صلاح بدرالدين
مداخلة *:
مداخلة *:
بعد اخفاق عملية الاصلاح والتغيير في سوريا وعدم تحققه في أوانه المرتقب مرتين في غضون ثلاثةعقود مرة كان المأمول والمفترض ان تتم خلال تغيير الانظمة الشمولية في شرق اوروبا لتشابه في المحتوى والمضمون والخطاب ومرة بعد سقوط نظام البعث العراقي التوأم للبعث الحاكم بدمشق وبعد فقدان الأمل نهائيا من أي تحول ايجابي ولو بحدوده الدنيا جاءت اللحظة التاريخية المناسبة منذ الشرارة الأولى في تونس – البوعزيزي – وشباب الفيسبوك الثائر في ساحة التحرير بمصر العزة والوعي والفكر وبتجربة الشعب الليبي الجديرة بالتأمل نعم تفاعلت تلك اللحظة مع ارادة السوريين في نشدان الحرية وأفرزت الانتفاضة الثورية المندلعة منذ أكثر من ستة أشهر.
هناك مشتركات بين تجليات ربيعالعرب والمنطقة برمتها مثل البحث عن الحرية وانتزاع الكرامة واعادة الدور لدولة الجميع وبناء الاقتصاد المتين وتسريع التنمية ووضع حد للحكم العائلي والانتقال الوراثي للسلطة بدلا من تداول السلطة عبر الديموقراطية .
ومن حيث الخصوصيات الوطنية السورية نشير الى التالي :
1 نظام شمولي استبدادي احادي تحول من نظام الحزب الحاكم كقائد للدولة والمجتمع الى حكم الطائفة ثم التدرج نحو حكم العائلة انتهاء بالفرد الدكتاتور الذي يجمع كل شيء في يديه وفي القصر الجمهوري حكومة مصغرة ووزارات مصغرة وأمن مصغر عن حوالي 12 جهاز وسلطة تشريعية مصغرة وسلطة قضائية مصغرة .
2 – مفاصل المؤسستين العسكرية والأمنية ومفاتيح الاقتصاد ومصادر الاعلام بيد الفرد والحكم العائلي – الطائفي .
3 – الممانعة اللفظية والمزايدات القوموية عنوان لخطاب النظام الحاكم منذ عقود والحقيقة العارية بعكس ذلك : الحاق الأذى بالقضية الفلسطينية وهي القضية العربية الأولى والتصدي لمنظمة التحرية وتفتيتها والتدخل السلبي في شؤونها وتصفية مناضليها مباشرة او عبر الموالين له في لبنان وكذلك الخروج من الاجماع العربي والتشارك مع نظام ايران في محور واحد .
4 – تحويل سوريا الى سجن كبير والتسلط على المقدرات وكبت الحريات بواسطة الاحكام العرفية وقانون الطوارىء وتحكم المافيات .
5 – ممارسة الاضطهاد القومي ضد المكونات الوطنية وخاصة الشعب الكردي السوري عبر التجاهل والاقصاء والحرمان وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقه حتى بتغيير اسماء البشر والمدن والمناطق وفرض التعريب القسري والحرمان من حقوق المواطنة .
6 – لم يستجب النظام لدعوات الاصلاح منذ عقود حتى وصل الأمر بالسوريين الى الاقتناع بأن الانتفاضة في خضم الربيع العربي هي الوسيلة الأمثل ولاسبيل غيرها .
7 – الحراك الجماهيري السوري منذ ستة أشهر الذي أسميه بالانتفاضة الثورية قامت على أسس ومبادىء واضحة منها ثابتة وبعضها قابل للتبدل بحسب موازين القوى والثابت فيها هو شعار اسقاط النظام والمشاركة من جانب كل المكونات الوطنية من قومية ودينية ومذهبية وفي جميع المناطق وكذلك هدف التغيير الديموقراطي واعادة بناء الدولة التعددية الحديثة أما مسألتا طبيعة الانتفاضة والموقف الخارجي فلاشك أن الانتفاضة انطلقت سلمية وستحاول الحفاظ على سلميتها الى أبعد الحدود ولكن علينا ان نعلم أن وسائل الدفاع أمام آلة القتل والدمار والابادة لن تكون جامدة بل قد تتنوع كما أن الانتفاضة طالبت بالحماية الدولية وخاصة من هيئة الامم المتحدة والقوى المحبة للحرية والسلام لوقف النزيف وانقاذ السوريين من الفناء المنظم .
8 – الشعب السوري متعدد القومية والثقافة والدين والمذهب وهناك مايقارب 40% من شعب سوريا من غير العرب وغير المسلمين السنة (مثل الكرد والآشوريين والأرمن والسريان والتركمان والشركس والشيشان والعلويين والدروز والأزيديين) وغالبيةالمكونات من مصلحتها تغيير النظام واطلاق الحريات والخلاص من الاضطهاد ومن الطبيعي وبعد اسقاط الاستبداد أن يجري اعادة بناء الدولة على اسس سليمة واقامة نظام سياسي ديموقراطي تعددي تشاركي عادل بين كل مكوناته يضمن ذلك دستور جديد يلبي مطامح كل السوريين من دون تمييز .
9 – في الوضع السوري المشخص ليس هناك اي دور لما يسمى بمجلس الشعب – البر لمان – فهو مبني حسب مقاس الحزب الحاكم بالعكس تماما فان كل المؤسسات الفوقية يشكل جزءا من سلطة الاستبداد .
10 – الانتفاضة الثورية السورية قامت على أكتاف الشباب بصورة عفوية واستقطبت بمرور الزمن قطاعات من الفئات الوسطى والمثقفين وبدون برنامج سياسي وبلا قيادة مركزية وهي عبارة عن تنسيقيات تتوزع لامركزيا في جميع المناطق والمدن والبلدات ومؤخرا القرى بينها حد أدنى من التواصل عبر الفيس بوك والانترنيت والسكاي والتلفون .
11 – الأحزاب والجماعات السياسية السورية التقليدية في الداخل والخارج بدون استثناء من اليمين واليسار والوسط لم يكن في برامجها وخططها اشعال الانتفاضة بل انها فوجئت باندلاعها واصيبت بصدمة مازالت تفعل فعلها وبعد مضي أشهر حاول البعض منها اللحاق بالانتفاضة وحاول بعض آخر اعتراضها ورفع شعار الاصلاح بدلا من الاسقاط وهنا يجب القول ان التنسيقيات على وفاق اما المعارضة التقليدية ففي شقاق وقد تؤثر سلبا في مسيرة الانتفاضة .
12 – ما تقوم به المعارضة الخارجية السورية من زيادة اقامة مؤتمرات ومجالس وهيئات وعدم الاتفاق حتى الآن وبالرغم من أن تعدد المواقف أمر صحي ولابد منه الا أن مايحصل تجاوز الحدود واذا كان لابد من التطرق الى أحوال بيتنا الداخلي فلابد من ايضاح ان اعلان انقرة افي آخر آب المنصرم الذي نتج عنه ” المجلس الوطني الانتقالي ” كان قرارا من الداخل أي من كتلة كبيرة من التنسيقيات وبالتالي يحظى بشرعية ثورية وطنية بعكس المجالس والمشاريع الأخرى المعلنة في استانبول والدوحة والقاهرة فانها أعلنت وتبحث عن شرعية الداخل .
13 – التحديات الرئيسية في وجه الانتفاضة الثورية السورية تنقسم الى : 1 – قمع السلطة ووحشيتها ومخططها في الفرز المجتمعي واشعال الفتن الطائفية والعنصرية واستدراج التدخل العسكري الخارجي بما في ذلك استحضار اجهزة وقوى عسكرية امنية مناصرة له من ايران وحزب الله 2 –مخاطر نزعتين سياسيتين داخليتين ومن الصف (المعارض) بين قوسين من مجموعات الاسلام السياسي وخاصة حركة الاخوان السورية شركاؤنا المفترضين التي يتردد الكثير عن نواياها باسلمة الانتفاضة وبالتالي واذا صح مايقال فانه اثارة وترهيب لقطاعات واسعة من السوريين تناهز النصف وعزل الانتفاضة عن حلفائها الطبيعيين عربيا واقليميا ودوليا كما ان هناك مآخذ بعدم التزامها بقواعد التحالفات وحمل أجندة مخفية ومحاولات للهيمنة بوسائل مختلفة والنزعة الضارة الأخرىهي مواقف جهات سياسية في الداخل التي تدعو الى اصلاحات شكلية تحت رعاية رأس النظام وتجارب الثورتين التونسية والمصرية ولاحقا الليبية تعزز مخاوفنا من ممارسات ومواقف جماعات الا سلام السياسيوكذلك بقايا النظم البائدة أو الذين كانوا سائرين في ركابها وأريد القول بأننا جميعا في معارضة الخارج وبدون استثناء على تواصل ولسنا في موقع اقصاء أحد لأننا عانينا منه لعقود وما نجهر به هنا نصارح الجميع في بيتنا المشترك عبر الحوار وحسب مبدأ قبول الآخر المختلف واذا كنا نسعى الى شراكة عادلة في مرحلة مابعد الاستبداد فحري بنا أن نؤكد على التعاون الشفاف على أساس الثقة المتبادلة والمصارحة بين أطراف الصف الوطني جميعا.
14 – لاشك أن الانتفاضة الثورية السورية مازالت في مرحلتها الأولى وهي اسقاط النظام كشعار رئيسي مجمع عليه تقريبا ولابد وقبل الانتقال الى المرحلة التالية وهي اعادة بناء الدولة التعددية الحديثة من مناقشة ودراسة صيغة الدستور الجديد وشكل النظام السياسي والقضية الكردية وسبل معالجة المشاكل المتراكمة التي أفرزتها نظم الاستبداد منذ مايقارب النصف قرن .
ومن حيث الخصوصيات الوطنية السورية نشير الى التالي :
1 نظام شمولي استبدادي احادي تحول من نظام الحزب الحاكم كقائد للدولة والمجتمع الى حكم الطائفة ثم التدرج نحو حكم العائلة انتهاء بالفرد الدكتاتور الذي يجمع كل شيء في يديه وفي القصر الجمهوري حكومة مصغرة ووزارات مصغرة وأمن مصغر عن حوالي 12 جهاز وسلطة تشريعية مصغرة وسلطة قضائية مصغرة .
2 – مفاصل المؤسستين العسكرية والأمنية ومفاتيح الاقتصاد ومصادر الاعلام بيد الفرد والحكم العائلي – الطائفي .
3 – الممانعة اللفظية والمزايدات القوموية عنوان لخطاب النظام الحاكم منذ عقود والحقيقة العارية بعكس ذلك : الحاق الأذى بالقضية الفلسطينية وهي القضية العربية الأولى والتصدي لمنظمة التحرية وتفتيتها والتدخل السلبي في شؤونها وتصفية مناضليها مباشرة او عبر الموالين له في لبنان وكذلك الخروج من الاجماع العربي والتشارك مع نظام ايران في محور واحد .
4 – تحويل سوريا الى سجن كبير والتسلط على المقدرات وكبت الحريات بواسطة الاحكام العرفية وقانون الطوارىء وتحكم المافيات .
5 – ممارسة الاضطهاد القومي ضد المكونات الوطنية وخاصة الشعب الكردي السوري عبر التجاهل والاقصاء والحرمان وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقه حتى بتغيير اسماء البشر والمدن والمناطق وفرض التعريب القسري والحرمان من حقوق المواطنة .
6 – لم يستجب النظام لدعوات الاصلاح منذ عقود حتى وصل الأمر بالسوريين الى الاقتناع بأن الانتفاضة في خضم الربيع العربي هي الوسيلة الأمثل ولاسبيل غيرها .
7 – الحراك الجماهيري السوري منذ ستة أشهر الذي أسميه بالانتفاضة الثورية قامت على أسس ومبادىء واضحة منها ثابتة وبعضها قابل للتبدل بحسب موازين القوى والثابت فيها هو شعار اسقاط النظام والمشاركة من جانب كل المكونات الوطنية من قومية ودينية ومذهبية وفي جميع المناطق وكذلك هدف التغيير الديموقراطي واعادة بناء الدولة التعددية الحديثة أما مسألتا طبيعة الانتفاضة والموقف الخارجي فلاشك أن الانتفاضة انطلقت سلمية وستحاول الحفاظ على سلميتها الى أبعد الحدود ولكن علينا ان نعلم أن وسائل الدفاع أمام آلة القتل والدمار والابادة لن تكون جامدة بل قد تتنوع كما أن الانتفاضة طالبت بالحماية الدولية وخاصة من هيئة الامم المتحدة والقوى المحبة للحرية والسلام لوقف النزيف وانقاذ السوريين من الفناء المنظم .
8 – الشعب السوري متعدد القومية والثقافة والدين والمذهب وهناك مايقارب 40% من شعب سوريا من غير العرب وغير المسلمين السنة (مثل الكرد والآشوريين والأرمن والسريان والتركمان والشركس والشيشان والعلويين والدروز والأزيديين) وغالبيةالمكونات من مصلحتها تغيير النظام واطلاق الحريات والخلاص من الاضطهاد ومن الطبيعي وبعد اسقاط الاستبداد أن يجري اعادة بناء الدولة على اسس سليمة واقامة نظام سياسي ديموقراطي تعددي تشاركي عادل بين كل مكوناته يضمن ذلك دستور جديد يلبي مطامح كل السوريين من دون تمييز .
9 – في الوضع السوري المشخص ليس هناك اي دور لما يسمى بمجلس الشعب – البر لمان – فهو مبني حسب مقاس الحزب الحاكم بالعكس تماما فان كل المؤسسات الفوقية يشكل جزءا من سلطة الاستبداد .
10 – الانتفاضة الثورية السورية قامت على أكتاف الشباب بصورة عفوية واستقطبت بمرور الزمن قطاعات من الفئات الوسطى والمثقفين وبدون برنامج سياسي وبلا قيادة مركزية وهي عبارة عن تنسيقيات تتوزع لامركزيا في جميع المناطق والمدن والبلدات ومؤخرا القرى بينها حد أدنى من التواصل عبر الفيس بوك والانترنيت والسكاي والتلفون .
11 – الأحزاب والجماعات السياسية السورية التقليدية في الداخل والخارج بدون استثناء من اليمين واليسار والوسط لم يكن في برامجها وخططها اشعال الانتفاضة بل انها فوجئت باندلاعها واصيبت بصدمة مازالت تفعل فعلها وبعد مضي أشهر حاول البعض منها اللحاق بالانتفاضة وحاول بعض آخر اعتراضها ورفع شعار الاصلاح بدلا من الاسقاط وهنا يجب القول ان التنسيقيات على وفاق اما المعارضة التقليدية ففي شقاق وقد تؤثر سلبا في مسيرة الانتفاضة .
12 – ما تقوم به المعارضة الخارجية السورية من زيادة اقامة مؤتمرات ومجالس وهيئات وعدم الاتفاق حتى الآن وبالرغم من أن تعدد المواقف أمر صحي ولابد منه الا أن مايحصل تجاوز الحدود واذا كان لابد من التطرق الى أحوال بيتنا الداخلي فلابد من ايضاح ان اعلان انقرة افي آخر آب المنصرم الذي نتج عنه ” المجلس الوطني الانتقالي ” كان قرارا من الداخل أي من كتلة كبيرة من التنسيقيات وبالتالي يحظى بشرعية ثورية وطنية بعكس المجالس والمشاريع الأخرى المعلنة في استانبول والدوحة والقاهرة فانها أعلنت وتبحث عن شرعية الداخل .
13 – التحديات الرئيسية في وجه الانتفاضة الثورية السورية تنقسم الى : 1 – قمع السلطة ووحشيتها ومخططها في الفرز المجتمعي واشعال الفتن الطائفية والعنصرية واستدراج التدخل العسكري الخارجي بما في ذلك استحضار اجهزة وقوى عسكرية امنية مناصرة له من ايران وحزب الله 2 –مخاطر نزعتين سياسيتين داخليتين ومن الصف (المعارض) بين قوسين من مجموعات الاسلام السياسي وخاصة حركة الاخوان السورية شركاؤنا المفترضين التي يتردد الكثير عن نواياها باسلمة الانتفاضة وبالتالي واذا صح مايقال فانه اثارة وترهيب لقطاعات واسعة من السوريين تناهز النصف وعزل الانتفاضة عن حلفائها الطبيعيين عربيا واقليميا ودوليا كما ان هناك مآخذ بعدم التزامها بقواعد التحالفات وحمل أجندة مخفية ومحاولات للهيمنة بوسائل مختلفة والنزعة الضارة الأخرىهي مواقف جهات سياسية في الداخل التي تدعو الى اصلاحات شكلية تحت رعاية رأس النظام وتجارب الثورتين التونسية والمصرية ولاحقا الليبية تعزز مخاوفنا من ممارسات ومواقف جماعات الا سلام السياسيوكذلك بقايا النظم البائدة أو الذين كانوا سائرين في ركابها وأريد القول بأننا جميعا في معارضة الخارج وبدون استثناء على تواصل ولسنا في موقع اقصاء أحد لأننا عانينا منه لعقود وما نجهر به هنا نصارح الجميع في بيتنا المشترك عبر الحوار وحسب مبدأ قبول الآخر المختلف واذا كنا نسعى الى شراكة عادلة في مرحلة مابعد الاستبداد فحري بنا أن نؤكد على التعاون الشفاف على أساس الثقة المتبادلة والمصارحة بين أطراف الصف الوطني جميعا.
14 – لاشك أن الانتفاضة الثورية السورية مازالت في مرحلتها الأولى وهي اسقاط النظام كشعار رئيسي مجمع عليه تقريبا ولابد وقبل الانتقال الى المرحلة التالية وهي اعادة بناء الدولة التعددية الحديثة من مناقشة ودراسة صيغة الدستور الجديد وشكل النظام السياسي والقضية الكردية وسبل معالجة المشاكل المتراكمة التي أفرزتها نظم الاستبداد منذ مايقارب النصف قرن .