آراء في أسباب تراجع حجم المشاركة في تظاهرات ديرك (2/2)

(ديرك – ولاتى مه – خاص) بعد تراجع المشاركة الملحوظة في المظاهرات التي يدعو إليها المجلس المحلي  للمجلس الوطني الكوردي في ديرك.

وخاصةً إذا علمنا إن نسبة المشاركة كانت كبيرة حتى قبل فترة قريبة.

وصلت إلى حد مشاركة كافة أطياف المجتمع الكوردي و بأعداد ضخمة وصلت إلى أكثر من عشرين ألف متظاهر.

ولمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع قام مراسل موقع (ولاتى مه) بالاستفسار عن ذلك من خلال طرح سؤال على مجموعة من ممثلي الأحزاب الكردية و السياسيين المستقلين  والمثقفين والتنسيقيات الشبابية وكانت آرائهم متباينة إلى حد ما في تشخيص الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انخفاض نسبة المشاركة.

هذا و قد أمتنع قسم من هؤلاء الأخوة الإجابة على الاستفسار معللين بذلك بان مثل هذه الأمور يجب أن تعالج ضمن جلسات و أطر المجلس المحلي و ذلك إن قول الحقيقة قد سينعكس سلباُ على علاقات أطراف المجلس المحلي و تفتح هوة بين أحزابها و نحن بغنى عنها هذا من جهة و من جهة أخرى إن طرح هكذا أمور من خلال الأعلام يستغل من قبل المتربصين و أعداء الشعب الكوردي والمجلس الوطني الكوردي.

جدير ذكره بإن نشر هذه الردود قد تم وفق تسلسل ورودها إلينا.
وفيما يلي القسم الثاني والأخير من الإجابات:

د .

علي دياب – ناشط سياسي 
: لوحظ في الفترة الأخيرة قلة مشاركة في المظاهرات و أرجع  هذه الظاهرة في اعتقادي إلى عدة أسباب :
– الموقف السلبي للمعارضة العربية تجاه القضية الكوردية  .
– هيمنة الأحزاب الكوردية على المجلس الوطني الكوردي و تسير التنسيقيات وفق منظورها و ظهور خلافات بينها أمام الجماهير .
– عدم نزول أحزاب المجلس الوطني الكوردي بكامل ثقلها  .

ولوحظ غياب عدد كبير من الحزبين من هذه الأنشطة .
– العامل الاقتصادي و قرب المواسم و أمور السقاية …..

.
– عدم تجدد أساليب المظاهرات و أشكالها فبقيت على نمط معين يخلوا منها المواقف السياسية تجاه التطورات فجميع المظاهرات تخلو من ألقاء كلمات و خطب تعبر عن المواقف و التطورات الراهنة .
– تغير مكان المظاهرة 0

حسن مراد – عضو المجلس الوطني الكوردي: 
– العمل دون مستوى المطلوب في تعبئة الجماهير لهذا الشكل من الاحتجاج و دون الارتقاء إلى مستوى ظرف المتواجد فيه المجلس الوطني الكردي و عمله في حساسية المرحلة .
– تقصير من بعض الأحزاب في مشاركة و كأن حضورهم هو لرفع العتب فقط و ليس إلا  .
– عدم تفعيل اللجان المكلفة للقيام بهذا العمل أما يتعلق بالتوقيت و المكان رغم أن لها دور ولكنه يبقى ضمن مسائل جانبية
– النظر إلى المجلس من باب التحزب و الاستعلاء الحزبي و جعل المجلس كحصان طروادة فقط للتوسع الحزبي و ليس العكس .
-التقصير في توسيع وعي الجماهير على أنهم يتعاملون مع حالة سياسية قد تطول و يتطلب الأمر هنا عدم الوقوع في مسالك الملل و الإهمال .

محمد صبيح سليمان (ابو ألند ) – ممثل حزب المساواة الديمقراطي الكردي في المجلس المحلي التابع  للمجلس الوطني الكوردي في ديرك :
بداية أقدم شكري لموقع (ولاتى  مه) لقيامه بتغطية المظاهرات الجماهيرية التي يقوم بها أبناء شعبنا الكوردي في سوريا.
وجواباً لسؤالكم حول المظاهرات في منطقتنا أقول لكم :
إن الأسباب الحقيقية التي أدت على تراجع عدد المشاركين في المظاهرات في منطقة ديرك تتلخص حسب قناعتي في أمور عدة منها ما هو مشترك يعتبر حالة عامة رافقت المظاهرات في كل المناطق مثل روتينية العملية التظاهرية والنظر إليها كحالة تكرار أسبوعية أو يومية دون أن يرافقها أي جديد .

كما أن الشعارات التي رفعت ولا تزال ترفع في المظاهرات كان لها أيضاً تأثيرها المباشر على نفسية الشخص المتظاهر وحدت بالتالي من المشاركة الفعالة لقطاعات من أبناء شعبنا الكوردي .

و خيبت و لو بشكل جزئي أمالهم و تطلعاتهم .

كما أن هنالك أسباب محلية تتعلق بمنطقة ديرك و حالة المظاهرات فيها .حيث حاولت بعض القوى المشاركة الهيمنة على المظاهرات وتسييرها و فق الوجهة التي تريدها و تراها متوافقة مع أجنداتها الخاصة .

و البعض الآخر الذي لم يستطع أن ينسجم مع الذهنيات التي لا زالت تشارك في التظاهرة و تحاول أن تؤثر فيها و أن تتخذ من الحالة التظاهرية حقلاً لتجاربها و أبراز قدرتها علاوة على بعض التغيرات الفنية التي طرأت على المظاهرات مثل تغيير المكان و الزمان .
أعتقد أن كل هذه الأمور ساهمت في الحد من الحالة التظاهرية .

لجهة الكم و الكيف و رغم ذلك آمل أن نستطيع سوياً من تدراك الأمور و تطوير المشاركة الجماهيرية في المظاهرات .

محمد علي ابراهيم – ممثل حزب آزادي الكردي في المجلس المحلي بديرك: 
لكل مرحلة من مراحل تاريخ الشعوب والأنظمة والدول سمة مميزة عما يسبقها أو يليها أسباب دعت إلى الحربين العالميتين وأفرزت قطبين يقودان العالم فترة طويلة من الزمن حتى ظهر النظام العالمي الذي سمي يالقطب الواحد وسبق ذلك ما سمي بالصراحة والعلانية أدت إلى هبوب رياح التغيير التي اجتاحت أوروبا الشرقية وكلنا يعلم ما آلت إليه الأوضاع في بلدان الكتلة الشرقية وبعد مرور عقدين من الزمن وبطريقة أخرى وصلت  نسائم التغيير إلى الشرق الأوسط بما سمي بربيع الشعوب العربية وتميزت بمظاهرات سلمية عارمة تنادي بإسقاط الأنظمة مما أدت إلى هدم جدران الخوف الذي بنته تلك الأنظمة الطاغية عقوداُ من الزمن مما أحدث  هزات قوية في بنية تلك الأنظمة وأسقطت بعضاُ منها ؛وقد كانت لثورة الشعب السوري المقدام والذي بدأت شرارته الأولى في الخامس عشر من آذار ؛وأعطت صداها في معظم المدن السورية ومن ضمنها المدن الكردية .ونخص هنا مدينة ديرك مدينة شهيدي انتفاضة آذار حسين و وليد وبجهود مجموعة من الشبان الشجعان استمرت التظاهرات في هذه المدنية التي عانت طويلاُ من سياسة القمع والحرمان وبدأت تزداد زخماُ في الأشهر الأولى من شرارة الثورة وبالرغم من بعض الصعوبات التي تخللتها إلا أنها بقيت مستمرة وقد كان انعقاد المؤتمر الوطني الكردي نقطة انعطاف جديدة أعطت زخما هائلاُ لتلك المظاهرات ومجمل حراك الشارع الكردي لانضواء معظم الأحزاب الكردية وشخصيات وطنية مؤثرة وقوى شبابية تحت سقف المجلس الوطني الكردي والذي تبنى رسمياُ  حراك الشارع وقد تجلى ذلك في ذكرى انتفاضة الثاني عشر من آذار حيث زاد عدد المتظاهرين عن خمسة عشر ألف متظار بين رجال ونساء .
ولكن بعدها بدأت تلك المظاهرات بالتراجع للأسباب التالية :
1-    الأخطاء التي رافقت مظاهرة 12 آذار.
2-    الأخطاء التي حدثت هنا وهناك واستثمرت من قبل البعض للإساءة إلى الأحزاب مما انعكست سلباُ على المظاهرات .
3-    تغير مسار المظاهرة من أسبوع لأخر.
4-    تغير مكان المظاهرة وتحويلها لتجمع مركزي في مكان مخصص.
5-    ضعف مشاركة أهل القرى القريبة والتابعة لديرك بسبب التوقيت المسائي للمظاهرة.
6-    غموض مواقف المعارضة السورية العربية عن القضية الكردية.
7-    تصريحات بعض شخصيات المعارضة التي أنكرت قضية الشعب الكردي كشريك أساسي في البلاد .
8-    الموقف المشتت للمعارضة السورية.
9-    الموقف الضبابي غير الواضح للدول التي تدعي بمساندة الشعب السوري.

هيفاء جاجان – ناشطة مستقلة: 
نشكر موقع (ولاتى مه) على طرحهم هذا السؤال.
الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع :
1-  تهميش الشباب وبعض التنسيقيات من قبل المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكوردي ودعم بعضها الأخر والحراك هو حراك شبابي وليس حراك حزبي مما أدى إلى مقاطعة بعض التنسيقيات إلى الخروج إلى المظاهرات يئساُ بهذا الواقع .
2-    أصبح المجلس المحلي مجلس يستقطب الأصدقاء ومقربين كل حزب ودعمه لبعض الأشخاص فقط.

عمر رسول – عضو المجلس المحلي في ديرك – مستقل : 
هناك أسباب مباشرة وغير مباشرة.
الأسباب المباشرة هي:
1-  عدم الاتفاق في الصف الكردي حول الموقف من المشهد السوري، فهناك من يراه ثورة، وهناك من يراه غير ذلك، هناك من يرى أن سقوط النظام حتمي مهما طال الزمن، وهناك من يرى أن النظام قد يبقى ولن يتغير، وبالتالي هناك عدم الاتفاق حول التظاهر ومضمونه وتوقيته.

لهذا أصبحت خارطة المظاهرات حالياً في ديرك على النحو التالي:
– مظاهرات المجلس الوطني الكردي ( يوم السبت).
– مظاهرات PYD (يوم الخميس).
– مظاهرات التنسيقيات الشبابية (يوم الجمعة).
مما أدّى هذا إلى تشتت كبير في الحراك الميداني.
2-  في السابق كانت التنسيقية هي التي تدعو إلى التظاهر والمجلس كان يلبي الدعوة، بينما الآن انقلبت الصورة حيث أصبح المجلس صاحب الدعوة والتنسيقية، والمنسقية (بعد انضمام الأخيرة إلى صفوف المجلس)، هما اللتان تلبيان الدعوة، علماً أن أكثرية أطراف المجلس كانت موقفها سلبياً من المظاهرات في بداية الحراك الشبابي في المناطق الكردية.
3-  والأهم من هذا وذاك هو عدم جدية معظم أطراف المجلس، وعدم إيمانها الكامل بالعمل الجماعي الذي يمكن أن ينتج عنه نتائج إيجابية على المستوى العام كردياً.

بعبارة أدق، إن لم يكن هناك نكهة حزبية في النشاط، أي نشاطٍ كان، فإن فرص نجاحه مرشحة أن تهبط إلى ما دون المستوى المطلوب.
4-  ظهور بعض المشاكل في مناسبتين بارزتين في آذار، وأعني 12 آذار، و21 آذار، وعدم الوقوف حتى عليها لمعالجة نتائجها السلبية على قطاع واسع من الجمهور، وزعزعة ثقتها بالمجلس.
أما الأسباب غير المباشرة فهي:
5-  الخيبة الكبيرة التي أصابت الكرد من وراء إنكار حقوقه المشروعة في وثيقة العهد الوطني للمعارضة السورية (المجلس الوطني السوري)، في اجتماع استانبول في أواخر آذار.
6-    الشعور العام لدى معظم الناس بأن التغيير في سورية بات برمته مرتبطاً بإرادة القوى العظمى دولياً، ومدى الاتفاق فيما بينها حول طبيعة التغيير القادم في سورية وفق مصلحة تلك الدول والصفقات بينها.
إن هذه الأسباب مجتمعة هي، برأيي، السبب وراء تراجع عدد المشاركين في المظاهرات.

ولكن رغم كل هذا، سيبقى المجلس الوطني الكردي هو الإطار الجامع للإرادة الكردية، ومرجعية لقراره السياسي في هذه المرحلة الدقيقة، ومطلوب من الجميع تفعليه وتفعيل النشاطات المرتبطة به، بما فيها المظاهرات، بعد أن يتحقق على الصعيد الحزبي أولاً، ثم الأنجومني ثانياً ما يلي:
1-  تفعيل الطاقات، وإتاحة الفرص أمامها، ودفعها إلى الصفوف الأمامية كي تلعب دورها كاملاً دون لجم أو تجميد أو إقصاء.
2-    الإيمان بالعمل الجماعي والعمل على إنجاحه وفق معايير المصلحة الكردية العليا.
3-    العمل الدؤوب لإيجاد الركائز الأساسية لبناء الإنسان، لا للمكاسب السياسية الحزبية فقط.

وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر موقع “ولاتى مه” على طرح هذا السؤال لمعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تراجع الزخم الجماهيري في المظاهرات، آملين أن يكون رائداً في نقل الحقيقة كما هي، وإعلاء شأن الكلمة الحرّة وفق المعايير الإعلامية الصحيحة.

مهاباد علو – تنسيقية كجا كورد في ديرك
: كان من المفروض أن تطرحوا هذا السؤال على أصحاب القرار في المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكوردي في ديرك , الذين بيدهم مفاتيح الحل و الربط و كذلك هم مركز القرار و النفوذ و في نفس الوقت هم  سبباً للضعف و التراجع في المظاهرات , لكن كما يقال لا حياة لمن ينادي .
وقد لا تتقبل الأخوة في المجلس المحلي هذا الموقف و يعتبرونه ويصفونه كجزء من المؤامرة تحاك ضد المجلس الوطني الكوردي .
و ينبغي في البداية أن نعترف بأننا من  بقايا و نتاج ثقافة التهميش  و الإقصاء و الاستعلاء و نظرية المؤامرة و رؤية الأشياء من وجه واحد و كل رأي مخالف لنا , مخرب , مفتن , مندس يعمل لصالح أجندات خارجية ….الخ .

نعم أسطوانة مشروخة مليئة بالنعوت المعلبة و المكدسة في الأسواق و منتهية صلاحيتها .

لا نقبل الرأي الآخر و لا نحترمه و نعتبر كل خطوة لا تتفق مع رؤيتنا السياسية مضرة و مسيئة إلى المصالح العليا لشعبنا و الأمن القومي الكوردي , و لا نتقبل النقد مهما كان نوعه و مصدره و كل نقد في هذه المرحلة الدقيقة و الحساسة حرام و هدام و يخدم الأعداء ؟
نحن شربنا من هذه الأفكار و تربينا على هذه الثقافة , ثقافة لم تجلب عبر التاريخ على أصحابها و على الشعوب سوى العوز و البطالة و الاستغلال و الوهن و الفوضى و الخراب والحروب و عدم الاستقرار و الأمان ….الخ .
أما حول الأسباب الحقيقية لتراجع عدد المشاركين في مظاهرات التي يدعو إليها المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في ديرك فالأسباب باعتقادي واضحة لكل من يتابع الحراك الجماهيري عن قرب و الخلل كما أسلفت سابقاً في سوء تعامل المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في ديرك مع الشارع و كذلك مع الفعاليات الحقيقية الموجودة على الأرض و هيمنة قوى غير مقتنعة بالحراك الثوري الميداني على هذا المجلس المحلي , و يلاحظ هذا جلياً في المظاهرات , حيث بالإضافة إلى عدم مشاركة رموز هذه القوى بكامل ثقلهم في المظاهرات  فأنهم يحاربون الفعاليات الشبابية المستقلة بجميع الوسائل الممكنة لأنهم لا يقتنعون أساساً بالعمل الجماهيري الميداني ( التظاهر – الاحتجاج الأحزاب – الاعتصام …الخ ) .

وسياساتهم العامة و تحركاتهم تنصب في اتجاه تحجيم العمل الميداني  وانحرافها بمسارات أخرى و  محاربة علنية للجيل الشبابي الواعي و عنفوانهم بشكل عام  خوفاً على كراسيهم و مناصبهم الوهمية .
نحن في تنسيقية كجا كورد في ديرك ساهمنا في بداية انطلاقة الحراك الشبابي الجماهيري في ديرك و بعد أن أعلننا عن تأسيسنا كإطار منظم و قدمنا بطلب عضويتنا إلى المجلس الوطني الكوردي .

بادرت على الفور رموز هذه القوى و بعد أسبوع فقط من إعلاننا التأسيسي على تأسيس تنسيقية نسوية وهمية موجودة فقط بالشكل موازية لنا أو بالأحرى باعتقادهم ستكون منافسة  و بديلة لنا .

وهنا نرى بأن الساحة مفتوحة للجميع وللكل حقه الطبيعي في ممارسة حقوقه كاملة  و نعلم جيداً و يعلم أهل المدينة بأن أعضاء التنسيقية المذكورة لم تكن لها أي دور أو حضور في الحراك الشبابي الجماهيري قبل ذلك التاريخ و حتى بعده أيضاً و يعلم هذا جيداً كل الفعاليات الشبابية الموجودة و العاملة على الساحة في المدينة .و سبب تأسيس هذه التنسيقية و تقديم طلب عضويتها إلى المجلس الوطني الكوردي أحراجاُ لأعضاء المجلس المحلي في ديرك لأن مؤسسوا التنسيقية المذكورة فرضوا على المجلس المحلي أما بقبول عضوية تنسيقيتهم و أما عدم قبولهم المطلق لعضوية تنسيقية كجا كورد في ديرك في المجلس الوطني الكوردي و بناء على ذلك الموقف علق عضويتنا حتى اللحظة لإدعائهم بأن تنسيقية كجا كورد هي أيضاً غير مستقلة و مرتبطة بالحزب الديموقراطي الكوردي في سوريا (البارتي) , و طبعاً لاقت هذا الموقف اللامسؤول استحسان و قبول من بعض الأطراف الأخرى في المجلس المحلي , ولكل طرف أهدافه و غايته.
و ينبغي إن لا ننسى بأن تغيير توقيت المظاهرة وشكلها أيضاُ تأثير كبير على التراجع وكذلك تبعثر المجموعات الشبابية أمر غير مقبول لأن بعض هذه المجموعات الشبابية أيضاً  غير جادة في تطوير آليات العمل الميداني أو تأطيره .

نحن في تنسيقية كجا كورد في ديرك طالبنا في لقاءاتنا مع مجموعات الشبابية الثورية أكثر من مرة لإيجاد صيغة من التفاهم لتوحيد هذه الفعاليات ضمن إطار موحد مثلاُ (كإتحاد القوى الثورية في ديرك ), ولاقينا تهرب من بعض المجموعات الشبابية بحجج و ذرائع غير مقنعة.
نقول و بصراحة ونكرر القول : لولا إيماننا بمبادئ و أهداف المجلس الوطني الكوردي كمظلة جامعة نوعاً ما للأحزاب  السياسية و الفعاليات الشبابية و الثقافية و المهنية و الشخصيات المستقلة و الرعيل الأول للحركة الكوردية ,و يملك برنامج سياسي مقبول في هذه المرحلة لما تعاملنا مع المجلس المحلي في ديرك لأن هذا المجلس يعيق تطبيق سياسات المجلس الوطني الكوردي العامة و عدم امتلاكهم لرؤية  واضحة للعمل الميداني و الثوري و هيمنة قوى غير مقتنعة بالحراك الثوري على مفاصله.

سعيد حمي – حزب يكيتي الكردي في سوريا  : حقيقة لا نريد إثارة المواضيع الخلافية في هذا التوقيت الخاص إلا إن غض النظر عن السلبيات والأخطاء التي ترافق سير عملنا قد يؤثر مستقبلاً على كل ما بنيناه الآن و في الماضي و لا يمكن أن نبني آمالنا على العقلية الأقصائية والاستعلائية في بناء مؤسسات تخدم مستقبلاً الأنسان الكوردي الذي عانى كثيراً من السياسات الإقصائية والتهميشية في الماضي و يجب أن نعلم بأننا نمر في مرحلة تاريخية و مفصلية حساسة سواء من الناحية الداخلية و ضمانة تحقيق الحقوق القومية العادلة لشعبنا الكوردي أو من الناحية الدولية و الأقليمية التي تتسم بالشفافية و التسارع الأحداث و المواقف المتناقضة و سقوط قلاع الديكتاتوريات في المنطقة و نبذ ثقافة الرأي الواحد و خاصة الذين كانوا يعيشون بعيداً عن نبض الشارع و مصالح و طموحات الشعوب المظلومة و بروز مفاهيم حقوق الإنسان وطرحها و حرية الرأي و التعبير و السياسات التوافقية بين مكونات الدول وبقوة في هذه المرحلة أدت إلى ظهور أفكار و رؤى يجب أخذها بعين الاعتبار و العمل على أساسها للتعامل مع قضايا المنطقة .
أما حول سؤالكم عن الأسباب الحقيقية للتراجع عدد المشاركين في المظاهرات التي يدعوا إليها المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في ديرك باعتقادي هناك أسباب كثيرة منها مثلاً:
الموقف السلبي للمعارضة السورية أمثال الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري و الأستاذ حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي و كذلك توقيت المظاهرة و بعد مكانها عن مركز المدينة و ظهور بعض المواقف المؤسفة كما حدث في مظاهرة 12 آذار  و مظاهرة 21 آذار عيد النوروز القومي .

ولكن أعتبر جميع هذه الأسباب ثانوية و الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع يعود إلى المجلس المحلي في ديرك والمجلس المحلي يتحمل المسؤولية بشكل مباشر و رئيسي .

وذلك لعدم الاستجابة و التفاهم و الثقة المتبادلة بين أعضاء المجلس من جهة و من جهة أخرى  عدم امتلاك المجلس المحلي لرؤية واضحة و برنامج عمل للمرحلة المقبلة و فقط اعتمادهم الكامل و الكلي على عموميات برامج و سياسات و مواقف المجلس الوطني الكوردي التي تتسم في هذه المرحلة بعقلانية سياسية و رؤية جيدة و مؤثرة و تحركات دبلوماسية مقبولة وناجحة دون أخذهم بخصوصية المدن الكوردية و حساسيتها .وهذا فقط لا يكفي للمراهنة على نجاح عمل المجلس الوطني الكوردي إذا لم يتم معه العمل الجدي على تطوير آلياته العملية والميدانية و الدخول بين صفوف الجماهير و التقرب منه و خاصة الجيل الشبابي ومعرفة همومهم ومشاكلهم وطموحاتهم و أحلامهم و رؤيتهم للمستقبل الكوردي المنشود و السعي بالسرعة القسوة إلى إيجاد منابر ووسائل إعلامية قوية و مؤثرة لشرح سياسات ونشاطات و فعاليات المجلس و تحركاته الداخلية و الإقليمية و الدولية .
كان تأسيس المجاس الوطني الكوردي بمثابة إنجاب المولود الأول وتحقيق الحلم الكوردي في التقارب و التوحيد الذي بات شعار المقدس بتردده أبناء الشعب الكوردي في كل مكان لأنه يدرك فقط بوحدة الموقف و الرؤية ورص الصفوف سيتم تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكوردي و على الرغم من كل ذلك يجب علينا جميعاً تقبل النقد إيجابياً والحفاظ على هذا الحلم و صيانته وصونه وتطوير آلياته النضالية باستمرار نحو الأفضل لمواكبة جميع التطورات والإحداث  المتسارعة .

محمود صفو – عضو الهيئة القيادية للحزب اليساري الديمقراطي الكوردي في سوريا 
: هناك دوافع و عوامل عديدة أدت إلى التراجع النسبي في عملية المشاركة بالحراك الثوري السلمي (التظاهرات) منها موضوعية تتعلق بموقف المعارضة السورية الضبابي و الغير شفاف و الغير إيجابي كما يجب تجاه القضية الكوردية وتجاه حقوق الشعب الكوردي في سوريا ومدى تأثير الموقف على نفسية الإنسان الكوردي من حيث المبدأ .
– أما العامل الذاتي : – عدم توحيد صفوف الحراك السياسي  الكوردي تحت مظلة واحدة تؤثر سلباً على المشاركة الفعلية لجميع أبناء شعبنا الكوردي في سوريا و تخلق لديها حالة تردد تشارك مرة و تبتعد مرة ًأخرى .
– الحساسية الحزبية و إبراز الأنا الحزبي في المظاهرات و كثرة الفعاليات الشبابية و الاجتماعية في حراك الشارع تؤدي إلى اختلاف في ساحة العمل من حيث المكان و الزمان و بالتالي تتبعثر القوة الجماهيرية هنا وهناك .
– ظهور تباين في وجهات النظر في العمق الكوردي تجاه الثورة السورية و كيفية التعامل معها لأن هناك بعض القوى و الفعاليات الكوردية ما زالت غير مؤمنة تماماً بحتمية رحيل هذا النظام الاستبدادي لذلك نراهم مترددين بالنزول إلى الشارع كما يجب .

وهذا بدوره يؤدي إلى  انخفاض نسبة المشاركين في المناهضة للنظام الاستبدادي.

.

أبو حسام – عضو الهيئة القيادية في حزب آزادي الكوردي في سوريا: 
في البداية أشكر كل المشرفين على موقع (ولاتى مه) .أما بالنسبة لسؤالكم المتعلق بتراجع عدد المشاركين في المظاهرات التي يدعوا المجلس المحلي في ديرك من وجهة نظري فأن ورائها أسباب عديدة فمنها ما يتعلق بالمجلس المحلي فمنذ تأسيسه تأكد عدم فاعليته من خلال آلياته التي لم ترتقي إلى مستوى الحدث و تفرد بعض أعضائه في اتخاذ الكثير من القرارات التي أثرت بشكل مباشر في هذا الحراك وعدم الجدية لدى البعض الآخر و منها ما يتعلق ببعض الأحزاب المنضوية  و المتمثلة في المجلس الوطني الكوردي.

البعض غير مقتنعون بالحراك في الشارع لأنهم كانوا دائماً ضده على مر السنوات الماضية فبالرغم من مرور سنة و أربعة أشهر على اندلاع الثورة السورية مازالوا يراقبون الوضع من البعيد يحسموا أخيارهم في الانخراط في هذه الثورة و أسباب غير معلنة ,مصلحة شعبنا تقتضي بعدم التصريح و البوح بها .

جمال جب – ممثل حزب يكيتي الكردي  في المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في ديرك : 
بداية أشكر موقع (ولاتى مه) على متابعته للشأن الكوردي العام .
تراجع نسبة مشاركة الجماهير في التظاهرات و التي كانت عالية حتى  فترة قريبة تعود لأسباب كثيرة قسم منها مرتبط بالسياسية العالمية لدول صاحبة القرار في الشأن السوري و مواقفها المترددة من الثورة و النظر إلى الثورة وفق مصالحها الخاصة .

كما أن للمواقف اللامسؤولة الصادرة عن قيادات المعارضة السورية (المجلس الوطني السوري – هيئة التنسيق) و عدم جديتها في الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكوردي في سوريا ما بعد الثورة كما حدث في مؤتمر أستنبول و الوثيقة الصادرة عن اجتماع المعارضة  .

و على مستوى المجلس الوطني الكوردي فأن عدم ايلاء العمل الجماعي أي أهمية و الثقة الهشة بين أحزابها فيما يخص الوضع التنظيمي للحزب .
أما على الصعيد المحلي فأن تغيير التوقيت و مكان التظاهرة و عدم مشاركة جماهير الريف في التظاهرات بسبب التوقيت الجديد .
و كذلك عدم أيجاد آلية مناسبة لتوعية الجماهير الكوردية في ضرورة المشاركة بالتظاهرات هذا بالإضافة إلى عدم تغطية أجهزة الأعلام للتظاهرات التي تخرج في المناطق الكوردية كلها أسباب تحجب المشاركة الواسعة للجماهير الكوردية .

و أخيراً نؤكد على أن الثورة السورية منتصرة لا محالة و سيسقط النظام و سيحصل الشعب السوري على حريته و أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء .

و نتطلع إلى سوريا جديدة ديمقراطية تعددية يحقق فيها الشعب الكوردي أهدافه المنشودة بتقرير مصيره بنفسه.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…