صلاح بدرالدين
ملاحظة برسم شركاء الوطن باالإدارة الانتقالية
واذا كان من حق الإدارة العسكرية ذات اللون الواحد تسييرشؤون البلاد بعد نيلها شرف اسقاط نظام الاستبداد – وهو عمل يحظى بكل التقدير – من جانب معظم السوريين الذين ناضلوايضا منذ عقود، وساهموا في اضعاف النظام، وقدموا في سبيل ذلك التضحيات الجسام، ولاشك انهم يتاملون ان يتم تنظيم الحوارات الداخلية مستقبلا بالاستناد الى منح الأولوية للالوان المعبرة عن سوريا الجديدة، والاطياف التي ساهمت منذ عقود في مواجهة الاستبداد، وتقديم التضحيات من اجل ذلك، وتاليا من اجل قطع دابر الوساطات، والشفاعات، من جهة أخرى ومايتعلق الامر بالكرد السوريين وفي الوقت الذي نثمن عاليا انتهاج الإدارة طريق رفض – المحاصصة – على أساس الكيانات، والأحزاب، والمكونات، نتمنى في الوقت ذاته الاستمرار في ذلك النهج وعدم اعتبار – الثنائي – الحزبي (قسد والمجلس الكردي) ممثلان عن المكون الكردي، بل اعتماد ماينبثق عن المؤتمر الكردي السوري المزمع عقده بغالبية وطنية مستقلة ممثلا شرعيا، ومحاورا، وشريكا باسم الحركة السياسية الكردية .
السبيل الى ” سورنة ” و ” كردنة ” مسميات – ب ك ك –
ليس خافيا وبالدلائل، والوقائع ان حزب – الاتحاد الديموقراطي – فرع وامتداد تنظيمي، وآيديولوجي، وعسكري لحزب العمال الكردستاني ومركزه الراهن بقيادته بقنديل بعد اعتقال زعيمه عبدالله اوجلان، الذي طرح نفسه في بداية ظهوره بداية ثمانينات القرن الماضي وانطلاقا من تركيا كحزب قومي كردستاني من مهامه الرئيسية تحرير كافة أجزاء كردستان ( تركيا – العراق – ايران – سوريا ) من خلال الثورة المسلحة، والحرب الشعبية طويلة المدى، واسقاط كل النظم الأربعة وإقامة النظام الاشتراكي الثوري البروليتاري محلها، واستند في تشكيلاته الحزبية العسكرية على كرد تركيا أساسا وكذلك كرد العراق وايران والبعض من كرد سوريا .
لسنا الان بصد متابعة وتقييم تجربة هذالحزب الدموية الانقسامية وتقلباته السريعة، وانتهائه كذراع مسلح باشراف (الامبريالية) الامريكية عبر فرعه (السوري) ولكننا وبعد اسقاط نظام الأسد الذي استحضر مسلحي هذا الحزب لمواجهة الثورة السورية منذ عام ٢٠١٢، ومن ثم السيطرة على معظم المناطق الكردية، نجد ان تطورات الاحداث تستدعي حصول تغيير سريع في الحالة الكردية السورية، وطوي صفحة كل ماكان نتيجة وجود نظام الاستبداد، والمطلوب من مسميات جماعات – ب ك ك – تحقيق امرين متلازمين متكاملين من خلال عملية التحول الى تعبير تنظيمي سياسي مدني سوري (سورنة)، وبالوقت ذات الى جزء من الحركة الكردية (كردنة) والعملية لن تتحقق الا بحصول تغيير جذري بنيوي وهذا هو الثمن المطلوب تقديمه بدلا من الخيارات الأخرى ذات الاثمان الباهظة جدا .
الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ومغادرة حالة “التقمص”
من الخطأ استخدام اسم (المجلس الوطني الكردي) بعد اليوم حيث لم يعد موجودا لعدة أسباب : السبب التاريخي هو عندما تشكل بمبادرة مباشرة من المرحوم – جلال الطالباني – في أكتوبر ٢٠١١، بهدف ابعاد الكرد عن الثورة السورية، واتخاذ الموقف السياسي الكردي المحايد بخلاف كل من موقف الشارع الكردي المناصر للثورة من الشباب والوطنيين المستقلين، وموقف خلايا – ب ي د – المناهض للثورة والمؤيد للنظام، وكذلك كرد الجميل الى عائلة الأسد بعد زيارته – الطالباني – للقرداحة، ثم قيام اللواء – محمد ناصيف – بالتنسيق ممثلا عن النظام وحضوره شخصيا الى القامشلي مكان انعقاد مؤتمر اعلان المجلس، وبانتصار الثورة، وسقوط النظام، ووفاة – الطالباني – وهروب ال الأسد، لم يعد هناك أي وجود للمجلس، والسبب الثاني خروج العديد من الأحزاب والشخصيات بل غالبية مؤسسيه الكرد من صفوفه، والسبب الثالث هيمنة الحزب الذي يعتبر نفسه فرعا للحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق على مقاليد المجلس وانفكاك العقد التحالفي المبني عليه، فهذا الحزب يعيش طوال عمره البالغ احدى عشر عاما يعيش حالة – التقمص – فهو يدعي انه حزب كردي سوري ولكنه فرع لحزب آخر واصبح ملحقا لاجندته، ويزعم ان لديه تحالف واسع من خلال – المجلس – ولكنه هو نفسه المجلس فقط لاغير، ويزعم انه حزب معارض من خلال تبعيته – للائتلاف – في حين ان – الائتلاف – لم يكن له أي دور في اسقاط الاستبداد بل تحول في الأعوام الأخيرة الى مرتع للفساد والارتزاق.
المطلوب من هذا الحزب اذا أراد اللحاق بركب العمل القومي والوطني السوري ان يغادر حالة – التقمص – هذه، ويتعامل مع المحيط حسب حجمه المتواضع.
في نقد المنهجية السائدة كرديا
تصفحت في الأسبوع الأخير على سبيل الاطلاع معظم ما نشره نخبنا الثقافية على صفحات التواصل، ومواقع إعلامية أخرى بشان الموقف الكردي السوري بعد اسقاط الاستبداد، والإدارة الجديدة الحاكمة بدمشق، وقد اصبت بالذهول فبخلاف عدد محدود لايتعدى أصابع اليد الواحدة، انكب الآخرون على طرح رؤا، ومواضيع، وأفكار خارج حدود المأمول، مستخدمين المنهج الخطأ في الطرح، بتجاهل أولويات المرحلة الراهنة، والقفز فوق المقدمات للوصول الى النتائج الخاطئة، فاستحضروا الحصان حتى قبل صنع العربة، وعند تكرار هذا الخطأ المنهجي لأكثر مرة يتحول الى مشهد ممل قاتم ومؤلم بالوقت ذاته، فيا أيها الناس ابحثوا عن المفيد، وانتهجوا في اطروحاتكم سبيل البحث عن الأولويات الا وهي وفي المقدمة تجاوز القديم الفاشل والمضر، وتوفير شروط عقد المؤتمر الجامع باكثريته الوطنية المستقلة الذي لامفر منه عاجلا ام آجلا اذا كنتم تريدون تحرير الإرادة الكردية السورية من الوصاية الخارجية .
مرة اخرى تعريف المستقلين
من الواضح ان البنية الاساسية للمؤتمر الكردي السوري الجامع المنشود كما نتمناه هي – الكتلة التاريخية – التي تتشكل من الوطنيين المستقلين الذين ساهموا بمعارضة الاستبداد منذ عقود، وانخرطوا في الثورة السورية او دعموها بمختلف السبل وجلهم من المناضلين القدامى، والسجناء السياسيين، والملاحقين، ومن تنسيقيات الشباب، وسائر حركات المجتمع المدني، والمثقفين الملتزمين، ومن الصامدين المتشبثين بوطنهم وارض الإباء والاجداد، وكذلك من المهجرين، والنازحين، وخلال تناول موضوعة المؤتمر المنشود يزعم البعض انهم – مستقلون – في حين لاتنطبق عليهم المواصفات اللازمة، مثل المرتبطين ماليا وسياسيا باحزاب طرفي (الاستعصاء) او المنتمين الى كيانات تابعة وممولة من أحزاب الطرفين باسم الثقافة والاعلام، والصحافة، والادب، او الذين وقفوا مع نظام الاستبداد، ودعوا الى التفاهم معه باي شكل، هذه الأصناف يمكن ان تنتقل الى صف المستقلين في حالة واحدة وهي: الاعتراف بماضيهم والكشف عن ملابساته.