محمود مراد
هل الإفطار على مائدة الحراك الشبابي ، أم الصيام على هذه المائدة ؟! الأمر ليس واحداً البتّة ، الإفطار والصيام يجب أن يكونا على نفس المائدة لماذا ؟: لأن عكس ذلك سيكون سلخاً عن قيم الصيام ، هذا إذ لم يكن إلحاداً وكفراً ، ومن الطرف الأخر سياسات النظام كما هي ، منذ سبعة أشهر علقت على صدر سورية هوية ،عرفت واختزلت بالزاوية الأمنية ارتكبت فظائع ، وسالت دماء من جرّاء كل ذلك.
هل الإفطار على مائدة الحراك الشبابي ، أم الصيام على هذه المائدة ؟! الأمر ليس واحداً البتّة ، الإفطار والصيام يجب أن يكونا على نفس المائدة لماذا ؟: لأن عكس ذلك سيكون سلخاً عن قيم الصيام ، هذا إذ لم يكن إلحاداً وكفراً ، ومن الطرف الأخر سياسات النظام كما هي ، منذ سبعة أشهر علقت على صدر سورية هوية ،عرفت واختزلت بالزاوية الأمنية ارتكبت فظائع ، وسالت دماء من جرّاء كل ذلك.
أما بالنسبة للشيوعيين، هل خوّلوا أنفسهم ، الإفطار والصيام على نفس المائدة ؟ أم ماذا ؟
لابد من التذكّير قبل الخوض في أي موضوع، بأن أحد رجال الدين الإيرانيين ، عندما قال: نصرة النظام السوري واجب ديني ، يحق لنا أيضاً القول: نصرة الحراك الشبابي واجب وطني، ونستطيع سحبه على النظام السوري ونصرته، من حالة اللانظام السياسي الفاسد الذي هو فيه ، فنصرة هذا الحراك، ورعايته وتنقيته من العناصر المسلّحة المحسوبة عليه واجب وطني وسياسي وأخلاقي، وحتى التلّميح بتسلحه تعتبر نقيصة سياسية غير جائز البتّة من قبل أيٍّ كان ، يمكن اعتبار ذلك تعمية على سورية ، ودفعها إلى دماء أكثر وفظائع
هنا لنا السؤال التالي : لماذا الشيوعيون لا يناصرون الحراك الشعبي بشكل واضح وجلي ؟ لماذا القبض في منتصف العصا أحياناً ؟! إذ لم نقل الصيام على مائدة الحراك الثوري ، والإفطارعلى مائدة النظام، فهذا العنوان يبدو أكثر توصيفاً لحالة الشيوعيين ، فهل هم جزء مكوّن للنظام السوري ؟ أم أنهم يتنفسون نفس الأكسجين وأكسيد الكربون ؟ أم الشهيق مختلف والزفير واحد.
فهل إيديولوجيتكم ؟ لعبت دوراً رئيساً في إبقاء مستوى أصواتكم منخفضاً، إلى حد الصمت والتجاهل والتناسي حول ما يدور من نزف دموي غير مسبوق في تاريخ سورية، لا غرابة أن تنتكس السياسة في حزبكم منتكس إيديولوجياً، منكم من ينسج مواقفه وفق إيديولوجيا أصوليّة، أعاق سير تطور الفكر الماركسي ، و من نسج مواقفه وفق الإدعاء بأنّه المتجدّد المطوّر لهذا الفكر ، ويمثّل الفيصل في الفكر الديمقراطي ، وآخرون اختاروا النّوسان بين الطرفين لكسب ودّهما ، والمختلف مع هذه الأجندات رميتم به إلى أحضان الخارج والتطرف ، لعلّ نهضة خصومكم قامت على الاستفادة من أفكاركم الجدلية وقوانينها ، أمّا أنتم اخترتم التكلّس والتجمّد والنصوصيّة، طريقاً سالكاً لهذا الفكر ، لي أن أتساءل هل إيديولوجيتكم هي التي أنجبت الحراك الثوري ؟ إذا كان الجواب لا ، فيجب الاعتراف حالاً بتأخركم عن ركب صهوة التقدم الاجتماعي الذي تتشدقون به ، إذاً ما هي الايديولوجيا المخوّلة للإنجاب ، قد تكون تلك المتخاصمة معكم مثلاً ، وإذا كانت هي التي تمثّل فعل الإنجاب ، فما هو دوركم بعد اليوم ؟! .
اسمحوا لي أن أسوق هذه المعطيات الفكرية ، لأنها قد تبدو عند البعض هي في مرحلة الموت السريري ، علّها تكون بداية لولادة فكر ليبرالي ، يعيش مراحله الجنينية في المجتمع السوري ، الليننية كأيديولوجيا مروسنة برانيّة المنشأ لم تزرع في التربة السورية ، اختزلت الماركسية بصبغتها تلك ، وأبعدت منهجيتها الجدلية ، وأنجبت منظومة شمولية استبدادية بتركيزها على الجانب الاجتماعي الاقتصادي ، متناسية جانبها الديمقراطي السياسي ، هذه الايديولوجيا تحوّلت كإحدى مكونات الفكر الشمولي ، إلى جزء مهم ومكوّن للفكر الاستبدادي في السلطة ، هذا التوافق بين المكونين، شكّل أكبر تحدٍ وعائق لولادة تيار ليبرالي، بالتعاون مع التيارات الفكرية الأخرى ،كان يمكن تشكيل مشروع وطني ديمقراطي ، الآن يجسدّه الحراك الشبابي ، ما اقصده حول الليبرالية جانبها السياسي والمدني والحقوقي ، وليس الاقتصادي الوحشي في الكثير من جوانبه ،لأنّ أغلب مطالب الشيوعيين هي من نسيج الفكر الليبرالي ، هذا هو الإشكال الفكري في وجودهم ، رغم إدّعاءهم عكس ذلك .
ما زلتم حتى الآن تصوّرون الأزمة بأنها بين المعارضة والنظام ، وليس بين الشعب والنظام ، حتى الحراك الشعبي تحاولون تقسيمه وفرزه بحثاً عن ضالتكم الطبقية ، هي بالأساس وهمية وضبابية ،لأننا نعيش مرحلة الحراك الشعبي الديمقراطي .
استبدّ بنا حالة من اليأس والاكتئاب من جرّاء ما تطرحه جرائدكم من خطابات أيدلوجية ومقالات متأخرة عن ركب الحدث، حتى شعار (كرامة الوطن والمواطن) المرفوع من قبل أحد فصائلكم فيه طابع شمولي، ويحتاج إلى صياغة مواطنيّة تحترم حقوق الفرد كأولوية ، يمكن أن يكون مثلاً، كرامة الوطن من كرامة المواطن، أو كرامة المواطن
والوطن .
هنا لنا السؤال التالي : لماذا الشيوعيون لا يناصرون الحراك الشعبي بشكل واضح وجلي ؟ لماذا القبض في منتصف العصا أحياناً ؟! إذ لم نقل الصيام على مائدة الحراك الثوري ، والإفطارعلى مائدة النظام، فهذا العنوان يبدو أكثر توصيفاً لحالة الشيوعيين ، فهل هم جزء مكوّن للنظام السوري ؟ أم أنهم يتنفسون نفس الأكسجين وأكسيد الكربون ؟ أم الشهيق مختلف والزفير واحد.
فهل إيديولوجيتكم ؟ لعبت دوراً رئيساً في إبقاء مستوى أصواتكم منخفضاً، إلى حد الصمت والتجاهل والتناسي حول ما يدور من نزف دموي غير مسبوق في تاريخ سورية، لا غرابة أن تنتكس السياسة في حزبكم منتكس إيديولوجياً، منكم من ينسج مواقفه وفق إيديولوجيا أصوليّة، أعاق سير تطور الفكر الماركسي ، و من نسج مواقفه وفق الإدعاء بأنّه المتجدّد المطوّر لهذا الفكر ، ويمثّل الفيصل في الفكر الديمقراطي ، وآخرون اختاروا النّوسان بين الطرفين لكسب ودّهما ، والمختلف مع هذه الأجندات رميتم به إلى أحضان الخارج والتطرف ، لعلّ نهضة خصومكم قامت على الاستفادة من أفكاركم الجدلية وقوانينها ، أمّا أنتم اخترتم التكلّس والتجمّد والنصوصيّة، طريقاً سالكاً لهذا الفكر ، لي أن أتساءل هل إيديولوجيتكم هي التي أنجبت الحراك الثوري ؟ إذا كان الجواب لا ، فيجب الاعتراف حالاً بتأخركم عن ركب صهوة التقدم الاجتماعي الذي تتشدقون به ، إذاً ما هي الايديولوجيا المخوّلة للإنجاب ، قد تكون تلك المتخاصمة معكم مثلاً ، وإذا كانت هي التي تمثّل فعل الإنجاب ، فما هو دوركم بعد اليوم ؟! .
اسمحوا لي أن أسوق هذه المعطيات الفكرية ، لأنها قد تبدو عند البعض هي في مرحلة الموت السريري ، علّها تكون بداية لولادة فكر ليبرالي ، يعيش مراحله الجنينية في المجتمع السوري ، الليننية كأيديولوجيا مروسنة برانيّة المنشأ لم تزرع في التربة السورية ، اختزلت الماركسية بصبغتها تلك ، وأبعدت منهجيتها الجدلية ، وأنجبت منظومة شمولية استبدادية بتركيزها على الجانب الاجتماعي الاقتصادي ، متناسية جانبها الديمقراطي السياسي ، هذه الايديولوجيا تحوّلت كإحدى مكونات الفكر الشمولي ، إلى جزء مهم ومكوّن للفكر الاستبدادي في السلطة ، هذا التوافق بين المكونين، شكّل أكبر تحدٍ وعائق لولادة تيار ليبرالي، بالتعاون مع التيارات الفكرية الأخرى ،كان يمكن تشكيل مشروع وطني ديمقراطي ، الآن يجسدّه الحراك الشبابي ، ما اقصده حول الليبرالية جانبها السياسي والمدني والحقوقي ، وليس الاقتصادي الوحشي في الكثير من جوانبه ،لأنّ أغلب مطالب الشيوعيين هي من نسيج الفكر الليبرالي ، هذا هو الإشكال الفكري في وجودهم ، رغم إدّعاءهم عكس ذلك .
ما زلتم حتى الآن تصوّرون الأزمة بأنها بين المعارضة والنظام ، وليس بين الشعب والنظام ، حتى الحراك الشعبي تحاولون تقسيمه وفرزه بحثاً عن ضالتكم الطبقية ، هي بالأساس وهمية وضبابية ،لأننا نعيش مرحلة الحراك الشعبي الديمقراطي .
استبدّ بنا حالة من اليأس والاكتئاب من جرّاء ما تطرحه جرائدكم من خطابات أيدلوجية ومقالات متأخرة عن ركب الحدث، حتى شعار (كرامة الوطن والمواطن) المرفوع من قبل أحد فصائلكم فيه طابع شمولي، ويحتاج إلى صياغة مواطنيّة تحترم حقوق الفرد كأولوية ، يمكن أن يكون مثلاً، كرامة الوطن من كرامة المواطن، أو كرامة المواطن
والوطن .
بئس تلك السياسة التي تعلن بعد أن تقع الواقعة، رغم خطورتها ، ومجازرها وتحدياتها على الداخل السوري، ويتم القول: ها..
ها ..
ألم نقل ذلك تحليلنا كان صائباً ، بعد أن وقع ليس الفأس بالرأس إنما الخراب بالفأس والرأس .
ها ..
ألم نقل ذلك تحليلنا كان صائباً ، بعد أن وقع ليس الفأس بالرأس إنما الخراب بالفأس والرأس .