دلدار بدرخان
لم يكن يوماً مطلب الكُرد في سوريا هو الانفصال أو تقسيم البلاد وإنما على العكس، فما عبر عنه المبعوث الأميركي توم باراك حول وحدة سوريا أرضاً وشعباً، هو ذات المبدأ الذي يتمسك به الكُرد منذ عقود، ولذلك فإن الضجيج المفتعل والتهويل المبالغ فيه لا يبدو له أي مبرر منطقي، سوى التأثير على الرأي العام بتصوير الكُرد على أنهم خارجون عن السياق الوطني، وهو أمر يجافي الحقيقة.
فما يطالب به الكُرد ببساطة وبدون مواربة هو الاعتراف الدستوري بوجودهم كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية ضمن إطار سوريا موحدة ديمقراطية، و متعددة الهويات، فالكُرد لا يسعون إلى اقتطاع جزء من الوطن كما يروج له بعض العنصريين بدافع الكيدية، وانما الكُرد يطالبون بأن يكون لهم مكان واضح وفاعل ضمن هذا الوطن.
ويريدون دستوراً يعكس التنوع الحقيقي للمجتمع السوري، ويكرس العدالة والمساواة والشراكة الفعلية في إدارة الدولة، دون أن يختزل الوطن بهوية واحدة تقصي باقي المكونات، وتعيد إنتاج التمييز والتهميش.
وبكلمة واحدة، الكُرد يريدون وطناً يتسع للجميع لا هذر ولا نزر، اي وطناً يشعر فيه الجميع بأنهم مواطنون لا رعايا، وشركاء لا تابعين.