محمد قاسم
احد المشهورين بالتفكير يقال له:إيمرسون..
يقول –ومنذ ما قبل العولمة-:
“العالم قريتي”.
احد المشهورين بالتفكير يقال له:إيمرسون..
يقول –ومنذ ما قبل العولمة-:
“العالم قريتي”.
عبارة تنبئ عن زخم الوعي –الأخلاقي خاصة- فسكان القرى –عادة –قريبون إلى بعضهم،سواء لوجود قربة حقيقية(قرابة رحم) أو لألفة تنمو بين سكانها على مديات طويلة من الزمن..بحكم صغر المساحة واحتكاك البشر اليومي في العمل والدواوين واللعب وتبادل قضاء الحاجات..الخ.
وكأنما القرية –هنا –تمثل نموذج الحياة المثالية بين الناس؛ لجهة حميمية وبساطة العلاقات ،طبعا في ظل قيم ثابتة قلما يخرقها خارق..وإن حصل خرق فقيم القبيلة -عبر أعرافها وتقاليدها…- كفيلة بمعالجتها على الأغلب ..!
ويبدو أن مقولة “إيمرسون”هذه أصبحت أكثر شمولية في دلالاتها؛ عندما اتخذت إمكانية فعلية للتواصل بين الناس على مستوى الكرة الأرضية- وأكاد أقول على مستوى الفضاء مستقبليا أيضا-كطموح على الأقل- توفر الاتصالات والمواصلات السريعة والمريحة..
والمختلفة.
وتداخلت العلاقات والمصالح أكثر..بحكم ما أنتجته التقنية الحديثة..وكدنا نشعر بأننا جزء من كل مكان في هذا العالم..خاصة عندما نحلل الأمور من زوايا المصلحة الاقتصادية وسيدتها السياسة..!
أو بلغة الماركسية”البنية التحتية والبنية الفوقية-.
ففي أمريكا وكندا واستراليا غربا والصين والهند شرقا والقطبين الشمالي والجنوبي ..
كل حدث ينعكس-بشكل ما- على ما يحدث في دُورنا –ربما- وان لم يكن كذلك، ففي بلداننا وعواصمها على الأقل..ونمط السياسة المتبعة عموما،وفي مختلف الجوانب.إضافة البيئة عموما..!
بل إن اتجاه الأمم المتحدة الجديد يشير إلى أن العالم أصبح في ظل قرارات دولية ملزِمة –في الأغلب-على جميع الدول..ولعل مفهوم العولمة يشير إلى شيء من هذا..هذا يبدو واضحا في مناطق الصراعات الساخنة بين الدول او بين الحكومات والمعارضة داخل الوطن الواحد..
(العراق-السودان-لبنان…الخ.
وأصبحت محاكمة العدل الدولية في لاهاي..او المحكمة الخاصة بلبنان وغيرها تلعب دورا مهما في محاسبة الزعماء رؤساء ووزراء وقادة عسكريين-نورييغا-الرئيس الليبيري-الرئيس الصربي المنتحر-القائد العسكري الصربي- مذكرة الاستدعاء للرئيس السوداني…الخ
ولذا فإن بعض الأنظمة –بل الدول الصغيرة والضعيفة عموما- تخشى أن تصبح مجرد أقاليم في دولة عولمية أو –عالمية- وإن وجد هناك من يفرق بين المفهومين..باعتبار العالمية مفهوم كلي قيمي..بينما العولمة مفهوم استعماري بصيغة جديدة هدفها الهيمنة بحسب تحديدهم..!
لماذا هذه المقدمة..؟
في الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي جرت انتخابات في إقليم كردستان العراق..
ولأول مرة ترشح -إلى جانب الرئيس الحالي للإقليم السيد مسعود البارزاني- أربعة مرشحين آخرين لرئاسة الإقليم..وتنافست قوائم مختلفة على البرلمان ومنها قائمة “كَوران” أي التغيير وهي كلمة باللهجة الكردية الجنوبية-السورانية- وربما هي منحوتة من كلمة كَُهَرتن –guhertin – على ما يبدو..ويرأسها المعارض المعروف “نوشيروان مصطفى” وقد كان الشخصية الثانية في الاتحاد الوطني الكردستاني بعد “مام جلال” ولكنه آثر الابتعاد عن العمل الحزبي ضمن الاتحاد الوطني لأسباب يمكن وصفها معارضة لمفاصل مهمة في سياسة الاتحاد ..وكان صامتا حتى حان موعد الانتخابات…كما فعل “جوهر نامق” العضو المعروف في الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي كان رئيسا للبرلمان في كردستان العراق ولكنه آثر الابتعاد عن الحزب، اعتراضا منه على جوانب في سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني..وهاتان الشخصيتان وأمثالهما من المناضلين الذين يفترض أن يُحترموا ويوجد لهم مكان يشغلوه في إدارة الحكومة الجديدة بصفتهم المستقلة أو المعارضة..فهي كوادر كفوءة قياسا إلى غيرهم، وربما أكثر نزاهة من كثيرين أيضا..!
ولقد فعلها الزعيم الأمريكي المشهور ” أبراهام لنكولن”–ملهم الرئيس الأمريكي الجديد “اوباما”.فلم لا يفعلها الرئيس “مسعود البارزاني” أيضا..؟!
ألم يحز هؤلاء على أصوات شريحة أو عدد كبير من الشعب وان لم يفوزوا..؟
لمَ لا يُمَثل هؤلاء وأمثالهم، في الحكومة ،ويُستفاد من كفاءتهم وخبرتهم ..؟
قرأت مرة أن الرئيس الأمريكي “أبراهام لنكولن ” عيّن اثنين من ألد خصومه السياسيين –بعد النجاح في الانتخابات- في موقعين رفيعين مهمين في الدولة..فقيل له: كيف تفعل هذا وهما كانا من أشد الناس خصومة لك ولحزبك في الانتخابات؟
فبماذا رد؟!
لقد قال ما معناه:
أنا رئيس الولايات المتحدة كلها وطنا وشعبا،فأينما وجدت الذي يمكنه أن يخدم البلاد استعنت به..وهذان الشخصان هما من أكثر من اعرف كفاءة لهذين الموقعين …هاتوا لي من أعضاء حزبنا من هما أكثر كفاءة فسأستبدلهما يهما حالا..!!!
كما ألقى الرئيس الأمريكي “توماس جيفرسون ” Thomas jefirson 1743-1826 كلمة التنصيب –بعد انتخابات وأعنف حملة تشهير ضده،قال :
“أريد أن أشكر كل الذين أعطوني أصواتهم فلولاهم ما استطعت أن أكون واقفا في هذا المكان، لولاهم ما استطعت أن أبدأ في محاولتي لتحقيق أعظم أمنية في حياتي السياسية وهي توحيد صفوف هذه الأمة.ثم أريد بعد هذا أن اشكر الذين حرموني من أصواتهم ،فلولاهم لما انتبهت إلى ألفرقة التي تسود هذه الأمة.
إنني ادعوكم جميعا إلى الاتحاد ،إلى الوقوف معي قلبا واحدا.
إن قلبي مليء بالحب والصفح،وأرجو أن تساعدوني على أملأ كل القلوب بالحب والتسامح،فهذه هي أسس الحياة الحرة ،بل هي الحياة نفسها”
ويتساءل البعض– بعد هذا- لماذا أمريكا تحولت من مجتمع “الكاوبوي” إلى أعظم دولة، غنى وقوة وعلما …الخ!.
صحيح أن القائمة الفائزة يحق لها بمقتضى المفاهيم الديمقراطية السائدة -كنظام معمول به- أن تؤلف الحكومة بنفسها،ومن أعضائها ..ولكن الصحيح أيضا أن النظام الديمقراطي لا يمثل الحقيقة كلها..
هو فقط آخر ما استطاع البشر الوصول إليه كنظام فكري سياسي –قانوني..
لتجنب القتال –كما يحصل في المجتمعات المتخلفة…
والتجربة تنمو، والمبدعون لهم المقدرة على إغنائه لما يخدم تطور النظام نفسه نظريا وتجريبيا،وينعكس ايجابيا على تطور المجتمعات..ولم لا يكون الشعب الكردي وبزعامة الرئيس مسعود البارزاني- من المساهمين ايجابيا في إغناء التجربة في المنطقة..؟
وختاما لا بد من تهنئة شعب كردستان العراق-والشعب الكردي في كل مكان- على نجاح تجربة ديمقراطية بمستوى- قيل عنه – أكثر انتخابات العراق نجاحا، لما توفر فيها من شروط الالتزام بالنزاهة والروح الديمقراطية..ومراقبة دولية مكثفة.
وأعتقد أن هذه المرحلة كانت تتطلب مثل هذه النتيجة ،وقد قدّرها الكورد تماما.
وللسيد مسعود البارزاني –بل والرئيس جلال طالباني ورفاقهما في العموم أيضا–التهنئة بنجاح ينتظر الشعب منه الكثير..! كما أهنئ الشعب الكردي-العراقي- فائزين ومعارضة..
“والخير لقدام إنشاء الله”.
…………………………
والمختلفة.
وتداخلت العلاقات والمصالح أكثر..بحكم ما أنتجته التقنية الحديثة..وكدنا نشعر بأننا جزء من كل مكان في هذا العالم..خاصة عندما نحلل الأمور من زوايا المصلحة الاقتصادية وسيدتها السياسة..!
أو بلغة الماركسية”البنية التحتية والبنية الفوقية-.
ففي أمريكا وكندا واستراليا غربا والصين والهند شرقا والقطبين الشمالي والجنوبي ..
كل حدث ينعكس-بشكل ما- على ما يحدث في دُورنا –ربما- وان لم يكن كذلك، ففي بلداننا وعواصمها على الأقل..ونمط السياسة المتبعة عموما،وفي مختلف الجوانب.إضافة البيئة عموما..!
بل إن اتجاه الأمم المتحدة الجديد يشير إلى أن العالم أصبح في ظل قرارات دولية ملزِمة –في الأغلب-على جميع الدول..ولعل مفهوم العولمة يشير إلى شيء من هذا..هذا يبدو واضحا في مناطق الصراعات الساخنة بين الدول او بين الحكومات والمعارضة داخل الوطن الواحد..
(العراق-السودان-لبنان…الخ.
وأصبحت محاكمة العدل الدولية في لاهاي..او المحكمة الخاصة بلبنان وغيرها تلعب دورا مهما في محاسبة الزعماء رؤساء ووزراء وقادة عسكريين-نورييغا-الرئيس الليبيري-الرئيس الصربي المنتحر-القائد العسكري الصربي- مذكرة الاستدعاء للرئيس السوداني…الخ
ولذا فإن بعض الأنظمة –بل الدول الصغيرة والضعيفة عموما- تخشى أن تصبح مجرد أقاليم في دولة عولمية أو –عالمية- وإن وجد هناك من يفرق بين المفهومين..باعتبار العالمية مفهوم كلي قيمي..بينما العولمة مفهوم استعماري بصيغة جديدة هدفها الهيمنة بحسب تحديدهم..!
لماذا هذه المقدمة..؟
في الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي جرت انتخابات في إقليم كردستان العراق..
ولأول مرة ترشح -إلى جانب الرئيس الحالي للإقليم السيد مسعود البارزاني- أربعة مرشحين آخرين لرئاسة الإقليم..وتنافست قوائم مختلفة على البرلمان ومنها قائمة “كَوران” أي التغيير وهي كلمة باللهجة الكردية الجنوبية-السورانية- وربما هي منحوتة من كلمة كَُهَرتن –guhertin – على ما يبدو..ويرأسها المعارض المعروف “نوشيروان مصطفى” وقد كان الشخصية الثانية في الاتحاد الوطني الكردستاني بعد “مام جلال” ولكنه آثر الابتعاد عن العمل الحزبي ضمن الاتحاد الوطني لأسباب يمكن وصفها معارضة لمفاصل مهمة في سياسة الاتحاد ..وكان صامتا حتى حان موعد الانتخابات…كما فعل “جوهر نامق” العضو المعروف في الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي كان رئيسا للبرلمان في كردستان العراق ولكنه آثر الابتعاد عن الحزب، اعتراضا منه على جوانب في سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني..وهاتان الشخصيتان وأمثالهما من المناضلين الذين يفترض أن يُحترموا ويوجد لهم مكان يشغلوه في إدارة الحكومة الجديدة بصفتهم المستقلة أو المعارضة..فهي كوادر كفوءة قياسا إلى غيرهم، وربما أكثر نزاهة من كثيرين أيضا..!
ولقد فعلها الزعيم الأمريكي المشهور ” أبراهام لنكولن”–ملهم الرئيس الأمريكي الجديد “اوباما”.فلم لا يفعلها الرئيس “مسعود البارزاني” أيضا..؟!
ألم يحز هؤلاء على أصوات شريحة أو عدد كبير من الشعب وان لم يفوزوا..؟
لمَ لا يُمَثل هؤلاء وأمثالهم، في الحكومة ،ويُستفاد من كفاءتهم وخبرتهم ..؟
قرأت مرة أن الرئيس الأمريكي “أبراهام لنكولن ” عيّن اثنين من ألد خصومه السياسيين –بعد النجاح في الانتخابات- في موقعين رفيعين مهمين في الدولة..فقيل له: كيف تفعل هذا وهما كانا من أشد الناس خصومة لك ولحزبك في الانتخابات؟
فبماذا رد؟!
لقد قال ما معناه:
أنا رئيس الولايات المتحدة كلها وطنا وشعبا،فأينما وجدت الذي يمكنه أن يخدم البلاد استعنت به..وهذان الشخصان هما من أكثر من اعرف كفاءة لهذين الموقعين …هاتوا لي من أعضاء حزبنا من هما أكثر كفاءة فسأستبدلهما يهما حالا..!!!
كما ألقى الرئيس الأمريكي “توماس جيفرسون ” Thomas jefirson 1743-1826 كلمة التنصيب –بعد انتخابات وأعنف حملة تشهير ضده،قال :
“أريد أن أشكر كل الذين أعطوني أصواتهم فلولاهم ما استطعت أن أكون واقفا في هذا المكان، لولاهم ما استطعت أن أبدأ في محاولتي لتحقيق أعظم أمنية في حياتي السياسية وهي توحيد صفوف هذه الأمة.ثم أريد بعد هذا أن اشكر الذين حرموني من أصواتهم ،فلولاهم لما انتبهت إلى ألفرقة التي تسود هذه الأمة.
إنني ادعوكم جميعا إلى الاتحاد ،إلى الوقوف معي قلبا واحدا.
إن قلبي مليء بالحب والصفح،وأرجو أن تساعدوني على أملأ كل القلوب بالحب والتسامح،فهذه هي أسس الحياة الحرة ،بل هي الحياة نفسها”
ويتساءل البعض– بعد هذا- لماذا أمريكا تحولت من مجتمع “الكاوبوي” إلى أعظم دولة، غنى وقوة وعلما …الخ!.
صحيح أن القائمة الفائزة يحق لها بمقتضى المفاهيم الديمقراطية السائدة -كنظام معمول به- أن تؤلف الحكومة بنفسها،ومن أعضائها ..ولكن الصحيح أيضا أن النظام الديمقراطي لا يمثل الحقيقة كلها..
هو فقط آخر ما استطاع البشر الوصول إليه كنظام فكري سياسي –قانوني..
لتجنب القتال –كما يحصل في المجتمعات المتخلفة…
والتجربة تنمو، والمبدعون لهم المقدرة على إغنائه لما يخدم تطور النظام نفسه نظريا وتجريبيا،وينعكس ايجابيا على تطور المجتمعات..ولم لا يكون الشعب الكردي وبزعامة الرئيس مسعود البارزاني- من المساهمين ايجابيا في إغناء التجربة في المنطقة..؟
وختاما لا بد من تهنئة شعب كردستان العراق-والشعب الكردي في كل مكان- على نجاح تجربة ديمقراطية بمستوى- قيل عنه – أكثر انتخابات العراق نجاحا، لما توفر فيها من شروط الالتزام بالنزاهة والروح الديمقراطية..ومراقبة دولية مكثفة.
وأعتقد أن هذه المرحلة كانت تتطلب مثل هذه النتيجة ،وقد قدّرها الكورد تماما.
وللسيد مسعود البارزاني –بل والرئيس جلال طالباني ورفاقهما في العموم أيضا–التهنئة بنجاح ينتظر الشعب منه الكثير..! كما أهنئ الشعب الكردي-العراقي- فائزين ومعارضة..
“والخير لقدام إنشاء الله”.
…………………………