والثانية كوني عضو معين في ” المجلس الوطني الانتقالي ” الذي عين السيد برهان غليون ” رئيسا ” له وبذلك أكون هنا أخاطب شخصية اعتبارية في نطاق العمل المشترك باعتباره زميلا وشريكا .
أولا – عندما أعلن الأخ المناضل – ضياء الدين دغمش – وباسم زملائه في تنسيقيات الداخل في وسائل الاعلام من – أنقرة قبل أكثر من عشرين يوما – عن تشكيلة ” المجلس الوطني الانتقالي ” وووثائقه وبعد أن تجاوب الأخ – برهان غليون – وأعلن قبوله لرئاسة المجلس تساءل البعض وقال لماذا يتم تعيين الرئيس ونوابه من دون موافقة أعضاء المجلس حسب الأصول الديموقراطية خاصة وأنه – بحسب ذلك البعض – لاتتوفر فيه خبرة النضال السري وفنون الادارة والقيادة لكي ينسجم مع متطلبات الانتفاضة الثورية المندلعة فقلنا أن الرجل كفوء والقرار بيد الشباب وملزم لنا .
ثانيا – بعد الاعلان والقبول ومرور أكثر من عشرة أيام تساءل البعض وقال لنا لماذا لم يبادر ” رئيس ” المجلس الى دعوة الأعضاء أقله المتواجدون في الخارج الى اجتماع عاجل لمن يستطيع الحضور للتشاور والتعارف ووضع خطة للعمل ومن ثم الانطلاق لتوسيع المجلس وتعزيزه ودراسة الوثائق ووضع خارطة الطريق فقلنا لهذا البعض وعلى مضض قريبا سيتم ذلك ولانعلم وضع الرجل ” والغائب عذره معه ” .
ثالثا – في الرابع من سبتمبر – ايلول – كتب ” رئيس ” المجلس في موقع الحوار المتمدن : ” استمرارا للجهود المبذولة منذ أشهر ومن قبل أطراف علديدة لتوحيد صف المعارضة السياسية والحركة الشعبية، واستجابة لتطلع العديد من تنسيقيات شباب الثورة والقوى السياسية الأخرى التي شرفتني بتكليفي بتنسيق الجهود من أجل تشكيل مجلس وطني يقود الحراك السياسي، وينظم علاقات الثورة في الداخل والخارج، ويساهم في بلورة الخيارات الاستراتيجية، وفي اتخاذ القرارات المصيرية وبعد إجراء الكثير من المشاورات والاتصالات مع أعضاء التنسيقيات والقوى السياسية الأخرى، تبلورت لدينا معالم خريطة طريق تتضمن الخطوات التالية:
وضع تصور لهيكلية المجلس الوطني السوري المنشود…
ويتم الإعلان عن المجلس في الأيام القليلة التالية … “وتساءل البعض مجددا وقال لنا بحسب بيان – أنقرة – هناك مجلس قائم فكيف يقرر ” الرئيس ” تشكيل مجلس جديد وبدون موافقة الداخل والخارج من المعنيين بالمجلس وهل ذلك من صلاحيات الرئيس ومن خوله بذلك ؟ فقلنا نعم يبدو أن هناك خلل ما في العملية برمتها ويحتاج الأمر الى المراجعة والتواصل وتصحيح المسار .
رابعا – علمنا عبر وسائل الاعلام أن ” الرئيس ” وصل الدوحة وتقاطر الى هناك جماعات ووفود وأفراد من استانبول ودمشق ودبي وأوروبا ووضعنا اليد على القلب من وافدين قيل على ألسنة البعض وأقولها بتحفظ مع احترامي لكل من قدم من سوريا وغيرها أن بينهم موفدون بمباركة من اللواء – علي المملوك – مدير المخابرات وكذلك من اللواء – رستم غزالي – المسؤول الأمني السيء الصيت لريف دمشق .
خامسا – وكما ظهر استدعيت غالبية الأطياف والتيارات السياسية الى الدوحة ماعدا الطيف الكردي الذي له ثمانية أعضاء في المجلس العتيد وأقصي من ” الاستشارات ” عن سابق تصميم كما يبدو فهل يجوز استبعاد ممثلي القومية الثانية في البلاد ؟ وهل يمكن تجاوز أحد أبرز مكونات النسيج السوري ؟ سيان أكان الداعي للقاء التشاوري ” رئيس ” المجلس أم السيد عزمي بشارة أم القيادة القطرية بفتح القاف والطاء .
سادسا – ألم يكن الأجدر ” برئيس ” المجلس المعين من ثوار سوريا وفي أول اطلالة له من اقامته الباريسية الى العالم الخارجي أن تكون محطته الأولى اما أم الثورات الظافرة تونس أو ثوار أم الدنيا مصر فهناك في البلدين الشقيقين وفرة من فطاحل المفكرين والمثقفين الذين يمكن أن يمدوا حراكنا الخارجي وانتفاضتنا الثورية بكثير من النصائح الأخوية وأن نأخذ الدروس والعبر من تجربتهم الظافرة وقد لمسنا ذلك عمليا خلال تنظيم اسبوع نصرة الشعب السوري في القاهرة في السابع من الشهر الجاري وزياراتنا الى مختلف منظمات المجتمع المدني وكنت في عداد الوفد السوري المعارض وكتبت عن ذلك مفصلا في هذا المنبر بالذات .
سابعا – من الأرجح لو أخذت بهذه الملاحظات وغيرها من جانب ” رئيس ” المجلس لتحققت فوائد جمة لصالح انتفاضتنا ولتقلصت المسافة بين مختلف جماعات المعارضة الخارجية ولأمكن التوصل الى اطار يضم الغالبية ولاأقول الكل وذلك انطلاقا من مجلس أنقرة الذي يستند الى شرعية غالبية فصائل وقوى الانتفاضة ولوفر عليه عناء التنقل بين العواصم والمطارات ولحقق أمرا مهما آخر وهو الحفاظ على مصداقية شباب الانتفاضة واحترام قرارهم وتنفيذ ارادتهم التي لايعلو عليها شيء بهذه المرحلة التاريخية من نضالنا الوطني .
شخصيا مازلت أكن الود والاحترام للسيد – برهان غليون – وهو ” رئيس ” المجلس الوطني الانتقالي حتى كتابة هذه السطور وأرى أن مقالته الأخيرة في – الحوار المتمدن – بعنوان – حول وحدة المعارضة في الدوحة واستانبول – التي تتضمن سردا اخباريا لخطوات الفشل تلو الأخرى من باريس الى الدوحة ومن باريس الى استانبول الى باريس وتوجيه العتاب للآخرين بمثابة مراجعة نقدية ولو أنه أراد تجنب اظهارها بمظهر الانتقاد الذاتي وأهم ماتتضمنه المقالة حسب ما أرى هو عودة ” الرئيس ” الميمونة الى قواعده وتسليم أمره من جديد الى شباب الانتفاضة وهم بطبيعة الحال مصدر الشرعية الوطنية والكرة الآن في ملعبهم .