(وقفة مع 50 عاما من السياسة) غرفة غربي كوردستان في حوار مع الشخصية السياسية يوسف ديبو

 

في الشهر الاخير من العام 2008 استضافت غرفة غربي كوردستان بادارة شفكر الشخصية السياسية (يوسف ديبو) ليتكلم بدون تحيز وبأمان عن مشوار طويل عن حياته السياسية ضمن الحزب اليساري الكوردي في سوريا وعن بدايات تأسيس الحزب الاول عام 1957 
ملاحظة:  السيد يوسف ديبو كرر الكثير من الجمل … وانا سأترجم كلامه كما يقوله لنا بالضبط  … وسيكون ترجمتي ركيكة وضعيفة في بعض الأحيان والسبب هو تكراره للجمل ولأنني أنقلها من الصوت … المهم هو أن يفهم القارىء ماذا يقصد وماذا يريد قوله السيد يوسف ديبو ونشكره شكرا جزيلا …

شفكر :  أهلا بك في غرفة غربي كوردستان

يوسف ديبو: اشكر غرفة غربي كوردستان وكل العاملين فيها وسلامي الى ضيوفها الكرام

ارجوك ان تضع يدك على ضميرك وتتكلم بالصراحة عن كل ما يتعلق بشخصك وبحزبك وأن تتكلم وتبتدأ عن البداية أي بداية تأسيس أول حزب كوردي في سوريا ؟

يوسف ديبو:  طبعا سأتكلم بالصراحة … ولكن اعطوني بعض الوقت ان أتكلم عن عائلتي / ولتتعرفوا على عائلة ديبو / ؟  قبل 200 عاما..
ـــ عائلة ديبو نحن فخذ من / علكا / عائلة ديبو و عائلة رمو وعائلة سينو يرتبطون مباشرة مع ديبو الكبير ..

ديبو ورمو وسينو هم ابناء مصطى لذا لقب اسم مصطكا علينا أكثر من 200 عاما .

كما تعلمون ان هناك عشائر كثيرة في منطقة غرزا مثل عشيرة : علكا و بنجينارا  و رما و رشكوتا وبكرا وسينا ونحن عشيرة علكا واحدة من عشائر غرزا ،
ـ  النقطة الاولى : ومن اهم ما تميز به عائلة ديبو بأنهم لم يقتلوا أحدا من الارمن اثناء الفرمان، بل حموهم من القتل والاساءة وأمسكوا بأيديهم الى ما وراء الحدود الى سوريا وهذه نقطة مهمة لنا كعائلة ديبو نفتخر بها وهذا الاحسان جعلنا من اقرب الناس كعلاقة بالارمن وحتى الان هذه العلاقة مستمرة بيننا، وكان يذكر لنا عمنا الكبير خليلى سمى بأن الارمن في سوريا رحبوا به وأخذوه الى لبنان بعناية واحترام ورد للجميل ..
والنقطة الثانية : نحنا ساندنا ثورة شيخ سعيد وحررنا / قضاء المدينة / وأستولينا على أغلب المراكز الحكومية ، وأريد ان أذكر بأن شيخ سعيد وزع الكثير من المراكز والقصبات الى العشائر الكوردية ولكن نحن آل ديبو فكانت قضاء المدينة مركزنا وبمثابة عاصمة آل ديبو وخليلى سمى كان يقود العشائر الاربعة ل / علكا / ..

للايضاح: خليلى سمى هو عمنا وانا ابن خليلى مستى.
وبعد انتكاسة ثورة شيخ سعيد قام الاتراك بملاحقة كل العشائر التي ساهمت في ثورة شيخ سعيد ونحن كعائلة ديبو هربنا الى الجبال وبقينا اكثر من ثلاثة أعوام مختبئين لندافع عن أنفسنا وفي 1928 قررنا أن نتجه الى كوردستان سوريا وأنا ولدت في 1936 في قرية مزكفت / قرية بيت حاجو آغا /  ومع الاسف كان هذا قدرعائلتنا ان ننقسم الى قسمين قسم بقي في كوردستان الشمالية وقسم نزح وبقي في كوردستان سوريا وفي عام 1946 ذهبنا الى قرية جمعايى وقتها كان عمري 10 أعوام وتوفي والدي في نفس العام  وكان عمره 40 سنة وبقينا انا وأخي وأختي فقط وجدنا سلمانى مصطى قتل أثر المشاكل العشائرية بيد آل جتو وبنجينارا وكان عمره آنذاك 35 عاما وأظن أن أغلبكم سمعتم  بصوت عبدلو وغيره الاغاني التي قيلت على فروسية سلمانى مستى ..

شــفكر : لنترك سيرة العشيرة ونرجع الى حوارنا السياسي المتعلق بتاريخ الحركة الكوردية في سوريا وأرجوك أن تكون منصفا وان تضع يدك على ضميرك ولنبدأ بالاسئلة :

كيف تأسس الحزب ومن كانوا صاحب فكرة تأسيس الحزب ؟

يوسف ديبو: والله سأقول الحق وان اكون منصفا ليستفيد هذا الجيل ولا ازعم بأن كل الصواب عندي  وليكن أقوالى محط نقاش واسئلة ونقد للمثقف الكوردي وللتاريخ ،
  قبل أن يتأسس الحزب في 1957 كان هناك بعض الحركات والمجموعات وبعض الاقوال مثل خويبون وجمعية الشباب وغيرها ، في 1956 تبلور فكرة تأسيس الحزب من السيد أوصمان صبري وأصبح قيد المناقشة والاهتمام من قبل البعض وفي 14 حزيران من عام 1957 تم اعلان الحزب والمؤسسي الحزب هم: اوصمان صبري ـ حميد درويش ـ حمزة نويران ـ رشيد حمو ـ كمال عاطي ـ  محمد علي خوجة ـ شيخ محمد عيسى / وكان اسم الحزب في البداية : حزب الديموقراطي الكوردي في سوريا / وعين أوصمان صبري سكرتيرا للحزب.

وبعد تأسيس البارتي بسنة جاء الى سوريا الدكتور نورالدين ظاظا وعين سكرتيرا للحزب وبقي اوصمان صبري قياديا في صفوف الحزب وللعلم ان نورالدين ظاظا لم يكون من المؤسسين.
ــ بعد تأسيس الحزب بثلاثة أشهر اي في 10 أيلول أنا وصلاح بدرالدين وسيد رمضان التحقنا بصفوف الحزب وتبريك من الكورد من أقصى اليمن والى اقصى اليسار أنضم الالاف من الشباب الى الحزب ومن كافة شرائح المجتمع حيث كان الروح القومية مرتفعة والثورة الكورية مؤثرا في المجتمع الكوردي السوري ، ولكن ومع الاسف بعض من العائلات والعشائر الكوردية لم يؤيدوا ولم يدخلوا الحزب بل وقفوا في وجه الحزب وانا لا أريد أن أذكر اسماءهم لكي لا ينفتح الجروح ولكن سأقول الممكن،

يا استاذي يوسف هذه ليست شهادة على الحركة لانك لاتريد التكلم وتبيان الحقيقة للقراء ولهذا الجيل ، هل المشكلة هو أغلب القيادات هم من الاغوات او هم أقارب بعضهم البعض ؟ مثلا : لو سألناك عن الاستاذ صلاح فأكيد انك ستتجنب الرد والجواب وستقول هو من أهلي ؟ اعذرني

يوسف ديبو: صدقني يا شفكر بأن ذاكرتي قوية وعندي الكثير استطيع ان أقوله بيني وبينك ولكن أعذرني انا لا أريد ان افتح ملفات او تفاصيل محزنة ومؤسفة بعد عقود من الزمن لان الكثير من العائلات او العشائر أعطوا ولائهم لهذا الحزب ضد ذاك الحزب.
 في بداية تأسيس الحزب كان هناك هجوما من النظام على الحزب والضغط على الحزب, وزجهم في السجون ساعيا الى تخويف الشعب الكوردي لكي لا ينخرطوا في النشاط السياسي ورغم تلك الملاحقات ازداد تأييد شعبنا للحزب أكثر فأكثر،
في عام 1960 سجن أكثر من 84 شخصا من الحزب وكان بينهم أغلب قيادات الحزب مثل اوصمان صبري والدكتور نورالدين ظاظا وهنا أريد ان اقول شيئا بعد سجنهم تولد تيارين : تيار نورالدين ظاظا المتمثلة في العشائر والعائلات البرجوازية والاغوات ــ والتيار الثاني: المتمثل بالسيد اوصمان صبري الذي انضم اليه وأيدوه أبناء الطبقة الكادحة العمال والفلاحين اي اليسار الكوردي ضمن البارتي.
 
ـ اوصمان صبري كان يطلب الحقوق السياسية للشعب الكوردي في سوريا وكل حقوقه المشروع، وكانوا يقولون آنذاك بأننا شعب كوردي ونحن نعد القومية الثانية في سوريا ونحن جزء من الحركة الديمقراطية في البلاد حيث انقسم كوردستان في 1916 وألحقنا بالدولة السورية وهذا أصبح واقعا وعلينا ان نثبت هويتنا القومية والسياسية في الدستور السوري …
 
ــ دكتور نورالدين والذين معه لايعدون 400 عضوا وكانوا قلة وحتى هم خارج السجن ايضا ، مطلبهم كان تأسيس او تشكيل جمعية ثقافية كوردية ، وعندما خرجوا من السجن انقسموا الى مجموعتين وهاجموا على بعضهم البعض ولم يدوم مجموعة نورالدين ظاظا الا ستة أشهر رغم ان أغلب العائلات الغنية والملاكين والاغوات كانوا مع نورالدين ظاظا فلم يفلح بل انتهى وانحل ،  وبقي أوصمان صبري قائدا للحزب والاقوى والاكثر جماهيرية وتأيدا الى عام 1962 .

في هذه الفترة ماذا كان رأي الحزب الديموقراطي الكوردستاني اتجاه خلافات البارتي في سوريا ؟؟

يوسف ديبو : قيادة الحزب الديموقراطي الكوردستاني كان موحدا أنذاك في عام 1961 الى عام 1964 وكان متماسكا وملتفا بثورته وتحت قيادة البارزاني وجلال طلباني وابراهيم احمد وعمر دبابة وعلي عسكري ولكن بعد عام 1964 مع الاسف اشتد الخلاف والصراع بين قيادة الحزب الديموقراطي الكوردستاني في العراق فانعكس ثأيره بشكل مباشر على أحزابنا في كوردستان سوريا .
ـــ1962 ابتدأ مشاكل الحزب مرة أخرى وهنا دخل السيد حميد حجي درويش على الخط لينفرد بمجموعة خارج الحزب ولكن لم يعلن تشكيل حزب ولكن كانوا في صراع ومشاكل مع بعضهم البعض و عملوا على نمط أفكار ونهج نورالدين ظاظا بمطالب تأسيس جمعية ثقافية ..

هنا ابتدأ التعطيل الحزبي في كل المستويات واكثر من خمس فروع للحزب أي من تربسبيى الى ديريك أوقفت عملها واحتجت على مشاكل القيادة وشكلوا لجنة المعارضة الحزبية تحت قيادة كنعان عكيد أغا، فأصبح الحزب حزبا ضعيفا وهزيلا مع الاسف حتى عام 1962
ـــ  في عام 1962 نحن حوالى 17 كادرا حزبيا اجتمعنا وقررنا ان نبعد كل قيادة الحزب من الحزب عدا السيد أوصمان صبري، في هذه الاونة كان يتبلور في سوريا والساحة افكار يسارية وافكارا مؤيدة لعبد الناصر وهذا ما شجعنا ان نؤيد بل ننضم الى أوصمان صبري وكنا نرى في شخصيته وافكاره بأنه يساري ويحمل هموم ابناء الطبقة العاملة والكادحة وأغلبنا كنا ابناء الفقراء وكنا نقنع الناس بأن لا نسير وراء ابناء الاغوات والامراء والباشوات والطبقات البرجوارية ،
 أتذكر في عام 1963عقدنا اجتماع وديرالاجتماع من قبل أوصمان صبري وقلنا سنفصل أغلب القيادة ومن ثم بعد شهر من استبعادهم سنقرر بانعقاد كونفراس حزبي ،
 ولكن تسربت المعلومات الى قيادة الحزب /القرار صدر من قيادة حميد درويش وعبد الله ملا علي وخالد مشايخ وغيرهم /  وأخذوا قرارا بتوقيف 15 عضوا وفصل 2 من مجموعة 17 عضوا وكان نصيبي التوقيف سنة واحدة من العمل الحزبي،
ـــ ولكن في بداية 1964 بعد انتهاء تجميدنا رجعنا مرة أخرى نطالب بازالة القيادة الحزبية والسير على نهج اليسار الكوردي وحتى نحن لاحظنا تأييدا قويا من عموم شرائح المجتمع الكوردي وخاصة الفقراء والطلاب والمثقفين في الجامعات..للاشارة : في هذا الوقت كان اوصمان صبري في بيته بعيدا عن السياسة /..


ـــ في عام 1965 أنضم الينا السيد صلاح بدرالدين بعد ان اتصل مع اوصمان صبري ومحمدى نيو  وعقدنا كونفراس الخامس من آب 1965 في جمعايى وهنا انقسمنا مرة أخرى الى طرفين: طرف اليسار الكوردي وطرف باسم اليمين الكوردي المتمثل بحميد درويش ، والخلاف كان علنيا وواضحا بأننا طالبنا في الكونفراس بحقوق شعبنا الكوردي المشروعة في سوريا و يجب الاعتراف بنا دستوريا كقومية ثانية في البلاد ، بينما طرف حميد درويش كانوا يطالبون ويقولون :
  1ــ  نحن اكراد سوريا وأظن الفرق كان كبير بين نحن شعب كوردي في سوريا وبين نحن اكراد سوريا
 2 ــ وخلاف ذلك كانوا يقولون نحن أقلية قومية في سوريا
3ــ كانوا يقولون سنتحاور مع الامن والاستخبارات بشأن المشكلة الكوردية في سوريا، اما نحن اليسار الكوردي كنا نقول يجب ان نحاور القيادة الحاكمة العليا اي القيادة القطرية او القومية في سوريا حول المسألة الكوردية بعيدا عن اجهزة المخابرات ودائما كانت رسالتنا هي أننا جزء من العمل الديموقراطي في البلاد لا بد من العمل مع اخواننا العرب والسريان والكلدوآشوريين ومعا في الشراكة والوطنية
4 ـ كنا نختلف مع حزب اليمن الكوردي بأن أجهزة المخابرات والانظمة الاستخبارية لاتعطي اية حقوق للشعوب، ولاحظوا حتى هذه الساعة حميد درويش وحزبه يعملون مع النظام وهذه ليست خفية عن الشعب الكوردي، وانا كشخص لم اتهمهم كعملاء للدولة بل أقول انهم اصدقاء النظام والدولة، وهم بمناسبة او بدون مناسبة مع اتصال مباشر مع النظام.

اما نحن كحزب اليساري الكوردي قرارنا ان لا نحتك اولا نجلس مع الاستخبارات وكان شعارنا لا حوار مع الاجهزة الامنية.

واريد ان أكرر مرة أخرى للقراء بعد هذا المشوار الطويل وعقود من الزمن الان الحزب اليميني الكوردي ابتدأ يعترف ويقول نحن شعب كوردي.
من عام 1964 ـ 1965اوصمان صبري كان سكرتيرا لحزبنا اليسارالكوردي حتى 1967 وازداد الخلاف أكثر في  1968 بين اوصمان صبري وبين صلاح بدرالدين وذهبنا الى كونفراس السابع لنحل بعض مشاكلنا وأغلب الحضور في الكونفراس السابع ايدوا صلاح بدرالدين ضد اوصمان صبري والنتيجة كانت اتخاذ قرار طرد أوصمان صبري من الحزب بتهمة الخيانة، وبقي صلاح بدرالدين سكرتيرا للحزب من عام 1967 الى عام 1975 ولكن اريد أن أقول شيئا مهما عندما ذهبنا في 1970 الى المؤتمرالوطني في كوردستان العراق ، مصطفى بارزاني أوقف صلاح عنده من عامين أي من 1971الى 1972 فحدث عندنا اشكالية في السكرتارية فاستلم السيد عصمت سيدا زمام الامور كمسؤول اداري للحزب لأن صلاح بدرالدين رفض تعيين عصمت سيدا بدلا عنه.
1965الى عام 1970حزب ثبت وجوديته بين الجماهير الكوردية لاننا كنا اليسار تحت قيادة صلاح بدرالدين وحزب اليمين الكوردي تحت قيادة السيد حميد درويش نحن اليسار كنا نقول نحن شعب على ارضنا بينما اليمين الكوردي كان يقول نحن أقلية كوردية ـــ نحن كنا نؤيد الثورة الكوردية تحت قيادة مصطفى بارزاني ولكن اليمين الكوردي كانوا يقولون نحن نؤيد الحزب تحت قيادة ابراهيم أحمد ومام جلال والخلافات الاساسية كانت فكرية لاننا كنا يساريين معظمنا من ابناء الطبقة الكادحة والمثقفة ولكن هم كانوا من طبقة عليا أي من الاغوات والاغنياء والعشائر……

عند سجن قيادة الحزب هل فعلا تم التنازل والتوقيع من بعض القيادات لأجهزة النظام بأن يتركوا السياسة ويجلسوا في بيوتهم؟ ومن هم هؤلاء ؟

يوسف ديبو: أنا كنت انذاك عضوا فرعيا في الحزب وعمري كان 22 عاما وأتذكر جيدا بأن 84 شخصا اعتقلوا وسجنوا من القيادة والحزبيين ولكنني اعتقلت في ذلك العام ولكن ليس مع هذه المجموعة ..

سمعنا بأنهم في السجن انقسموا الا مجموعتين : المجموعة الكثيرة العدد انضمت الى أوصمان صبري ومجموعة قليلة انضمت الى الدكتور نورالدين ظاظا وحتى انهم في السجن كانوا مختلفين على التوحيد في المطلب او الفكرة السياسية وبقي اوصمان صبري يقول نحن حزب ثوري جماهيري ونحن شعب كوردي ونطالب بكافة حقوقنا الثقافية والاجتماعية والسياسية وكثاني قومية في الدستور السوري بينماالدكتور نورالدين ظاظا كان يقول حزبنا بمثابة جمعية خيرية وكان يطالب بتأسيس جمعية كوردية ثقافية لا غير وكوردستان هو مشروع بعيد ..

لذا وقع وتنازل وتخاذل نورالدين ظاظا للنظام وللنيابة العامة بأن لايطالب بأي مطلب كوردي سياسي وبعد خروجهم كان عدد الذين مع نورالدين لم يتجاوز 500 شخص وأتخذ الحزب قرار الفصل بحقهم وانتهوا من الساحة وكل واحد ذهب الى بيته ..

يقولون بأن السيد حميد درويش نشر في عام 1962 كراسا أعلن فيه أنه يريد تأسيس جمعية خيرية هل هذا الكراس  موجود في أرشيف الحزب ؟

يوسف ديبو : في بداية عام 1962 اشتد الخلاف بين السيد حميد درويش والسيد اوصمان صبري  فطالب حميد نفس ما كان يطالب به نوالدين ظاظا أي تشكيل جمعية خيرية ونعترف بأن تنظيمنا الحزبي ضعف نشاطه وتقلص امتدادة حتى 1965 بعد ان تم توقيف 17 كادرا حزبيا منا لذا نقول ان انعقاد كونفراس آب كان لانقاذ الحزب و اكدنا فيه مرة أخرى بأننا شعب نعيش على أرضنا التاريخية و الاصرار على خصوصيتنا الكوردية كثاني قومية في البلاد والمطالبة بحقوقنا القومية المشروعة

هل صحيحا ان السيد عصمت سيدا مسك بيد أوصمان صبري واخرجه من مؤتمراليسار الكوردي 1968وقال له يا عم أوصمان انت لم تعد صالحا وقادرا ان تقود الشباب  ؟

يوسف ديبو: في المؤتمر السابع السيد أوصمان صبري أتهم صلاح بدرالدين بأنه مرتبط بجهات استخباراتية وأمنية ولكن صلاح كان يتهم أوصمان صبري ويقول ان البارزاني يتهم أوصمان صبري بأنه عميل دولة استعمارية خارجية وايضا اتهمه عندما قال اوصمان سأحرق الحبوب وسأجلب السلاح ولدي دول ومصادر لجلب السلاح فهنا كان يتهمه صلاح بأن اوصمان صبري عميل لدولة او يخون الوطن..

نعم طرد اوصمان صبري بتهمة الخيانة.

كيف كانت العلاقة بين صلاح والسيد حميد في 1965 ؟

يوسف ديبو: في عام 1965 انقسمنا الى مجموعتين:
1ــ  الحزب الديموقراطي الكوردي في سوريا اي بعد ان أضاف اليها كلمة التقدمي / حزب الديموقراطي التقدمي الكوردي في  سوريا/ بقيادة الاستاذ حميد درويش
2ــ حزب اليسار الكوردي في سوريا بقيادة صلاح بدرالدين
صدقوني بعد ان تركنا أوصمان صبري وانضمينا مع السيد صلاح بدرالدين وهذه المجموعة / صلاح بدرالدين و يوسف ديبو ومحمد نيو وشفيق وبهجت ورفعت وعصمت / ولكن بقي  مع المجوعة الاخرى /  حميد دررويش وجكرخون ورشيد حمو وعزيز داوى وطاهر سفوك /..
في هذه الفترة 1965 الى عام 1970 انضم الينا عشرات الألوف من الاعضاء والمويدين وشكلنا عشرات اللجان الفرعية والمنطقية من ديريك الى تربسبيى والحسكة وكوباني وعفرين و تشكيل منظمات في بيروت وتنظيم لجنة منطقية في أوروبا.
 1.7.1970 وفي هذه الفترة عقد الحزب الديموقراطي الكوردستاني مؤتمره الثامن بقيادة مصطفى بارزاني وتلقينا من مؤتمرهم دعوة رسمية الى الحزب اليساري الكوردي بالحضور ورحبنا بذلك وذهب صلاح بدرالدين ومحمد نيو باسم الحزب الى مؤتمر الثامن لحزب [ ب د ك ] العراق، ولكن الطرف الاخر أي التقدمي الكوردي في سوريا لم يتلقوا أية دعوة او طلب رسمي للحضور الى المؤتمرالثامن للبارتي ولكنهم رغم ذلك ذهبوا ليحضروا المؤتمرفحضر السيد حميد درويش وجكرخون وثلاثة آخرين.
صلاح بدرالدين تلى الكلمة في المؤتمر باسم حزب اليسار الكوردي في سوريا وتلقى ترحيبا وتصفيقا واهتماما بالغا من قبل الحضور، وللعلم لم يتم قبول مجموعة حميد لحضور المؤتمر والسبب أعلن في المؤتمر بأن حزب صلاح ومعه محمدى نيو التزموا في تأييدهم للثورة الكوردية وان حزب التقدمي وحميد يعادون الثورة بل خانوا الثورة لذلك رفضوا ومنعوا من الحضور [هذا ما نقله لنا محمدى نيو وصلاح بدرالدين ].
 13.7.1970 بعد انتهاء المؤتمر وتثبيت القرارات سمعنا بأنهم يقولون أن مصطفى بارزاني اختفى وضاع ، والبعض قالوا ان البارزاني عندما ينزعج يختفي ويذهب بين الغنم، وبعد اسبوع من اختفاء البارزاني حسب ما نقل على لسان صلاح بدرالدين بأن البارزاني طلبه وطلب محمد نيو للمقابلة فعندما ذهبنا الى البارزاني تفاجئنا بأن السيد حميد ورشيد حمو وجكرخون كانوا جالسين في صحبة البارزاني وعندما ألقينا السلام عليهم كان البارزاني يقرأ جريدة مختبئا وجهه ورائها ولم يرد سلامنا فقلنا الله يسترنا يبدو أن حميد وجماعته مدبرين وضعهم مع البارزاني فجلسنا وبعد لحظات سئلنا البارزاني وقال: يا صلاح كم عدد اعضاء قيادتكم ؟ فرد صلاح نحن 7 أعضاء قياديين ، وسأله البارزاني وكم عدد اعضاء ورفاقكم الحزبيين ؟ أجابه صلاح رفاقنا عددهم 7000 عضو، ثم التف البارزاني نحوحميد درويش وسأله كم هو عدد اعضاء قيادتكم ورفاقكم ؟ أجابه حميد نحن 5 قياديين فقط واعضاه رقم ولم اتذكر كم هو عدد رفاقهم الحزبين لانني نسيت والان ذكرت قال 1600 عضو حزبي.

فقال البارزاني لصلاح ولحميد كل قيادتكم 12 عضوا وسأبعث ورائهم ليأتوا الى كوردستان وأن ينخرطوا بين صفوف أخوتكم البيشمركة فاتركوا اليسار واليمين ولنوحد الحركة لان الثورة يتطلب كل الجهود فقام جكرخون وقال للبارزاني نحن وهم أينما نكون سنساندكم وجلس، ثم رد  صلاح على البارزاني وقال أن رفاقنا في الوطن لابد أن نستشيرهم ثم نأتي مرة أخرى ونخبرك ما نقره، فرد البارزاني على صلاح : يا صلاح انت ومحمد نيو لو تقروا وتقبلوا فرفاقكم في الوطن سيقبلون قراركم .

وعلى هذا الاساس نحن الطرفين في الوطن استلمنا رسالتي دعوة الى كوردستان لحضور المؤتمر وقالوا في رسالتهم فقط يحضر من كل طرف 25 عضوا ..


نحن كحزب اليسار الكوردي وبعد استلامنا الرسالة قلنا ليس من الممكن ان نذهب الى مؤتمر في كوردستان الا بعد ان نعقد كونفراس استثنائي للحزب فعقدنا كونفراس الثامن لحزبنا وحددنا 25 عضوا لكي يذهبوا الى كوردستان العراق لحضور المؤتمر ولكن عندما ذهبنا الى كوردستان تفاجئنا بحضور 56 عضوا فأصبحنا 81 عضوا هناك وبعدها ازداد العدد الى 106 عضو مع الاسف كان الهدف من انعقاد المؤتمر بهدف مؤتمر حزبي ، الغريب 65 عضوا من (الفراطة) حضروا المؤتمر الوطني وجميعهم غير حزبيين، ومن شخصيات وقيادات [ب د ك ] وبحضور الاخ مسعود بارزاني والاخ ادريس والسيد محمود عثمان حبيب محمد كريم وعارف تيفور الذي هو الان نائب رئيس البرلمان العراقي وحوالي الساعة التاسعة صباحا دخل مصطفى بارزاني الى المؤتمر فوقفنا له ورحبنا به ولكن حبيب محمد كريم رفع صوته وقال لا أحد يصفق لان البارزاني لا يحب التصفيق وبعد أن قدم حبيب محمد له التحية العسكرية فجلس البارزاني وراء الطاولة وقال لنا للحضور اسمعوني أنني بعثت ورائكم ليكي تأتوا الى كوردستان لأخبركم لاننا بغنى عن اليسار وعن اليمن ولايلزمنا حاليا لا اليسار ولا اليمين ، وقال وطننا هو كوردستان وديننا هو الاسلام وقال والله اليساريين هم عملاء موسكو واليمنيين هم عملاء أمريكا فأتركوننا نحن نناضل من اجل كوردستان ولا دخل لنا بموسكو وبأمريكا واذا قال لنا موسكو مرحبا سنرد لها بمرحبا واذا قال لنا امريكا مرحبا سنرد لها ايضا بمرحبتين ثم شرح البارزاني تجربته وسفره الى السوفيات بالتفصيل ، ثم قال ها هم رفاقنا واعضاء قيادتنا حاضرين بينكم وسيساعدونكم في انجاح مؤتمركم وانني سأغادر المؤتمر لان لدي أعمال وارتباطات ولكن اريد منكم, الطرفين ان توحدوا قيادتكم وان تندمجوا مع البعض كأخوة ولايلزمنا كلمة اليمين ولا كلمة اليسار هنا …
والله بقينا خمسة أيام في المؤتمر [ 3 ساعات في النهار و3 ساعات في العصر ] واتفقنا ووصلنا الى حلول مرضية وحسب ظني الحل كان لصالح حزب اليسار الكوردي ونحن نجحنا في ذلك ، مثلا : ثبت في المؤتمر نشرتنا الحزبية [دنكى كورد ] وثبت [كلمة الشعب الكوردي ونحن جزء من هذا الوطن ] انا يوسف ديبو وبهجت وعصمت كنا ممثلى اليسار دخلنا في القيادة المرحلية بينما طرف حميد لم يدخل من لجنتهم المركزية اي عضو في القيادة المرحلية ومن لجنتهم المنطقية 3 ممثلين [تمر مسطى وابراهيم حجي صبري ورستم ملا شحمو]  في اللجنة المرحلية، ومع الاسف اتوا بـ 6 اعضاء (فراطة) ولم يكونوا حزبيين ولا علاقة لهم بالحزب خاصة [ دهام ميرو من عائلة ميرو ومن بيت حاجو محمد سليم حاجو وواحد من بيت جمعة وشيخ محمد عيسى ] ولموهم حولنا على اساس هم مراقبين وشهود خير ..
البارزاني وضع 4 قياديين من الطرفين تحت قبضته ما يشبه السجن وهم صلاح بدرالدين ومحمد نيو من طرفنا اليسار وحميد درويش ورشيد حمو من طرف اليمين وأمر بابقائهم في كوردستان وعدم مغادرتها ، فقيادة حزبنا تشكل من 6 حزبيين و6 أعضاء فراطة وعقدنا هناك عدة اجتماعات فألتف اليمينيون على مجموعة الفراطة وتحالفوا مع البعض وفرضوا علينا دهام ميرو سكرتيرا وهو قروي وجاهل ولم يعرف القراءة  ولم ينخرط يوما بحياته في الحزب ولم يفهم السياسة ، وعين في المكتب السياسي درويش ملا سليمان وابراهيم صبري وشيخ محمد عيسى ودهام ميرو، وانا في ذلك الحين واقولها الان لكم ايضا بأنه صعب ومستحيل الاغوات والاغنياء والكادحين والفقراء ان يعملوا مع بعضهم بجدية لأن الأغوات وتلك الطبقات لايهمهم مصالح الفقراء،
وبعدما عدنا من المؤتمر الوطني الى سوريا وقررنا ان نوحد التنظيمات الحزبية ومع الاسف اشتد الخلافات مرة أخرى ومع الاسف بدلا أن نصبح حزب واحد فأصبحنا ثلاثة أحزاب وأبتدأ الانشقاق [اليسار واليمين وحزب الحياد دهام ميرو] فاضطررنا نحن حزب اليسار الكوردي ان نعقد الكونفراس العاشر1965 الذي عقد في الجمعاية وتباحثنا مطولا وبالتفصيل عن انعقاد ذلك المؤتمر الوطني والدوافع والنوايا لعقد المؤتمر، وفي الكونفراس العاشر لحزبنا أضفنا مطلبا جديدا وهو [ربط النضال القومي مع النضال الطبقي] ووضحنا للكورد بأننا فعلا حزب يساري قريب من هموم ومشاعر الانسان الكوردي المظلوم ومهدنا في ذلك لخطوة قادمة بأن نلتزم بالماركسية اللينينية، فأزداد جماهيرنا واخذنا مجدنا مرة أخرى في المجتمع الكوردي فبقيت انا [يوسف ديبو وبهجت وعصمت] نقود الحزب ورشحنا كأعضاء في المكتب السياسي ورفض عصمت سيدا ان يستلم سكرتارية الحزب للأننا كنا على أمل أن يرجع صلاح بدرالدين من كوردستان وعندما سمعنا بأن البارزاني بعث صلاح الى أوروبا ليدرس – لكنه لم يدرس ولا اعرف لماذا لم يدرس في اوروبا –
من 1971 والى  بداية  1973 اصبح عصمت سيدا مسؤول ادري للحزب ، وفي بداية 1973 رجع صلاح ومحمد نيو والتحقوا مرة أخرى بالحزب وانعقد المؤتمرالثالث الالزامي لحزبنا ورشح صلاح بدرالدين واصبح سكرتير حزبنا وقيادتنا تشكل من 12 قياديا وكان لنا 6 لجان منطقية وعلاقات قوية مع الاحزاب الكوردستانية وكلنا كنا منسجمين ومتفاهمين ولكن في عام 1974 لاحظنا بعض الشذوذ من محمد نيو ولكنه لم يفلح لاننا كنا الاكثر شعبية ومرغوبين لدى الشعب… والواقع كنا 3 أحزاب رئيسية حزبنا اليسار الكوردي بقيادة صلاح بدرالدي وحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي بقيادة حميد درويش وحزب الديموقراطي الكوردي في سوريا بقيادة دهام ميرو ..

من قام بمظاهرة 1971 ؟

يوسف ديبو: نحن حزب اليسار الكوردي قمنا بقيادة اضخم مظاهرة [ انا يوسف ديبو وعصمت سيدا وبهجت ] قمنا بقيادة المظاهرة ، والمناسبة كانت احياء للحركة التصحيحية الاولى، ولكن كانت شعارات حزبنا الموجودة على اللافتات [ لاحزام ولا احصاء ولا سجون ولا اعتقال ] وصدقوني بأن أكثر من 70000 ألف كوردي كان يمشي وراء حزبنا في هذه المظاهرة ، اما الاطراف الكوردية الاخرى كانوا يرددون مثل السلطة وكان شعارهم [ أمريكا مربط خيلنا وفرسنا ونعم للصداقة السوفياتية ] وحتى الان صورتي وصورة الرفيق عصمت سيدا وتلك اللافتة المكتوبة عليها شعاراتنا معلقة عندي في البيت ونعمت واوسكي زاخراني يحملون تلك اللافتة .

في هذه المرحلة يقولون ان السيد جلال طالباني كان يدعم ويساند عصمت سيدا ضد صلاح بدرالدين هل هذا صحيح ؟

يوسف ديبو: لاصحة ولا أساس لهذا الكلام

في عام 1973 يوسف ديبو وعادل يزيدي انتم علقتم على الجدران منشوارات حزبية ضد الحزام ماذا كان قرار المحكمة فيكم ؟

يوسف ديبو : سمعنا أقوالا بأن النظام سيجلب العرب من مناطق الرقة والفرات الى الجزيرة الكوردية فكان قرار قيادتنا ان لا نسكت وان نوزع منشورات ولاول مرة تتفق الاحزاب الثلاثة اليسار واليمين والحياد بان نتصدى لمشروع  التعريب والنظام وان نرفض مجيء العرب الى منطقتنا الكوردية ولكن مع الاسف الحزبين تراجعوا ولم ينزلوا معنا في النضال العملي ، فحزبنا اليسار الكوردي قمنا بتوزيع المنشورات وقسم كبير من الشيوعيين وزعوا المنشورات في [علي فروا] وتصدينا للجرارات والتركتورات وسجن الكثير من رفاقنا وعلى أثر ذلك سجنت وسجن عادل يزيدي وقتها كان عضوا محليا في حزبنا وسجن حسى وأحمد حجي سعيد وكثيرون سجنوا وأخذوا البعض منا الى الفروع السياسية والبعض ىلآخر الى محمكمة أمن الدولة، انا وعادل يزيدي دخلنا سجن شيخ حسن أربعة أشهر رغم كل انواع الاساليب والضغوطات دافعنا عن حقنا ولم نستسلم لهم ثم تم حويلنا الى سجن القلعة والى محكمة أمن الدولة وبقينا 9 أشهر في السجن ، وقلنا في المحكمة : نحن شعب كوردي ونحن نعد القومية الثانية في سوريا ونحن نعيش على أرضنا ونحن جزء من هذا الوطن ونحن جزء من الحركة الديموقراطية في البلاد.

ولتعرفوا بأنني الان مجرد من كل الحقوق المدنية في سوريا ومختوم بهذه العبارات على دفتري العائلي وكان اقرار كالتالي :  يوسف ديبو متهم بالعمل مع جمعية سرية

هل لجلال طلباني علاقة في الخلافات بين صلاح بدرالدين وعصمت سيدا في 1975 وهل قلتم وأتهمتم صلاح بأنه خائن يعمل لعرفات ولصدام ؟

يوسف ديبو: نعم في 1975 حصل خلاف بين صلاح وعصمت سيدا وأنا وقفت بجانب عصمت ضد صلاح بدرالدين واما ما قيل بأن صلاح يعمل لصالح صدام او عرفات فهذه اشاعات ولا أساس لها ونحن لم نقل هذا الكلام ضد صلاح فخلافاتنا كانت حزبية فقط وكنا نطلب ونشترط على صلاح بأن يأتي الى سوريا ، واللذين قالوا هذا الكلام هم يتحملون مسؤولية كلامهم بينما أنا وعصمت لم نقل هذا الكلام ضد صلاح.

هل صحيح ان حميد درويش وسيدايى جكرخون في عام 1973 ذهبوا الى بغداد وأبدوا استعدادهم للنظام العراقي لمحاربة البارزاني ويقولون بأن حميد تلقى دعم مادي ما يقارب 35 ألف دينار عراقي ولم يعط شيئا لجكرخون واختلفوا على هذا المبلغ ؟

يوسف ديبو: لم أعرف تماما صحة هذا الخبر وان ذهبوا فهم يتحملون مسؤولية ذهابهم الى بغداد ولكن كان هناك اشاعات قوية تقول أن حميد درويش وجكرخون ذهبوا الى النظام العرقي ليأيدوا الحكم الذاتي المبتور الذي اعطاه النظام العراقي للبارزاني ، ولكن البارزاني رفض الحكم الذاتي المبتور ولم يقبله ، هكذا كنا نسمع بأن حميد وجكرخون ذهبوا الى بغداد وذهابهم أصبح حديث الشارع واشمئز الناس منهم عندما سمعوا تلك الاخبار.

حدثنا عن تأسيس الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا وانشقاق صلاح بدرالدين عن اليسار الكوردي ؟

يوسف ديبو: بعد 1975 أصبحنا مجموعتين وانشق صلاح بدرالدين ومعه مجموعته وسموا حزبهم باسم [حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا ] بقيادة صلاح بدرالدين، واما نحن بقينا كحزب اليسار الكوردي في سوريا تحت قيادة عصمت سيدا وأصبح رسميا سكرتيرا لحزبنا ، أنا وزبير وعصمت سيدا اصبحنا في المكتب السياسي وجريدة حزبنا بقيت كما كانت [طريق الشعب] وجريدة الطرف الاخر اصبحت [ اتحاد الشعب ]  وهكذا اصبحنا حزبين وقيادتين وجريدتين وكثير من الرفاق ابتعدوا وجلسوا في بيوتهم واصبحنا في ضعف بسبب الانشقاقات.

ما هي مدرسة آب ؟

يوسف ديبو : من مدرسة آب 1965 خرج منها 5 مجموعات منشقة وحتى ان السيد فؤاد عليكو وحسن صالح وعبد الباقي يوسف ابو آشتي  انشقوا من حزب الاتحاد الشعبي الكوردي وهذه المجموعة ايضا يعتبرون من كونفراس آب ، وانشق منا اليسار الكوردي مجموعة خيرالدين مراد وأيضا هم من كونفراس آب.

ثم اندمج اتحاد الشعب مع مجموعة خيرالدين مراد وسموا أنفسهم  [بحزب آزادي الكردي في سوريا] وهم ايضا يعتبرون من كونفراس آب ، ونحن نعتبرهم ونسميهم ذات الاصول اليسارية.

كيف هذا التناقض انت تقول نحن يساريون وماركسيون ونحن دائما كنا مع ثورة البارزاني وانت تتهم الاحزاب الاخرى بأنهم يمشون بخط النظام السوري ؟

يوسف ديبوا: عندما التزمنا الماركسية في 1973عن قناعة تامة من كل القيادة الحزبية ولم نتأثر بما كان يردده النظام السوري بالوحدة والحرية والاشتراكية او يعقد علاقات قوية مع السوفيات ، كل عملنا ونشاط حزبنا كان في المنطقة الكوردية ولا علاقة لنا بشعارات الاخرين فالدول والحركات العالمية كلهم استفادوا من العلم الماركسي وكنا وما زلنا نؤمن بأن العلم الماركسي مفيد لكل الشعوب ، وهنا اريد ان أكرر بأن حزبنا تدرج في 3 تحولات ومراحل :
1965 التزمنا بفكر اليسار
1971 ربط النضال القومي بالنضال الطبقي [في الكونفراس العاشر]
1973 ألتزمنا بالفكر الماركسي
هنا أقول بأن الواقع الكوردي الطبقي كان يفرض نفسه بأن نغير من شعاراتنا لنواكب الاحداث ولنقترب فعليا من طموحات شعبنا الكوردي المهضوم حقوقه لذلك نحن كحزب اليسار الكوردي ومن 1965 كنا نؤمن بالتعددية الحزبية وكنا نناضل من اجل تقوية الشعور القومي وكنا نقول نحن سنمثل الطبقات الفقيرة والمعدومة وكان تركيزنا دائما بربط النضال القومي بالنضال الطبقي ولاحظوا حتى هذه الساعة نحن اليسار الكوردي نمثل شريحة المثقفين والفقراء والعما ، اما فلسفة الاحزاب الاخرى فهم يقولون ليس هناك يسار ولا يوجد يمين  فالشعب الكوردي بكل شرائحه وطبقاته يعمل مع بعضهم البعض وليبقى فلسفتهم لهم ونحن نحترم رأيهم.
وحتى هذه اللحظة الشعب الكوردي أكثر ميلا الى اليسار الكوردي فمثلا هناك أحزاب ترى لها سيرا في الاشتراكية الدولية وهم أعضاء لدى الاشتراكية الدولية مثل قاسملو وكمال بورقاي والاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب الكوملة في كوردستان ايران واحزاب كوردية شيوعية في كل اجزاء كوردستان وكثيرون، فهذا تأكيد لفكرتي بأننا نحن الكورد مجتمع طبقي وندافع عن حقوقنا وأغلب الشعب الكوردي هم فقراء ومضطهدين, ففكرة اليسار الكوردي ما زال الاكثر رغبة حتى هذه اللحظة،

في 1973 سجنت قيادة البارتي [حزب الديموقراطي الكوردي في سوريا] هل بامكانك ان تتكلم عن سجنهم ؟

يوسف ديبو : ان قيادة البارتي اجتمعت في بيروت تحت قيادة دهام ميرو وأتخذت عدة قرارات بأن يخرجوا للاعتصامات والمظاهرات وان يبلغوا رفاق حزبهم في الخارج بتنظيم مظاهرات ضد النظام وان يحتجوا على التعريب ومجيء او جلب العرب من منطقة الرقة وتوطينهم في المنطقة الكوردية في الجزيرة تحديدا ، ولكن مع الاسف تمكنت أجهزة الامن الاستيلاءعلى بريد الحزب الذي كان في سيارة آتية من حلب باتجاه القامشلي [والشخص الذي كان معه البريد اسمه: عبد الرحمن علي / عضو فرقة في الحزب] ومع الاسف جهاز الأمن حصل على اضبارة جلسة الاجتماع الذي عقد في بيروت وكان فيها أسماء كل القيادة السياسية وفيها أسماء اللجنة الاستشارية والموكلين لهم بقيام النشاطات وعلى أثر ما كان موجودا في المحضر سجنت قيادة البارتي بقرار المحكمة العسكرية وافرج عنهم بعد ثمانية أعوام أيضا بقرار المحكمة العسكرية وهم : [دهام ميرو ـ كنعان عكيد ـ ملا فخري ـ عبدالله ملا علي ـ خالد مشايخ ـ نذير مصطفى]
ــ 1974 قيادة البارتي في السجن مع اشتداد الخلافات فيما بينهم فأصبحوا مجموعتين :
  1 ـ مجموعة الكونفراس تحت قيادة شيخ باقي
2ـ المجموعة الثانية تحت قيادة مصطفى ابراهيم وحميد سينو
وكان موقف الحزب الديموقراطي الكوردستاني / عراق / هو تأييد  مجموعة مصطفى ابراهيم ومحمد سينو

عند جلب النظام عرب الغمر الى المنطقة الكوردية ما هو اسم ذاك الحزب الكوردي الذي قال: أهلا باخواننا العرب الوافدين فأنتم بين اخوتكم الكورد وهذا دياركم ؟

يوسف ديبو: والله لم أعرف من قال ولم اسمع بذلك ، ولكنني أقول وكما ذكرت سابقا واكرره الان عند مجيء المغمورين العرب الى منطقتنا الكوردية نحن الأحزاب الثلاثة[ اليسار الكوردي ـ اليمين الكوردي ـ الحياد ] اتفقنا أن نتحد ونقاوم ذلك المخطط الشوفيني بنشاطات ومسيرات كبيرة ، ولكن مع الاسف عندما أعلنا المظاهرة والمسيرة وجدنا أنفسنا الوحيدين في الساحة ومعنا مجموعات من الحزب الشيوعي وهم قاموا بمظاهرات في [علي فرو] وانسحب الحزبين الكورديين اليمين والبارتي حيث أدعى مجموعة البارتي بأن رفاقهم دخلوا السجون أثر القبض على بريدهم.

لماذا أتخذ عام 1971قرار الفصل بحق السيد صالح كدو؟ وبعدها لماذا تراجعوا عن القرار ؟

يوسف ديبو : فعلا ظلم صالح كدو وتكلموا بحقه بالزور وصالح كدو مثله مثل الكثيرين أخطأ وأنا أخطئت والجميع اخطؤوا ، في كثير من الاحيان أفكر في الماضي وأقول لماذا ظلمنا بعضنا البعض ؟ بصراحة سأقول لكم بأننا كلنا تطاولنا على بعضنا البعض واتهاماتنا لبعضنا كانت شنيعة مع الاسف ونتيجة تلك الاخطاء تمزقنا وأصبحنا مجموعات منقسمة وتسببنا في بعد الألاف من المثقفين من التنظيمات والجلوس في بيوتهم .

1975 ضغطتم على صلاح بدرالدين ليستقيل من الحزب وأنت كنت مع الذين أتهمتم صلاح بارتباطه مع صدام وعرفات وانه يتلقى أموال من السفارات العراقية ؟

يوسف ديبو : خلافنا مع صلاح بدرالدين كان خلافا تنظيميا والخلاف الثاني كنا نقول له يجب أن ترجع الى الوطن وقرارنا كان واضحا لايجوز ان يكون سكرتير حزبنا في الخارج ، اما المغالطات بحق صلاح نعم نعترف بأننا اختلفنا وتكلمنا وكلنا أسئنا لبعضنا، وكثير من الاشاعات والكلام قيل على شخصي وعلى عصمت سيدا وعلى صالح كدو ومحمدى نيو والكثيرين ، ولكن للتأكيد كلنا أخطئنا وكلنا جرحنا بعضنا البعض.

كيف رجع السيد صلاح بدرالدين مرة أخرى الى الحزب بعد فصله ؟

يوسف ديبو :  لا..لا..

صلاح لم يرجع الينا بل شكل لنفسه حزبا وسماه بحزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا ، لأن حزب اليسار الكوردي انقسم الى مجموعتين ــ مجموعة مع صلاح ومجموعة مع عصمت سيدا، والمجموعتين عملا باسم اليسار الكوردي بضع أشهر ثم قرر صلاح ان يغير اسم حزبه الى حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سوريا وأصبح صلاح سكرتيرا لحزبه ،

هل كان لبعض الاحزاب الكوردستانية يد في انشقاق حزب اليسار الكوردي في سوريا؟

يوسف ديبو : أشكرك يا شفكر لأنك سألتني هذا السؤال المهم ، والمشكلة ليست فقط بيننا وبين صلاح بدرالدين  بل هنال أربعة نقاط أساسية للخلافات أدت الى تناحر وتشرذم وانشقاقات للحركة والاسباب هي :
1ــ المسائل الفكرية  ــ التي تبلورت في 1965 حيث كنا نحن يساريون والجانب الاخر كانوا يمينيون .
2ــ كنا نحن اليسار نقول نحن شعب كوردي ،  اما الطرف الأخر كان يقول نحن أقلية قومية
3ــ نحن اليسار كنا نطالب بالحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للكورد في سوريا ، اما الطرف اليميني كان يطالب بجمعية ثقافية للكورد في سوريا
4ــ نحن اليسار كنا نرفض التعامل مع الاجهزة الامنية وكنا نقول الحوار يجب ان يكون مع الهرم الاعلى في السلطة أي مع القيادة القطرية او القومية ، أما حزب اليمين الكوردي كان يريد التعامل مع اجهزة المخابرات.
نعم  كانت هناك أيادي كوردستانية خارجية في اشعال الخلافات بين أحزابنا ، والاستخبارات السورية لها اليد الاطول في الانشقاقات والامثلة كثيرة :
  الى قسمين: قسم مع 1974 عندما تم الانشقاق في الحزب الديموقراطي الكوردي البارتي في سوريا ، قسم ذهب مع شيخ باقي وقسم ذهب مع مصطفى ابراهيم وحميد سنو ، هنا أريد ان أقول بأن الحزب الديموقراطي الكوردستاني /عراق/ تدخلوا في شؤونهم وأيدوا مجموعة مصطفى ابراهيم ومحمد سينو … وهنا أقول رأيي بصراحة نحن أكراد سوريا ندعم ونساند كل الاحزاب الكوردستانية في الاجزاء الثلاثة الاخرى ولم نتدخل يوما ما في خلافاتهم وفي شؤونهم الحزبية الداخلية ونتعامل معهم على أساس الاحترام المتبادل ومع الاسف دائما نجد بأن البعض من الاحزاب الكوردستانية تتدخل في شؤوننا…
وفي 1988 عند انشقاق مجموعة اسماعيل عمر من البارتي وجدنا مباشرة الحزب الديموقراطي الكوردستاني ساند السيد كمال أحمد وقالوا لهم انتم الشرعيين ، وهذا مضحك ولا يليق بنا نحن كأكراد سوريا عندما تكون شرعيتنا من [ب د ك] أومن [يكيتي نشتماني] أو من [ب ك ك] أو من أي أحد، والان هذا يحدث مع نصرالدين ابراهيم ودكتور حكيم، ويحدث بين أطراف حزب اليمين الكوردي ومن هو الموالي أكثر لمام جلال وكأن الرضى والشرعية منهم هو الهدف.
ــ 1981 الشهيد سامي عبد الرحمن أيد شيخ آلي [حزب العمل الكوردي في سوريا]
ــ وايضا كانت المصيبة في حزب [ب ك ك] عندما أتوا الى كوردستان سوريا وعملوا تحت أبطة النظام السوري وحاربوننا بل حاولوا ان يلغوا كل احزابنا .

سمعنا أنكم تنادون بوحدة اليسار الكوردي تحت تسمية [وحدة قوى 5 آب] ؟

يوسف ديبو: نحن أسسنا التحالف الكوردي في سوريا  [ في نوروز عام 1986 ] ولم تفلح التجربة وانقسمنا وأسسنا تحالف ثاني في 1992 والان في 2008 انقسم التحالف ايضا ، لذا نحن الان بصدد العمل بجدية لاحياء وحدة اليسار الكوري المتمثل في قوى كونفراس 5 آب 1965، مثلا هناك 5 مجموعات  :
1ــ حزب اليسار الكوردي [محمدى موسى ــ صالح كدوــ يوسف ديبو ــ ابونوروز وزملائنا في قيادة اليسار الكوردي ]
2ــ حزب يكيتي كورد في سوريا بقيادة السيد فؤادعليكو وهم من نفس مدرسة 5 آب
3ــ تيار المستقبل بقيادة مشعل تمو
4ــ حزب آزادي الكوردي في سوريا [خيرالدين مراد ومصطفى جمعة وهم من مدرسة 5 آب]
5ــ والسيد نصرالدين ابراهيم ومجموعة كبيرة معه كانوا من كوادر مدرسة 5 آب
نعم عقدنا في هذا العم 2008عدة اجتماعات مشتركة نحن الاحزاب او المجموعات الخمسة لتأسيس [اتحاد يساري كوردي] واتفقنا على الرؤية المشتركة على أن يكون:
1ـــ من كل حزب 3 ممثلين لنا في لجنة قيادية مشتركة مؤلفة من 15 عضوا قياديا ،
 2ــ اصدار جريدة باسم الاتحاد اليسار الكوردي ومع الوقت نزيل جرائدنا ومنشوراتنا الحزبية الى جانب ،
3ــ ان نحدد لنا ممثلين وناطقين في الداخل وفي الخارج ومع المنظمات والهيئات العالمية
4ــ توحيد الندوات واللقاءات بشكل مشترك وبهذا الشكل سنصبح طرفا قويا في الحركة ونحن نسير في هذا الاتجاه ومن الافضل ان تتحد الاحزاب القريبة فكريا مع بعضها البعض .

ماذا عن مشروع البارتي الذي يدعو الى تأسيس جبهة سياسية عريضة ؟

يوسف ديبو: نحن نشكر الدكتورحكيم لأنه صاحب طرح هذا المشروع ، الأن 3 أحزاب كوردية من الجبهة ونحن 5 أحزاب  لكونفراس5 آب معهم فيصبح المجموع 8 أحزاب كوردية موافقة ونتمنى من الله ان تتم ذلك بأقرب وقت ممكن ولا بد من التوحيد ولم الشمل وترتيب البيت الكوردي  وتوحيد القرارالكوردي .

لماذا انشق عنكم السيد خيرالدين مراد ؟

يوسف ديبو: في 1993 كان عندنا 15 قياديا في الحزب اليساري الكوردي ولكن عمليا نحن 8 قياديين كنا في الظهور وفي الصدارة لقيادة حزب اليسار الكوردي مثل [عصمت سيدا ـ يوسف ديبو ـ ابو نوروز ـ خيرالدين مراد ـ زبير ــ صالح ـ محمدى موسى ـ شيخموس موسى ـ صديق شرنخي] ، خلافاتنا مع الاخ خيرالدين مراد كانت خلافات تنظيمية وليست خلافات فكرية، وبقينا نحن في اليسار وذهب خيرالدين بمجموعته واندمج مع اتحاد الشعبي الكوردي وأسسوا حزب آزادي الكوردي.

عندما أصبح محمدى موسى سكرتيرا لحزب اليسار الكوردي سمعنا بأنك/ يوسف ديبو/ ذهبت مع حميد درويش وعملت باسم المستقلين هل هذا صحيح؟ وهل كان يعطيك حميد درويش راتبا 800 ليرة سورية؟

يوسف ديبو: قبل أن اجاوبك سأقول لكم بأن حزب اليسار الكوردي في سوريا هو الحزب الوحيد الذي يتغير فيه قيادته ولم يتربصوا بكرسي السكرتارية أي بعد دورتين يجب أن يترك المنصب ولا يحق له الترشيح .


 بعد الرفيق عصمت سيدا أنني اصبحت في المؤتمر التاسع سكرتيرللحزب اليساري الكوردي ولكن بعد عامين تنازلت لاخي المقتدر محمدى موسى وأصبح سكرتيرا للحزب وكنت ولا أزال أرى في شخصية محمدى موسى شخصية سياسية قادرة ان يقود كل الحركة الكوردية في سوريا، وبقيت في المكتب السياسي فترة عامين وبعدها قدمت استقالتي من الحزب لظروف مادية  ..
في عام 1999 جائني وفد من التحالف الكوردي الى البيت [أي بعد استقالتي بشهرين] وقالوا لى ونحن مخولين من التحالف ونطرح عليك ان تقبل هذين الشرطين :
1ــ [وهو ان نعطيك راتبا قدره 3 آلاف ليرة سورية] وأنا شكرتهم واحترمت عرضهم وقبلت بذلك .للعلم انني في حزبي بيقيت 35 عاما وانا كادر متفرغ وأستلم راتبا من الحزب لادبر به أموري .
2ـ قالوا لي نريد ان نأسس مجلس عام للتحالف الكوردي وأقترحنا بأن تكون انت في ذلك المجلس فوافقت على اقتراحهم وعملت في المجلس العام باسم المستقلين وكان عدد الحزبين فيها 12 عضوا واما المستقلين كان عددهم 13 عضوا وقلت للأعضاء المجلس نعم أنني استقليت تنظيميا من حزب اليسار ولكنني لم أستقل فكريا فأنا يساري ودائما سأقف مع حزب اليسار الكوردي  وبقيت معهم 5 أعوام،

قلت محروم من كافة الحقوق المدنية في سوريا وممنوع من المغادرة ؟ انت وصالح كدو في 2008 كيف سافرتم من مطار دمشق الى السليمانية ؟

يوسف ديبو: نعم في 2008 تلقينا دعوة رسمية من المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني ، نعم انني مجرد من كل الحقوق ولكن الدولة السورية في العمل والتوظيف والشراء والبيع والترشيح ولم تسحب مني الهوية أو جواز السفر ولم يمانعونني من السفر ولا يمانعون أي رئيس حزب كوردي من السفر والجميع يستطيعون السفرللخارج ، قد يكون هناك أثنين أو ثلاثة منهم لايستطيعون السفر ولكن الاغلبية يسافرون .

2008 انت والسيد صالح كدو ذهبتم الى هولير وزرتم صلاح بدرالدين في منزله بمصيف صلاح الدين.

السؤال: هل زيارتكم تعد زيارة أهلية وعائلية ؟ أم مصالحة عن ما ارتكبتم في حق بعضكم البعض من التخوين والخلافات والزعل؟؟

يوسف ديبو : بعد أن ألتقينا بكثير من الاحزاب الكوردستانية في السليمانية وفي هولير أيضا فقلت لرفاقي علينا أن نزور صلاح بدرالدين لأنه كان رفيقنا الحزبي ولنا تاريخ طويل معه وها هو يعمل في كوردستان العراق ويحترمونه كأمير وله مكانته كشخصية وطنية وكشخصية فكرية ، وفي المحصلة ذهبنا الى زيارته وتصالحنا كرفاق حزبيين وكأهل وأقارب.

أنك تعترف بأنكم أخطأتم بحق بعضكم البعض نتيجة أخطائكم ومشاكلم ها نحن ندفع الثمن في التشرذم والانقسامات.

السؤال : لماذا لم تدلوا ببيان الى الرأي العم الكوردي أو تصريح بأنكم غلطتم وها الان تصالحتم؟

يوسف ديبو: نعم ذهبنا الى صلاح بدرالدين وقبلنا بعضنا البعض وتصالحنا وهذا جيد وصلاح الان هو شخصية كوردية ولكنه غير حزبي الان ويكتب رأيه في الشأن الكوردي ونحترم رأيه ،
  مع الاسف عند كل مشكلة في الحزب كنا نزعل من بعضنا البعض والزعل كان يطول لعشرات السنين، والأغلب كنا أقارب ونسكن في نفس المدينة، اريد أن أقول شبه نكتة , بعد ان اختلفنا مع خيرالدين مراد بعد أربعة أعوام رأيته بالصدفة أراد ان يتهرب من السلام فمسكته من كتفه وقبلته وقلت له يا خيرالدين نعرف انك أصبحت سكرتير ولكن سلم علينا يا خيو, أجابني خيرالدين وقال نعم كلنا أخطئنا ولا أحد يتكلم مع الثاني وقسمنا أحزابنا الى 12 حزب ،،
نعترف بأننا في البدايات كنا ننشق ومن ثم نهاجم بعضنا باتهامات شنيعة لا أساس لها فتنفتح الجروح وتطول الزعل، كنا نتحكم في بعضنا البعض وكأننا نملك رفيقنا الحزبي ، وكنا نحد من اختيار فكره أو تنقله الى فكر آخر أوحزب آخر .

كم مرة سجن يوسف ديبو ؟

يوسف ديبو: سجنت 6 مرات، مرتين في عهد جمال عبد الناصر ـــ  ومرة في1967 زمن يوسف الزعيم ــ ومرتين في عهد حافظ الاسد بداية الحركة التصحيحية ـــ والمرة الاخيرة 8 ساعات في مظاهرتنا في دمشق ضد المرسوم 49.

وشعبنا يعرف بأنني دائما كنت اسجن من أجل قضية شعبي ولم استسلم في المحاكم بل كنت أدافع بكل حزم عن قضية شعبنا العادل في سوريا وكنت اشرح لهم بأننا جزء من هذا الوطن ولنا حقوق مشروعة ولنا خصوصيتنا الكوردية وكنت أقول لهم نحن كورد ولسنا عرب أو أشوريين أو سريان أو تركمان ..

هل سجن استاذ حميد طيلة حياته السياسية في سوريا ؟ هل صيحيح كما قال حميد أنه كان ملاحقا وطارده اجهزة محمد طلب هلال وبقي مختبئا 6 سنوات في جبال كورداغ ؟

يوسف ديبو: لم اسمع بأن حميد درويش سجن أو قبض عليه أعذرونني لانني لا أتذكر، فقط اتذكر بأنه مرة واحدة كان ملاحقا ولكن ليس لدي معلومات كم هو المدة التي  كان مطاردا أو ملاحقا ،

في 3 آب 1973 وزعتم منشورات انت [يوسف ديبو وعادل يزيدي] سجنتم مع زملائكم في القيادة.

أخبرنا كيف تم الافراج عنكم فقط ؟

يوسف ديبو : تم القيض على بعض رفاقنا الحزبين من طرف الامن السياسي ، وقبض الأمن السياسي علينا, انا وعادل يزيدي ، وبعض رفاقنا الاخرين قبض عليهم المخابرات العسكرية مثل المرحوم حسى  والمرحوم أحمد حجي سعيد والكثيرون، أي أغلب الرفاق قبض عليهم الامن العسكري عدا انا والرفيق عادل يزيدي ورفيقين آخرين وفي ذلك الوقت كان الأمن السياسي يتبع وزاة الداخلية فحولنا في البداية الى سجن شيخ حسن ومن ثم الى سجن القلعة ومن ثم الى محكمة أمن الدولة العليا والمحكمة أقرت بالسجن علينا 9 أشهر وبعدها أخلي سبيلنا وخرجنا.
أما القسم الاخر أي مجموعة البارتي ومعهم دهام ميرو هؤلاء تم القبض عليهم من قبل الامن العسكري وتم توقيفهم عرفيا ولم يقدموهم الى المحكمة ، وأغلبهم بقيوا أكثر من 8 أعوام في السجن .

قلت سابقا في عام 1971 ان حزبنا اليسار الكوردي قام بأضخم مظاهرة أي 7000 شخص ولكن سمعنا العكس بأن سليم حاجو وبهجت هم الذين قادوا تلك المظاهرة ؟

يوسف ديبو : صدقني ويشهد الله بأن محمد سليم حاجو لم يكن في هذه المظاهرة التي تمت في القامشلي ، أصلا من قيادة حزبنا اليساري كنت انا وعصمت سيدا وبهجت الذين كانوا يقودون تلك المظاهرة التاريخية الضخمة، صدقوني ان هذه المجموعة – الستة – التي فرضت علينا من قبل البارزاني في المؤتمر الوطني [ دهام ميرو ــ  محمد سليم حاجوــ وواحد من بيت جمعة وشيخ محمد عيسى ] مع الاسف أحدا منهم لم يأتي الى المظاهرة وحتى الان وانا أحتفظ بتلك الصور فقط صورتي وصورة عصمت وصورة بهجت وتحتهم مكتوب شعاراتنا : سوريا حرة وديموقراطية ــ لا أحصاء ولا حزام  ــ ولا سجون ولا اعتقالات،

انك قلت نحن سألنا في مؤتمر [ ب د ك عراق] اين البارزاني ولماذا غير موجود ؟ فقلت سابقا [ان البارزاني ضاع اسبوع او ذهب بين الغنم .

السؤال : هل كان كلامك مقصود ؟ وكيف زعيم أمة وزعيم ثورة يضيع عن الانظار؟ وما علاقة البارزاني بالغنم ؟

يوسف ديبو : قلت لكم سابقا بأن الحزب الديموقراطي الكوردستاني عقد أضخم مؤتمر تاريخي [المؤتمر الثامن] وكان صلاح ومحمد نيو كضيوف للمؤتمر، هكذا سمعنا من المرحوم محمدى نيو قال خرج البارزاني من المؤتمر وغاب وعنما سألنا أين ذهب البارزاني قالوا لنا: كلما ينزعج البارزاني يغيب بعض المدة فيقولون بأن البارزاني ذهب عند الغنم ، وعنما أتى البارزاني سألناهم أين كان ؟ أجابونا يمكن كان ذاهبا الى مقره في كلالة أو كان في الخارج .

قبل مدة قلت عندما ذهبنا الى المؤتمر الوطني كنا 25 عضوا من اليسار و 25 عضوا من اليمين هذا ما كان مقررا ولكن تفاجئنا ب 56 شخصا [فراطة]..أعذرني انت تقول 56 شخص فراطة وقال استاذ حميد بأن اكثر من 70 شخص من أزلام المخابرات السورية فهل معقول ان يقال هكذا على دهام ميرو وزملائه ؟ أو هل البرزاني كان له معرفة بهؤلاء ؟

يوسف ديبو : أنا لا أقول أنهم مخابرات قد يتواجد بينهم بعض المسيئين ولكنني لا أستطيع التمييز بينهم من هو الصالح ومن هو الطالح فاستاذ حميد يتحمل مسؤلية كلامه ، أما أنا نعم قلت عنهم 56 شخصا فراطة وكان قصدي بأنهم غيرحزبيين.

لماذا لا يوجد استقرار في تحالفاتكم مع الاحزاب ؟ مرة انتم يساريون ومساندين ومؤيدين للبارتي والبارزاني ــ ومرة انتم مع الطالباني ــ ومرة متحالفين مع اليمين الكوردي ــ ومرة في تحالف مع التقدمي ومع  ب ك ك [تحالف 1994] ؟

يوسف ديبو : مسألة التحالفات تعني الوحدة والصراع ، من طرف نحن نريد أن نبني وحدة حزبية على نقاط مشتركة تجمعنا نحن المجموعات الفكرية القريبة من بعضها، ومن الطرف الاخر لابد أن يكون صراعنا الفكري والسياسي والطبقي موجودا وهذه هي لعبة السياسة, ان نتحاور وان نتفق على النقاط التي تجمعنا مثلا [تحالف 1986] نحن اليسار الكوردي والبارتي بقيادة المرحوم كمال أحمد والاتحاد الشعبي الكوردي والحزب الكوردي السوري بقيادة شيخ باقي ، وبعد أن فشل ذلك التحالف أسسنا تحالف آخر في 1992وتشكلت من أربع احزاب وهي [حزب اليسار الكوردي وحزب الاتحاد الشعبي الكوردي وحزب الكوردي السوري / شيخ باقي/ ــ وحزب الديموقراطي الكوردي في سوريا بقيادة كمال أحمد] وبعدها بمدة تقدم حزب التقدمي الديموقرطي الكوردي بقيادة حميد بطلب الى التحالف وتم قبولهم أيضا ومن ثم تقدم حزب الوحدة الديموقراطي الكوردي بقيادة اسماعيل عمر بطلب الى التحالف وأنضم ايضا ..

ومع الاسف الان ترون حال التحالف كيف انقسم الى حزبين .
ــ اما عن تحالف التقدمي مع ب ك ك فهذا مستحيل لأنهم لا يطيقون رؤية بعضهم ، اما نحن اليسار الكوردي تحالفنا مرتين مع حزب  ب ك ك وكانت تحالفات انتخابية.

شفكر: اشكرك باسمي وباسم غرفة غربي كوردستان على هذه المعلومات القيمة ونتمنى لك السعادة والتوفيق

يوسف ديبو : شكرا لغرفتكم الكريمة وأنني سعدت بلقائكم وأتمنى أن اكون قد قدمت شيئا مفيدا لكم وفي النهاية اريد أن أقول لكم ولكل المثقفين والحزبيين هذه كانت لحظات من تاريح حركتنا ولم أدعي بأن كل الصواب سيكون عندي ولكن هذه هي معلوماتي وقلت لكم بكل آمانة وصراحة ، والشيء الثاني الذي أود قوله هو : انتم الان في عصر الانترنيت والعالم أصبح كقرية صغيرة عليكم ان تتحدوا وان لاتحرقوا أنفسكم في التحزبية الضيقة اسلكوا طريق الكوردايتي  …  الكورداياتي ..

وبالوحدة ننتصر ونصل الى حقوقنا ..والف شكر لكم والسلام

غرفة غربي كوردستان

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…