هذه الثورة، لوأدها في المهد، بعد إطلاق النعوت الملفقة عليها، بغرض تشويه صورتها، وتقديم الثورة على إنها دعوة إلى الإرهاب، وتسمية إرهاب أجهزة الاستبداد على أنه الوعل البريء، ليكون القتيل مجرماً، والقاتل ملاكاً طاهراً، وطنياً، تارة، وقومياً، تارة أخرى، كما أنه الصنديد الممانع، و الضرغام المقاوم، وكأن استقتال آلة النظام، ليس من أجل”كرسيه” الذي يحرق من أجله أخضر الوطن، ويابسه.
وبدهيٌّ، أن يكون للثورة على هذا النحو، رجالاتها الشجعان، المبدئيين، الذين خرجوا على أطواق الرعب، ولم نلتفت إلى وجودهم من قبل، عندما كان تقويم أي فرد، أو أية مؤسسة، إنما يرد اعتماداًُ على مقوِّمات نضالهما، إلا في حالات قليلة، ليحافظ بعض هؤلاء على نصاعة ماضيه، ولكي يريق بعضهم الآخر، ماء وجهه، وهيبته، متمترساً وراء بريق شعارات فاقعة،”وطنية”أو غيرها، كي يكون شريكاً في إراقة الدم السوري.
ولقد رأينا بعض “بهلوانات” من يسمون ب” أحزاب الجبهة الوطنية”، والحالمين باتخاذ مواقع لهم إلى جانب هؤلاء، ممن لايقولون:”كفا لزهق أرواح أطفال سوريا”، على حد سواء، بل يتباكون على الشعارات المحنَّطة-وأنا هنا في مجال زيف وتزوير التطبيق- ليئدوا الوطنية باسم الدفاع عنها، أو ليستغلوا بعض أخطاء الثورات العربية-وهي أخطاء أفراد-أو ليضخموا هواجسهم من إعادة سوريا إلى الخلف، تحت سلطة السلفيين الافتراضيين، مع أن مواطننا السوري لن يقبل إلا بسوريا، ديمقراطية،علمانية،تعددية، لاسيما وأن الثورة كما أسلفت، أكدت أن كل ما يستخدم ك”بعبع” لتصوير التغيير دماراً، غير فاعل في الثورة، وهذه نقطة إيجابية-حقاً-وهي ضمانة كبرى لضبط مسارها،في الشكل الذي يشبه حقيقة روح الإنسان السوري.
وليس غريباً، إزاء مثل هذه التداخلات، أن نجد حالات شاذة، يضطر المرء للإشارة إليها،عابراً، حينما تبدر عن بعضهم، ممن يريدون التشويش على سواهم، انطلاقاً من مواقف محض ذاتية، حين تكون على درجة فاقعة تكاد لا تحتمل، ويصبح الأمر أكثر استفزازاً عندما تبدر عن أناس يقدمون أنفسهم في بزَّات “المناضلين” وأصحاب المواقف.
ولعلَّ هناك من يعترض على الردَّ على الضجيج الذي يفتعله بعضهم، مادام أنهم ذواتهم يشعرون في دواخلهم بزيفهم، ونفاقهم، وعندما يكون المثال المشخص، مجرد جاهل مبتدىء، يخوِّن أحد الشهداء قبيل ترجمته لرؤيته الاستشهادية-على غرار الشبيح أو”النبيح”، لأنه يخيل إليه بأنه قد غدا في موقع المتنمِّر في ظل اختلاط الأوراق، واختلال المقاييس في زمن الثورة الإلكترونية، وإن كان بمجرد تتبع التاريخ الشخصي لأحدهم -كصاحب هذا المثال- في أقل تقدير، يبدو مدى زيفه، وتهربه من المهمات النضالية، بل وهسترته لمجرد الإحساس بأن هناك من يكبح جماح تضخمه الذاتي، مادام أنه لم ولن يقدم ما هو مأمول وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً، بل إن المرء ليترفع عن سرد إساءاته، بيد أنه وبعد ساعات ،فحسب، من استشهاد ذلك البطل، ينفجر في عويل كاذب، ترتفع نبرته فيه على نبرات ذوي هذا الشهيد جميعهم.
أجل، قد تتحاشى سوءات مثل هذا الكائن المريض، ولا تلتفت إلى دوسه على كل القيم الثورية -وهو عديمها قاطبة- من أجل أن يظهر، مقدِّماً ألف تسويغ ملفق، من أجل الحفاظ على ماء وجهه، وهو الذي يدري أن لا أحد يضيع وقته بالعمل على إزالة ورقة التوت عن عوراته، وغير ذلك مما هو مدموغ به، قائلاً: اللهم أصلح مثل هذا الفتى..!، راجياً ربك ألا تكون أنت من يكشف أوراقه ذات يوم، وكل هذا قد يكون افتراضاً، لا أكثر، مادام لا أحد، في حدود التصور، بمثل هذا الخبث، والوضاعة، في عالم الآدميين، الأسوياء، الأطهار، بل إن الأمر ليبلغ عتبة عدم السكوت عندما تجد امرءاً هرماً، معروفاً بالزيف،”ومنتهي صلاحية” النفاق، والمكشوف ب “تحويل البندقية من كتف إلى كتف، تحت الطلب” يشتم ما لا يصل إليه، وبين يديك-على سبيل المثال-أوراقه في كلتا الحالتين ، وإن كنت غير ميال إلى هتكه-هو الآخر- بالدرجة التي يستحق، لأنك ستتأسف، كيف ينظر أمثال هذا الشخص، إلى وجهه في المرآة، من دون أن يبصق على صورته، في ما إذا كان يحمل”ذرة” ذوق، أو ضمير..!.
أجل، إن من مستلزمات الثورة أن نواجه من يتخذ موقف العداء منها، بلا أية مساومة، أية كانت مواقع هؤلاء، سواء أكانوا ساسة، أم مثقفين، زائفين، و أن هناك من يموقع نفسه في وسط هذه الثورة، بيد أنه لا يكفّ عن إثارة الترهات التي ما أن نمعن في طبيعتها، حتى نجد أنها تدخل في إطار حرب معلنة في حيوات، هؤلاء، من أجل مكاسبهم، وهو الأنموذج الذي يختلف، بلا شك، عمن يرون أن أية ثورة، لابد من أن ترافق ب”نقد”مسارها، لئلا تنحرف، ولئلا يطفئ جذوتها أضراب من تسيل أمواج لعابهم، وهم يتصورون مرحلة ما بعد سقوط النظام، دون أن يرف لهم جفن، وهم يشهدون أحوال شعبهم، وبلدهم، على أيدي طواغيت النظام الاستبدادي، بيد أن كل هذه النماذج-وفي استطراد وثيق الصلة- قد لا تختلف عمن يريدون تسيير العالم كله، من خلال “خرم إبرتهم” معتبرين أنهم أصحاب النظرية الأولى التي لا تخطأ في التاريخ، وإن كنت ستشهد مثل سواك أن هذا الأنموذج قد يكون الأكثر خطراً حتى من الاستبداد نفسه، مادام أنه يريد أن يسيرك وفق هواه، مستغلاً كل ظرف، من أجل تقديم رؤيته العصبوية، حتى على حساب كل قضية.
إن مثل هذه النماذج الشاذَّة القليلة، بالرّغم من أنها موجودة، ولا وقت لأحد لفضح آلاتها،في معمعة الثورة، إلا أنه لا يمكن لها أن تؤثر في مسار الثورة، حتى وإن استطاعت من خلال تسلقها، وانتهازيتها، أو آلة إعلام-أو إعدام، بعضها الآخر، أن تؤثر بشكل محدود، لأن الثورة التي تشقُّ طريقها، إلى الأمام، معتمدة على نفسها، موثقة”إلكترونياً، ومن السهل العودة إلى “إرشيفها”، لاسيما عندما يحاول بعض الأقزام -ممن قد يفيدون الاستبداد بممارساتهم- حتى وإن قدموا أنفسهم، في ِزيِّ الثوار، أو الملائكة، إن هذه الثورة، لن تتلكأ في تبيان مدى ترهل هذا العقل الأحادي، ومن هنا، فإن الثورة التي قدمت آلاف الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى، والمهجرين، والمختطفين، والمعتقلين، لابد ستحقق نجاحها، مهما استطاعت قوى الشر -على اختلاف مراكزها- أن تخلق ظروف ديمومة عمر الاستبداد، إلى حين، وهي سمة حركة التاريخ التي ليس لها غير قراءة واحدة.
وبدهيٌّ، أن يكون للثورة على هذا النحو، رجالاتها الشجعان، المبدئيين، الذين خرجوا على أطواق الرعب، ولم نلتفت إلى وجودهم من قبل، عندما كان تقويم أي فرد، أو أية مؤسسة، إنما يرد اعتماداًُ على مقوِّمات نضالهما، إلا في حالات قليلة، ليحافظ بعض هؤلاء على نصاعة ماضيه، ولكي يريق بعضهم الآخر، ماء وجهه، وهيبته، متمترساً وراء بريق شعارات فاقعة،”وطنية”أو غيرها، كي يكون شريكاً في إراقة الدم السوري.
ولقد رأينا بعض “بهلوانات” من يسمون ب” أحزاب الجبهة الوطنية”، والحالمين باتخاذ مواقع لهم إلى جانب هؤلاء، ممن لايقولون:”كفا لزهق أرواح أطفال سوريا”، على حد سواء، بل يتباكون على الشعارات المحنَّطة-وأنا هنا في مجال زيف وتزوير التطبيق- ليئدوا الوطنية باسم الدفاع عنها، أو ليستغلوا بعض أخطاء الثورات العربية-وهي أخطاء أفراد-أو ليضخموا هواجسهم من إعادة سوريا إلى الخلف، تحت سلطة السلفيين الافتراضيين، مع أن مواطننا السوري لن يقبل إلا بسوريا، ديمقراطية،علمانية،تعددية، لاسيما وأن الثورة كما أسلفت، أكدت أن كل ما يستخدم ك”بعبع” لتصوير التغيير دماراً، غير فاعل في الثورة، وهذه نقطة إيجابية-حقاً-وهي ضمانة كبرى لضبط مسارها،في الشكل الذي يشبه حقيقة روح الإنسان السوري.
وليس غريباً، إزاء مثل هذه التداخلات، أن نجد حالات شاذة، يضطر المرء للإشارة إليها،عابراً، حينما تبدر عن بعضهم، ممن يريدون التشويش على سواهم، انطلاقاً من مواقف محض ذاتية، حين تكون على درجة فاقعة تكاد لا تحتمل، ويصبح الأمر أكثر استفزازاً عندما تبدر عن أناس يقدمون أنفسهم في بزَّات “المناضلين” وأصحاب المواقف.
ولعلَّ هناك من يعترض على الردَّ على الضجيج الذي يفتعله بعضهم، مادام أنهم ذواتهم يشعرون في دواخلهم بزيفهم، ونفاقهم، وعندما يكون المثال المشخص، مجرد جاهل مبتدىء، يخوِّن أحد الشهداء قبيل ترجمته لرؤيته الاستشهادية-على غرار الشبيح أو”النبيح”، لأنه يخيل إليه بأنه قد غدا في موقع المتنمِّر في ظل اختلاط الأوراق، واختلال المقاييس في زمن الثورة الإلكترونية، وإن كان بمجرد تتبع التاريخ الشخصي لأحدهم -كصاحب هذا المثال- في أقل تقدير، يبدو مدى زيفه، وتهربه من المهمات النضالية، بل وهسترته لمجرد الإحساس بأن هناك من يكبح جماح تضخمه الذاتي، مادام أنه لم ولن يقدم ما هو مأمول وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً، بل إن المرء ليترفع عن سرد إساءاته، بيد أنه وبعد ساعات ،فحسب، من استشهاد ذلك البطل، ينفجر في عويل كاذب، ترتفع نبرته فيه على نبرات ذوي هذا الشهيد جميعهم.
أجل، قد تتحاشى سوءات مثل هذا الكائن المريض، ولا تلتفت إلى دوسه على كل القيم الثورية -وهو عديمها قاطبة- من أجل أن يظهر، مقدِّماً ألف تسويغ ملفق، من أجل الحفاظ على ماء وجهه، وهو الذي يدري أن لا أحد يضيع وقته بالعمل على إزالة ورقة التوت عن عوراته، وغير ذلك مما هو مدموغ به، قائلاً: اللهم أصلح مثل هذا الفتى..!، راجياً ربك ألا تكون أنت من يكشف أوراقه ذات يوم، وكل هذا قد يكون افتراضاً، لا أكثر، مادام لا أحد، في حدود التصور، بمثل هذا الخبث، والوضاعة، في عالم الآدميين، الأسوياء، الأطهار، بل إن الأمر ليبلغ عتبة عدم السكوت عندما تجد امرءاً هرماً، معروفاً بالزيف،”ومنتهي صلاحية” النفاق، والمكشوف ب “تحويل البندقية من كتف إلى كتف، تحت الطلب” يشتم ما لا يصل إليه، وبين يديك-على سبيل المثال-أوراقه في كلتا الحالتين ، وإن كنت غير ميال إلى هتكه-هو الآخر- بالدرجة التي يستحق، لأنك ستتأسف، كيف ينظر أمثال هذا الشخص، إلى وجهه في المرآة، من دون أن يبصق على صورته، في ما إذا كان يحمل”ذرة” ذوق، أو ضمير..!.
أجل، إن من مستلزمات الثورة أن نواجه من يتخذ موقف العداء منها، بلا أية مساومة، أية كانت مواقع هؤلاء، سواء أكانوا ساسة، أم مثقفين، زائفين، و أن هناك من يموقع نفسه في وسط هذه الثورة، بيد أنه لا يكفّ عن إثارة الترهات التي ما أن نمعن في طبيعتها، حتى نجد أنها تدخل في إطار حرب معلنة في حيوات، هؤلاء، من أجل مكاسبهم، وهو الأنموذج الذي يختلف، بلا شك، عمن يرون أن أية ثورة، لابد من أن ترافق ب”نقد”مسارها، لئلا تنحرف، ولئلا يطفئ جذوتها أضراب من تسيل أمواج لعابهم، وهم يتصورون مرحلة ما بعد سقوط النظام، دون أن يرف لهم جفن، وهم يشهدون أحوال شعبهم، وبلدهم، على أيدي طواغيت النظام الاستبدادي، بيد أن كل هذه النماذج-وفي استطراد وثيق الصلة- قد لا تختلف عمن يريدون تسيير العالم كله، من خلال “خرم إبرتهم” معتبرين أنهم أصحاب النظرية الأولى التي لا تخطأ في التاريخ، وإن كنت ستشهد مثل سواك أن هذا الأنموذج قد يكون الأكثر خطراً حتى من الاستبداد نفسه، مادام أنه يريد أن يسيرك وفق هواه، مستغلاً كل ظرف، من أجل تقديم رؤيته العصبوية، حتى على حساب كل قضية.
إن مثل هذه النماذج الشاذَّة القليلة، بالرّغم من أنها موجودة، ولا وقت لأحد لفضح آلاتها،في معمعة الثورة، إلا أنه لا يمكن لها أن تؤثر في مسار الثورة، حتى وإن استطاعت من خلال تسلقها، وانتهازيتها، أو آلة إعلام-أو إعدام، بعضها الآخر، أن تؤثر بشكل محدود، لأن الثورة التي تشقُّ طريقها، إلى الأمام، معتمدة على نفسها، موثقة”إلكترونياً، ومن السهل العودة إلى “إرشيفها”، لاسيما عندما يحاول بعض الأقزام -ممن قد يفيدون الاستبداد بممارساتهم- حتى وإن قدموا أنفسهم، في ِزيِّ الثوار، أو الملائكة، إن هذه الثورة، لن تتلكأ في تبيان مدى ترهل هذا العقل الأحادي، ومن هنا، فإن الثورة التي قدمت آلاف الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى، والمهجرين، والمختطفين، والمعتقلين، لابد ستحقق نجاحها، مهما استطاعت قوى الشر -على اختلاف مراكزها- أن تخلق ظروف ديمومة عمر الاستبداد، إلى حين، وهي سمة حركة التاريخ التي ليس لها غير قراءة واحدة.
31-10-2011