الكورد.. في المعادلة السياسية السورية (الحلقة الثانية)

پير روسته م
Pir1963@gmail.com

لمحة عن اللوحة السياسية في سوريا وغرب كوردستان:

أولاً: الأحزاب الكوردية

كما قلنا سابقاً؛ بأن تأسيس أول حزب كوردي (الحزب الديمقراطي الكردستاني) يعود إلى (14.6.1957) وكان المؤسسون الأوائل هم: “عثمان صبري- محمد علي خوجة – حميد حاج درويش –رشيد حمو – حمزة نويران – شوكت حنان – خليل محمد وهناك أيضاً الشيخ محمد عيسى” (من مقابلة مع الأستاذ رشيد حمو) وقد تعرض الحزب لأولى إنتكاساتها الإنقسامية في عام 1965 وذلك بين ما عرف لاحقاً باليمين واليسار – وللأسف – ورغم جهود قيادة كوردستان العراق (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) وبإشراف مباشر من الملا مصطفى بارزاني قائد قيادة الثورة ودعوته لطرفي الانشقاق بالاضافة لعدد من الوطنيين الكورد للحضور إلى جنوب كوردستان وعقد مؤتمر نوبردان في (15 آب لعام 1970) وذلك بهدف توحيد الحزب
إلا أن الخلافات أستمرت رغم كل الجهود وهكذا وبدل أن يتوحد الجناحان داخل صفوف البارتي أنبثق طرفٌ ثالث سُمّي بالقيادة المرحلية وفيما بعد عُرِف باسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وذلك بالاضافة للجناحين السابقين وهما: (“الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – اليساري” يقوده عثمان صبري يؤمن بوجود شعب وأرض وقضية كردية في سوريا.

والآخر هو “الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا” وعرف بين الجماهير باليمين ورأى بأن الكرد في سوريا مجرد مواطنين لهم بعض الحقوق الثقافية والسياسية والإجتماعية وظهر في قيادته السيد عبدالحميد درويش) (من مقالة: الحركة الكردية في سوريا – التكوين والمهام بقلم د.

كاوا آزيزي أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين – هولير).

وكذلك أستمرت الانقسامات في صفوف الأحزاب الثلاثة تلك إلى أن أصبحت الخريطة السياسية للحركة الكوردية في غرب كوردستان تضم التيارات والأحزاب والأطر التالية، في يومن هذا:

أ- أحزاب الجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا:
1- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) – نذير مصطفى/ السكرتير العام للحزب سابقاً وحالياً عبد الحكيم بشار سكرتيراً للجنة المركزية.
2- حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا (سابقاً – الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا) ـ عزيز داوود/ سكرتير عام الحزب.


3- الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا ـ طاهر سفوك/ سكرتير الحزب.

ب ـ أحزاب التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا (قبل الأزمة الأخيرة):
1- الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ـ عبد الحميد درويش/ سكرتير الحزب.
2- الحزب اليساري الكردي في سوريا ـ محمد موسى/ سكرتير الحزب.
3ـ حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) اسماعيل عمر/ رئيس الحزب ومحي الدين شيخ آلي سكرتيراً.
4ـ الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ـ نصر الدين ابراهيم/ سكرتير الحزب.

ج ـ لجنة التنسيق الثلاثية:
1ـ حزب آزادي الكردي في سوريا ـ خير الدين مراد/ سكرتير الحزب.
2ـ حزب يكيتي الكردي في سوريا ـ فؤاد عليكو/ سكرتير اللجنة المركزية للحزب.
3ـ تيار المستقبل الكردي في سوريا ـ مشعل التمو/ سكرتير الحركة.

د ـ  حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ـ فؤاد عمر/ سكرتير الحزب.
هـ ـ الوفاق الديمقراطي الكردي السوري – فوزي شنكالي/ المنسق العام للحركة.
و ـ حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا.
ز ـ الحزب الديمقراطي الكردي السوري ـ جمال شيخ باقي/ سكرتير الحزب.

وبالإضافة إلى تلك الأحزاب والأطر التي ذكرناها هناك عدد من الأحزاب والتي تشكلت وتأسست مؤخراً في الخارج والشتات مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة جان كورد (سابقاً) وكذلك حزب المؤتمر الوطني الكوردستاني بزعامة جواد ملا وأيضاً تيار أحرار كوردستان وكذلك حركة 12 آذار وغيرها من هذه (المجاميع) والحركات الكوردية، إلا أن في حقيقة الأمر فأن أغلب هذه الأحزاب والحركات لا تملك القاعدة الحزبية ناهيك عن القاعدة الجماهيرية، بل أن أعضاء بعض هذه المسميات لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة أو أكثر بقليل.

وهكذا فليس هناك إلا بعض الكتل والأطر السياسية في غرب كوردستان والتي يمكن أن تدعي صفة الحزب وذلك لامتلاكها مقومات “المؤسسة الحزبية”.

ثانياً: الأحزاب السورية

يمكن القول بأن اللوحة السياسية عند الأحزاب السورية الأخرى هي قريبة إلى الحالة الكوردية؛ حيث التمزقات والانشقاقات قد أنهكت قواها الفعلية – يستثنى من القاعدة هذه، حزب البعث؛ كونه المستفيد الوحيد من الوضع الراهن وهو (أي البعث/ النظام) ومن خلال الأجهزة الأمنية المخابراتية والتي تفعل مفاعيلها في تمزيق الحركة الوطنية السورية ومنها الكوردية وبالتالي فإن الحياة السياسية السورية يشهد نوع من الصراع العبثي الداخلي بين تلك التيارات الحزبية – من يجدر بهم أن يكونوا أصحاب القضية الواحدة – وقد نجحت الأجهزة الأمنية السورية في تمزيق صفوف كل التيارات السياسية – وليس فقط الحركة الكوردية – بمن فيهم شركاءها في الجبهة الوطنية التقدمية؛ فالحزب الشيوعي السوري يمثل بجناحين في الجبهة مع وجود كتل أخرى خارجها وكذلك الأمر بالنسبة مع القوميين (الناصريين والإشتراكيين) وغيرهم،  وبنظرة سريعة إلى الخارطة السياسية السورية تتبين لنا الحقيقة السابقة، ويمكن أن نقسم الأحزاب السورية بين الموالاة والمعارضة؛ حيث الموالاة تتمثل في الجبهة الوطنية التقدمية وتقودهم حزب البعث وهي (أي الجبهة) تضم الأحزاب التالية: حزب البعث العربي الاشتراكي والذي نشأ في بداية الأربعينات على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار وهناك الحزب الشيوعي السوري (بشقيه الموجودين في النظام؛ جناح وصال بكداش وجناح يوسف فيصل) والاتحاد الاشتراكي العربي وحزب الوحدويين الاشتراكيين وحركة الاشتراكيين العرب والحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد العربي الديمقراطي.

ومنذ أواخر العام 2001، يحضر الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعات الجبهة بصفة مراقب.

أما المعارضة فإنها تتشكل هي الأخرى من طيف واسع من الأحزاب والتكتلات السياسية الموزعة بين إسلاميين متشددين ومعتدلين ويساريون ماركسيون وكذلك قوميون (ناصريين وإشتراكيين وحدويين) وعلمانيون ليبراليون يتوزعون بين كتل وأطر سياسية عدة – في الداخل والخارج – حيث هناك قوى إعلان دمشق وهو إئتلاف تشكل في تشرين الأول 2005 وتميز بأنه أول إعلان معارض يصدر عن جهات سورية معارضة في الداخل السوري بعد أن كانت هذه البيانات من اختصاص المعارضة في الخارج.

ويضم الإعلان أحزاباً سياسية وتحالفات مثل التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ولجان إحياء المجتمع المدني والجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا وحزب المستقبل وحزب العمل الشيوعي واللجنة السورية لحقوق الإنسان والمنظمة الآشورية وشخصيات سياسية وفكرية متعددة مستقلة مثل عضو مجلس الشعب السابق المعارض رياض سيف، والمفكر الإسلامي جودت سعيد، والدكتور عبد الرزاق عيد والأستاذ سمير النشار، و د.

فداء أكرم الحوراني، ود.

عادل زكار، وعبد الكريم الضحاك، والمحامي هيثم المالح ونايف قيسية وغيرهم العديد من المفكرين والشخصيات السياسية المستقلة.
وهكذا فإلى جانب القوى والأحزاب الكوردية المتمثلة في كلٍ من الجبهة الديمقراطية الكردية والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا وبأحزابها السبعة التي أشرنا إليهم في الفقرة السابقة فإن التجمع الوطني الديمقراطي والذي (تأسس عام 1979) يعتبر من أكبر الكتل السياسية الذي يحتضنه (قوى إعلان دمشق) ويضم بدوره: الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المنشق عن الحزب الاشتراكي العربي الذي تأسس عام 1964 والحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي (حزب الشعب الديمقراطي حديثاً) حيث أنشق الحزب الشيوعي المكتب السياسي (رياض الترك) عن الحزب الشيوعي السوري (خالد بكداش) عام 1972 والحزب الثالث في هذا التجمع هو (حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي) والذي أنشق عن الحزب الحاكم أثر الخلافات السياسية بين قادتها في عام 1970 على أثر الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك؛ حافظ الأسد على صلاح جديد وغيره من قادة الحزب وأما الحزبان الآخران في التجمع هما حركة الاشتراكيين العرب وحزب العمال الثوري.

ولكن وبعد إنعقاد المجلس الوطني لقوى الاعلان في الأول من كانون الأول 2007 وبحضور 163 عضو وإنتخاب قيادة جديدة لكل من المجلس الوطني والأمانة العامة للإعلان وعدم تمكن بعض الرموز القديمة من الاحتفاظ بمقاعدهم وخاصةً من جانب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في قيادة الأمانة وتعليق الأخير لعضويته و من ثم جاءت الحملة الأمنية والاعتقالات التي شملت معظم الكوادر – حيث ما زال 13 قيادياً من قيادات الاعلان معتقلاً – لتشل وإلى درجةٍ كبيرة نشاط قوى إعلان دمشق.
وإلى جانب هذه الكتل والأطر السياسية التي تعمل في الداخل هناك بعض الجبهات والتجمعات التي تأسست خارج البلاد منها؛ جبهة الخلاص الوطني وهي “جبهة سورية معارضة، تعمل من أجل بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة في سورية، قائمة على التعددية والانتخابات الحرة والنزيهة المعبرة عن إرادة شعبها، وخالية من الانتهاكات لحقوق أي فئة، وتُحفظ فيها حقوق الأقليات الدينية أو الإثنية أو الطائفية.

وتضم جبهة الخلاص الوطني في سورية طيفاً عريضاً من أحزاب وشخصيات معارضة في الداخل والخارج مؤيدة لمشروعها المعروض على مؤتمرها التأسيسي في لندن في 5 حزيران/ يونيو 2006.

وتمثل هذه الأحزاب جميع مكونات المجتمع السوري، بما في ذلك القوميين والليبراليين الديمقراطيين واليساريين والإسلاميين، وأحزاب الأقليات الإثنية” (التعريف مقتبس من موقع الجبهة).

وأبرز رموز الجبهة هم جماعة الإخوان المسلمين متمثلةً بمراقبها العام السيد “علي صدر الدين البيانوني”، وهناك إلى جانب جماعة الاخوان، نائب الرئيس السوري السابق الأستاذ “عبد الحليم خدام” ومن الجانب الكوردي الأستاذ صلاح بدر الدين وبعض الشخصيات الثقافية والسياسية الأخرى.

وجديرٌ بالذكر أن جماعة الإخوان المسلمين تأسست في سوريا على يد الدكتور مصطفى السباعي عام 1945، وظلت الجماعة تشارك في الحياة السياسية بأشكالها المختلفة حتى عام 1962، حيث بدأت بعدها تدخل في مواجهات وخلافات مع النظام الحاكم وعلى أثره كان القانون رقم 49 لعام 1980 والذي ينص على الحكم بالإعدام لكل من ينتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين.

ويضاف إلى هذه الكتل السياسية مجموعة كبيرة من التجمعات والأحزاب والتيارات التي تشكلت مؤخراً – في الداخل والخارج – منها: (التجمع الليبرالي الديمقراطي في سوريا) والذي كان من بين الأسماء المؤسسة له نبيل فياض وكمال اللبواني وغيرهم وكذلك (التجمع الديمقراطي الحر) “كحزب ليبرالي معارض تقوده، ولأول مرة، امرأة سورية تحمل الجنسيتين الأمريكية والإماراتية وهي مؤسسة الحزب ورئيسته، السيدة رهاب بيطار” وهناك (التجمع القومي الموحد) وهو الحزب الذي يقوده رفعت الأسد وكذلك تأسس (التيار السوري الديمقراطي) في ابريل/ نيسان من عام 2005 وهناك أيضاً (المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة) وكذلك أعلنت مجموعة من الشخصيات السورية المعارضة المقيمة في الولايات المتحدة (المجلس الوطني السوري).

وبالإضافة إلى هذا الطيف السياسي الواسع هناك العديد من اللجان والمنظمات الحقوقية الانسانية السورية – منها الكوردية – والتي تشكلت ونشطت بعد “خطاب القسم” للرئيس السوري بشار الأسد.

يمكن القول بأن هذه هي أغلب الفعاليات والكتل السياسية وليس جميعها؛ حيث هناك بعض المسميات الحزبية والتي ربما لم نسمع بها، بل لم يسمع بها أغلب السوريين المقيمين في الداخل وحتى أولئك المشتتين في المهجر والبلاد الأوروبية جراء سياسات النظام القمعية.

هولير – 15/2/2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…