القضية الكوردية في سوريا قضية متداخلة كوردستانيا وإقليميا.

شكري  بكر

 

كثير من الكتاب والشخصيات السياسية الكوردية يتناولون القضية الكوردية عبر مقالات وكتابات شتى تتعلق بجوانب الحركة الكوردية في سوريا عن نشأتها ، دورها ، مهامها ، واجباتها ،  وعن برامجها ومطاليبها السياسية الوطنية منها والقومية بالإضافة لإحياء الحوار الكوردي الكوردي بين Anks و Pynk ، خاصة بعد إسقاط النظام ، والقرار الذي إتخذه الإدارة الذاتية برفع علم الإستقتلال في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الإتجاه الصحيح .

من هذا المنطلق أنا شخصيا لا أكن أي عداءٍ لأحد ولا أشك في إخلاص ووفاء هؤلاء الكتاب المهتمين بالقضية الكوردية ، إلى أن البعض يوقع نفسه بأخطاء ، قد يكون البعض منهم مقصود وآخر غير مقصود .

فالمقصود يرتكبها الإنسان الواعي والمثقف وذلك لدواعي مختلفة ،  منه بجانب الحرص ، وآخر بدافع أناني ، وآخر ذي نظرة حزبية أو فئوية ضيقة خدمة لأطماع ودوافع شخصية أو فئوية ، أو هناك من يتظاهر بأنه يملك ثقافة عالية ربما بهدف جذبه من قِبل أحد أطراف الحركة الكوردية لصفه ، ومنحه صفة قيادية إلى ما هنالك من دواعي .

طبعا الغير مقصودة يعمل بها

البعض من غير قصد لبساطته

وعدم إمتلاكه للوعي الكافي لجر نفسه لهكذا مواقف .

فالمتتبع للشأن السياسي الكوردي في سوريا ومنذ تشكيل أول جسم سياسي كوردي عام 1957م في سوريا وحتى الآن يرى بأن ذاك الجسم قد وقعت نفسها في خطأ عندما رفعت شعار تحرير وتوحيد كوردستان ، بسبب هذا الشعار تعرض قيادة الحزب إلى الإعتقال لتهمة معروفة مسبقا من قِبل النظام ، بهذا الإعتقال قد وقعت قيادة الحزب بخلاف داخلي حول تصور الحزب السياسي والتنظيمي  وأبرز نقاط الخلاف هو أنه كان على القيادة أن يطرح شعار يتلائم مع الشأن الكوردي في سوريا لا أن يتلائم مع الشأن الكوردستاني من تحرير وتوحيد .

مما أدى ذلك إلى تدخل النظام السوري في الشؤون الداخلية للحركة الكوردية وتعامل معها بسياسة فرق تسد .

إلى جانب هذا وذاك ظهر عامل آخر جديد وهو إعلان حزب العمال الكوردستاني في تركيا عام 1978

الذي تبنى الكفاح المسلح عام 1980 ، حزب العمال الكوردستاني بحد ذاته شكل عبئا من الجانبين التركي والكوردي ، على الصعيد التركي وقع الإنقلاب العسكري الذي قاده الجنرال كنعان إيفرين ، وإعلان الحرب على حزب العمال ، هذه الحرب دفعت بقيادة حزب العمال إلى خارج حدود الدولة التركية والتوجه نحو الداخل السوري ، وتم إستغلال قيادة حزب العمال من قِبل النظام السوري عبر الوسيطين جلال الطالباني الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع النظام السوري ، وجميل الأسد شقيق حافظ أسد ، وقام النظام بإحتضان حزب العمال وفتح له معسكرات في جبال اللاذقية والبقاع اللبناني وتقديم كافة وسائل الدعم الإقتصادي والعسكري ، وإعطاء الأوامر للجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل بتدريب عناصر الحزب عسكريا وبإشراف حزب الله اللبناني لغاية بات يعرفها الجميع .

فالمطلوب أولا تشخيص شأن الحراك السياسي الكوردي مما سببه كل من جلال الطالباني عبر إنشقاقه من الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الخالد الملا مصطفى البارزاني من جهة ، ومن جهة أخرى تدخل حزب العمال الكوردستاني في الشؤون الداخلية للحركة الكوردية في كافة أحزاء كوردستان وخاصة في سوريا والعراق .

المطلوب أولا معرفة أسباب نشوء الأزمة في الحركة الكوردية إن كان على صعيد الجزء أو الكل .

فعملية وضع النقاط على الحروف تبدأ من ال pyd عبر مطالبته بإنسحاب كوادر حزب العمال من كوردستان سوريا وجعل نفسه من عداد الأحزاب الكوردية في سوريا ، والإلتزام بالثوابت القومية للشعب الكوردي في سوريا ، بهذا لم يبقى أي خلاف بين الأحزاب الكوردية في سوريا .  سياسات حزب العمال كان له الأثر الكبير في إنقسام الحركة الكوردية على أقل التقدير في سوريا إلى تيارين : أحدهما وطني ديمقراطي تمسك بثوابت القضية الكوردية لكونها قضية أرض وشعب يعيش على أرضه التاريخية في كوردستان التي قسمت بموجب إتفاقية سايكس بيكو بين أربع دول تركيا إيران العراق وسوريا .

الثاني مساوم على الثوابت القومية للشعب الكوردي في المنطقة .

ما سبق يحتاج لموقف ، والموقف مسؤولية ، إذاً ، أين تكمن المسؤولية ؟.

المسؤولية تكمن في الإلتفاف حول القوى التي تمسكت بالثوابت القومية للشعب الكوردي أينما كان وتعرية القوى التي ساومت على تلك الثوابت ، هذا هو السبل في معالجة أزمة الحركة الوطنية التحررية الكوردية في الإطار العام والخاص .

هذا ما تعرضت لها الحركة الكوردية من مؤامرات التي أدت إلى إنكسارات وإنقسامات والتهجير وتدمير البنية التحية للكثير من المدن والقرى الكوردية والمجازر الجماعية بحق الكورد في كافة أماكن تواجده .

بتبنى هكذا مواقف يتمكن السياسي الكوردي من الإقدام إلى العمل ضمن صفوف الأحزاب أو الأطر السياسية الكوردية بالشكل المرضي ومدرك التوجه نحو العمل الصائب في خدمة القضية الكوردية أينما كان ، عندها من حقه أن يمارس النقد في تصحيح المسار السياسي والتنظيمي الحزبي والحركي في أطر النضال السياسي الكوردي ، ويمكن أن يساهم في تطور الحركة الكوردية

ويقدم المقترحات حول مطالب الشعب الكوردي بحقه في تقرير المصير ضمن إطارين العام والخاص .

هذا هو السبيل المشروع لمن يود أن يطالب الحركة الكوردية القيام بدورها المطلوب وتحقيق مهامها وواجباتها ومطاليبها الوطنية والقومية ، لا أن يطالب وهو بعيد عنها تنظيميا وجغرافيا .

فالمسؤولية هي مسؤوليتنا جميعا وعلى سوية واحدة من المسؤولية عن الفشل في تحقيق أهداف الشعب الكوردي من نيل لحريته وكرامته وتمتعه بحقه في تقرير المصير أسوة بشعوب المعمورة قاطبة .

فمبادرة حل أزمة الحركة الكوردية وحلها هي في ملعب ال pyd عليه الوقوف على المصلحة الكوردية العليا ، والعمل على إنجاز إطار كوردي موحد والذهاب به إلى دمشق للدخول في حوارات جادة مع شركاء الوطن لتثبيت حقوق الشعب الكوردي في الدستور القادم ، وبناء سوريا الحديثة بكل السوريين ولكل السوريين .

هذا هو الصواب في النضال

الكوردي المعقول .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…