صلاح بدرالدين: الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو السير وراء الانتفاضة ومواصلة النضال الى جانب ثوار سوريا
1- الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟
ج 1 – في التعريف يظهر لي أن هذا الاجتماع من حيث التحضير والمشاركة والنتائج ليس ” مؤتمرا وطنيا ” كما سموه ولا ” مؤتمرا قوميا ” كما ردده البعض فالتسمية الأولى تتطلب مشاركة مختلف الأطياف الوطنية السورية وممثلي كل المكونات القومية والاجتماعية والروحية والثانية تقتضي الاجماع القومي الكردي والمساهمة الفعلية من الجميع تحضيرا وتمثيلا وبرنامجا وجدول أعمال وقرارات من جانب شباب الحراك الانتفاضي أولا وبرعايتهم كونهم الجزء الأساسي من الشرعيتين القومية والوطنية في هذه المرحلة وسائر تيارات ومنظمات المجتمع المدني وفئات وشخصيات العمل القومي الكردي بينها المرأة والمستقلون والمثقفون والمبدعون وممثلي الأحزاب أيضا هذا اذا كان لابد من التعاطي مع هذا الحدث .
من جانب آخر ومن حيث التوقيت غير المناسب أرى أنه ونحن كسوريين وكرد في أوج الصراع مع سلطة الاستبداد الذي يريده النظام تناحريا ودمويا ولم يبق أمامنا جميعا بعد شهور سبعة وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين والمهجرين سوى الاختيار مابين الانتفاضة الثورية السلمية وتعزيزها وتطويرها أو الانحياز لسلطة القتل والاجرام فلا طريق ثالث الآن حتى اسقاط النظام أقول أن الوقت لايسمح لعقد مؤتمرات حزبية أو قومية أو وطنية في الساحة الكردية الا اذا كانت تظاهرة وتعبئة وحوار من أجل دعم أحد الخيارين وكل من تابع المشهد الكردي منذ اندلاع الانتفاضة تحديدا لاحظ محاولات محمومة من جانب أحزاب كردية للتضييق على حراك الشباب ووأد الانتفاضة كرديا عبر التحريض لعدم المشاركة في التظاهرات والالتفاف على التنسيقيات بغية اختراقها وتهديد الناشطين ولما فشلت خطط تلك الأحزاب نفسها وظهرت عارية وحصل الشباب على شرعية واستقطاب بتضحياتهم ومثابرتهم وتفانيهم وأصبحوا مرجعية نضالية في التواصل مع التنسيقيات السورية وأطياف المعارضة الوطنية في الداخل والخارج عمدت الى وسيلة أخرى خاصة بعد بروز عوامل مستجدة ضاغطة من خارج الحدود وهي عقد المؤتمرات بهدف استعادة ماخسرته والتمظهر باستحواز مرجعية القرار القومي الكردي لتحقيق ماتصبو اليه من مواقف وسياسات معروفة .
2– ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.
برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟
ج 2 – لايختلف رأيي السابق عن موقفي من أي مؤتمر – مضاد للأول – قادم كما جاء في السؤال وهو أن أي لقاء أو نشاط أو حراك يجب وبالضرورة أن لايكون تقليدا للسابق ومماثلا له أو منافسا وأن يكون له هدف واحد لاغير بأن يصب في مجرى الانتفاضة الوطنية الثورية ويكون عونا وسندا لحراك شبابنا وتنسيقياتها ومجاميعها وتعمل من أجل تأمين متطلبات استمرارية الشباب راهنا وعلى ضوء تطورات المستقبل المفتوحة على كل الاحتمالات …ومساعدة أسر وذوي الشهداء والمعتقلين والمهجرين والمفصولين من وظائفهم فاذا كانت الغالبية الشعبية الكردية في مناطقها ومواقع الشتات مع الانتفاضة واذا كنا كمثقفين ومناضلين ووطنيين مع الثورة السورية وشبابها في مختلف المناطق والمدن والبلدات وبينهم شبابنا فلماذا عقد مؤتمرات لأننا ببساطة لسنا بحاجة الى استصدار قرارات جديدة فقد حسمنا أمرنا منذ اليوم الأول أما ماحصل في القامشلي قبل أيام في وكر يميني مشابه للوكر الذي أجهضت فيه الهبة الكردية الدفاعية قبل سبعة أعوام وفي وضح النهار فقد أراد القيمون عليه من التيار اليميني بعد أن جرجروا الآخرين وبينهم صادقون شرفاء أن يبعثوا برسائل الى أكثر من طرف تفصح زورا عن عودتهم لقيادة مسيرة الردة والاستسلام على الساحة من جديد ولكن هيهات لهم فقد فات أوانهم منذ آب 1965 ورغم محاولتهم الأخيرة في نشر البلبلة والفرقة والانقسام في ساحتنا فان شعبنا أوعى من أن يؤخذ بمثل هذه المخططات التي خبرها وأفشلها وهي في المهد لأكثر من مرة في تاريخ حركتنا الحديث .
3– جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟
ج 3 – من الواضح أن القيمين على ذلك ” المؤتمر ” وضعوا في نصب أعينهم تحقيق عدة خطوات من هدفهم من ذلك الاجتماع والخطوة الأولى هي التشويش على انتفاضة الشباب وزعزعة مسيرتها ووقفها بالتالي مع ارباك الشارع الكردي والخطوة الثانية بالهدف المرسوم اعادة الروح الى هياكلها التالفة وانتزاع الشرعية من شباب الانتفاضة والخطوة الثالثة التحاور أو التواصل ( و بعبارة أدق استمراريتهما ) مع سلطة الاستبداد كممثل شرعي وحيد للشعب الكردي والخطوة الرابعة العمل على مصادرة مواقع التمثيل الكردي لدى أطراف المعارضة السورية لاجهاضها والقيام بدور الطابور الخامس فيها تماما مثل دورهم الاشكالي المريب الذي لم يشرف شعبنا في ( اعلان دمشق ) عندما زودوا الأجهزة الأمنية بكل صغيرة وكبيرة حيث اعتقل الآخرون كلهم تقريبا وحوكموا أعواما ولم يسائلهم أحد بل سافر بعضهم الى الخارج عندما كان سيف المنع مشرعا ضد الآخرين والخطوة الخامسة هي تنفيذ أجندة خارجية من مصدرين كل على حدة ولكل واحد منهما أجندة قد تختلف عن بعضهما بالتفاصيل وهما ” الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق ” و ” حزب العمال الكردستاني – تركيا ” ولايغير من المشهد افتراق جماعة ب ك ك عن الحلفاء من منتصف الطريق بعد الاتفاق والعمل المشترك لشهور وقد تعود الأمور الى نصابها في أية لحظة .
4- ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟
ج 4 – لقد أجبنا عن هذا الجانب وأود أن أضيف أن القيمين على هذا ” المؤتمر ” مثل آخرين من أحزاب جبهة النظام من قوميين وناصريين وشيوعيين – وخاصة جماعة قدري جميل – وقوميين اجتماعيين يتفننون باللعب بالكلمات والمصطلحات كما جاء في بيانهم الختامي فتارة ينادون برفض سلطة الحزب الواحد الحاكم وقد يكون لصالح الحاكم الفرد فالحزب قائد حسب الدستور الرسمي ولكنه مستبعد عمليا وهناك للعلم خطة لدى جوقة الرئيس بان يضحوا شكليا بحزبهم لتعزيز سلطتهم العائلية أكثر أو طرح مقولة رفض الحل الأمني ليس لانه دموي بل لفشله في دحر الانتفاضة وجاءت عبارة عدم الحوار لوحدهم وهم يعلمون أن هناك محاورون ومصفقون ومختبئون وراء العبارات من أمثال جماعة سميراميس وخيمة مزرعة ريف دمشق وغيرهم .
5- ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟
ج 5 – الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو السير وراء الانتفاضة ومواصلة النضال الى جانب ثوار سوريا في الداخل أساسا والمساهمة الكردية النضالية والسياسية والاعلامية في كل عمل وحراك ونشاط يؤدي الى اسقاط نظام الاستبداد وتعزيز وشرعنة التمثيل الكردي الحقيقي في الأطر النضالية الجبهوية المشتركة وافشال كل مخططات اثارة الفتنة بين الكرد من جهة والعرب والمكونات الوطنية من الجهة الأخرى وذلك بتعرية وفضح المواقف الاستعلائية الشوفينية الصادرة من رموز قوى الظلام من الأصوليين الاسلامويين والقومويين الذين لايعبرون عن موقف الشعب العربي السوري الشقيق وقواه ومناضليه الديموقراطيين رفاق الدرب وشركاء المصير .
وفي مسألة ذات صلة أستغرب من اعلان تلك الأحزاب ولو بصورة ملتوية عن تعابير ” حق تقرير المصير للشعب الكردي ” أو ” الفدرالية لسوريا ” فمثل هذه الأمور تعتبر استراتيجية ولاتقر في سويعات واذا لم تكن لعبة مكشوفة لعملت تلك الأحزاب المشرفة على ” المؤتمر ” التي نواجهها منذ أربعين عاما من أجل تلك المبادىء ولم ترضخ لها على عقد مؤتمراتها الخاصة أولا لحسم مثل تلك القضايا ثم التعاطي معها في الاجتماعات العامة وكما تدل الحالة هذه فان الاسراع في اعلان أي شيء يمكن التخلي عنه بشكل أسرع واليمين الذي نظم الاجتماع تدرج من دون مراجعة أو اعلان أي نقد ذاتي من مقولة – الأقلية القومية – منذ انبثاق البارتي الديموقراطي الكردستاني في سوريا الى الشعب والآن تقرير المصير ولكن بصورة تكتيكية وحسب متطلبات المصلحة الذاتية لأن مثل هذه المبادىء تحتاج الى آليات وبرامج وقيادات مؤهلة وارادة صلبة وكلها لايتوفر بالغالبية الساحقة من أحزاب هذا ” المؤتمر ” وفي جميع الأحوال وحتى لو رفعت شعارات جميلة للاستهلاك فالفضل بذلك يعود الى شباب الانتفاضة الثورية في المناطق الكردية والتفاف الجماهير الشعبية من حولهم والجو الثوري العام في البلاد وتضحيات المناضلين ودماء الشهداء في مختلف المناطق السورية .
الشكر والتقدير لموقع ولاتي مه على هذه المبادرة
خليل كالو: عند الرفيق الثالث خبر المؤتمر …..!!!!
أنا والصديق دلكش مرعي ودراجته النارية رفيقنا الثالث..!!! كانت البداية وكذب من قال غير ذلك .
فقبل الإجابة على أسئلة موقع ولاتي مه welatê me لا بد من ذكر بعض الحقائق للقارئ والبداية التي انطلقت منها فكرة مبادرة المؤتمر ولأول مرة ربما تساعد القارئ على الإحاطة بالموضوع .
فلم يكن للأحزاب من مبادرة وعلم حول موضوع المؤتمر ولا حتى التفكير به وكانت في حيص بيص من أمرها وتبحث عن مخرج و حبل إنقاذ لانتشالها من ورطتها والمستنقع الذي تغوص فيه وعجزها تجاه الأحداث التي تجري في البلاد في فعل شيء سوى إصدار بعض البيانات الخلبية.
وباختصار شديد جداً انطلقت فكرة المبادرة من القرى النائية في منطقة آليان من منطقة ديركا حمو وليس من المدينة عرين السياسة الكردية (قامشلو) وكذب من يقول عكس ذلك.
فبعد أن قام خليل كالو بطرح الفكرة على الموقعين الموقرين ولاتي مه welatê me وكميا موردا Gemya kurda وقبلت إدارة الموقعين الفكرة مشكورا حرصا منهما على خدمة الكردايتي وجمع صف الكرد في هذه الظروف العصيبة والاستثنائية وقد تم نشر بيانين على الموقعين إحداهما بخط يد خليل كالو على كميا كوردا والآخر من إدارة موقع ولاتي مه بدعوة الكتاب والمثقفين لإبداء الرأي والموقف لبناء نواة رأي عام والتمهيد النفسي للمشروع وقد كتب أكثر من سبعين مقالا من قبل الكتاب والمثقفين حول المشروع ومن بينهم ثلاثة سكرتاريات الأحزاب مما خلق لدينا حافزا وقوة دفع للتحرك الميداني وكان ذلك في بدايات شهر تموز وقد تمت الحركة والتحرك من قرى آليان وبمساعدة الصديق دلكش مرعي النشيط الذي لم يتوان يوما بالتململ أو التقصير في مهام عمله لخدمة هذا المشروع في تلك الأجواء الصيفية الحارة على متن دراجته النارية فسميناها بدراجة المؤتمر التي خدمت المشروع أكثر من سكرتير أي حزب وكانت تستحق مقعد في مؤتمر الأحزاب التسعة بجدارة فالذين حضروا فرادى وجماعات لم يبذلوا جهدا أكثر مما بذلته دراجة دلكش العزيز.
فقد كان يخرج الأستاذ دلكش بدراجته الوطنية من البيت في قريته في الصباح الباكر ويتجه صوب قريتنا يقطع تلك المسافة الكبيرة ومن ثم نتجه معا إلى الطريق العام قامشلو ـ ديركا حمكو ومن هناك ننطلق بالسيارات العابرة إلى الاتجاه الذي نريده والعودة ثانية بها ليلاً إلى قرانا في وقت متأخر.
كانت فكرة المشروع المطروح على الأحزاب والقوى الشبابية والنشطاء من الفعاليات الثقافية و المكونات الاجتماعية المختلفة تشتمل على بناء مركز قرار كردي جامع وشامل (يشمل الجميع ويجمع القرار والإرادة) وبناء لجان للمجتمع المدني في المناطق الكردية من المستقلين النشطاء “نكرر النشطاء ومن له مؤهلات حقيقية” يمكن أن يساهم في المؤتمر القادم بحيوية ونشاط.
بدأنا الاتصال مع كافة الفعاليات والأحزاب والنخب فكان رد الجميع ايجابيا ومؤيدا للفكرة مع تخوف الجميع وتوقع أنصار ومنتسبو الأحزاب من الأحزاب ذاتها بتعطيل المشروع وقد تحقق التوقع وقامت تلك الأحزاب بحرف مسار المؤتمر وإهمال النقاط التي اتفقت عليها وإلغاء مشاركة المستقلين في اللجنة التحضيرية والوثيقة السياسية ومن ثم إهمال الأحزاب الأخرى والشخصيات الاجتماعية والمثقفين والكتاب و الحركات الشبابية والهيئات المحلية التابعة للهيئة المستقلة بدءا من ديركا حمو إلى حلب و كوباني وهنا لا ننسى جهود الأخ العزيز مصطفى إسماعيل من كوباني الذي كان ممثلا للهيئة المستقلة في منطقة كوباني وعفرين وحلب وجرابلس ومنبج وبذل جهدا يشكر عليه وأقصي هو أيضاً بالتهديد المبطن والتهميش وبعد ذلك استفردت الأحزاب التسعة بزمام المبادرة وحصل ما حصل .
أما بخوص الأسئلة فيمكن الإجابة عليها بالشكل التالي :
1- الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟
كان بالإمكان لو وجد من يمتلك المشاعر والإرادة الكردوارية والإحساس بالمسؤولية القومية ولكن للأسف الشديد سعى الجميع منذ البداية إلى المناصب الشخصية واستحواذ الكراسي ونسوا الهدف الذي يجب أن يعقد من أجله المؤتمر ولا نستثني أحدا من الأحزاب والفعاليات المجتمعية والتنسيقيات الشبابية وأنا والصديق دلكش مرعي شهود عصر على كل ما جرى وأبينا أن نكون شهود زور وقدمنا استقالتنا من المسؤولية التاريخية بعد تحاور مع الجميع ولمدة /51/ يوماً فقد كان للجميع أجندات شخصية أكثر مما هي خاصة بحقوق الكرد وتوحيد قرارهم فكل من التقينا به كان يصف نفسه بالديك والبقية دجاجات وهكذا إلى أن استولى على المؤتمر الأحزاب الكلاسيكية المشهورة بمؤامراتها وأباطيلها .
2– ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.
برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟
لا نعلم نية من قاطعوا المؤتمر فالأيام سوف تثبت ذلك ولكن يمكن القول وبصوت عال أن الجميع يتحمل المسؤولية فإذا كان نصيب الأحزاب التي عقدت المؤتمر تحت إبطها كبيرا ولكن الذين حضروا من المستقلين كان نصيبهم من الإثم أكبر فلو دافعوا وأبو الحضور من دون أن يكون المؤتمر شاملا جامعا لما انعقد .
وكذلك البقية الباقية من الأحزاب المقصية لم تدافع عن حقوقها إلا بالبيانات دون الحركة على أرض الواقع (سوى الولولة والتباكي والاستهتار وتوجيه التهم) و نكرر لقد كان دور المستقلين بلا شخصية كردوارية مشتتا للصف الكردي أكثر من الأحزاب وقد أثبتوا أنهم أسوأ نموذج مستقل انتهازي متسلق على الكرة الأرضية على الإطلاق فلم يكن همهم سوى ذاتهم الأنانية والبحث عن كرسي بدءا ممن انضم إلى الهيئة المستقلة مؤخرا ومن الهيئات المحلية ولا استثني أحداً ومع ذلك لم ترشحهم الأحزاب إلا ثلاثة منهم وعلى قوائم الأحزاب أي كما يقول الكرد Xurcik bi wan dizîn من مختلف المناطق الذين كان عددهم أكثر من /300/ شخصية فالكل فكر في ذاته الشخصية فقط قبل الجماعية والهدف الذي دعي من أجله المؤتمر إلا قلة قليلة كانوا موضع مسؤولية علما أن كل الذين تم ترشيحهم لم يسمع لهم صوت منذ ثلاث سنوات في أي فعالية مكشوفة أو سرية وبعضها منذ سنوات بعيدة إلا بعد /3/ أشهر من التظاهرات في سوريا.
فمن يقول عكس هذا الكلام فهو كذاب ومفتري وليواجهنا بمقال ولدينا ملفات كاملة عن مواقفهم وما زلنا أحياء .
3– جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟
قوة كل المؤتمر الحزبي لا يساوي قوة حارة صغيرة في حمص فالذي لا يمتلك القوة والنية الحسنة لا يستطيع توحيد صفوفه وبيته الداخلي وبالتالي لن يستطيع فعل شيء لغيره فهذا كلام في كلام ليس له معنى..!!!!
4- ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟
يظن أن هذه الأحزاب على استعداد تام للحوار ولما لا ولكن بماء الوجه ولها سوابق وقد حاولت منذ بداية الأحداث ولكن يبدو أن النظام لم يثق بها أو ربما تراجعت تحت رأي الشارع والمثقفين وركنت في مواضعها والآن هي جاهزة لأي حوار باسم مؤتمرها .
فكثيرون من شخصيات تلك الأحزاب تثير لعابها على كعكة افتراضية وهمية ولهذا تحاول تجميل ذاتها وخلق مبررات تقنع بها نفسها كمثل الذي اشتهى لحم الحمار فقال أن آذانه تشبه آذان الأرنب.
5- ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟
لن يتوحد الكرد بهؤلاء الرجال القوامون على شؤونهم والماركات المزورة والتفكير الأناني والذهنية اللا ديمقراطية فكل الذين تجدهم على الساحة هم ليسوا أهلا للمرحلة وبعضهم يدارون عن بعد بأجندات خاصة كما أن الذي يجري على الساحة السورية أكبر من أي شخص وحزب بمفرده ومن كافة الأحزاب الهرمة والنقطية وحتى من الشعب الكردي بمفرده والسبيل الوحيد هو ما يخبئه المستقبل على مستوى البلاد ككل.
وكل التوقعات أن الكرد سوف ينقسمون إلى ثلاث أو أربع كتل مستقبلا .
30 /10/2011
xkalo58@gmail.com
الدكتور یاسین دیركي: المؤتمر الوطني الكوردي السوري مع اصلاح النظام أم اسقاطه؟!
المؤتمر الوطني الكوردي خطوة ايجابية بغض النظر عن الاخطاء والآلیة التي تلازمت انعقاده وآلية تعاطيه مع الاطراف الاخرى التي لم تشارك في المؤتمر لأنها ضمت عشرة أحزاب كورديه يشهد لها الكل بأن لها قاعدة لا بأس بها وكذلك مؤيدون ما زالوا ينظرون الى قرارات هذه الاحزاب بنظرة احترام وتقدير.
لأنها كذلك حلت جميع الاطر الكوردية الاخرى مثل التحالف، الجبهة، التنسيق والمجلس السياسي التي كانت رمزاً من رموز الانشقاق السياسي بين الاحزاب السياسية الكوردية، كاستجابة لضرورات المرحلة ورؤية الشارع الكوردي المتلهف لاتحاد الاحزاب تحت راية واحدة تكون هدفها الرئيسي ايصال صوت الشارع الكوردي الى النظام والمعارضة بأنها امة حية، ما زالت تضطهد ولها الحق الكامل في تقرير مصيرها بنفسها ولها من يمثلها وینطق بإسمها.
لا ننكر انه في الاونة الاخيرة ازدادت الهجمة على الاحزاب الكوردية بشكل غير مسبوقة وكان النتيجة اغتيال أحد ابرز رموز الحركة في الوقت الحاضر متمثلاً بالشهيد مشعل التمو.
فكل من تعاطى السياسة او يتعاطاها سيعرف لماذا تم اغتيال الشهيد مشعل التمو دون سواه.
لماذا في هذا الوقت بالذات!، ومن هم المستفيدون؟ وكذلك ماذا كان الهدف الرئيسي لاغتياله أهو فقط لتصفيته جسدياً، إسكات صوته أم لاسباب أخری ، ولا أظن ان قادة الاحزاب الكوردية لم يقرأوا الرسالة بوضوح و لهم في السياسة باع طویل.
لا داعي للمزايدة على الاحزاب ففي بيانهم وفي المجال الوطني ألقوا با لمسؤولية على النظام نتيجة لسیاساته الخاطئة ونهجه الإقصائي ودكتاتوریته ومصادرته للحریات والرأي ، وهو بحد ذاته ادانة واضحة واشارة واضحة الى ان النظام الحالي لا نفع فيه ولا خير فيه وليس قابلاً للإصلاح ويجب تغيره وهنا تكمن الرؤية المتباينة أهي مع تغييره أم مع اسقاطه! الذي ينادي به الشباب في الشارع الكوردي من الداخل.
لم نكن من المشاركين ولكن ما وصلنا من الداخل بأنه حدثت مناقشات جوهرية بين المؤتمرين وهم توصلوا الى قرارات هامة ولكن لم يتم الاعلان عنها في البيان الختامي لاسباب الكل یدركها.
وهذا ما لمسناه في التصريحات التي تلت انعقاد المؤتمر من المشاركين فيها وخاصة بما یخص الشارع الكوردي والصوت الكوردي و الالتفاف الكوردي حول المطالب المشروعة للشعب الكوردي.
رأي هذا … ليس دفاعاً عن الاحزاب بقدر ما هو تحليل وتفكيك لبعض النقاط المبهمة في البيان .
وكمستقل أقول بأن بيان الحركة أو المؤتمر لم تخرج عن الاطر السیاسية التي يتبناها كل الاحزاب المشاركة او الرافضة للمشاركة في المؤتمر في العلن.
وعليه لا يمكننا فهم عدم مشاركة الاحزاب الاخرى في المؤتمر بغض النظر عن PYD الاتحاد الديمقراطي التي يعلم القاصي والداني أسبابها في عدم الحضور لان لها أجندات خارجة عن ارادة الكثيرين من الكوادر السياسية لهذا التنظيم.
فالكل يعلم ما هي اهدافهم وآرائهم ، فهم تارة يعلنون بأنهم القوة السياسية الاكبر في الشارع الكوردي ويجب ان يكون حضورهم متلائماً مع قوتهم في الشارع ويكون لهم الكلام الفاصل في القرارات والتوصيات ناهيك ان يندد المٶتمرین بعزلة رئيس حزب العمال الكردستاني- التركي أو ما يحلوا لهم ذكره رئيس الاكراد أو رئيس رؤساء الأكراد.
وتارة اخرى یعلنون هنا وهناك بافتتاح مدرسة كوردية واجراء انتخابات مجلس الشعب في غرب كردستان واعطائها جل اهتماماتها وطاقاتها.
فهم بدأوا في انشاء مؤسساتهم الديقراطية (بنظرهم) وكأن كل هذه التضحيات والشهداء وهذه الثورة الشعبية هي من اجل افتتاح مدرسة كوردية والوصول الى عضوية مجلس الشعب واختزال المطالب الكوردية في هذين المطلبين ويتناسى بأن اجندته لسيت كردية سورية بحتة.
ولذلك كسؤال الى كوادر الاتحاد الديمقراطي (جناح PKK السوري) اذا كنتم بالفعل تمثلون الأغلبية الساحقة من الشارع الكوردي لماذا تقومون بالتشويش على الشباب الكوردي المنتفض في الشارع وتعرقلون المظاهرات السلمية بشعاراتكم ولافتاتكم وصوركم التي لا تمت الى المظاهرة ودعواتها بشئ، وكذلك لماذا لا تدعون الى مظاهرة سلمية في احدی أيام الاسبوع خارج الجمعة لكي تبرهنوا للاحزاب ومؤيديها والشارع الكوردي بأنكم الاكثرية وكي نرى جميعاً شعاراتكم ومواقفكم من النظام بسقوطه أم تغيره أم باصلاحه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر دعوتكم للتظاهر في احدی المناطق الكوردية في احدی مناسباتكم لم تتجاوز العدد الفي مشارك من مجموع سكان المنطقة البالغة عدد سكانها بأكثر من سبعون ألف نسمة.
أكن كل الاحترام لبعض من كوادرها ولكنها بحاجة الى جرأة أكثر للتنصل من الاجندات المبهمة والابتعاد عن تأثير بعض الكوادر العسكرية التي نزلت من الجبل ودخلت الساحة ترقباً للقادم المجهول.
والسؤال عن سبب اقصاء البعض من الفعاليات الاجتماعية وتنسيقیات الشباب لا أظن بأنها من الحكمة، ويجب اعادة النظر في ذلك لأن هؤلاء الشاب وضعوا أرواحهم على اكفهم ويجوبون الشوارع ليل نهار وينادون باحقاق الحقوق واسقاط النظام فندعوا المؤتمرين الى توحيد الصفوف وايجاد آلية مشتركة لأن المرحلة حساسة واقصاء أي كان ليس من مصلحة الشعب الكوردي.
لذلك نطلب من الاخوة في الاطراف الكوردية الاخری التي لم تشارك في المؤتمر بأن تبدي رأيها وتبرز مطالبها وتدافع عن آرائها في أجواء حوارية بعيدا عن التعصب والتشنج في الرؤية والطروحات ، وتجميع النقاط المشتركة بين الاطراف المتباينة وشرح وتوضيح النقاط العالقة أو الغير متوافقة وتحليلها وافراز فوائدها ومضارها على الوضع الكوردي السوري ، ولتكون لبنة من اجل ان يكون المؤتمر الكوردي الناطق الرسمي بإسم الشارع الكوردي وتكون نبض الشارع وهذا سيوفر الكثير الكثير من الجهود والطاقات وكذلك التضحيات ، ویبرز للشارع السوري و العالم المرتقب مشروعية مطالبنا و رؤيانا في بلورة واقع جديد غیر الذي تم فيه اهمال الكوردي واضطهاده.
أخص رأي هنا الشارع الكوردي والأطراف الكوردية ولكن لا اهمل الشارع السوري فالكل يدري ويعلم مدى التضحيات التي بذلت وما زالت تقدم من اجل الحرية والكرامة واننا جزء من هذه الثورة السلمية.
المتابع لوضع الحكومة والنظام الحالي وتخبطه في قراراته ومراسيمه ورؤياه في الخروج من المأزق الحالي یدري ويعي حجم الخوف الكامن في ثناياه من القادم المجهول، بعد تلاشي عدد من الانظمة الدكتاتورية المتشابهة على أيدي الثوار وما يراه وشاهده وبالأخص مصير الدكتاتور صدام والقذافي ومبارك وزين العابدين وقريباً علي صالح يدرك بأن النظام يعي بأن اجله قد اقترب سواء بالاصلاحات و الهامش الديمقراطي الذي يعرضه في المزاد اليومي ورفضها المستمر من قبل الكل لأنه لا حياة فيها ولا كرامة، وكذلك بالثورة السورية التي تزداد ثقلها يوم بعد يوم وكلما ازداد النظام وتفنن في اخماد نيرانها تزداد لهيبها طردياً .
ولكن همنا الآن قبل سواه ماذا سنحصل علیه من المعارضة السورية اذا رحل النظام والكل يرى تصريحات العرعور و البيانوني وكذلك غليون (بالمناسبة فهو یذكرني بالمالكي العراقي وآرائه بعد وقبل تحرير العراق من الاكراد وإقليم كوردستان وبالاخص كركوك)
انهم لن يكونوا بالسهولة والمرونة ذاته بعد الرحیل منه الآن .
انهم تتلمذوا في السياسة والعقلية القائمة على الغاء الآخر الغير عربي وصهره في بوتقة الامة العربية الواحدة وبلاد العرب أوطاني (مع الاعتذار من البعض الذين نكن لهم كل الاحترام ويعرفون ویتفهمون معنى حرية الآخر وحقوق الاقليات وقرأوا التاريخ وتداخلاته).
لهذا أقول ان الشارع الكوردي ليس مستبشرا بالخير من هؤلاء و فاقدا كذلك للأمل في اصلاح النظام وتغيره.
نبض الشارع الكوردي تدعوا الى رحيل النظام وبناءدولة یؤمن الحاكم فیها بحرية الرأي والتعبير وحرية الفرد والأقليات وانهاء مظاهر الاضطهاد العرقي والطائفي والمشاریع والقرارات الاستثنائیة ضد الكورد وتٶید حق الشعب في تقریر مصیره.
النموذج العراقي سواءاً الكوردي أو العربي خير مثال لنا نحن السوريين ككورد وعرب، يجب الاقتداء بما هو نافع وترقيته ليكون سوريا وطناً نابضاً حياً یفتخر كل فرد فیها بسوریته، بعیدا عن الاقصاء والتصهر والتعریب وتغير المعالم التاريخية والحضاریة وتحریف التاریخ.
حول السؤال عن عدم اسقاط الاحزاب مبدأ الحوار مع النظام من اجندتها ، الجواب لكل فرد وكيان واطار تنظيمي الحق الكامل في رفض مبدأ بعينه أو قبوله دون التهديد والتهويل في قبوله من عدمه.
لهم كامل الحرية في اسقاطها من عدمه ولكن في السياسة لا يوجد ثوابت وقوالب جاهزة لا یمكنك لبسها أو خلعها فالكل يعلم بأنها فن الممكنات وليس المستحيلات، الكثيرون رفضوا مبدأ الحوار و بالنهایة حاوروا ممن رفضوهم من قبل
وان كانت قد أشارت وبالشكل الواضح بأنها جزء من المعارضة السورية وانها لن تقوم بأي حوار منفرداً كضمانة لهم (للمعارضة السورية) التي تباينت مواقفها من القضية الكردية في الآونة الاخيرة، وهذا لا يعني بأنهم لا يدعمون مبدأ اسقاط الحوار مع النظام وإلا لكانوا قد شاركوا في الحوار ولبوا الدعوات الكثيرة.
الى الذين يشككون في وطنية قادة الاحزاب ندعوهم الى العودة الى صور المظاهرات وفيديوهاتها، فالكوادر المتقدمة في هذه الاحزاب تشارك الشباب في الحراك الشعبي وتقف في الصف الامامي.
وان كان مطالبهم أي الشباب بأن تكون الاحزاب متمثلة بقادتها في هذه المظاهرات ولكن الیس هذا بنوع من المجازفة، لنمعن في قضية الشهيد مشعل التمو سوف نرى ان كل القادة مستهدفون ويوجد لدی البعض اجندات ان تلتهب الشارع الكوردي وليسقط ضحایا وقتلی جدد، وقادة الاحزاب يدركون ذلك ولهم باع طویل في السیاسة.
لنعد كما اسلفنا فكل خطوة في اتجاه توحيد الاطر والاحزاب الكوردية في بوتقة واحدة خطوة مباركة وهامة نعلن وقوفنا بجانبها وسوف ننتقدها اذا ما لاحظنا ووجدناعثرات واخطاء في أداء عملها وكذلك نطالبها بعدم اقصاء احد حتى من كان لم ا جندات خارجية.
واشراك الشباب في مناقشة قراراتها والاهتمام بهم في المستقبل فهم الأمل ولولاهم لما كان لنا في الشارع الكردي من صوت وهم الذخیرة الحیة لنا في صراعنا من اجل ان یكون لنا كیان .
الدكتور یاسین دیركي
من هیئة تحریر موقع صوت دیریك
أمين عمر: لم يكن بـ المؤتمر البشرى ولا باللعبة الخبيثة
مستعدون للمواقف المجانية
وإنعقد المؤتمر ، وكان لإنعقاده ضرورة حتمية في هذا الظرف الاستثنائي بكل المقاييس وكان من الخطأ الجسيم إبعاد إي طرفٍ كرديٍ من المؤتمر، أحزاباً كانت أم مثقفين مستقلين، وبشكل خصوصي إبعاد الأحزاب أو دفعها للإبعاد، فهذا خطأ لابد من تصحيحه، المثقف يبقى شخصٌ حرٌ بالحضور أما لا ، ويمثل في النهاية نفسه ، ولكن لا يجوز معاقبة جماهير حزبٍ ما، لسوء التفاهم أو الحقد بين القيادات، وبالتالي حرق الجماهير بجمر الكراسي، أما الحضور المتواضع من التنسيقيات فمرده أن الأحزاب الكردية لم تنجح بكسب إحترامها وثقتها في هذا الظرف أو قبله، فلم يتقدموا المظاهرات إلا خجولاً، ورفعاً للعتب في حالات الحضور، فمنذ شهور يماطل القادة الكرد بمواقفهم فهم مع إسقاط النظام دون الإعلان عن ذلك ومع الثوار دون أن يشاركوا بالثورة، فقط ما يستطيعون الإفصاح عنه هو لوم المعارضة وتهديدها بالانسحاب تارة ومن الحياد تارة أخرى، كون الموقف هنا مجاني لن يـُدفع ثمنه في الوقت الحالي، والذي سندفع ثمنه أضعافاً بعد نجاح الثورة.
إما أنا وإما لا شيء
وإنعقد المؤتمر، وقبيل إنعقاده بسويعات خرجت قيادات حزبية تحارب نتائج المؤتمر وقرارات المؤتمر الذي لم ينعقد بعد ” حتى لو تبنت هذه الأحزاب في مؤتمرها شعار الثورة فإن ذلك سيكون مناورة لا أكثر” هذا الموقف القيادي المسبق يدل على شيء واحد إما أن أكون موجوداً وبالشكل الذي أريد وإما إنكم فاشلون ومناورون.
قبل التصريحات القيادية تلك، كانت لبعض الكتاب، تصريحات ومواقف تشكيك وتشاؤم، سلبياتها أكثر من إيجابياتها ، تصريحات كخلطة من جلد الذات و السيرة الذاتية، مع نزعة نرجسية شبيهة بالغاية القيادية السابقة الذكر.
حل الأطر وتشكيل قيادة يرجى ألا تكون على الورق فقط
وإنعقد المؤتمر وقد اكتنفه النقص والغموض في القرارات، إذ كيف تبنى المؤتمر مطالب الثوار والشارع وهي لا تشارك بالمظاهرات، إلا بالكلام.
ولا تتوحد إلا على الورق و تأتي إخلاصها للكرسي قبل كل شيء.
فلا صوت يعلو على صوت صرير الكرسي.
إنعقد المؤتمر وحتى وإن فشل نوعاً ما ولم يلبي مطلب الثورة بالشكل المطلوب ولكن الشيء الإيجابي والجيد إن التزم به هو حله للأطر السابقة ” حل جميع الأطر السابقة من (الجبهة و التحالف و لجنة التنسيق والمجلس السياسي غيرها) على أن يكون المجلس المنبثق عن هذا المؤتمر الإطار الأوحد الذي يجمع الكورد”
وبحله للأطر السابقة السيئة الذكر وإنتخاب هيئة تتحدث باسم المؤتمر الذي تحول مجلساً وطنياً كردياً في نهاية المؤتمر قد يكف الكرد شر التصريحات النارية والمفرقعات والمواقف المتباينة من هنا وهناك.
خطوات خجولة وقيادات تريد خُضراً ناشفاً
وإنعقد المؤتمر وكان مقبولاً بمقياس الشارع والمتابعين والمهتمين، رغم أن المؤتمر لن يستطيع الزعم بتمثيله للكرد جميعاً ما دام هناك أطراف هامة خارجه، ولكنه كان ناجحاً بإمتياز بمقاييس قياداتنا التي دأبت على المراوحة في المكان لذا من الخطأ أن نطالب قيادتنا أن يتحولوا ثواراً وهم تركة ال (الأقل خسائر ، الخوف المزمن من المستقبل والمجازر القادمة، القلق والوهم دون مبرر ، قادة من دون تضحية ، الإعتماد على الغير في القرارات ، مميزين من دون جهد وتعب وميّزة) قادة أمضوا عمراً ولم تجتاحهم زوبعة من ثورة الضمير ليفسحوا المجال للأجيال القادمة ويتركوا رئاسة أحزابهم بإحترام ومن دون إنشقاق وإساءة يريدون أن يصبحوا أبطالاً من دون تضحيات.
وهنا يحضر للذاكرة الحكاية التالية: سمعت إمرأة من جارتها إن الرجل الصالح “خضر ” عليه السلام، يزور بيوتاً لا على التعيين و على هيئات مختلفة والذين يستقبلونه ويستضيفونه بشكل جيد، ستتوسع أرزاقهم ويحصلون على أموالٍ كثيرة ، فدعت المرأة الله ، أن يقدم الرجل الصالح على زيارتها، مضت الشهور وفي شتاءٍ باردٍ والأمطار تهطل بغزارة دق باب المرأة ، ففتحت فرأت رجلاً مبلولاً من رأسه إلى قدميه والأوحال قد أخفت حذائه .
قالت خير، فقال الرجل، هل تستقبلين ضيفاً غريباً لا يعرف أحداً ولا مكان يأويه، فقالت ضيف في هذا الشتاء وبهذا البلل والأوحال، الأفضل أن تبحث عن مكانٍ أخر ، وأغلقت الباب في وجه الرجل، وهي تغلق الباب سمعت الرجل وهو يهم بالانصراف ويقول إذاً تريدين خُضراً ناشفاً، وأختفى الرجل .
نقاد خردة
وإنعقد المؤتمر ، فلا يجوز أن نغلق عيوننا عن كل نواقص وأخطاء المؤتمر بمجرد مشاركتنا فيه وكوننا فيه طرفاً، وبالمقابل ليس من المعقول أن نتبلى المؤتمر وننقي بعض الجمل الغامضة من قراراته والتي تقبل أوجه عديدة ومن ثم الهجوم بها على المؤتمر وننسف كل النقاط الإيجابية لعدم مشاركتنا فيه، ألم يكن الأجدى بالمثقفين الذين حاربوا وانسحبوا من المؤتمر قبل إنعقاده إن ينهلوا قليلاً من ثقافتهم ويسعوا لمشاركة كل الأحزاب والتنسيقيات ولكن للأسف بعض المثقفون يريدون من الذي لا يعتبروه مثقفاً إن يراضيهم ويكون أعلى منهم وعياً وثقافةً ويُقبل على وجنيتهم لأنه كان يقرأ كتاباً وجريدة عندما كان الثوار يقرؤون الفاتحة على أرواح الشهداء أو يحاولون قراءة الفاتحة على روح النظام.
مؤتمر البشرى أم لعبة خبيثة
وإنعقد المؤتمر ولم يكن بالمؤتمر البشرى أو باللعبة الخبيثة، بل هي خطوة جيدة حصيلة جهود جزء كبير من الشعب الكردي في سوريا من الأحزاب ومن غير الأحزاب، عساهم يجنوا ثمار ظرفٍ جاء على حين غرة، ثمار ثورة مرت بالقرب منهم واغترفوا منها قليلاً، ثورة جاءتهم ولم يكونوا بمستواها، فهم ليس لهم سوى عقود من النضال الخجول الذي لم يكن سيجني ثورة ولو بعد مئة عام آخر، لذا علينا جميعاً تشجيع هذا المؤتمر الذي جاء بفضل الثورة وعلينا الوقوف معه وتصحيح مساره كي يمضي إلى طريق الصواب، ولا نحاول النيل منه ونخسر أكثر مما نخسره الآن.