في الممارسة النقدية كردياً

 إبراهيم اليوسف

أؤكّد بدايةً ، أنّني لست من هؤلاء الذين يرون أنّ الحركة الكردية في سوريا ، لم تقدّم شيئاً، وأن الكثير من رموز هذه الحركة الذين يساء إليهم ، نهاراً جهاراً، خارج مهمة النقد والتقويم، إنّما استطاعوا أن يقدموا لقضيتهم : كلّ بحسب طاقاته، ووفق وجهة نظره ، وخطّه السياسي، ولا يمكن الشطب النهائي على أيّ منهم كما ترغب في ذلك بعض الدوائر المتربّصة بالكرد، ويكون ذلك خدمة مجّانية – في الغالب- لخططها، وإن كانت حركتنا حقاً: ليست بخير ، وليست معافاة ، ولست كذلك  مع الحملة – خارج النقد- على أيّ منها البتّة، وإنّ ما يتمّ تناولها فيه، من لغة قاسية ، إنّما لا علاقة له بالنقد، وهو عبارة عن “تصفيات حساب”، لا أكثر،خاصة لدى هؤلاء الذين يكتبون  بلغة تخوينية ، ضارية، وليس لديهم الاستعداد بأية تضحية، صغيرة، أو كبيرة، من أجل قضيتهم، ولعلّ السياسي بأخطائه أعلى شأناً وفعّاليةً منهم بكل الحسابات، ماداموا متوارين في الخطوط الخلفية ، لاشيء يبدر منهم سوى تدبيج الوصايات المجانية، التي لا تكتسب مصداقيتها، وإن كنت لست مع السياسي الذي يتوهم أن من معه فحسب من” الفئة الناجية ” وسواه على ضلال ، ويوزع وثائق ” الوطنية ” واللاوطنية، ذات اليمين وذات الشمال .

.!.

إلا أنّني في المقابل أستطيع التحدّث عن الكثير من الأخطاء، متدرّجة الحجم، التي وقعت فيها الحركة الكردية، على امتداد حركة الخطّ البياني لكلّ مكوّن على حده، من جسد هذه الحركة، إن جازت التسمية.
ولعلّ تقويمي لأيّ مسؤول حزبي، يكون من خلال معرفة إمكان تضحيته بالخاص من أجل العام، وإن كنت أعرف – سلفاً- أنّ هذا الحلّ من قبل المخلص في أحد هذه المكوّنات ليس حلاً ناجعاً ، في وسط مناخ مكربن ، غير مناسب.

 
وحقيقةً ، إنّني أقف بإجلال أمام تضحيات المناضلين الحقيقيين في هذه الحركة، أحياءً وأمواتاً- وليس من بينهم من لم يناضل بهذا الشكل أو ذاك- وأرى أنّ الانطلاق من تقويم بعضهم لهؤلاء الأشخاص غير دقيق ، فللمناضل حياته الخاصة ، وله نقاط ضعفه ، وله أناه ، إلا أن إخضاعه لمجمل معوقات النضال، ليشكل وبالاً كارثياً  ليس عليه –كمتطوّع- في لجّة لنضال، من أجل قضيته ، فقط ،  بل وعلى قضيته ، وشعبه .


 
ثمّة حقيقة لابدّ منها، وهي أنّ بعض الأقلام الكردية التي باتت تؤول على نفسها غمار الخوض في  مهمّة النّقد السياسي ، استطاعت أن  تقوم بحراك كردي مهمّ جداً ،خاصة إزاء هذه اللحظة التي ألنا إليها ،مكرهين ، حيث ترائي انسداد الأفق لأول وهلة، خارج فهم الصيرورة الزّمانية التي لا مناص منها البتّة ،غير مبالية بالضريبة التي ستدفعها من جراء ممارسة دورها التقويمي النقدي ، وهي جد قليلة ، لأنه كان من الضروري السؤال : لم هذا المأزق الذي  تعرّضت له الحركة الكردية في سوريا، على حين غرة : وجها ً لوجه؟، وهو بالتأكيد ليس بطفرة ، بل نتاج تراكمات كمية، هائلة ، عمرها نصف قرن ونيّف، يبدأ منذ انطلاقة أول حزب كردي في سوريا   1957،خاصة وأن قراءة لوحة ما آل إليه الواقع الكردي من ركود ، وتشظّ ، ليست بالصورة المطلوبة ، وهو ما كشف عن تخبّط بعضهم، مؤخراً ،كي يفتقد أسهمه حتى بين قواعده ،بأسف ، ما يجعل الأنظار تتطلع لمن يطلق سؤال : ما العمل ؟ الذي يكاد لم يطرحه إلا قلة،قليلة ، بجدية، حتى الآن .

وبعيدا ً عن تسمية أحد ممّن قرعوا باب النقد السياسي كردياً ، وبعيدا ً عن دوافع هؤلاء، فإنّ ما قاموا به كان لافتاً بحقّ ، وبات يشعر السياسي الكردي أنّه ليس بمنأى عن العملية النقدية ، خاصة حين يتمّ الوقوف عند قضايا صميمية ، تمسّ الخط البياني لنضالات الحركة الكردية ، وتفاصيلها واحداً واحداً.

وإذا كنت أشير إلى أصحاب المحاولات النّقدية للحركة الكردية السورية، فإنّني لأميّز بين ثلاثة ضروب منها:
 
ثمة أقلام تنطّعت لممارسة النقد ، ولاسيما في ظلّ الثّورة المعلوماتية، حرصاً على مصلحة الحركة الكردية في سوريا ، وما تعمل جادّة، من أجله، وهي غيورة بأيّ حال، على هذه الحركة، صادقة في ما تطرحه، تقف على مسافة واحدة من كافة مكوّنات الحركة الكردية ، وهي تكاد تكون قليلة ، تتعامل مع ثوابتها المبدئية،لا ثوابت العلاقة مع  تحوّلات الآخر ، وهي من هنا، تعاني من قلق علاقة الآخر بها، الآخر، الذي يريد الكاتب مجرّد  مهرّج تابع ، مصفّق، ببّغاوي، مسبح بحمد أمينه العام ، أو سكرتيره، بشكل خاص ، غير مدرك لأهمية حضوره ، وإمكان دوره الحيوي والتنويري، والتغييري الفاعل.


 
نوع متخندق، يرى في حزبه ورموزه الخاصة التي يخلقها ويعبدها، ويصلي لها، أسمى درجات الطهر والنبل – ولا أعني هنا الاحترام المتبادل الذي لا بدّ منه- بينما يرى في الآخر-والآخر ليس بآخر هنا- مجسداً لكل أشكال التخاذل ، والتواطؤ والخسّة ، يكرّر ببغاوياً ما تروّج له الدوائر التي لا تريد الخير للحركة الكردية ، وهو نوع في منتهى الخطورة ، خاصة وإنّه لمجرّد اصطدامه بمعوّقات في وجه رغباته وعواطفه التي هي أسطون العلاقة مع هذه المؤسّسة ، يتحوّل إلى مصدر معاداة- أكثر خطورة- لمؤسسته ورموزه ،لأنه يعرف بدرجة ما، وحسب موقعه الحزبي، أسرار مؤسسته، ورموزها، وما أكثر أمثال هؤلاء في شارعنا! ، وهم نتاج العلاقات الخاطئة في المؤسسة الكردية ، والأخطر عليها مستقبلاً، لأنهم سريعو الانقلاب عليها،  و على من يتخذونهم قدواتٍ ، فما أكثر ما نقول لأحدهم وهو يمعن في الإساءة إلى هذا الحزب الكردي أوذاك المسؤول الحزبي! : أولم تقل عكس هذا الكلام قبل الآن؟، وقد يكون عمر هذا الانقلاب الانفعالي لدى هذا الضرب، عاماً ، أو شهراً ، أو أسبوعاً ، بل ساعة، أو مجرد دقيقة ،وهو لا مصداقية له، ولا أعني بأي حال التحوّل الفكري ، المشروع ، والمبني على أسس معرفية ، لأن العلاقة بالمؤسسة ليست زواجاً عابراً ، فحسب.

وهذا الأنموذج من يمكن تسميته ب” الدائري “إذ لا يستطيع الخروج من دائرته، والدائرة الأولى لديه” الذات ”  بتدرّجاتها:  ومن ثمّ ” المؤسسة ” ، وهذه الدائرة قد تستبدل بأخرى، فأخرى ،وهكذا دواليك ، وما أكثر مثل هذه الحالات! .

وفي المقابل ثمة أقلام انتقامية، تمارس “تصفية حسابات” مع هذا الحزب السياسي ، أو ذاك ، أو هذا السياسي أو ذاك، لمحاولة إيجاد موطء قدم لها .


 
إزاء هذا المدخل لتقويم النقد السياسي الكردي ، قد لا نجد مثل هذا الفرز نهائياً، لأن استبعاد الرؤى والعواطف الشخصية ، لا يزال متحكّما ً في أغلبية ما نقرؤه ، ما خلا استثناءات نقدية قليلة ، باتت تلفت إليها الأنظار.

ولعلّ محنة الكتابة النقدية تكمن في وقوعها تحت تأثير ردّات الفعل ، وتصفية الحسابات ، ونسف كل شيء، دون الوقوف على بصيص ضوء ،أو تعمّد الاستفزاز .

وحقيقة، أمام انسداد الأفق في وجه الحركة الكردية ، لا بدّ من مراجعة الذات- وهي المرجعية الأكثر أهمية- فيما لوتمّ تهيئتها، وتفعيلها ، وقراءة اللّحظة بعيون الحاضر والمستقبل، في آن واحد ، لا عبر قراءة حاخامية ، وتجاوز معوّقات التواصل، والسدود التي تحول دون مثل هذا التواصل ، وهو ما يكون من خلال إعادة صياغة الذّات ،وفق رؤى واضحة ، عمادها نقاط الالتقاء التوافقية ، بعيداً عن التخندق العلائقي، الضيّق، الذي لا يزال سارياً ، وتحاول بعض العقول التي تعيش في الماضي، وردّات فعله، وباتت تتحوّل إلى ارتكاب مزيد من إلحاق الضرر بنفسها، وبقضيتها، من خلال التشبّث بترداد أسطوانة ماضيها، والتنظير لمنجزها ، دون أن تسهم -قيد أنملة- في قراءة اللّحظة، التي يجب التفرّغ لها تماماً : وطرح السؤال: لم ما نحن عليه الآن؟،أجل ، وهو سؤال جادّ ، لم أر من توغل مناسب فيه من قبل المعنيين ،بين ظهرانينا، إلا في حالات، من ردود الأفعال، في الغالب .

والأكثر إيلاماً أن بعض المتثاقفين ، بل والمثقفين لم يدركوا –بعد – أهمية الدّور المطلوب من أقلامهم ، في نقطة التحول المريعة، إلا في ضوء الرّوح الارتزاقية،  وهو ما يجعلهم   يشوّهون صورة المثقف، من خلال- شوبشته*- الرّخيصة للسياسي،من خلال “خطاب منافق ” عبر زواج متعة، لا ديمومة له، ما يجعل السياسي يتجاسر على الاستمرار خارج المهمّات الموكلة إليه ، غارقاً في ما هو عرضي ، على حساب المهمّات الكبرى، والمؤجّلة، وهو أكثر من يلحق الضرر بالسياسي والحركة الكردية في آن واحد.

ولعل ممالقة المثقف للسياسي ،لا تحطّ من هيبته ، كشخص ، فحسب ، بل تسيء إلى سواه من المثقفين الحقيقيين العاملين في الميدان الثقافي ، من يمكن أن يشكلوا قواماً تقويميّاً للخطّ البياني لحركة السياسي ، كي تتّخذ بوصلته الاتّجاه الصحيح ، إلا أن تخاذل هذا المثقف – وهنا نحن أمام حالات سياسية ثقافية شاذّة فحسب، لا تشكل القاعدة- يقوّي شوكة السياسي ، خاصة إزاء القضايا  المصيرية التي قد تتمّ المساومة عليها، من قبل كليهما، ما يجعل كلاً منهما يتبادل مع الآخر أدواراً رخيصة ،خارج موقعهما ، عبر صفقة صفيقة.

وأتذكّر في هذا المجال من كان يوزع يدوياً مقالاً منشوراً للباحث إبراهيم محمود ، حتّى في  “خيم العزاء” ، كان يرافع فيه الباحث عن المناضل الكبير نورالدين ظاظا، بلغة تهكمية، ضدّ  من أساؤوا إليه ، ولا يزالون ، إلا أنهم راحوا يفسرون مقاله تفسيراً مغلوطاً ، بشكل عامد، وهم عارفون أن الكاتب لم يعن ما تقوّلوا به على النص، بل عليه، من قراءة مزوّرة ، خارج نصية مادام أنّهم غير قادرين على الوصول إلى بلاط السياسي، بل واحترام الشارع ، إلا عبر الدّسيسة- ولا فرق في تقويم الدسيسة والدساس، ضمن أية مؤسسة كانت حاكمة، أو محكومة، تحاكي مستبدّها-  ما دام حضورهم الثقافي لا يشفع لهم بذلك، ناهيك عن أنّهم أرادوا تصفية حسابات شخصية مع الكاتب، أبديت وجهة نظري- في وقتها- حول موقفي من الطرفين، بما أمكن من موضوعية.

وكان في النهاية أن اضطرّ الباحث أن ينأى عن خوض ما هو يومي – وإن لم أكن أوافقه على بعض مواجهاته لمكونات تفاصيل اللوحة ، والأسماء- إلا أن مؤلفاته تزن ثقل الواشي والموشى إليه، في آن واحد، وهذه إحدى معضلاتنا، في عدم استيعاب الآخر.

إذا كان السياسي الكردي أمام محنة،حقيقية، في  نقطة التحول الأولى من نوعها في تاريخ كرد سوريا ، فإن المثقف الكردي لأمام محنة أكبر، ولا بدّ – في الحقيقة- من ممارسة الدور الحقيقي لكل منهما ، لمناقشة ما يدور من حولهما ،بروية ، وحكمة ، وبعد نظر،دون الاتكاء على خطاب التعملق الهلامي، الذي يكسب الود العابر، ودّ معاشر سرعان ما ينفضون عن –هذا الخطاب- لأنه مبني على دغدغات عاطفية ، تخديرية، بل والنأي عن الخطاب السكوني، الذي يروج له من قبل بعضهم الآخر، بدعوى العقلانية، والموضوعية التي تعيش هي الأخرى مأزقها،مقابل – خطاب التعملق-الذي بتنا نقرأ بوادر نعوته.

إنّ السياسي الكردي الذي يحيط نفسه بمجموعة من المصفقين، وهالة من الخيلاء، هو في النهاية يبحث عن مجد شخصي ، لحظي ، غير قادر على إقناع من حوله به ، وهو ينسى أن احترامه الأخير ليتأتى من إصغائه لمن يوجه إليه النقود ، ويحتضنهم بسعة صدر.كما أن مثل هذا المثقف يلعب دوراً جدّ خطير، حين يمارس تكريس دونيته ،مسيئاً بذلك إلى موقع المثقف ، ودوره الطليعي، وتمسيخه، وهؤلاء يسيرون تحت وطأة عقدة منذ 12 آذار وحتى الآن ، بشكل خاص.

كما أن الاتكاء على –المجد- النضالي  -الغابر-أثناء قراءة اللّحظة الحرجة، يكون عامل هدم له، لأن التاريخ النضالي – لأي كان- هو نتاج ماض وحاضر ، وحرص، وتصميم،  على صناعة المستقبل ، في آن واحد، ومن هنا، لا بد من الشطب على طمأنة الركون إلى  وهم التغني بالماضي ، مادامت البرهة الحرجة لا تشفع له ، وإن كنت – سلفاً – أوكد أن الحفاظ على الذات هو جزء من الحكمة التي لا بد من اللجوء إليها، بيد أن هذا الحفاظ لا يغني عن دفع الاستحقاقات النضالية السلمية، وفق أمداء السؤال المدوي ، دونما إجابة.

أواسط تموز2009

الشوبشة من الشاباش : كلمة تركية ،  وتعنى كيل المدائح ، لقاء أجر  ، وكنت أشرت إليها في زاوية ساخرة لي بعنوان :

   Şev legere rutari في مجلة آسو aso التي صدرت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي ولا تزال .


 
 
إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…