الوطن هو الإنسان

  شفان إبراهيم

سجالات وترهات , تداولات وأقاويل, سيٌر وأحاديث , وهلم جر , الكل ضد الكل والجميع في أتجاه معاكس للأخر, الكعكةُ لذيذة ٌ وألذ مافيها من يظفر بالقسم الأكبر , حمزة قُطع عضوه التناسلي وهو في طريق الأستشهاد, زينب قُطعت أوصالها وهي تنادي سوريا الحبيبة وكأنها مما ملكت أيمانهم , أطفالٌ بعمر الورود يُقتلون , يُغيبون, يافعون في ريعان شبابهم تُسحق أحلامهم وتستباح طموحاتهم ويُخترق حاجز التفكير لديهم , بين هذا وذاك الهم واحد..

والألم واحد  … والضحية واحدة…الوطن…
الوطن مستباح , مهدد , مهجر , مقتول , مثكول, ميتم, والضحية واحدة….المواطن
الوطن هو الإنسان وعمادة الإنسان الكرامة , ومن تُنتهك كرامته …تُستباح إنسانيته , وفي وطناً تُستباح الكرامة والإنسانية يغدوا الوطن مُنتهك الكرامة ..

بل يغدو الوطنُ ..

مُنتهكً ..

فالوطن هو الإنسان
في مجتمعاتنا كل شيء ليس على ما يرام … عندنا، الفرد ليس بخير؛ المجتمع ليس بخير؛ الاقتصاد ليس بخير؛ الثقافة والسياسة والأخلاق ليست بخير؛ الحياة رمادية ومقفرة.

هل في هذا التقرير غلو ومبالغة؟ ربما.

هذه طبيعة الذات المسكونة بهموم شتى، وأكاد أقول: هذه طبيعة الذات، التي تعي أنها مُذَّلة ومهانة.


في مجتمعات العالم الثالث المتُدينة والملُتزمة بتعاليم الله وشريعته !! وفي عرف القائمين على حكم العِباد , لا قيمة للإنسان .., لا أهمية لمشاعره , لطموحاته , لأفكاره , لأحزانه…لا قيمة للحب والعواطف والأحلام …لا قيمة للغد والمستقبل … لا قيمة للأعراض المُنتهكة, والإنسان يزحف دون أن يمشي
في بلدان الشرق الأوسط عامة والعربية منها خاصة ..

لا أهمية للتكنولوجيا… للأختراع… للأبداع … للفكر والعلم والثقافة
في بلاد الأستبداد لا قيمة للدماء المراقة ..

لاقيمة للأرواح المُزهقة,… لاقيمة لعاهات صنعها الرصاص …لاقيمة لمدني قُتل ولا لعسكري فدى وطنه بروحه..
في بلاد النفط والغاز والثروات المعدنية …الموظف ينالُ ما يُسمى ((ما..عاش)) أي ما يمنعه من الموت قنوطاً وجوعاً وفقط ما يساعده على العيش اللعين
في بلاد الواق واق …الأنسان ..حقي.., كل.., وماشئت من هذه الألفاظ
وفي بلاد الغرب الكافر؟! الإنسان هو كل شيء ..هو الحياة هو البداية وهو النهاية …
في بلاد من يصنعون المؤامرات والدسائس ..الشباب مُحترم …محُترمه طموحاته وأحلامه …وميسرة له كال ما يلزم للأختراع والعلم والأبداع …التكنولوجيا … يكفي القول …هم المعلم الأول …ونحن سنبقى الطالب الأول
في بلاد التفسخ الأجتماعي … الأنسانية مُقدسة …والروح مُصانة …والعقول نظيفة …والمقلتان لا تبصران إلا ما يسر الناظر والخاطر
في بلادً مهددة بارتفاع  ,خطير, في نسبة البطالة ((نكتة كل نيسان من كل عام)) الرضيع, من يحبو, من يبلل ثيابه, من لم يعد يُبلل ثيابه, من يتأتأ , من يتلعسم , من يتكلم , من يحمل حقيبة المدرسة مع أبتسامه الصباح, من يحمل كُرسات دراسية ..ومن ومن ومن …حتى الشيخ الطاعن في السن…كل هؤلاء يقبضون ثمناً للعيش بكرامة , يقبضون مقابل كونهم مواطنين مُحترمين في بلد الأنسان هو كل شيء …هؤلاء يقبضون وهم لا يعملون اي عمل ..

فكيف بمن يعمل …
في بلاد الفسق والفجور …المرأة مُحترمة , مصانة الحقوق, الزانية والمومس والمتدينة والمتعلمة والأمية والطويلة والهبيلة والجميلة …كلهُن..في صف واحد , كُل يتسابق الى أنجاز ما يحلوا له …وكلهن يحق لهن العيش والترشح والأقتراع والعمل ….كلهن لهن حقوق المرأة كاملة …وهن أن خرجت أحداهن من بيتها لا تعودُ مقطعة الأوصال ..فلجسمها حق يعُادل حق الرجل في الحياة
في بلاد يُقال عنها ((أولاد الزنا كثُرُ )) الطفل والولد ..محُترم ..لا يعمل قبل سن الرشد, لايُعتقل , ((لا يُقتل ,الله أكبر)) وأعضائه التناسلية مصانة ومحفافظٌ ٌ عليها
لم يُخلق الإنسان كي يعبد ويُستعبد …خُلق كي يكون , باقل تعبير حر وسيد نفسه , ألم يقل رب العباد ((وجعلناك خليفة في الأرض))
الإنسان يملك ولا يُملك…مع ذلك فإنسانُنا في بلده غريب وفي بلد الغير صاحب الدار والضيافة ..أيعُقل أن اشعر بالغربة في داري , بين أضلاع بلدي ..في وطني ..رباه أية غربة هذه ..واي وطناً هذا
هناك …وليس هنا …لديهم …وليس لدينا …الوطن هو الكرامة ..هو العزة …هو الحياة ..هو …هو …الوطن هو الأنسان
من أقرب الناس الى الإنسان؟ زوجته…والده…أخوته..اولاده
هم الأولاد …وهكذا هو حال الوطن ..من هو أقربهم اليه هو أبنائه ,أولاده,وأحفاده, لكن؟….

رباه الولد ضائع…والأبنُ متسكع…والحفيد جائع ….رباه أي وطناً لي ..وطني أي وطناً أنت …

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…