أطالب وأقترح بتطوير أكاديميات دياربكر للسياسة الديموقراطية .
يجب أن يتولى المسؤولية الناس الذين يُتعِبون عقولهم على هذه القضايا ، من العقلاء الديموقراطيين المرتبطين بشعبهم ، ولا يهم إن كانوا أكرداً أو أتراكاً .
إن AKP لا يفهم أيضاً ، ولا يدرك الخطر الذي ينتظره.
“تاريمجيوغلو” (باحث وكاتب) يوضِح بأنه لم تبق حاجة إلى الانقلابات بعد الإتيان بديميريل إلى رئاسة الجمهورية ، وبأن عهد الانقلاب قد اكتمل .
لم يكن انقلاباً ، بل توافق “ديميريل”(رئيس وزارة ، ثم رئيساً للجمهورية) معهم ، ولم تكن هناك حاجة للانقلاب .
وأصلاً هم كانوا يفعلون ما يريدون ، وفعلوا .
فقد تحدثت عن هؤلاء مرات عديدة ، فإذا لم تعلموا هذه الأمور لن تستطيعوا ممارسة السياسة .
يجب أن يتولى المسؤولية الناس الذين يُتعِبون عقولهم على هذه القضايا ، من العقلاء الديموقراطيين المرتبطين بشعبهم ، ولا يهم إن كانوا أكرداً أو أتراكاً .
إن AKP لا يفهم أيضاً ، ولا يدرك الخطر الذي ينتظره.
“تاريمجيوغلو” (باحث وكاتب) يوضِح بأنه لم تبق حاجة إلى الانقلابات بعد الإتيان بديميريل إلى رئاسة الجمهورية ، وبأن عهد الانقلاب قد اكتمل .
لم يكن انقلاباً ، بل توافق “ديميريل”(رئيس وزارة ، ثم رئيساً للجمهورية) معهم ، ولم تكن هناك حاجة للانقلاب .
وأصلاً هم كانوا يفعلون ما يريدون ، وفعلوا .
فقد تحدثت عن هؤلاء مرات عديدة ، فإذا لم تعلموا هذه الأمور لن تستطيعوا ممارسة السياسة .
ولهذا السبب أقول لـ DTP ولسكان دياربكر ، بضرورة أن يقوم DTP بتأسيس أكاديميات السياسة الديموقراطية .
فإن لم تعرفوا التاريخ لن تستطيعوا ممارسة السياسة .
ها هو وضع ديرسيم في الميدان ، إذا لم تعلموا بتاريخكم ولم تتعرَّفوا عل قاتليكم ، لن تتمكنوا من السير .
عليكم التعرف على هذه الذهنية التي قتلتكم وقضت عليكم .
يقومون بإعدام “سيد رضا” مع الفجر دون أن ينتظروا مصطفى كمال ، من الذي أعدمه ؟ أعدمه أولئك الذين لا يريدون وفاقاً كردياً تركياً ، فلهذا الأمر تاريخ على مدى مائة سنة ، ويمتد إلى انقلاب عام 1906 ، ولا زال مستمراً في وجوده إلى يومنا هذا .
فهذا الفريق هو الذي يُعدم ، والممثلون الحاليون له هم “قمر كينج” (نائب مستقل في البرلمان) و “دنيز بايكال”(رئيس حزب الشعب الجمهوري CHP) و “كمال قيليجداروغلو”(نائب بايكال) .
كل هؤلاء استمرار لتلك العصابة .
والآن ينبري قمر كينج وأمثاله ليتحدثوا عن ديرسيم ماضياً وراهناً .
سبب إعدامهم لـ”سيد رضا” دون انتظار مصطفى كمال هو الحيلولة دون وفاق كردي تركي ، وإظهار مصطفى كمال كعدو للأكراد ، وهنا تعلمون بأنهم قالوا عني أيضاً قاتل الرُضَّع وعدو الأتراك ، وبذلك أرادوا إظهاري كعدو للأتراك مثلما أظهروا مصطفى كمال عدواً للأكراد .
وبذلك يحاولون عرقلة الوفاق الكردي التركي .
إنهم يريدون تعميق هذا المسار ، فها أنتم ترون وضع بايكال و “باخجلي”(رئيس حزب الحركة القومية MHP ) ، فهم يطلبون عدم حل هذه القضية مهما حدث ، وكنت قد شرحت سابقاً قوموية هؤلاء ، إنهم قومويون ، ولكن من الجانب الآخر ترون أن المجتمع جائع بائس ولا واحد من هؤلاء يبالي .
هناك ثمانون بالمائة عاطلون عن العمل في تركيا وفي المنطقة(الكردية) ، أي أن ثمانين بالمائة من المجتمع جائعون ، ولكن ليس هناك من يُشغِل بالُه بهذه القضايا ، فالمسألة كلها هي السلطة ، ولهذا أطالب بتحليل ظاهرة السلطة جيداً ، فأنا أتعبت ذهني كثيراً على مصطلح السلطة .
فمن جانب هناك القضايا الاجتماعية المتعاظمة ، ويُدفع بالناس إلى التجول في الميادين بدون عمل ليتحولوا إلى حثالة ، ويعانوا من الفراغ ، بينما من الجانب الآخر نجد حسابات السلطة ، والحروب على السلطة .
فما هي السلطة التي تعيشها ؟ فهذه هي الرأسمالية ، وهذه هي رأسمالية العولمة ، تؤول بالمجتمع والإنسان إلى هذه الحال ! .
هذه الذهنية تمتد إلى ما قبل مائة سنة ، بل تبدأ بانقلاب عام 1906 ، أي تبدأ هذه الأمور بإنزال السلطان عبد الحميد عن العرش .
ففي الحقيقة عبد الحميد سلطان وما إلى ذلك ، ولكنه رجل عصره أيضاً ، ويقوم بمتطلباته ، ففي عصره كان إنساناً أفضل وأكثر وطنية وقارئاً لعصره بالمقارنة مع هذه الذهنية ، وإنزال عبد الحميد عن عرشه ليس من عمل ضابط واحد ، فقد كان هناك الألمان والانكليز من الخلف .
ووضع الأرمن في أعوام 1915 معروف .
وحتى هتلر يقول عن هؤلاء “إنهم أساتذتي” ، كما يقول هتلر ؛ ماذا حدث عندما قتل هؤلاء الأرمن ؟ لم يحدث أي شيء ، نحن أيضاً يمكننا القيام بذلك !! .
فمن الدرس الذي تلقاه من هؤلاء يقوم بقتل اليهود ، أي يستمد الجرأة منهم .
ربما تقولون إنها مبالغة ، ولكن قوموية وتركياتية هؤلاء هي جَدُّ قوموية هتلر وفاشيته ، إنها بهذه النوعية .
ووضع الأكراد يشبه وضع الأرمن ، بل إنهم في وضع أسوأ من وضع الأرمن ، فقد تعرَّض الأرمن للقتل مرة واحدة ، بينما الأكراد تعرضوا للإبادة مرات عديدة ولا زالوا يتعرَّضون .
وهكذا أصبح الانكليز ذو نفوذ حتى عام 1944 ، وبعدها دخلت الولايات المتحدة على الخط .
وهذه الذهنية التي أنزلت عبد الحميد عن العرش في عام 1906 ، هي نفسها التي حاولت القضاء على نفوذ مصطفى كمال فيما بعد ، إنها ذهنية ذلك العصر التي لا زالت مستمرة حتى اليوم .
فالفريق الذي حاصر مصطفى كمال وقضى على نفوذه هو نفس الفريق ، فقد كانوا يهدفون إلى تصعيد مصطفى كمال إلى السماء وتأليهه ، ليقوموا هم بممارسة ما يحلو لهم على الأرض ، فبهذا فصلوا مصطفى كمال عن الممارسة وقضوا على نفوذه .
فالإغلاق على “نابليون” في جزيرة “ألبي” حتى مماته ، هو نفسه وضع الإغلاق على مصطفى كمال في “جانكايا”(قصر رئاسة الجمهورية) .
أي أن القوة التي أغلقت على نابليون في الجزيرة التي توفي فيها ، أو بالأصح نمط السياسة ، هو نفس نمط السياسة التي أغلقت على مصطفى كمال في جانكايا .
بالطبع للنواقص التي كانت لدى كل من نابليون ومصطفى كمال نصيب في وصولهما إلى تلك الحال .
وضع نابليون معلوم ، فهو لم يكن حتى على علم بالوضع الذي آل إلى ما هو فيه .
بالطبع كانت انكلترا وراء كل هذه السياسات .
واليوم أيضاً هناك كل من انكلترا وأميريكا .
هذه السياسة تمتد بجذورها إلى أواسط القرن التاسع عشر .
ولهذا أقول بأن الذين وضعوا هذه السياسة ، وخلقوا إيديولوجية تركياتية الاتحاديين وممارساتها ليسوا أتراكاً في حقيقتهم ، وليس بينهم واحد تركي الأصل .
ولكن الإيديولوجية التي وضعوها هي إيديولوجية التركياتية .
أريد أن أقول مايلي ؛ لا يمكن أن تكون هناك مشكلة بيننا وبين الشعب التركي والأمة التركية ، ولم تكن .
فأنا أعلم بأن الأتراك شعب كادح ونشيط .
ولكن ليس لديهم علم بإيديولوجية التركياتية التي خُلِقت من أجلهم ، ربما آلاف منهم على الأكثر على علم بها .
استمعت إلى “ممتاز توركونا”(باحث وكاتب) ، حيث تحدث عن الجيش .
كما ترون ، بدأوا يفهمون حديثاً ، فهو قومي ولكن بدأ يكتشف هذه العلاقات وعمق الخطورة حديثاً ، ويرى ويفهم من جديد .
كما قرأت ولا زلت أقرأ سلسلة كتابات “باسكين أوران”(كاتب صحفي) أيضاً ، فهو يقول ؛ التركياتية المبتدعة من الأعلى ، ويقول ؛ إيديولوجية التركياتية المفروضة بالعنف من الأعلى ، ويصف هذه التركياتية بأنها رهيبة ، وأنا لا أقول هذا لأول مرة ، بالأصل حتى ليس للشعب التركي علم بهذه الألاعيب التي تُحاك ، ولا بهذه الإيديولوجية التركياتية .
فها نحن نحاول الكشف عن هذه الألاعيب والمكائد التي تُمارس عليه ، فهذه هي الصداقة الحقيقية .
نحن نمارس الصداقة الحقيقية للشعب التركي ، يجب معرفة هذا الأمر على هذا النحو .
لقد تم تحريف التاريخ هكذا ، الأكراد يعرفون مصطفى كمال بقاتل الأكراد ، وبعدو الأكراد !! وهاهم ألصقوا باسمي قاتل الرُضَع ، وعدو الأتراك .
أي مصطفى كمال عدو الأكراد ، و آبو عدو الأتراك ! ولكن مثلما مصطفى كمال ليس عدواً للأكراد ، أنا أيضاً لست عدواً للأتراك .
إن الذهنية التي أظهرت مصطفى كمال على أنه عدو للأكراد ، هي نفسها التي أظهرتني وكأنني عدو للأتراك .
فهذه الذهنية نفسها كانت موجودة ضمننا أيضاً .
لقد كان لدينا “هوكر” ، وهو الذي قتل الرُضَع أولاً في ماردين .
لقد كانت هناك عشيرة “جيركي” في منطقة هكاري ويوكسيكوفا ، وهو أول من قتل الناس الوطنيين الذين كانوا يجلبون الطعام ويساعدون رفاقنا .
يقوم بقتل أفضل الناس وأبناء العشيرة والرُضَع منها ، ويُظهرون أسمي كقاتل الرُضَع ! وها قد ظهر أن هوكر كان يعمل لحساب استخبارات الجندارما JITEM .
يفيد “كمال آتاك” الذي يحاكم في قضية JITEM في إفاداته بأن هوكر كان مساعداً لـ “جمال تميزوز”(الضابط الذي أسس JITEM ويتعرَّض للمحاكمة) .
وتعلمون بأن الشهير كمال آتاك هذا قام بقتل أفضل أبناء “جيزرة” ، كذلك كانت هناك صورة مع “آيغان” والآخرين ، نجاتي أوزغين” قائد الجيش السابع الفرعي مع البارزاني .
البارزاني وآيغان ونجاتي أوزغين كانوا يظهرون في نفس المربع .
هكذا يجب فهم هذه الأمور جيداً .
لقد كان كل من “خليل آتاج” و “بوتان” قادة لدينا في مرحلة ما ! ، وكان “شمدين ساكيك” و “سعيد جوروكايا” وآخرون امتداداً لتلك الذهنية في داخلنا ، وما قاموا به أمام الأنظار .
مثلما أفرغوا محيط مصطفى كمال وتركوه وحيداً ، حاولوا أيضاً محاصرة محيطي بهؤلاء لتركي بمفردي .
فها هو حادث قتل حمزة –حسن بيندال ، فقد كان هناك “شاهين باليج” ورفاقه الذين تورطوا في هذا الأمر ، فالهدف هنا هو تصفية الأقربين مني لتركي بمفردي ومن ثم وضعي تحت سيطرتهم .
لقد كانوا قادرين على قتلي ، ولكنهم رأوا بأنهم لو قتلوني لما تمكنوا من السيطرة على PKK .
فنحن أيضاً كنا قد اتخذنا تدابيرنا حيال ذلك،.
وهاهم قد قتلوا رفيق طفولتي حسن بيندال في محاولة لإبقائي وحيداً تماماً .
وبعد أن شعرت بذلك قمت بمناورة دقيقة للانسحاب والتدخل في هذا الأمر .
فهؤلاء حاولوا تأليهي وتركي وحيداً والقضاء على نفوذي .
مثلما كانت هناك مفاهيم تصفوية عديدة أخرى ، وقد كافحت ضد هذه التصفوية .
فنحن واصلنا كفاحنا ضد هؤلاء .
كذلك كان هؤلاء الذين هربوا ، اوسمان ورفاقه ، هؤلاء أيضاً كانوا يهدفون إلى التصفية .
هؤلاء يريدون العودة إلى تركيا .
وعودتهم ستكون أفضل ، فبذلك ستنكشف حقيقتهم ، ماهم ، وماهو مدى تأثيرهم ، أي سيسقط قناعهم تماماً ، مثلما سيظهر بجلاء الطرف الذي هم ألعوبة بيده ، لكن على تركيا أن تعلم جيداً بأن لا تستخدم هؤلاء السفلة ، وأن لا تستخدم البارزاني والطالباني في محاولة تجريد PKK من السلاح ، وتصفية PKK ، فهم لن يستطيعوا تصفية PKK .
كذلك هناك الهولدينغات التي أسسوها في بيدليس وآغري والأماكن الأخرى كما تعلمون ، من خلال هذه الهولدينغات وملايين الدولارات يمكنهم ربط جزء من الأكراد بذاتهم ، ولكنهم لن يستطيعوا التأثير على كل الأكراد ، فالأغلبية العظمى منهم لن تتخلى عن نضالها التحرري وكرامتها قطعاً .
الأكراد ناهضون في الجنوب والأجزاء الأربعة .
وأكراد الشمال ناهضون صامدون ، وهم في موقف مصمم مشرِّف ، وهذه اللعبة ستفشل ، هذه اللعبة تدفع بالجميع إلى الخسارة .
وأنادي السيد أردوغان ؛ إذا لم تحل هذه القضية ، وترتمي هكذا يميناً ويساراً ، وتمارس الديماغوجية مثلما تفعل منذ سبع سنين ، وتتصرف بلا جدية ، فإن وضعك سيشبه وضع أوزال قبل ثمان وأربعين ساعة من وفاته ، وسيحل بك ما أحَلّوه بأوزال خلال ثمان وأربعين ساعته الأخيرة ، وسيقضون عليك .
فعليك أن تكون جريئاً .
هاهو يقال “أن أميريكا تدعم AKP” ، ولكن ليكن معلوماً أن وضع علاقتك بأميريكا ليس أفضل مما كان لأوزال بها ، لأن لدى AKP هوية إسلامية قبل كل شيء ، وهذا لم يكن موجوداً لدى أوزال ، والولايات المتحدة لن تعجبها هذه الهوية كثيراً ، ولن تتمسك بها ، وأميريكا هي التي وراء كل هذه الأمور طبعاً ، وهاهي نهاية أوزال أمام الأنظار ، فمنذ الخمسينيات جعلوا تركيا مرتبطة تماماً بالسياسات الأميريكية .
تم التحامل على الميول الانقلابية ضمن الجيش ، وتم تحجيم هؤلاء ، حيث يتم التحامل عليهم وسينتهون ، ولكن ماذا سيضعون بدلاً منهم ، فما سيضعون بدلاً منهم مهم أيضاً ، فقد تم وضع حدٍ لهم ، ولكن لا يمكن القول بأنهم انتهوا تماماً ، فهاهي “تشيللر” (رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) عميلة للاستخبارات الأميريكية CIA منذ 1967 ، وشوهد ما أحلوه بالبلاد من خلالها .
عندما عجز أوزال عن القيام بالدور الذي أنيط به من جانب أميريكا على صعيد حل القضية الكردية ، ولم يقدر عليه ، تمت تصفيته ، كما أن أوروبا لم تكن تريد حل القضية الكردية ، بل تحاول تعميق التعقيد ، وأوزال لم يَمُت بل قُتِل ، وهاهو وضع AKP يشبه ذلك .
من هنا أنادي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مرة أخرى ؛ أنتم مرغمون على أن تكونوا جريئين ، فيمكن أن يكون في 9 أو 10 أو 11 تشرين الثاني ، هذا لا يهم ، ولكن يجب طرح القضية على البرلمان وحلها .
فالبرلمان يجب أن يتخذ قراره بشأن السلام ، ويفتح المجال أمام السلام ، وأن يصدر قراره بشأن الحل السياسي الديموقراطي .
نحن نريد الحيلولة دون خسائر وآلام جديدة .
فأنا اتخذت هذا القرار منذ ستة عشر عاماً ، وأجهد من أجل ذلك ، فنحن نقول بأن السلام ممكن .
كان “جنكيز جاندار” قد كتب من قبل وقرأته ، حيث يقول أوزال لجاندار ؛ “إن حل هذه القضية دَين في عنقي ، إنه دَين علي أمام الشعب” .
وأقول ؛ يجب حل هذه القضية من أجل احترام ذكرى أوزال بعض الشيء .
أنا هنا أقنعت نفسي بشأن تخلي PKK عن السلاح ، وضمه إلى مسار السلام ، لقد تغيَّرتُ ، ونحن تغيَّرنا ، فنحن أردنا حل هذه القضية مع أوزال ولكن لم يتحقق ، فقد تجاوبتُ مع نداء أوزال متأخراً بعض الشيء ، كما أنني حزين لأننا لم نستطع حلها مع “أرباكان”(رئيس وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) ، فقد أراد هو أيضاً حلها ولكن يبدو أنه تمت تصفية الزعيمين أوزال وأرباكان من طرف قوى معينة .
والآن هناك AKP ، فإذا لم يستطع حلها سيتعرَّض للتصفية أيضاً ، فهم ليسوا شغوفين كثيراً بـ AKP .
وأقولها من هنا ؛ هناك “حسام الدين جيندوروك”(رئيس برلمان سابق ، ورئيس حزب سياسي جديد) وأمثاله ، كما يبدو ، وقد توَّحدوا ، مثلما هناك تكوينات أخرى ، وأستطيع أن أقول من هنا بكل راحة ؛ إنهم يقومون بإعداد البديل عن AKP ، يجب معرفة الأمور هكذا ، فإذا لم يحدث الحل في غضون هذا الشتاء فإن اشتباكات أشد بكثير ستحدث مع الربيع .
فعلى الحكومة والدولة اتخاذ قرارها بشأن السلام ، فإن لم يصدر قرار السلام فإن ماتريده هذه القوى أصلاً هو اشتباك الشعبين الكردي والتركي ، حتى أن هؤلاء وضعوا نصب أعينهم مقتل مليونين من الناس ، إنهم يريدون عرقنة تركيا، ويصبح الوضع كما في العراق وأفغانستان ، وأنا أجهد حتى لا يحدث ذلك .
على PKK أن يكون قادراً على اتخاذ قراره بذاته ، كما يجب على الأكراد أن يتخذوا قرارهم بذاتهم ، ، ولا أعلم بمدى تحملي هنا ، ولكن لن أُقدِم على الأمور الانتحارية ، فرغم كل شيء أحاول التحمُل ، ولكن أريد أن يكون معلوماً بأنني سأبقى حتى نَفَسي الأخير سائراً مرتبطاً بشعبي بالصداقة والرفاقية ، وأني سأطلق نَفَسي الأخير هنا بشرف وكرامة ، هكذا سيكون الأمر .
من هنا أصرِّح بشكل حاسم؛ يجب أن لا ينتظر مني أحد قيادة عملية .
فليتناقش الأكراد فيما بينهم وليقرِّروا ، وليتخذوا قرارهم بشأن ما سيقومون به .
ولكن إذا أُريد لي أن أقوم بدور ما ، فيجب تصحيح أوضاعي .
يجب أن أكون قادراً على الوصول إلى كل مكان .
يجب إخراجي ، فقد انتهت إحدى عشرة سنة ، ووضعي الصحي أيضاً مرتبط بهذه الأوضاع ، فأنا لا أتمكن من متابعة أي شيء ، وليس لدي علم بكثير من الأمور .
وعلى البرلمان أن يتخذ قراره بشأن الدستور الديموقراطي ، والحل الديموقراطي والسلام .
هاهم يقولون العاشر من تشرين الثاني ، لا يهم ، بل يجب اتخاذ قرار السلام والحل الديموقراطي في البرلمان .
ويجب أن يتمكن الشعب من تصعيد ممارسته الديموقراطية ويستمر فيه ويطوره من أجل هذا الأمر.
أما إذا لم يتخذ البرلمان هذا القرار ، فإن PKK والأكراد سيتخذون قرارهم ، وأنا لن أتدخل في ذلك ، كما على الدولة أيضاً أن لا تنتظر مني شيئاً بعد الآن ، فقد قمت بما يقع على عاتقي .
المهم هنا ليس حساب أنهم قتلوا كذا شخصاً من بعضهم البعض .
فيمكن أن تتقاتل عشيرتان أيضاً ، حيث يمكنهما أتخاذ قرار السلام بينهم دون النظر في من قتل أكثر من الطرف الآخر ويتصالحان .
أنا في هذا الموضوع أقنعت نفسي هنا بالسلام والحل الديموقراطي ، وموقفنا هذا يعبر عن الصداقة الحقيقية مع تركيا .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في سوريا وإيران فليقوموا بتوطيد تنظيمهم فيما بينهم ، وليطوروا دفاعهم الذاتي ، وأكرِّر مطالبتي بالمؤتمر الوطني ، فليقم شعبنا في العراق أيضاً بتطوير تنظيمه .
أبعث بسلامي إلى شعبنا في أوروبا ، والعاملين في تلفزيون روج ، وأبعث بتحياتي الخاصة إلى الرفاق المرضى في السجون الذين وضعهم الصحي ثقيل ، هناك رسائل من سجون آديامان وميديات وأورفا وأوردو ودياربكر وتاكيرداغ وبينكول وسيرت وباقركوي ، وأنتم تذهبون وتلتقون بهم أصلاً.
أبعث بتحياتي إليهم جميعاً .
أبعت بتحياتي إلى الشبيبة الوطنية الديموقراطية DYG ، وأقترح على الشبيبة قراءة مرافعاتي ، فليقرأوها ، وليركزوا ، وليتعمقوا فيها ، أتمنى لهم النجاح .
طابت أيامكم .
وتحياتي للجميع .
فإن لم تعرفوا التاريخ لن تستطيعوا ممارسة السياسة .
ها هو وضع ديرسيم في الميدان ، إذا لم تعلموا بتاريخكم ولم تتعرَّفوا عل قاتليكم ، لن تتمكنوا من السير .
عليكم التعرف على هذه الذهنية التي قتلتكم وقضت عليكم .
يقومون بإعدام “سيد رضا” مع الفجر دون أن ينتظروا مصطفى كمال ، من الذي أعدمه ؟ أعدمه أولئك الذين لا يريدون وفاقاً كردياً تركياً ، فلهذا الأمر تاريخ على مدى مائة سنة ، ويمتد إلى انقلاب عام 1906 ، ولا زال مستمراً في وجوده إلى يومنا هذا .
فهذا الفريق هو الذي يُعدم ، والممثلون الحاليون له هم “قمر كينج” (نائب مستقل في البرلمان) و “دنيز بايكال”(رئيس حزب الشعب الجمهوري CHP) و “كمال قيليجداروغلو”(نائب بايكال) .
كل هؤلاء استمرار لتلك العصابة .
والآن ينبري قمر كينج وأمثاله ليتحدثوا عن ديرسيم ماضياً وراهناً .
سبب إعدامهم لـ”سيد رضا” دون انتظار مصطفى كمال هو الحيلولة دون وفاق كردي تركي ، وإظهار مصطفى كمال كعدو للأكراد ، وهنا تعلمون بأنهم قالوا عني أيضاً قاتل الرُضَّع وعدو الأتراك ، وبذلك أرادوا إظهاري كعدو للأتراك مثلما أظهروا مصطفى كمال عدواً للأكراد .
وبذلك يحاولون عرقلة الوفاق الكردي التركي .
إنهم يريدون تعميق هذا المسار ، فها أنتم ترون وضع بايكال و “باخجلي”(رئيس حزب الحركة القومية MHP ) ، فهم يطلبون عدم حل هذه القضية مهما حدث ، وكنت قد شرحت سابقاً قوموية هؤلاء ، إنهم قومويون ، ولكن من الجانب الآخر ترون أن المجتمع جائع بائس ولا واحد من هؤلاء يبالي .
هناك ثمانون بالمائة عاطلون عن العمل في تركيا وفي المنطقة(الكردية) ، أي أن ثمانين بالمائة من المجتمع جائعون ، ولكن ليس هناك من يُشغِل بالُه بهذه القضايا ، فالمسألة كلها هي السلطة ، ولهذا أطالب بتحليل ظاهرة السلطة جيداً ، فأنا أتعبت ذهني كثيراً على مصطلح السلطة .
فمن جانب هناك القضايا الاجتماعية المتعاظمة ، ويُدفع بالناس إلى التجول في الميادين بدون عمل ليتحولوا إلى حثالة ، ويعانوا من الفراغ ، بينما من الجانب الآخر نجد حسابات السلطة ، والحروب على السلطة .
فما هي السلطة التي تعيشها ؟ فهذه هي الرأسمالية ، وهذه هي رأسمالية العولمة ، تؤول بالمجتمع والإنسان إلى هذه الحال ! .
هذه الذهنية تمتد إلى ما قبل مائة سنة ، بل تبدأ بانقلاب عام 1906 ، أي تبدأ هذه الأمور بإنزال السلطان عبد الحميد عن العرش .
ففي الحقيقة عبد الحميد سلطان وما إلى ذلك ، ولكنه رجل عصره أيضاً ، ويقوم بمتطلباته ، ففي عصره كان إنساناً أفضل وأكثر وطنية وقارئاً لعصره بالمقارنة مع هذه الذهنية ، وإنزال عبد الحميد عن عرشه ليس من عمل ضابط واحد ، فقد كان هناك الألمان والانكليز من الخلف .
ووضع الأرمن في أعوام 1915 معروف .
وحتى هتلر يقول عن هؤلاء “إنهم أساتذتي” ، كما يقول هتلر ؛ ماذا حدث عندما قتل هؤلاء الأرمن ؟ لم يحدث أي شيء ، نحن أيضاً يمكننا القيام بذلك !! .
فمن الدرس الذي تلقاه من هؤلاء يقوم بقتل اليهود ، أي يستمد الجرأة منهم .
ربما تقولون إنها مبالغة ، ولكن قوموية وتركياتية هؤلاء هي جَدُّ قوموية هتلر وفاشيته ، إنها بهذه النوعية .
ووضع الأكراد يشبه وضع الأرمن ، بل إنهم في وضع أسوأ من وضع الأرمن ، فقد تعرَّض الأرمن للقتل مرة واحدة ، بينما الأكراد تعرضوا للإبادة مرات عديدة ولا زالوا يتعرَّضون .
وهكذا أصبح الانكليز ذو نفوذ حتى عام 1944 ، وبعدها دخلت الولايات المتحدة على الخط .
وهذه الذهنية التي أنزلت عبد الحميد عن العرش في عام 1906 ، هي نفسها التي حاولت القضاء على نفوذ مصطفى كمال فيما بعد ، إنها ذهنية ذلك العصر التي لا زالت مستمرة حتى اليوم .
فالفريق الذي حاصر مصطفى كمال وقضى على نفوذه هو نفس الفريق ، فقد كانوا يهدفون إلى تصعيد مصطفى كمال إلى السماء وتأليهه ، ليقوموا هم بممارسة ما يحلو لهم على الأرض ، فبهذا فصلوا مصطفى كمال عن الممارسة وقضوا على نفوذه .
فالإغلاق على “نابليون” في جزيرة “ألبي” حتى مماته ، هو نفسه وضع الإغلاق على مصطفى كمال في “جانكايا”(قصر رئاسة الجمهورية) .
أي أن القوة التي أغلقت على نابليون في الجزيرة التي توفي فيها ، أو بالأصح نمط السياسة ، هو نفس نمط السياسة التي أغلقت على مصطفى كمال في جانكايا .
بالطبع للنواقص التي كانت لدى كل من نابليون ومصطفى كمال نصيب في وصولهما إلى تلك الحال .
وضع نابليون معلوم ، فهو لم يكن حتى على علم بالوضع الذي آل إلى ما هو فيه .
بالطبع كانت انكلترا وراء كل هذه السياسات .
واليوم أيضاً هناك كل من انكلترا وأميريكا .
هذه السياسة تمتد بجذورها إلى أواسط القرن التاسع عشر .
ولهذا أقول بأن الذين وضعوا هذه السياسة ، وخلقوا إيديولوجية تركياتية الاتحاديين وممارساتها ليسوا أتراكاً في حقيقتهم ، وليس بينهم واحد تركي الأصل .
ولكن الإيديولوجية التي وضعوها هي إيديولوجية التركياتية .
أريد أن أقول مايلي ؛ لا يمكن أن تكون هناك مشكلة بيننا وبين الشعب التركي والأمة التركية ، ولم تكن .
فأنا أعلم بأن الأتراك شعب كادح ونشيط .
ولكن ليس لديهم علم بإيديولوجية التركياتية التي خُلِقت من أجلهم ، ربما آلاف منهم على الأكثر على علم بها .
استمعت إلى “ممتاز توركونا”(باحث وكاتب) ، حيث تحدث عن الجيش .
كما ترون ، بدأوا يفهمون حديثاً ، فهو قومي ولكن بدأ يكتشف هذه العلاقات وعمق الخطورة حديثاً ، ويرى ويفهم من جديد .
كما قرأت ولا زلت أقرأ سلسلة كتابات “باسكين أوران”(كاتب صحفي) أيضاً ، فهو يقول ؛ التركياتية المبتدعة من الأعلى ، ويقول ؛ إيديولوجية التركياتية المفروضة بالعنف من الأعلى ، ويصف هذه التركياتية بأنها رهيبة ، وأنا لا أقول هذا لأول مرة ، بالأصل حتى ليس للشعب التركي علم بهذه الألاعيب التي تُحاك ، ولا بهذه الإيديولوجية التركياتية .
فها نحن نحاول الكشف عن هذه الألاعيب والمكائد التي تُمارس عليه ، فهذه هي الصداقة الحقيقية .
نحن نمارس الصداقة الحقيقية للشعب التركي ، يجب معرفة هذا الأمر على هذا النحو .
لقد تم تحريف التاريخ هكذا ، الأكراد يعرفون مصطفى كمال بقاتل الأكراد ، وبعدو الأكراد !! وهاهم ألصقوا باسمي قاتل الرُضَع ، وعدو الأتراك .
أي مصطفى كمال عدو الأكراد ، و آبو عدو الأتراك ! ولكن مثلما مصطفى كمال ليس عدواً للأكراد ، أنا أيضاً لست عدواً للأتراك .
إن الذهنية التي أظهرت مصطفى كمال على أنه عدو للأكراد ، هي نفسها التي أظهرتني وكأنني عدو للأتراك .
فهذه الذهنية نفسها كانت موجودة ضمننا أيضاً .
لقد كان لدينا “هوكر” ، وهو الذي قتل الرُضَع أولاً في ماردين .
لقد كانت هناك عشيرة “جيركي” في منطقة هكاري ويوكسيكوفا ، وهو أول من قتل الناس الوطنيين الذين كانوا يجلبون الطعام ويساعدون رفاقنا .
يقوم بقتل أفضل الناس وأبناء العشيرة والرُضَع منها ، ويُظهرون أسمي كقاتل الرُضَع ! وها قد ظهر أن هوكر كان يعمل لحساب استخبارات الجندارما JITEM .
يفيد “كمال آتاك” الذي يحاكم في قضية JITEM في إفاداته بأن هوكر كان مساعداً لـ “جمال تميزوز”(الضابط الذي أسس JITEM ويتعرَّض للمحاكمة) .
وتعلمون بأن الشهير كمال آتاك هذا قام بقتل أفضل أبناء “جيزرة” ، كذلك كانت هناك صورة مع “آيغان” والآخرين ، نجاتي أوزغين” قائد الجيش السابع الفرعي مع البارزاني .
البارزاني وآيغان ونجاتي أوزغين كانوا يظهرون في نفس المربع .
هكذا يجب فهم هذه الأمور جيداً .
لقد كان كل من “خليل آتاج” و “بوتان” قادة لدينا في مرحلة ما ! ، وكان “شمدين ساكيك” و “سعيد جوروكايا” وآخرون امتداداً لتلك الذهنية في داخلنا ، وما قاموا به أمام الأنظار .
مثلما أفرغوا محيط مصطفى كمال وتركوه وحيداً ، حاولوا أيضاً محاصرة محيطي بهؤلاء لتركي بمفردي .
فها هو حادث قتل حمزة –حسن بيندال ، فقد كان هناك “شاهين باليج” ورفاقه الذين تورطوا في هذا الأمر ، فالهدف هنا هو تصفية الأقربين مني لتركي بمفردي ومن ثم وضعي تحت سيطرتهم .
لقد كانوا قادرين على قتلي ، ولكنهم رأوا بأنهم لو قتلوني لما تمكنوا من السيطرة على PKK .
فنحن أيضاً كنا قد اتخذنا تدابيرنا حيال ذلك،.
وهاهم قد قتلوا رفيق طفولتي حسن بيندال في محاولة لإبقائي وحيداً تماماً .
وبعد أن شعرت بذلك قمت بمناورة دقيقة للانسحاب والتدخل في هذا الأمر .
فهؤلاء حاولوا تأليهي وتركي وحيداً والقضاء على نفوذي .
مثلما كانت هناك مفاهيم تصفوية عديدة أخرى ، وقد كافحت ضد هذه التصفوية .
فنحن واصلنا كفاحنا ضد هؤلاء .
كذلك كان هؤلاء الذين هربوا ، اوسمان ورفاقه ، هؤلاء أيضاً كانوا يهدفون إلى التصفية .
هؤلاء يريدون العودة إلى تركيا .
وعودتهم ستكون أفضل ، فبذلك ستنكشف حقيقتهم ، ماهم ، وماهو مدى تأثيرهم ، أي سيسقط قناعهم تماماً ، مثلما سيظهر بجلاء الطرف الذي هم ألعوبة بيده ، لكن على تركيا أن تعلم جيداً بأن لا تستخدم هؤلاء السفلة ، وأن لا تستخدم البارزاني والطالباني في محاولة تجريد PKK من السلاح ، وتصفية PKK ، فهم لن يستطيعوا تصفية PKK .
كذلك هناك الهولدينغات التي أسسوها في بيدليس وآغري والأماكن الأخرى كما تعلمون ، من خلال هذه الهولدينغات وملايين الدولارات يمكنهم ربط جزء من الأكراد بذاتهم ، ولكنهم لن يستطيعوا التأثير على كل الأكراد ، فالأغلبية العظمى منهم لن تتخلى عن نضالها التحرري وكرامتها قطعاً .
الأكراد ناهضون في الجنوب والأجزاء الأربعة .
وأكراد الشمال ناهضون صامدون ، وهم في موقف مصمم مشرِّف ، وهذه اللعبة ستفشل ، هذه اللعبة تدفع بالجميع إلى الخسارة .
وأنادي السيد أردوغان ؛ إذا لم تحل هذه القضية ، وترتمي هكذا يميناً ويساراً ، وتمارس الديماغوجية مثلما تفعل منذ سبع سنين ، وتتصرف بلا جدية ، فإن وضعك سيشبه وضع أوزال قبل ثمان وأربعين ساعة من وفاته ، وسيحل بك ما أحَلّوه بأوزال خلال ثمان وأربعين ساعته الأخيرة ، وسيقضون عليك .
فعليك أن تكون جريئاً .
هاهو يقال “أن أميريكا تدعم AKP” ، ولكن ليكن معلوماً أن وضع علاقتك بأميريكا ليس أفضل مما كان لأوزال بها ، لأن لدى AKP هوية إسلامية قبل كل شيء ، وهذا لم يكن موجوداً لدى أوزال ، والولايات المتحدة لن تعجبها هذه الهوية كثيراً ، ولن تتمسك بها ، وأميريكا هي التي وراء كل هذه الأمور طبعاً ، وهاهي نهاية أوزال أمام الأنظار ، فمنذ الخمسينيات جعلوا تركيا مرتبطة تماماً بالسياسات الأميريكية .
تم التحامل على الميول الانقلابية ضمن الجيش ، وتم تحجيم هؤلاء ، حيث يتم التحامل عليهم وسينتهون ، ولكن ماذا سيضعون بدلاً منهم ، فما سيضعون بدلاً منهم مهم أيضاً ، فقد تم وضع حدٍ لهم ، ولكن لا يمكن القول بأنهم انتهوا تماماً ، فهاهي “تشيللر” (رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) عميلة للاستخبارات الأميريكية CIA منذ 1967 ، وشوهد ما أحلوه بالبلاد من خلالها .
عندما عجز أوزال عن القيام بالدور الذي أنيط به من جانب أميريكا على صعيد حل القضية الكردية ، ولم يقدر عليه ، تمت تصفيته ، كما أن أوروبا لم تكن تريد حل القضية الكردية ، بل تحاول تعميق التعقيد ، وأوزال لم يَمُت بل قُتِل ، وهاهو وضع AKP يشبه ذلك .
من هنا أنادي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مرة أخرى ؛ أنتم مرغمون على أن تكونوا جريئين ، فيمكن أن يكون في 9 أو 10 أو 11 تشرين الثاني ، هذا لا يهم ، ولكن يجب طرح القضية على البرلمان وحلها .
فالبرلمان يجب أن يتخذ قراره بشأن السلام ، ويفتح المجال أمام السلام ، وأن يصدر قراره بشأن الحل السياسي الديموقراطي .
نحن نريد الحيلولة دون خسائر وآلام جديدة .
فأنا اتخذت هذا القرار منذ ستة عشر عاماً ، وأجهد من أجل ذلك ، فنحن نقول بأن السلام ممكن .
كان “جنكيز جاندار” قد كتب من قبل وقرأته ، حيث يقول أوزال لجاندار ؛ “إن حل هذه القضية دَين في عنقي ، إنه دَين علي أمام الشعب” .
وأقول ؛ يجب حل هذه القضية من أجل احترام ذكرى أوزال بعض الشيء .
أنا هنا أقنعت نفسي بشأن تخلي PKK عن السلاح ، وضمه إلى مسار السلام ، لقد تغيَّرتُ ، ونحن تغيَّرنا ، فنحن أردنا حل هذه القضية مع أوزال ولكن لم يتحقق ، فقد تجاوبتُ مع نداء أوزال متأخراً بعض الشيء ، كما أنني حزين لأننا لم نستطع حلها مع “أرباكان”(رئيس وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) ، فقد أراد هو أيضاً حلها ولكن يبدو أنه تمت تصفية الزعيمين أوزال وأرباكان من طرف قوى معينة .
والآن هناك AKP ، فإذا لم يستطع حلها سيتعرَّض للتصفية أيضاً ، فهم ليسوا شغوفين كثيراً بـ AKP .
وأقولها من هنا ؛ هناك “حسام الدين جيندوروك”(رئيس برلمان سابق ، ورئيس حزب سياسي جديد) وأمثاله ، كما يبدو ، وقد توَّحدوا ، مثلما هناك تكوينات أخرى ، وأستطيع أن أقول من هنا بكل راحة ؛ إنهم يقومون بإعداد البديل عن AKP ، يجب معرفة الأمور هكذا ، فإذا لم يحدث الحل في غضون هذا الشتاء فإن اشتباكات أشد بكثير ستحدث مع الربيع .
فعلى الحكومة والدولة اتخاذ قرارها بشأن السلام ، فإن لم يصدر قرار السلام فإن ماتريده هذه القوى أصلاً هو اشتباك الشعبين الكردي والتركي ، حتى أن هؤلاء وضعوا نصب أعينهم مقتل مليونين من الناس ، إنهم يريدون عرقنة تركيا، ويصبح الوضع كما في العراق وأفغانستان ، وأنا أجهد حتى لا يحدث ذلك .
على PKK أن يكون قادراً على اتخاذ قراره بذاته ، كما يجب على الأكراد أن يتخذوا قرارهم بذاتهم ، ، ولا أعلم بمدى تحملي هنا ، ولكن لن أُقدِم على الأمور الانتحارية ، فرغم كل شيء أحاول التحمُل ، ولكن أريد أن يكون معلوماً بأنني سأبقى حتى نَفَسي الأخير سائراً مرتبطاً بشعبي بالصداقة والرفاقية ، وأني سأطلق نَفَسي الأخير هنا بشرف وكرامة ، هكذا سيكون الأمر .
من هنا أصرِّح بشكل حاسم؛ يجب أن لا ينتظر مني أحد قيادة عملية .
فليتناقش الأكراد فيما بينهم وليقرِّروا ، وليتخذوا قرارهم بشأن ما سيقومون به .
ولكن إذا أُريد لي أن أقوم بدور ما ، فيجب تصحيح أوضاعي .
يجب أن أكون قادراً على الوصول إلى كل مكان .
يجب إخراجي ، فقد انتهت إحدى عشرة سنة ، ووضعي الصحي أيضاً مرتبط بهذه الأوضاع ، فأنا لا أتمكن من متابعة أي شيء ، وليس لدي علم بكثير من الأمور .
وعلى البرلمان أن يتخذ قراره بشأن الدستور الديموقراطي ، والحل الديموقراطي والسلام .
هاهم يقولون العاشر من تشرين الثاني ، لا يهم ، بل يجب اتخاذ قرار السلام والحل الديموقراطي في البرلمان .
ويجب أن يتمكن الشعب من تصعيد ممارسته الديموقراطية ويستمر فيه ويطوره من أجل هذا الأمر.
أما إذا لم يتخذ البرلمان هذا القرار ، فإن PKK والأكراد سيتخذون قرارهم ، وأنا لن أتدخل في ذلك ، كما على الدولة أيضاً أن لا تنتظر مني شيئاً بعد الآن ، فقد قمت بما يقع على عاتقي .
المهم هنا ليس حساب أنهم قتلوا كذا شخصاً من بعضهم البعض .
فيمكن أن تتقاتل عشيرتان أيضاً ، حيث يمكنهما أتخاذ قرار السلام بينهم دون النظر في من قتل أكثر من الطرف الآخر ويتصالحان .
أنا في هذا الموضوع أقنعت نفسي هنا بالسلام والحل الديموقراطي ، وموقفنا هذا يعبر عن الصداقة الحقيقية مع تركيا .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في سوريا وإيران فليقوموا بتوطيد تنظيمهم فيما بينهم ، وليطوروا دفاعهم الذاتي ، وأكرِّر مطالبتي بالمؤتمر الوطني ، فليقم شعبنا في العراق أيضاً بتطوير تنظيمه .
أبعث بسلامي إلى شعبنا في أوروبا ، والعاملين في تلفزيون روج ، وأبعث بتحياتي الخاصة إلى الرفاق المرضى في السجون الذين وضعهم الصحي ثقيل ، هناك رسائل من سجون آديامان وميديات وأورفا وأوردو ودياربكر وتاكيرداغ وبينكول وسيرت وباقركوي ، وأنتم تذهبون وتلتقون بهم أصلاً.
أبعث بتحياتي إليهم جميعاً .
أبعت بتحياتي إلى الشبيبة الوطنية الديموقراطية DYG ، وأقترح على الشبيبة قراءة مرافعاتي ، فليقرأوها ، وليركزوا ، وليتعمقوا فيها ، أتمنى لهم النجاح .
طابت أيامكم .
وتحياتي للجميع .
4 تشــــــرين الثاني 2009