في تصوري ومن خلال المعايشة .
ولاأريد أن أزايد على ممثلي المنظمات ولا الجمعيات ولا الشخصيات المستقلة العضوة في الهيئة الكل محل احترام وتقدير ، وأتحدث عن الإرادة السياسية ذات التوجهات المختلفة لدى كل منهم ، ولا أوجه لومآ لأحد لأنني أعلم جيدآ أن كل كردي يعرف لمن يوجه اللوم في إخفاقات أشكال وأنواع العمل الكردي المشترك في شتى المجالات.
ولعلي قبل أن أقدم بعض ملاحظاتي المتواضعة أشير الى رواية قرأتها عندما حضر وزير الخارجية اليوناني حيث كانت بلاده تترأس الاتحاد الأوربي وذلك قبل حرب العراق ، اجتماعآ لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية ، وقال في كلمته : إنه جاء مكلفآ من وزراء خارجية الاتحاد الأوربي لمعرفة رأي العرب في هذا الموضوع ، وبعد انتهاء الاجتماع أشار الرجل الى أنه لم يستطع أن يتلمس أي قاسم مشترك في أراء الوزراء لكي ينقله الى زملائه في أوربا .
إن هذا هو حال الأطراف في هيئة العمل المشترك كل يغني على ليلاه حالهم كحال المسؤلين العرب يقولون في الاجتماعات العربية كلامآ ، ويقولون خارج الاجتماعات كلامآ أخر ويقولون لشعوبهم كلامآ ثالثآ .
الحقيقة ومنذ تأسيس هذه الهيئة وهي تنعقد في اجتماعات دورية واستثنائية ، لايتم الالتزام بما يتم الاتفاق عليه ، حتى أن خطة العمل السنوية التي تم التصديق عليها في الكونفراس ، والتي تضمنت كل مايلزم للقيام بترتيب البيت الكردي … في ألمانيا كخطوة أولى ومن ثم في أوربا ، ومحاولة ايجاد ممثلية كردية موحدة وخطاب وبرنامج سياسي موحد لنتمكن من الدخول في أية تحالفات أو أطر أخرى ككتلة واحدة يحسب لها الحساب ، ولكن ومع الأسف أقول لم تجري الرياح بما تشتهيه السفن ، إلا في بعض الجزئيات والفقرات القليلة من ما تم اتخاذه من قرارات مهمة ، ودون أن تليق بمستوى الهيئة وتلك الأهداف المهمة والمصيرية .
فمعظم القرارات التي صدرت عن الهيئة كانت على هذا المنوال شكلها ملزم ومضمونها فارغ ، لإفتقارها وسائل التنفيذ والمحاسبة والدعم المادي المطلوب في حدها الأدنى على الأقل ، و لغياب التمويل الجيد وتخصيص الميزانية الكافية ، ولإفتقار الهيئة وأعضاءها لشروط نجاح مثل هذا العمل الطوعي المشترك الفردية منها والمؤسساتية وخاصة نحن نعيش في أوربا .
هذا وسأورد لكم بعض الصفات والشروط الشخصية أوالفردية اللازمة لمن يعمل في مثل هذه الهيئات : 1 – الجرأة والشجاعة والموضوعية في الطرح والتنفيذ (بصرف النظر عن الاسلوب) .
2 – قبول النقد والمحاسبة .
3– الالتزام الجدي والمسؤول بالمبادئ والأهداف .
4 – التفاني والتضحية والتسامح .
5 – الشعور بالنجاح والفخر لدى الأعضاء بالانتماء للهيئة .
6 – الروح الجماعية ونبذ الفردية والأنانية المفرطة .
7– العمل في صمت ونبذ الأضواء وحب الظهور والمنافسة على ذلك بين الأعضاء مما يشكل الحساسية بينهم لايحمد عقباها هذا لايعني عدم الاعتراف والتكريم .
8 – الاحترام حسب العطاء والتطوع لا بمراعاة العمر أو المال أو الجاه أو المؤهلات .
9 – توظيف المؤهلات والمال لاحترام العمل .
أما بالنسبة لشروط نجاح المؤسسة (الهيئة) إليكم بعض منها : 1 – وجود دستور ولوائح واضحة والتعامل معها بموضوعية .
2 – خطة عمل تقوم على استراتيجية سليمة ورؤية مستقبلية واضحة المعالم (ضمن حدود الامكانات والمؤهلات المتاحة) .
3 – البحث عن مصادر التمويل وتحديد ميزانية كافية خارج اشتراكات الأعضاء 4 – برنامج واضح ومفصل للاجتماعات على أن تكون منظمة وفي فترات معقولة مع تحديد الزمن (بداية – نهاية – أوقات للإستراحة) مع ادارة جيدة ومسؤولة .
5 – تقسيم العمل بشكل دقيق واعطاء صلاحيات واسعة للجان المختصة .
6 – المحاسبة على أساس النظام الداخلي والابتعاد عن الوصاية والهيمنة .
7– محاضر جلسات دقيقة وسريعة وسرية على أن تكون واضحة ومفصلة غير قابلة للنشر والتسريب ماعدا القرارات التي يتم الاتفاق بشأنها .
9 – عدم الزج بالانتماءات الأيديولوجية في مثل هذا العمل الطوعي المشترك وتوظيفها لأهداف وأغراض وتوجهات سياسية حزبية ضيقة .
ونتيجة لكل ما ذكر أعلاه أستطيع أن أقول بأن الهيئة ككل لم تتمكن من أن تتحول الى تنظيم (ائتلاف) قوي ومحكم ومحبوك بعناية وممولة تمويلآ جيدآ بحيث تكون قادرة أن تتغلب على الصعوبات التي تعترض طريقها وهي كثيرة ذاتية وموضوعية.
هذا ما استطعت أن أضعه بين أيديكم وأخص بالذكر المعنيين بمثل هذه الأمور عسى ولعل أن تتمكنوا من القيام بدور ما كل من موقعه للحفاظ على الهيئة وتقويتها ومساندتها والالتفاف حولها والضغط على الأطراف العضوة فيها لتقديم أقصى ماعندهم لأن وجودها بالشكل الذي كان مرسومآ لها مسؤولية تاريخية والتمسك بها قمة النضال .
فهل من مجيب ؟ .