أحمد حسن
يوماً بعد يوم تتعزّز مكانة الكورد، وترتقي القضية الكوردية محلياً وإقليمياً ودولياً، ويزداد الأصدقاء والحلفاء والشركاء في أصقاع العالم قاطبة، ويعود الفضل للسياسة الحكيمة لإقليم كوردستان وإلى جناب الرئيس مسعود بارزاني لما يملك من الحكمة والإخلاص والرزانة والمصداقية والإنسانية في بناء الصداقات والتحالفات والشراكات، وبناء جسور المحبة والثقة والتعايُش بين الشعب الكوردي وشعوب المنطقة والعالم، والاهتمام بقضايا الكورد في كل أجزاء كوردستان، وفي الشتات خير مثال على ذلك حيث الدعم الأخوي والإنساني لهم والإحساس بالمسؤولية القومية والتاريخية تجاههم كتحرير كوباني من داعش بدعم من البيشمركة بتوجيه من جناب الرئيس مسعود بارزاني لإقرار برلمان كوردستان بإرسال قوة من البيشمركة بالتنسيق مع التحالف الدولي جوياً كذلك بإيعاز من جنابه تم إرسال مؤسسة بارزاني الخيرية بعد أربعة أيام إلى منطقة عفرين الكوردستانية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمار الآلاف من المباني والمنازل كذلك استقبال إقليم كوردستان مع اندلاع الثورة السورية لعشرات الآلاف من النازحين الكورد والسوريين بشكل عام والأمثلة كثيرة.
أما على صعيد المنطقة فعلاقات حسن الجوار وعدم التدخُّل في شؤونها الداخلية ومحاربة الإرهاب والتعامل الإنساني مع شعوب المنطقة أدت الى إرساء ثقافة الأمان والسلام واستقرار العلاقات واتباع سياسة صفر المشاكل مع المحيط مما عزّزت موقع الكورد ومكانتهم، وسادت علاقات الاحترام المتبادل.
أما على الصعيد الدولي والعالمي فكانت للديبلوماسية الكوردية دورها الكبير التي وضع أسسها جناب الرئيس مسعود بارزاني المرجع وزعيم الأمة الكوردية، وما زيارات الزعماء والقادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين الى إقليم كوردستان، ولقاء القيادات الكوردية والزيارات التي يقوم بها القادة الكورد إلى المنطقة والعالم ومشاركاتهم وبقوة في المنتديات والملتقيات والمؤتمرات العالمية التي ترسم السياسات الإقليمية والعالمية على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها والتي ارتقت بالشعب الكوردي، ورفعت من مكانة قضيته كما مشاركة رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا في أعمال الدورة 55 في الفترة مابين 20 – 24 من كانون الثاني 2025 الذي عقد هذا العام تحت شعار «التعاون من أجل العصر الذكي». وعقد سلسلة من الاجتماعات مع عدد من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم، حيث ناقش معهم سبل تعزيز التعاون الثنائي مع إقليم كوردستان، ولاسيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بما يُسهم في تحقيق التنمية والازدهار».
وركز المنتدى على خمسة مجالات رئيسية هي إعادة تصوُّر النمو، والصناعات في العصر الذكي، والاستثمار في الشعوب، وحماية الكوكب، وإعادة بناء الثقة.
كما شارك رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني على رأس وفد رسمي في القمة العالمية للحكومات التي عقدت في الإمارات العربية المتحدة ( دبي )، خلال الفترة من 11-13 من شهر شباط 2025 حيث أجرى سلسلة من اللقاءات الثنائية والاجتماعات الموسعة مع عدد من الزعماء والقادة وكبار المسؤولين وصُنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى لقاءات مع قيادات بارزة في القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين من المنطقة والعالم لتبادُل وُجُهات النظر حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية لتعزيز مكانة الإقليم كشريك فاعل وذو مصداقية في المجتمع الدولي.
كما أن مشاركة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني في مؤتمر ميونيخ / ألمانيا للأمن العالمي النسخة 61 في الفترة 14-16/2/2025 وهذه المشاركة السادسة للسيد نيجيرفان بارزاني والعاشرة للإقليم، ويعتبر هذا المؤتمر أحد أبرز المؤتمرات السنوية على مستوى العالم، ويناقش التحديّات الراهنة التي تواجه المجتمع الدولي، من ضمنها قضايا الإرهاب والنزاعات المسلحة وانتشار الأسلحة والتغيُّر المناخي وانعكاساته على الأمن العالمي. وشارك فيها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، فضلاً عن مجموعة من الخبراء وصنّاع القرار في مجالات السياسة والدبلوماسية والأمن. حيث عقد السيد نيجيرفان بارزاني سلسلة من اللقاءات المكثفة والرئاسية لاستشراف التّحوُّلات الإقليمية والدولية المُتسارعة، ممّا يبرز دور الإقليم كلاعب أساسي في وسط منطقة تشهد تقلبات واضطرابات متزايدة، وكان للملف السوري أهميةٌ خاصةٌ وواحدةٌ من المحاور الرئيسية في جميع اللقاءات.
بذلك أرسى السيد نيجيرفان بارزاني رؤية جديدة لمستقبل الشرق الأوسط، قائمة على الحوار والتعدّدية والتعاون الدولي، كما أظهر فاعلية وحيوية إقليم كوردستان وشراكته الاستراتيجية على مستوى العالم في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة.
وما التطوُّرات التي تشهدها الساحة السورية عامة وكوردستان سوريا خاصة من ترتيب وتنسيق بين الإقليم والتحالف الدولي بقيادة أمريكا ومحاولتهما الحثيثة لحل القضية السورية بشكل عام والكوردية على وجه الخصوص إلا تعبيراً صريحاً وواضحاً لحرص إقليم كوردستان وجناب الرئيس مسعود بارزاني لتدويل القضية الكوردية، وكسب المزيد من الأصدقاء الإقليميين والدوليين وحلها بالتنسيق مع الحلفاء الدوليين.
كذلك دعم جنابه الحثيث لحل القضية الكوردية في تركيا في إطار عملية سلمية بعيداً عن الحروب والويلات التي أنهكت كاهل الشعب الكوردي في كوردستان تركيا إيماناً منه بأن ساعة سلام وحوار بدون نتائج أفضل من سنوات من الحروب، وأن ما اكتسبه ياسر عرفات وإقليم كوردستان بالمفاوضات والسلم والديبلوماسية كانت أفضل من نتائج سنوات الحروب والصراعات ومن هنا فإن المجتمع الكوردستاني والإقليمي والدولي يرون في شخص جناب الرئيس البارزاني كضامنٍ وصمام الأمان لحلّ قضايا الكورد في المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار.
ويدعو سيادته، ويدعم حل القضية الكوردية في كوردستان إيران بالطرق التفاوضية والسلمية، فالكورد عشاق سلام وليسوا عُشّاق الحروب.
من هنا نجدُ أنّ مقولة (لا أصدقاء سوى الجبال) قد تحوّلت، وتطوّرت بفضل القادة والسياسيين والديبلوماسيين الكورد وعلى رأسهم جناب الرئيس مسعود بارزاني الى قناعة ومقولة (لنا أصدقاء كالجبال) نتيجة اكتساب أصدقاء وحلفاء وبناء تحالفات وشراكات وصداقات إقليمية ودولية ترجمة للمصالح المتبادلة الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية، فالسياسة تعبير مكثف عن الاقتصاد.
28/2/2025