المتمردون الأكراد

صلاح الدين بلال
salaheldinbilal@hotmail.com

كثيراً ما يستخدم عبارة المتمردون في الصحافة والتلفزة وفي البيانات والمؤتمرات الصحفية وحتى في خطب رؤساء الدول، لوصف جماعة سياسية أو شبه عسكرية في الغالب تنتهج العنف أوالكفاح المسلح وسيلة لتحقيق أهدافها.
فمن هم المتمردون!!
 وهل هناك درجات للتمرد !!
 وما هو إشكال التمرد !!
 وهل التمرد صناعة لها حرفيها !!
 وهل منشأ جغرافي محلي محدد!!

 ولها هوية وطنية وقومية تخصها !! ؟؟؟ .
الموضوع ذو شجون كثيرة، وجوانب حقوقية وأممية وتعريفات سياسية لم يتم التوافق عليها بعد في ميزان الدول وستبقى في شد وجذب بين المعارضة والحكومات وبين أنصار السلم والحوار والحركات المسلحة و المجاميع المقاتلة، وبما أن الموضوع له أبعاد عالمية فقد وجدت انه من الأفضل تقطيع محور الحديث، والوقوف و الكتابة في ما يخصني وما يثيرني من هذا الموضوع وحصره في أبعاد وحدود وسياج المحلية الوطنية.
وضعت كلمة المتمردون تحت المجهر الكوردي لأصل ربما إلى تعريف يناسب العقلية والثقافة والصراع والمحيط الخاص بنا، فخلصت إلى نتائج قد تكون بديهية لبعض أصحاب القدرات على التفكير والتعديل الذاتي، وقد تكون اكتشاف باهر لبعض الباحثين والمستكشفين السياسيين من فئة أبو عقال وكفيه .
إنا هنا أريد تناول بعض ظواهر التمرد السياسي والتنظيمي الداخلي في أطر حراك الأحزاب الكوردية في كوردستان سورية أو غرب كوردستان أو الأكراد السورين أو المعارضين أو الوطنين السورين، سمها ما شئت، وليكن اختبارا أول لحجم وقدراتك وجرأتك على التمرد، ولن نضع لك أو لكي جهاز كشف الكذب لنتحقق من نواياك أو نواياكن، فنحن شعب مؤمن، ونعتقد أن من يقسم بشرفه أو برأس أولاده أو بعرض أخته، أو بالقرآن والزبور والإنجيل والكتاب الأسود، صادقون إلى درجة لا يمكن أن يزعزع إيماننا بهم وبعزمهم، مرور الماء أو النار بيننا.
 أعود للب الموضوع وهو مراقبة حالة التمرد “السياسي” من انقلابي ومعارضي وقديسي أحزابنا، في باصات ومجالس أحزابنا الكوردية، طبعا متمردينا الكورد لم يصل بهم العنفوان والجرأة إلى التمرد المسلح ضد الحكومة والسبب في تقديري، إلى الحكمة المفرطة التي يتصف بها قادتنا وعلى المقدرة النبوية في الغفران ونسيان الماضي ورمي الأحقاد ورجمها، وحب قادتنا في الحوار إلى درجة العشق لشعارات السلام والأخوة والوحدة الوطنية، ووضع الملح على الجرح والشكوى لله، وآيات السماء التي تنزل عليهم، في صوامعهم وعياداتهم ومكاتبهم ومتاجرهم، والتي تدعو لإكمال مسيرة السبعين عاماً من الأعجاز والقيادة والوراثة بلا خجل أو حيل أو تغيير أو تبديل، و حشد عبيد الله في الطرقات والازقات والصحاري، وأمام المطاعم والملاهي والمخاوير ومعسكرات المغاوير، مطالبين بالحقوق حفاة  عراة حالسي الرأس، زاهدي القصد طالبي السترة والنجاة في الآخرة قبل الدنيا، والموهبة الفذة على نبش وحبك ودق إنفاق روحنا وبوابات أنفاسنا، والخلق في طرق مدح  أهل نعمتهم، والحمد والشكر لأهل  الخير وحماة الظهر،  من ألد الأعداء والمتمردين  .
 كوردانا لا جيوش تحميهم ولا فدائيين أو كريلا أو بيشمركة؟؟؟ تدافع عن أعراضهم وأموالهم، وليسوا دعاة غزو و حروب ولا احتلال أو انقلاب، وليسوا من أهل المستوطنات، ولا سجل لهم في خانة الإرهاب، وليس في إستراتيجيتهم الدخول إلى البلاد على ظهر دبابة أو ذبابة، ولا مال أو ذهب لهم أو آبار نفط أو حقول خشاش في أرضهم ولا مافيا مخدرات أو لوبي تساندهم في كبار البرلمانات،  وليسوا بصدد التفكير في العدة والعديد، والتدريب والتخطيط، والقدرة على الدفاع أو الهجوم، فلا جبال تحمينا ولا حدود تستقبلنا، ولا بلاد تلتقطنا ولا وحدة تقوينا ولا كلمة تلمنا ولا دين يوحدنا، ولا زعيم يقودنا ولا قدسية تلهبنا ولا محراب يركعنا، ولا اتفاق أو حلف أو جبهة أو مجلس أو مؤتمر أو برلمان أو حزب وجمعية وحتى طبل وزمر يجمعنا .
فلا رماحنا جارحة، ولا تروسنا مانعة، ولا أسوارنا آمنة، فنحن شعب الله الموتوحدنا.تنا من دخان، حروبنا من سراب، ولحمنا من تراب، ودمائنا كالماء، نطير في شتاء الحقول كأسراب الطيور، وفي بيادر صيفنا نحب جمعة الخفافيش .


فأي طوق ينجينا وأي سفينة تنقذنا وأي مظلة تقينا وأي زمنناً وأرضا تجمعنا وتوحدنا .


فهل نجرؤ أن نكون متمردون ومتمردين …….

ولو لمرة واحدة على من حولنا..

15 .

10 .

2009

في الحديث القادم نضع تحت المجهر تردد بعض الأطراف السياسية وتمرد رفاق يكيتي في أوروبا
فهل نحن أمام متمردون أم مترددون.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…