د.
علاء الدين جنكو
لو عدنا إلى المعارك السياسية قبيل أول انتخابات عراقية بعد سقوط نظام صدام حسين ورأينا كيف كان السجال الشديد والمرير الذي عصف بموقف العرب السنة الرافض لأي حوار أوتنازل أومشاركة، ظانين أنهم يمثلون عصب الحياة السياسية في العراق وبدونهم لا يمكن تتم هذه العملية.
علاء الدين جنكو
لو عدنا إلى المعارك السياسية قبيل أول انتخابات عراقية بعد سقوط نظام صدام حسين ورأينا كيف كان السجال الشديد والمرير الذي عصف بموقف العرب السنة الرافض لأي حوار أوتنازل أومشاركة، ظانين أنهم يمثلون عصب الحياة السياسية في العراق وبدونهم لا يمكن تتم هذه العملية.
وتجدر الإشارة أنهم في حقيقة الأمر كانوا عنصراً مؤثراً لو استغلوا وزنهم مع قبولهم بحقيقة الأمر الواقع، فبعزفهم على وتري القومية العربية من جهة، والسنية العروبية من جهة أخرى أفقدتهم القدرة على التحكم بشارعهم العاطفي الثائر.
فلو تخيلنا مشاركتهم ضمن ولائهم العراقي مع الكرد مثلاً دون المصادمة مع مشاريعهم وحقهم الطبيعي الذي أصبح فيما بعد واقعاً حقيقياً لا بد من التعامل معه، واستغلال القواسم المشتركة بينهما لكانوا اليوم في وضع أفضل بكثير مما هم عليه الآن، ولما استطاع التيار الشيعي (على الرغم من صراعاته الداخلية في الأحوال الطبيعية) من السيطرة على زمام الأمور فيما يسمى (بضربة الشاطر) ، متفوقاً على الجانب العربي ذكاءاً وسياسة، وعلى الجانب الكردي وزناً وحجماً !!
ومع كل أسف أرى بوادر هذا الموقف يتكرر عند الجانب الكردي في سوريا سواء من الساسة أو المثقفين، وبمقارنة بسيطة بين حال الكرد وحال العرب السنة تظهر خطورة الموقف أكثر .
– عرب السنة في العراق أكبر حجماً من الكرد في سوريا .
– الدعم الخارجي الذي كان يتلقاه العرب السنة من جميع الدول العربية وبدون استثناء محروم منه الجانب الكردي في سوريا .
– التيارات العراقية التي كانت ترغب بشدة في التحالف مع العرب السنة لتقوية موقفها غير موجودة في الجانب السوري، إذ الجميع يرى بأن الحليف الكردي هو الأضعف على المستوى الوطني (بحكم تشتته وعدم إثبات وجوده) .
– إضافة لكل ما سبق تبني الطرف الكردي مواقف أكثر تشدداً في بعض ما يطلبه دون مراعاة لعامل الزمان والتوقيت المناسب في وقت نعيش أسوأ حالة تشرذم وانقسام.
لكل ذلك لابد من السباق مع الزمن والتطلع إلى المستقبل بعيون مؤثرة، وعدم إثارة ما من شأنه عرقلة أي تحالف سياسي مفيد وبالتالي خسارة مكاسب منتظرة .
فالسياسة الناجحة هي الاستحواذ على أكبر قدر ممكنة من المكاسب على الساحة السياسية مهما كان الطرف المقابل .
أما رفض الآخر بادعاء تباين الايديولوجيات والمبادئ، والتنظير الفارغ من مضمونه والذي دفع الشعب الكردي ضريبته منذ أكثر من أربعة عقود، أتصور بأنه آن الآوان للتخلي عنه وترك السلوك السياسي العقيم الذي مل منه أبسط السياسيين وأقلهم إدراكاً لها ..
أتذكر أيام سقوط الماركسية بعفونتها بقي الماركسيون الكرد كما ذيل الأفعى عند قطع رأسها يماطلون ويبررون ويحللون حتى باتوا من غير أن يشعروا يغنون خارج السرب أغنية غربية غير الماركسية !!
اليوم تغير العالم عموماً والشرقي خصوصاً، الشعوب لم تعد عاجزة عن اقتناء وقراءة وفهم كتاب لحسن البنا أو لجلال صادق العظم ولا يرضخ بسهولة لفلان أو علان مهما علا قدره وارتفع شأنه، الكل بات استاذا جامعياً وهو جالس على أريكته في بيته يتنقل بين القنوات الفضائية ويتابع الندوات الفكرية والاجتماعية والسياسية والحوارية .
إن التنظير الكردي والمطالبة بفرض العلمانية على سوريا والشعب السوري ليس من مهمة الكرد وليس من مصلحتهم، فإذا ما اعترف الجانب العربي بحقوقي الكاملة وتثبيتها مع هويتي في الدستور الوطني ما الضير إذا كان المقابل لي علمانياً أو إسلامياً أو قومياً عربياً أو يجمع بينها جميعاً !!!
أما الاحتجاج بحقوق الأقليات والقوميات الأخرى فبكل صراحة من السذاجة أن أخسر مكاسب سياسية من أجل طوائف إلى اللحظة لا تعترف بوجودي وتتآمر بين الفينة والأخرى على مطالبي، نعم من الدروشة والبساطة السياسية والنفاق الذي تكسوه المزايدة المشبوهة أن أخسر تحالفاً يثبت وجودي من أجل أطراف أخرى الأولى أن تتقدم وتشارك وتطالب بحقها .
كفانا ضحكاً على أنفسنا ولندرك حقيقة وزننا وحجمنا من غير إفراط ولا تفريط .
نحن مبدعون في صناعة الخصوم والأعداء، فاشلون بامتياز في اكتساب الأصدقاء والحلفاء، حتى أننا – كرد سوريا – لم نستفد من تجربة أشقائنا في كردستان العراق الذين أحسنوا اللعبة ولم يكونوا يوماً أسرى للشعارات الفارغة .
ومع كل أسف أرى بوادر هذا الموقف يتكرر عند الجانب الكردي في سوريا سواء من الساسة أو المثقفين، وبمقارنة بسيطة بين حال الكرد وحال العرب السنة تظهر خطورة الموقف أكثر .
– عرب السنة في العراق أكبر حجماً من الكرد في سوريا .
– الدعم الخارجي الذي كان يتلقاه العرب السنة من جميع الدول العربية وبدون استثناء محروم منه الجانب الكردي في سوريا .
– التيارات العراقية التي كانت ترغب بشدة في التحالف مع العرب السنة لتقوية موقفها غير موجودة في الجانب السوري، إذ الجميع يرى بأن الحليف الكردي هو الأضعف على المستوى الوطني (بحكم تشتته وعدم إثبات وجوده) .
– إضافة لكل ما سبق تبني الطرف الكردي مواقف أكثر تشدداً في بعض ما يطلبه دون مراعاة لعامل الزمان والتوقيت المناسب في وقت نعيش أسوأ حالة تشرذم وانقسام.
لكل ذلك لابد من السباق مع الزمن والتطلع إلى المستقبل بعيون مؤثرة، وعدم إثارة ما من شأنه عرقلة أي تحالف سياسي مفيد وبالتالي خسارة مكاسب منتظرة .
فالسياسة الناجحة هي الاستحواذ على أكبر قدر ممكنة من المكاسب على الساحة السياسية مهما كان الطرف المقابل .
أما رفض الآخر بادعاء تباين الايديولوجيات والمبادئ، والتنظير الفارغ من مضمونه والذي دفع الشعب الكردي ضريبته منذ أكثر من أربعة عقود، أتصور بأنه آن الآوان للتخلي عنه وترك السلوك السياسي العقيم الذي مل منه أبسط السياسيين وأقلهم إدراكاً لها ..
أتذكر أيام سقوط الماركسية بعفونتها بقي الماركسيون الكرد كما ذيل الأفعى عند قطع رأسها يماطلون ويبررون ويحللون حتى باتوا من غير أن يشعروا يغنون خارج السرب أغنية غربية غير الماركسية !!
اليوم تغير العالم عموماً والشرقي خصوصاً، الشعوب لم تعد عاجزة عن اقتناء وقراءة وفهم كتاب لحسن البنا أو لجلال صادق العظم ولا يرضخ بسهولة لفلان أو علان مهما علا قدره وارتفع شأنه، الكل بات استاذا جامعياً وهو جالس على أريكته في بيته يتنقل بين القنوات الفضائية ويتابع الندوات الفكرية والاجتماعية والسياسية والحوارية .
إن التنظير الكردي والمطالبة بفرض العلمانية على سوريا والشعب السوري ليس من مهمة الكرد وليس من مصلحتهم، فإذا ما اعترف الجانب العربي بحقوقي الكاملة وتثبيتها مع هويتي في الدستور الوطني ما الضير إذا كان المقابل لي علمانياً أو إسلامياً أو قومياً عربياً أو يجمع بينها جميعاً !!!
أما الاحتجاج بحقوق الأقليات والقوميات الأخرى فبكل صراحة من السذاجة أن أخسر مكاسب سياسية من أجل طوائف إلى اللحظة لا تعترف بوجودي وتتآمر بين الفينة والأخرى على مطالبي، نعم من الدروشة والبساطة السياسية والنفاق الذي تكسوه المزايدة المشبوهة أن أخسر تحالفاً يثبت وجودي من أجل أطراف أخرى الأولى أن تتقدم وتشارك وتطالب بحقها .
كفانا ضحكاً على أنفسنا ولندرك حقيقة وزننا وحجمنا من غير إفراط ولا تفريط .
نحن مبدعون في صناعة الخصوم والأعداء، فاشلون بامتياز في اكتساب الأصدقاء والحلفاء، حتى أننا – كرد سوريا – لم نستفد من تجربة أشقائنا في كردستان العراق الذين أحسنوا اللعبة ولم يكونوا يوماً أسرى للشعارات الفارغة .
أتمنى أن تدرك حركتنا السياسية الكردية وكتابنا ومثقفونا واقع الحال وأن توحِّد مواقفها لتعرف حقيقة حجمها وتأثيرها وألا تخسر الرهان كما خسرها العرب السنة في العراق في أكبر خطأ تاريخي وقعوا فيه، وسلموا مفاتيح الأمر لخصومهم بسذاجتهم وحماسهم المفرط وغرورهم السياسي في صورة لم يتصورها خصومهم حتى في أحلامهم ..