عقدت الهيئة القيادية لحزبنا، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) اجتماعها الإعتيادي يوم الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٦ واستهلته بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد و شهداء الحرية في سوريا، و ضحايا حملة الأنفال السيئة السيط، وتناولت جملة من المواضيع المدرجة على جدول عملها. توقف الاجتماع بإسهاب على الأزمة السورية المتفاقمة والتي طال أمدها، وما آلت إليه الأوضاع نتيجة انتهاج النظام الاستبدادي الخيار العسكري بدعم و مساندة من حلفائه الإقليميين والدوليين. ما يثير مخاوف من انهيارالهدنة الهشة بين الأطراف المتصارعة وتعرقل تقدم المباحثات في جنيف،التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستعصية. و تزامناً مع سير المحادثات أجرى النظام السوري الدكتاتوري ما يسمى انتخابات مجلس الشعب، بغية إجهاض العملية السياسية الجارية وتحدي إرادة الشعب السوري وآماله والمجتمع الدولي برمته.
وفي السياق ذاته لا يزال المبعوث الدولي ستيفان ديمستورا يسعى جاهداً لإقناع الدول المؤثرة في الملف السوري بالضغط على كل من النظام والمعارضة لاستئناف المباحثات في جولتها الثالثة التي بدأت في الثالث عشرمن الشهر الجاري لمناقشة المرحلة الانتقالية التي يجب أن تفضي إلى تسوية سياسية تمهد لبناء سوريا ديمقراطية تعددية فدرالية، وإقرار دستور توافقي يضمن حقوق كافة مكونات الشعب السوري ويقر بالحقوق القومية للشعبالكردي وفق العهود والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الشعوب. ومن جانب آخر أدان الاجتماع القصف العشوائي على حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية من قبل التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ومنها جيشالإسلام الذي أقر باستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً. إن هذه الجرائم التي راح ضحيتها عشرات الشهداء و الجرحى، والتي تعتبر بدون أدنى شك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإرهاباً لا يقل عن إرهاب النظام، لاتخدم إلا مصالح وأجندات النظام الاستبدادي وتساهم في خرق الهدنة وانهيارها. لذلك ندعو المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته تجاه هذه الجريمة وإجراء التحقيق فيها وكشف ملابساتها واتخاذ الإجراءات الرادعة لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها. كما أن المعارضة السورية، وتحديداً الهيئة العليا للمفاوضات، مدعوة لإدانة هذا الإرهاب واتخاذ خطوات وإجراءات عملية بحق المسؤولين عنها. كما بحث الاجتماع الأصوات الشوفينية والعنصرية المدانة من قبلنا والتي أخذت تتمادى على قضية شعبنا الكردي وتستهدف حقوقه القومية المشروعة، متجاهلةً التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الكردي منذ نشوء الدولة السورية وحتى الآن. و في هذا الصدد أكد الاجتماع على أن موقف وقناعات رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، أسعد الزعبي، تجاوزت كل الحدود الشوفينية و العنصرية؛ بل حتى أنها تجاوزت النازية. و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على موروث ثقافي وإنكار لحقيقة الوجود القومي للشعب الكردي على أرض وطنه التاريخي الذي ألحق جزء منه بالدولة السورية الناشئة بموجب اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية عام ١٩١٦. و ناقش الاجتماع مطولاً تصعيد PYD من حملته الشعواء ضد المجلس الوطني الكردي ورموزه من خلال توجيه التهم الباطلة إليهم وتخوينهم وممارسة الاعتداءات المتكررة على مقراته بغية إضعافه وتحجيم دوره كونه حامل المشروع القومي الكردي، وسعيه الدؤوب في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي و قضيته العادلة في المحافل الدولية (مؤتمر جنيف). إننا في الوقت الذي ندين هذه الأعمال الاستفزازية والرعناء بحق المجلس و قيادته، و من بينهم الرفيقة فصلة يوسف نائب سكرتير حزبنا، نطالب PYD بالكف عن هذه الممارسات والعودة إلى جادة الصواب لإتاحة الفرصة لترتيب البيت الكردي وتوحيد خطابه ولاسيما في هذه المرحلة المصيرية والتاريخية التي تستوجب منا جميعاً تكاتف الجهود والعمل معاً خدمة لقضيتنا الكردية العادلة. أما بخصوص ما تتعرض له المدن و البلدات الكردية في كردستان تركيا وما ترتكبه آلة الحرب التركية من فظائع ومجازر بحق المدنيين، فإننا ندين ونستنكر هذه الحرب الهمجية على المدن الكردية ونناشد المجتمع الدولي بكسر صمته والتدخل لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا، ومطالبة الحكومة التركية بالعودة إلى طاولة المفاوضات والبدء بعملية السلام التي تخدم الشعبين الكردي والتركي، و إيجاد حل سياسي للقضية القومية الديمقراطية لشعبنا في كردستان تركيا. كما توقف الإجتماع على الوضع في العراق و كردستان العراق، وما يتعرض له إقليم كردستان من أزمة إقتصادية نتيجة سياسات الحكومة العراقية الخاطئة التي تبتعد يوماً بعد آخر عن التوافقية و البنية الفيدرالية للدولة. و في هذا السياق أكد الإجتماع على الدور الهام الذي يلعبه الإقليم حكومةً و رئاسةً و بيشمرگةً في محاربة الإرهاب. كما أشاد الإجتماع بدور قيادة الاقليم الداعم للقضية الكردية في كردستان سوريا، و مساندتها للمجلس الوطني الكردي. وفي معرض تناول الوضع التنظيمي بحث الاجتماع أوضاع منظمات الحزب في الداخل والخارج، واتخذ جملة من القرارت ترمي إلى تطوير وتفعيل دورالحزب بين الجماهير. كما حيّا الإجتماع الذكرى الـ ٢٣ لانطلاقة حزبنا، وتعهد في هذه المناسبة بالمضي قدماً على ضوء نهج الحزب ومبادئه السياسية التي وضعها رئيس الحزب الخالد اسماعيل عمر، لنكون أوفياء له ولشهداء الحزب ومناضليه الخالدين. كما ثمن الرفاق دور المجلس الوطني الكردي – بالرغم من ملاحظاتنا عليه – و حرصه على وحدة الحزب وأكدوا على ضرورة التعاون مع اللجنة المكلفة بهذا الشأن. قامشلو ١٥ نيسان ٢٠١٦
الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)