بيــــــان في الذكرى الرابعة لانطلاقة حزب آزادي

لم يكن مجرد حدث عابر ما حصل يوم 21 /5 / 2005 عند ما تم الإعلان عن انطلاقة نوعية جديدة اختزلت مضامين الحس الوطني والقومي لدى شعبنا الكردي وحاجته المثلى لتوجه وحدوي، تمليها قراءة الأحداث والتطورات المتلاحقة على الأصعدة المختلفة العالمية والإقليمية والمحلية ، وكموقف موضوعي رافض لحالة التشتت في الحركة الكردية في سوريا، وباتجاه ما ينبغي لها من ضرورة توفير أداة نضالية تناسب المرحلة وتفاعلاتها، واستجابة نسبية لانتفاضة 12 آذار 2004 وتداعياتها الهامة، وما خلفتها من آثار ونتائج لها دورها وقيمتها الفعلية بالنسبة لشعبنا الكردي ولمجتمعنا السوري، إزاء كل ذلك فقد تضافرت الجهود الخيرة والمساعي النبيلة في هذا الاتجاه والتقت مع الإرادة الوحدوية الحرة فكان تحقيق ما يمكن تحقيقه، حيث توحيد حزبين شقيقين ( الاتحاد الشعبي واليساري ) في حزب وباسم جديد( حزب آزادي الكردي في سوريا)..
وهكذا، فإن مهمة تحقيق وحدة اندماجية بين حزبين ليست من المهام السهلة قطعا، خاصة في ظروف عانت خلالها وما تزال الحركة الكردية في البلاد صنوف التمزق والانقسام نتيجة الأزمات والصراعات الحادة التي جعلتها تتآكل وتنهش في جسدها، إلا أن المهمة الأصعب والتي تصدى لها رفاق حزبنا وأصدقائه هي حماية هذه الوحدة رغم ما تعرض لها( أي الحزب) من حملات التشكيك والتضليل وإثارة المزيد من الفتن التي عانى منها التنظيم عبر أداء المهام والنشاطات، لذا كان من دواعي الاعتزاز لرفاقنا هو إدراج الأصدقاء لتجربة آزادي في عداد التجارب الوحدوية الناجحة حتى الآن من تاريخ الحركة الكردية في سوريا ..
من هنا فإن المسؤولية التاريخية تلقي على عاتقنا جميعا قيادة وقواعد مسؤولية المزيد من التلاحم ورص الصفوف من أجل تطوير تجربة آزادي لتكون رائدة ومتقدمة تحتذى ، ولتكون حافزا لنا ولأشقائنا في أطراف الحركة الكردية نحو المزيد من التقارب باتجاه الوحدة أو توحيد الموقف والخطاب السياسي على طريق بناء أوسع ائتلاف قومي، للانتقال إلى ما يمكن من الائتلاف الوطني العريض للتصدي للمهام والمسؤوليات تجاه كافة القضايا والأوضاع بدءا من الوضع الدولي وتطوراته وما يمكن التفاعل معه عبر ملامحه الإيجابية ومساعيه في اجتثاث الإرهاب ومكافحة أسلحة الدمار الشامل، والعمل من أجل بناء الأنظمة الديمقراطية ذات الطابع الجماهيري وفق أسس وقواعد العدل والمساواة ، ومن أجل التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي ..

ومرورا بالوضع الإقليمي وقضايا المنطقة وتداخلاتها وتشعباتها المعقدة ، وما تشهدها من مستجدات حصلت بعد صراعات دامية وإرهاصات ومنغصات توحي – رغم المعوقات – ببروز توجهات جديدة ومتسارعة نحو حل المزيد من القضايا الشائكة ، ويبدو واضحا التركيز في هذه المرحلة على عملية السلام بين العرب وإسرائيل في المنطقة وما تقتضي من مستلزمات وما تطلب من استحقاقات لها دورها وأهميتها في التطورات اللاحقة ..

ووصولا إلى الوضع الداخلي وما تشهدها البلاد من الأزمات الخانقة الاقتصادية والمعيشية والسياسة وتشديد القبضة الأمنية على مقدرات البلاد وما ينجم عنها من القمع والتنكيل والزج بالمناضلين عرفيا في غياهب السجون و إنزال أشد الأحكام جورا من محاكمها الاستثنائية بلغت من السجون سنين طوال، هذا إلى جانب تصعيد السياسة الشوفينية الممنهجة تجاه شعبنا الكردي والانتهاكات المستمرة لحقوقه كإنسان قبل أية اعتبارات أخرى قومية أو سياسية ، بمعنى أن هذه السياسة تستهدف الوجود الكردي برمته وتعرقل تطوره في شتى مناح الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وحتى معيشيا وتسعى لاقتلاعه من أراضيه وتشريده في أصقاع البلاد والعالم ..
وإذا كان للخطوات الوحدوية منذ سنوات أهميتها بالنسبة لشعبنا ومجتمعنا وحركته السياسية ، فإن أهميتها اليوم تزداد أكثر بحكم المستجدات والآفاق المنتظرة ، التي تدعونا إلى تضافر الجهود من أجل تعزيز وحدة حزبنا، والعمل باتجاه بناء المؤسسات السياسية الكردية التي يمكن تطويرها إلى أشكال أرقى وصولا إلى المرجعية الكردية التي يمكن عبرها مشاركة الأوساط الثقافية والاجتماعية والفنية والنقابية في صنع القرار السياسي والمساهمة في العمل والتنفيذ جنبا إلى جنب القوى والأحزاب السياسية ، كما يمكن من خلالها الانتقال إلى الجانب الوطني لبناء أوسع التحالفات الممكنة وطرح البرامج الوطنية الهادفة إلى توفير المستلزمات الأساسية لبناء دولة الحق والقانون الخالية من الأحكام العرفية والقوانين والمحاكم الاستثنائية والمشاريع الشوفينية الجائرة ونتائجها ، دولة خالية من سجناء الرأي والموقف السياسي ، يتمتع الجميع في ظلها بالحريات الديمقراطية كحرية الرأي والنشر وحرية التنظيم السياسي والنقابي دون تمييز بسبب الانتماء القومي أو الديني أو السياسي ، وتحل خلالها مجمل القضايا الوطنية والقومية ، ويتمتع في إطارها الشعب الكردي بكامل حقوقه القومية والديمقراطية ، ويعيش الجميع في ظلها بإخاء وأمان ، ويعمل الكل بهمة واقتدار من أجل تقدمها وتطورها للارتقاء بها إلى مصاف الشعوب والدول المتقدمة في عز وكرامة وازدهار ..
تحية إلى نضال الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي في كل مكان ..

وتحية إلى نضال شعبنا الكردي وحركته السياسية في عموم أجزاء كردستان وفي الشتات من أجل تحرره  من الظلم والعبودية ..
تحية إلى القوى الوطنية والديمقراطية وكل مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في العالم من أجل الحرية والتقدم  والرخاء ، وفي البلاد من أجل تحقيق أمانيها الوطنية في تحقيق الديمقراطية والحياة الكريمة ..
تحية إلى شعبنا الكردي في سوريا ونضاله المشروع في سبيل الاعتراف الدستوري بواقع وجوده  كثاني أكبر قومية في البلاد ، ورفع الغبن عن كاهله وتحقيق أهدافه القومية كافة ..وتحية إلى كل معتقلي الرأي والموقف السياسي في سجون البلاد ، بمن فيهم قادة إعلان دمشق ومعتقلي شعبنا الكردي ..

وتحية عطرة إلى الرفاق في معتقلهم : مصطفى جمعة وسعدون محمود شيخو ومحمد سعيد العمر ومشعل التمو وسليمان أوسو وغيرهم ..

وكل عام والجميع بألف خير ..
21 / 5 / 2009
اللجنة السياسية لحزب آزادي الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…