تضامناً مع الحقيقة «قاعة د. نور الدين زازا نموذجاً»

علي جعفر

أثار افتتاح قاعة في القامشلي باسم ” قاعة د.

نور الدين زازا ” بتاريخ 15/7/ 2009 والكلمة التي ألقاها سكرتير التقدمي الكردي – صاحب الفكرة وراعيها – الاستاذ حميد درويش  ردات فعل متباينة.

وقد ركز هؤلاء على نقطة – دون غيرها – وردت في سياق كلمة سكرتير التقدمي والتي تقول:” …..

ففي عام 1955 عندما انعقد مؤتمر الشباب العالمي في سويسرا مثل الشباب الكردي في المؤتمر كما ونظرا لغياب التمثيل العربي ارتدى زيا عربيا، و سار لوحده بين شباب العالم كممثل للعرب،… “.

ففي معرض رده على القول الآنف الذكر نشر السيد بهزاد دياب المقيم في سويسرا خبراً بعنوان:” عقيلة د.

نور الدين زازا تنفي صحة ما رواه السيد عبد الحميد درويش “، حيث قال بأن زوجة د.

زازا ردت على رسالته التوضيحية بالقول”…ان القصة التي رواها السيد حميد درويش لا أساس لها من الصحة وبالتالي هي محض افتراء.

ومن المؤسف والكلام لها أن يقوم سكرتير حزب كردي بالإساءة إلى شخصية كردية مناضلة مثل الدكتور نور الدين زازا من خلال اختلاق قصص وروايات ونسبها له لغرض مكاسب حزبية ليس إلا.

 “.

ويطالب السيد بهزاد سكرتير التقدمي بتفسيرات مقنعة عن سبب عدم  ذكر د.

زازا لتلك الحادثة في مذكراته.
كما علق على الموضوع د.

زازا إبراهيم بمقال تحت عنوان:” د.

زازا – تاريخ وحقائق ” قائلاً:” ….ولعل ما يثير الدهشة هذا الأسلوب المفضوح في التلاعب بالتاريخ!! هل هي الحماسة الزائدة ام استيلاء بأسلوب جديد على ارث نضالي !!!….

كان يتم محاربة الدكتور من الخلف من خلال تشويه صورته لفترة طويلة ثم الادعاء بتأسيس الحزب… “.
إلا أن رد بهزاد دياب أثار حفيظة التقدمي ومناصريه، فقد رد عليه مدعي باسم ” لورين الملا ” بعنوان:” رداً على مقالة بهزاد دياب دفاعاً عن الاستاذ حميد درويش ” والذي بدأ بامتداح الاستاذ درويش بشكل مبالغ فيه، ووصفه بامتلاكه قدرة خاصة ومميزة للحوار مع مكونات المجتمع السوري في المناطق الكردية من عرب وآشوريين وغيرهم، يفتقر إليها أغلب القادة الكرد في سوريا.

ولم يقف لورين الملا عند هذا فحسب، بل استعمل في رده كلمات بذيئة لا تندرج في خانة آداب وأصول المناقشة ولا تخدم غاية الوصول إلى معرفة الحقيقة المرجوة.

وهذا يذكرنا دائماً بسلوك وثقافة الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب الشمولية التي لا تقبل الرأي الآخر وليست لها القدرة على محاورته، لأنها تفتقر إلى قوة الاقناع، فتلجأ إلى الإساءة إليه ومحاربته بشتى الوسائل.
ومن جانبهم رد أحد أفراد عائلة بهزاد دياب على المدعو – المدعوة لورين بشيء من العصبية.

وكنت في الحقيقة قبلهم أريد التعليق على الحدث، وعلى ما ورد في كلمة الاستاذ حميد، إلا أنني ترددت كثيراً قبل أن أدلو بدلوي في موضوع كهذا، خشية أن يلومنا زميل ما، أو كردي غيور على مصلحة شعبه وقضيته العادلة ويقول لنا؛ بدلاً من أن توجهوا سهام أقلامكم باتجاه أعداء شعبكم وقضيته التى تمر هذه الأيام بأحلك الظروف وأصعبها على الاطلاق، ها أنتم توجهونها لصدور الذين نـدروا أنفسهم لسنين طويلة في الدفاع عنها، وبذلك أخطأتم في  توجيه بوصلتكم.

لكن رد لورين الملا ذكرني بمقالة هجومية نمت عن استصغار للكاتب كان قد نشرها سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي السيد محي الدين شيخ آلي باللغة الكردية وباسمه المستعار آنذاك ( Rûgeşê Rewşê ) في أحد أعداد مجلة ( Gelawêj ) رداً على زميلنا حنيف يوسف الذي ترجم ملحمة ” دلال ” ( درويش عبدي ) إلى اللغة العربية وأصدرها مع نصها الأصلي بموافقة رسمية في دمشق عام 1991، دون أن يثني على جهده ويقف على مواطن الضعف والخلل في الترجمة ان وجدت حسب الأصول والأعراف.

وتساءلت في نفسي ألا يصح أيضاً أن ينشر الاستاذ درويش هو الآخر هذا الرد وباسم لورين الملا؟ أم أن هناك الكثير من أشباه الكتاب في فصائلنا الكردية بصفة أزلام تحت الطلب، فيتبرعون مجاباً للدفاع عن سكرتيرهم أو حزبهم سواء أكانوا على حق أم على الباطل، تماشياً مع مقولة ” انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً “.
وبالرجوع إلى الموضوع، لا يسعني إلا أن أكرر ما تفضل به أحد أفراد عائلة السيد بهزاد دياب أو لنقل بهزاد نفسه – لا أدري – وأقول: إن استذكار المناضلين والعلماء والأدباء و…..

الكورد الذين ندروا جل حياتهم في سبيل خلاص شعبهم من نير الظلم والاضطهاد، وتسمية اللجان؛ كما لجنة عثمان صبري مثلاً، أو قاعة، كما قاعة د.

نور الدين زازا، أو متحف، أو فيلم، كما فيلم مصطفى البارزاني، ومؤتمر، أو….

هو تقليد وظاهرة عالمية ايجابية موجودة في كافة بلدان العالم، وإشارة خير، الغاية منها أن الشعوب لن تنسى عظماءها وهي تقدر تضحيات أبنائها البررة.
لكن الذي قرأ فحوى كلمة الاستاذ حميد درويش، وشاهد الصور التي نشرت في أكثر من موقع الكتروني كردي يستنج للوهلة الأولى بأن الكورد في سوريا يمارسون حقوقهم بهذا القدر أو ذاك، وإلا فكيف يسمح لهم النظام الأمني السوري بفتح قاعة علنية باسم أحد مناضليهم؟.

ولا نذيع سراً ان قلنا بأن أغلبية – إن لم نقل كل – النشاطات التي يقوم بها التقدمي تتم بعد أخذ الموافقة الأمنية ضمناً.

ثم هناك بعض الأمور في غاية الاستغراب والاستهجان، تتبناها أغلبية الفصائل الكردية في غرب كردستان، ألا وهو رفع صورة ديكتاتور البلاد، الذي طبقت في حقبة حكم والده جملة من المشاريع والمخططات العنصرية بحق شعبنا، وجاء الابن ليزيد من هذا النهج العنصري، وما المرسوم الجمهوري 49 إلا خير دليل على ما نذهب إليه.

وكذلك رفع العلم الذي يتبناه النظام، والذي يرمز إلى مكون واحد دون غيره في سوريا، وفي ظله طبقت وتطبق سياسة التطهير العرقي باتجاه الكورد.

وارتكبت المجازر بحقه.

ترى هل يرفع أشقاؤنا في الأجزاء الأخرى من كردستان صور أحمدي نجاد و (صدام المقبور) وأتاتورك في حفلات نوروز والامسيات والمناسبات الخاصة بالكورد؟ أم أننا لوحدنا ” وطنيون ” وهم ليسوا وطنيين في بلادهم؟؟.

واللافت في هذا الحدث هو حضور أحد رموز ” برزاني غرب كردستان ” مراسيم الافتتاح، وأقصد به د.

عبد الحكيم بشار، سكرتير أحد أجنحة البارتي الذين بدورهم يدعون بأنهم الحزب الأم والوريث الحقيقي له.


وبالرجوع إلى النقطة التي أوردها الاستاذ حميد في كلمته بشأن المؤتمر الذي حضره د.

زازا، فأقول: للأسف مرة أخرى يحاول سكرتير التقدمي تزوير وتشويه هذه الحقيقة أيضاً، لكسب رضا النظام الشوفيني الأمني وبعض الذين يدورون في فلكها لغاية باتت معروفة للجميع.

ففي مذكراته ” حياتي الكردية أو صرخة الشعب الكردي ” وفي الصفحة 103 تحديداً يقول د.

زازا:”….

قبل عام من حل رابطتنا، استجبت لدعوة مهرجان ومؤتمر الشباب الديمقراطي العالمي الذي كان سيقام في بودابست.

وكنت أحسب أنني سأجد فيه فرصة سانحة لوصف حالة الشعب الكوردي وأحصل فيه على تعاطف وود، لكن ممثلي الوفود والأحزاب الشيوعية في الشرق الأوسط عمدوا لجعلنا منزوين وغائبين عن هذه التظاهرة، لكن ورغماً عنهم، استطعت أن أفرض وجود الكورد.

فقمت مع العديد من رفاقي، نتباهى بالزي الكوردي ونثير فرح المصورين والفضوليين، ومع ذلك، فإن مشاركتنا لم تتحدد فقط بالملابس الفولكلورية، فأثناء يوم مناهضة الاستعمار، وأمام جمهور يبلغ خمسة آلاف شخص، ألقيت قصيدة كنت قد نظمتها حول الزعيم مصطفى البارزاني، والتي نٌشرت في اليوم التالي في الصحافة المجرية…..

نشبت حرب كلامية عنيفة بيننا، واعتبرتني تنظيمات اليسار حينئذ كمنبوذ وعميل ومخرب.

ومع ذلك وبفضل مساعدة اليسار في أمريكا الجنوبية، استطعت أن أشارك في المؤتمر، وكان ممثل الوفد الشيوعي السوري يريد أن يمنعني من تقديم تقريري، ولكنني أصررت بالرغم من المعارضة التي فرضت عليّ من قبل منظمات الشرق الأوسط، وهكذا كان عليّ أن أعبر عن نفسي باسم ” الكورد ” …..

فبعد أيام، في العاصمة البلغارية صوفيا، حيث كان مقر مجلس الاتحاد الدولي للطلبة، وبما أنني وصلت قبل المندوبين السوريين والإيرانيين والعراقيين والآخرين، استطعت أن أقبل فيه كممثل كوردستان،…..”.
علاوة على هذا، فإن كل المهتمين بالسياسة والشأن العام يعرفون بأن اتحاد الشباب العالمي كان تحت رعاية واشراف المعسكر الاشتراكي، وخاصة الاتحاد السوفيتي السابق، وبالتالي فإن كل الفصائل الشيوعية والتقدمية كانت ممثلة في هذا الاتحاد، وكانت تحضر مؤتمراتها باسم الدول والشعوب التي ينتمون إليها، وكلام درويش عن أن العرب لم يمثلوا في هذا المؤتمر عار تماماً عن الصحة.

ومن حقنا هنا أن نسأل رفاق قيادة التقدمي اين هم من تصريحات سكرتيرهم العجوز؟ فتارة يزور اسم البارتي عند التأسيس برغم وجود وثائق تاريخية، وتارة يقول بأن وجود الكثير من فصائل الحركة الكردية في غرب كوردستان هي من صنع أجهزة أمن النظام السوري، وها هو يزور واقعة حضور د.

زازا في مؤتمر الشباب العالمي، ولنرى بعد غد ماذا سيزور الاستاذ حميد؟  وهي حقاً ميزة يفتقر إليها أغلب القادة الكورد في غرب كردستان، لكن ليس لقلة حنكتهم ودهائهم كما تتصور يا ” لورين الملا “، بل لعدم جرأتهم تزوير وتشويه الحقائق.

لأنهم سيجلبون لعنة التاريخ عليهم.
 إن ارتكاب مثل هذه التزويرات لا يمكن أن تُدخل بتاتاً في سياق تقوية أواصر الإخاء بين الشعبين الكردي والعربي.

فالإخاء يتم بين الاخوة والأخوات الذين ينتمون لشعب أو أمة واحدة، بل هنالك مصالح مشتركة، وتقوية مثل هذه المصالح وتمتين أواصر العيش المشترك بين الشعوب والقوميات يتم من خلال احترام واقرار حقوق تلك الشعوب لبعضها البعض، لا أن يستجدي المٌضطًهد مضطهديه.

ويقيناً بأن الأجهزة الأمنية تعلم علم اليقين بأن تصريحات كهذه هي تزلف لهذه الأجهزة ليس إلا.
وقوله بأن د.

زازا هو ” ..أول من ترأس حزبنا، ..

” فالكل يعرف بأن اسم أول كان ” پارتي ديمقراطي كردستان سوريا ” وهو الحزب الذي ترأسه د.

نور الدين وليس فصيل الديمقراطي التقدمي.

وإذا يدعي بأن فصيله هو الحزب الأم، فلماذا لا تعترف باقي الفصائل الكردية بشرعية هذا التمثيل؟ زد على ذلك، وكما أشرنا أعلاه بأن هناك أكثر من فصيل كردي يدعي بأنه الحزب الأم.


أما قول ” لورين ” بأن درويش واعلانه “اعلان دمشق ” هم البديل الموضوعي عن النظام، فهذا ليس رأي كافة أطرافه ومنهم فصيل درويش نفسه.

وقد نما قول السيد رياض الترك قبل أكثر من سنة أثناء جوابه على أحد أسئلة كوردو، مشرف غرفة انتفاضة غرب كردستان الكترونية بأن اعلان دمشق هو ” …اعلان الجبناء…” عن هذه الحقيقة.

لكن نسي ” الملا ” أو تناسى كيف أن درويش، نائب رئيس هذا الاعلان حر طليق  يتجول داخل سوريا وخارجها دون اعاقة تذكر في الوقت الذي زج النظام برئيسة وأغلبية قيادة اعلان دمشق في السجون، ولا يسمح للبعض الآخر من مغادرة سوريا، ويزج العشرات من مناضلي شعبنا الكردي في غياهب السجون، لا يسمح للكثير من مغادرة سوريا، يطرد ويسرح الآلاف منهم من أعمالهم، و….

حتى يصل الأمر إلى ارسال رسائل التهديد والوعيد إلى بعض السياسيين والكتاب الكورد وهم في الخارج.
1 .8.

2009
* eli_cefer@hotmail.de

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…