إحياء أربعينية المناضل جلال الدين عيسى في ديريك

في يوم السبت 28/2/2009 وفي تمام الساعة الثالثة من بعد الظهر, خرجت جماهير غفيرة من رفاق وأصدقاء وعائلة المناضل  الفقيد جلال الدين عيسى بالتوجه إلى مقبرة ديريك على طريق عين ديوار تحت المطر الغزير حاملين معهم باقات الورود وضعوها على ضريح الفقيد ومن ثم تم قراءة الفاتحة من قبل الحضور.
وبعدها توجه المحتفون إلى دار عائلة الفقيد, حيث بدا الحفل بالوقوف دقيقة صمت على روح الفقيد وأرواح شهداء الكورد وكوردستان والانسانية, و تم الحديث عن حياة الفقيد ومناقبه من قبل مقدم الحفل, بدءاً من مرحلة الشباب والمراحل الدراسية الأولى ومن ثم المراحل اللاحقة من حياته, السياسية , والعلمية , والإجتماعية , والثقافية 
وذكر ان الفقيد كان قد عمل في صفوف الحركة السياسية الكردية منذ عام 1968 وتدرج في المهام النضالية دون كلل او ملل مع اهتماماته في مجال الكتابة السياسية باللغتين العربية والكردية , وبعدها تليت العديد من الكلمات بهذه المناسبة, استهلت بكلمة السيد اسماعيل حمي أبو ديرسم عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا , حيث أشاد بمواقف الفقيد النضالية عبر مسيريته الحزبية الطويلة والشاقة في صفوف اليسار الكردي في سنوات التأسيس الأولى في صفوف النضال الطلابي في الحسكة ومن ثم في دمشق حيث تعرض للإعتقال والتعذيب ولم ينحن أبداً بل بقي صامداً صلباً كما كان والده الملا سعيد , والذي كان من أبرز مناضلي الحركة السياسية الكردية في الثلاثينات والأربعينات إذ عمل كضابط إرتباط بين القائدين الكرديين الجنرال مصطفى البارزني والزعيم الخالد القاضي محمد , والملا سعيد كان قد تعرض بدوره إلى الكثير من حالات الإعتقال والتعذيب في مراحل الحكومات المتعاقبة على دست الحكم في سوريا من حكومة الوحدة إلى عهد الانفصال والمكتب الثاني السيئ الصيت, ومن ثم تطرق إلى مرحلة حياته النضالية في صفوف حزب الشغيلة الكردية, وكيف كان جندياً مجهولاً في صفوف هذا الحزب عمل بروح نضالية مفعمة بنكران الذات حتى استحق عضوية اللجنة المركزية بجدارة ومارس عمله في صفوف اللجنة المركزية حتى تاريخ المؤتمر التأسيس لحزب يكيتي حيث تعمد على إفساح المجال للجيل الشباب مع المثابرة على وتيرة العمل النضالية وعدم الارتكان لحالات الوهن أو الياس, وفي صفوف اليكيتي ظل صامدا ًهادءاً كما كان …..

!
 ثم ألقى فضيلة الأستاذ المحامي نواف شيخ جافي كلمة إرتجالية باللغة العربية تحدث فيها عن المعاني الوطنية و الإسلامية- الانسانية والكردية بشكل عام ثم أسقطها على الواقع الكردي   متحدثاً عن الجوانب الشخصية للفقيد, من خلال ذكر بعض الخصال التي كان يمتلكها المناضل جلال في مسيرة حياته الشخصية.
ومن ثم ألقى الإستاذ عادل علي  أبو كوران كلمة مكتوبة باللغة الكردية على شكل خاطرة بإعتباره من الأصدقاء المقربين للفقيد , ثم كانت بعض قصائد الشعر باللغة الكردية من قبل بعض المثقفين الحضور من أصدقاء الفقيد .
كما وصل إلى الحفل برقية مكتوبة من لجنة حقوق الإنسان (ماف) عبر مشاركة شخصية لأحد أعضاءها , عبرت فيها عن مشاعرها الإنسانية والوطنية تجاه الفقيد ومناقبه من خلال العلاقات المباشرة بشخصه.


وفي الختام ألقيت كلمة مقتضبة باسم آل الفقيد ألقاها نجله آراس شكر فيها الحضور والمشاركين وتعهد فيها بمواصلة السير على خطى الوالد وأن يكون في مستوى المسؤولية الأخلاقية والسياسية والإجتماعية التي تركها له والده .

  

بعض اللقطات من جوانب الحفل :

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بوتان زيباري   يا سوريا، يا رعشة التاريخ حين يختلج على شَفَة المصير، ويا لُغزَ الهوية حين تُذبح على مذبح الشرعية، ما بين سراديب القهر وأعمدة الطموح المتداعية. أنتي ليستِ وطناً فقط، بل أسطورةٌ تمشي على أطرافِ الجراح، تهمس للحاضر بلغةٍ من دمٍ، وتُنادي المستقبل بنداءٍ مختنقٍ بين الركام. أيُّ قدرٍ هذا الذي يجعل من أرض العقيق محرابًا للدم، ومن…

نتابع، في الشبكة الكردية لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، بقلق بالغ تصاعد حالات اختطاف الأطفال القُصَّر، خاصة الفتيات، من قبل ما تُسمى بـ”منظمة جوانين شورشكر” أو “الشبيبة الثورية”. حيث يُنتزع هؤلاء الأطفال من أحضان عائلاتهم ويُخفَون في أماكن مجهولة، دون تقديم أية معلومات لأسرهم عن مصيرهم. لقد حصلنا على قوائم بأسماء عدد من القاصرين والقاصرات الذين تم اختطافهم…

إبراهيم اليوسف   مرت مئة يوم منذ سقوط النظام، وشهدت البلاد تحولًا سريعًا- يشبه ما يحدث في الخيال العلمي- وكأنها عاشتها على مدى قرن بل قرون. هذه الفترة القصيرة كانت مليئة بالأحداث الجسيمة التي بدت وكأنها تحولات تاريخية، رغم قصر الوقت. ومع كل هذه التغيرات، تبقى الحقيقة المرة أن السوريين يواجهون تحديات أكبر من أي وقت مضى. بدأت المرحلة الجديدة…

نظام مير محمدي*   في خطبته التي ألقاها الولي الفقيه علي خامنئي بمناسبة عيد الفطر قال وهو يشير الى التهديدات المحدقة بالنظام الإيراني: “يهددوننا بالشر. لسنا على يقين بأن الشر سيأتي من الخارج، ولكن إن حصل، فسيتلقون ضربة قاسية. وإذا سعوا لإشعال الفتنة في الداخل، فإن الشعب الإيراني سيتولى الرد”، وفي کلامه هذا الکثير من الضبابية وعدم الوضوح لأن…