في ظل استمرار الأزمة السورية التي تجاوزت خمسة أعوام والنزيف السوري في كافة مجالات الحياة، يبقى الحل السياسي هو الأسلوب الوحيد وفق مرجعية جنيف وقرارات الشرعية الدولية ومنها القرار2254 لتحقيق تطلعات الشعب السوري, والدخول إلى ترتيبات تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات وفق بيان جنيف لعام 2012 لصياغة دستور توافقي وإدارة المرحلة الانتقالية بشكل يكفل حقوق كافة المكونات القومية والدينية والمذهبية, واحترام إرادتهم السياسية والانطلاق لبناء مؤسسات الدولة, يليق بمكانة سوريا ودورها في المنطقة. إن النظام يحاول عرقلة ذلك وتجلى في تصعيده العسكري والتراجع عن تنفيذ الملف الإنساني وإجرائه بما يسمى بانتخابات مجلس الشعب من أجل إجهاض العملية السياسية وتبدد أمال الشعب السوري والمجتمع الدولي, وكذلك من قبل بعض أطراف المعارضة بتنفيذ أجندات النظام متجاوبة معه في خرق الهدنة من خلال القصف العشوائي على حي الشيخ مقصود وقتل المدنيين الابرياء من أبناء شعبنا .
وكذلك الاصوات الشوفينية والعنصرية من تصريحات بعض المسؤولين في المعارضة أمثال أسعد الزعبي وغيره والتي تجاوزت كل الحدود العنصرية المتمادية على قضية شعبنا ووجوده التاريخي الأصيل ونضاله المشرف لعشرات السنين والتضحيات الجسام الذي قدمه شعبنا في سبيل الوطن والشعب.
القضية الكوردية في كوردستان سوريا تطرح نفسها بشدة على المشهد السياسي على الصعيد السوري والإقليمي والدولي. وكذلك يناصرها أبناء شعبنا وحركته السياسية في جنيف3 بدخول مرحلة الانتقال السياسي, وتطرح رؤيتنا لمستقبل سوريا, بوضوح، حيث لا يمكن لقضية مكون أساسي من مكونات الشعب الكوردي وتأثيرها على المشهد السياسي السوري يجب أن لا تطرح بغموض وضبابية أو اللعب بالألفاظ خاصة أنه هناك عهود ومواثيق دولية في هذا الشأن وتتخلص رؤيتنا المتمثلة بدولة اتحادية ذات نظام ديموقراطي برلماني تعددي لعموم لشعب السوري, و الذي عانى من الهيمنة المركزية والتي تمثلت بنظام استبدادي شمولي دموي, وترك باقي المكونات على الهامش كان يطلب منها دوماً القيام واجباتها تجاه النظام دون أن تحصل على أبسط الحقوق. فتبقى الفدرالية أفضل الصيغ بديمومة واستمرارية لعموم سوريا وللقضية الكوردية بوجه خاص, حيث طرح حزبنا والمجلس الوطني الكوردي في سوريا هذه الصيغة في 2012 وكذلك تم الاتفاق مع تف دم في هولير قبل جنيف2, وأيضاً طلبت رئاسة إقليم كوردستان من كافة القوى الوطنية الكوردية بتوحيد موقفها تجاه الحل الفدرالي للقضية الكردية في كردستان سوريا, مما شكل اطمئنان لدى عموم أبناء شعبنا وتوحدت إرادته لذلك وفق نظام دستوري سياسي مركب, تتبين فيه الخصوصية القومية الكردية وخياراتها السياسية وفق العهود والمواثيق الدولية في جغرافية محددة تعكس واقع الوجود التاريخي الأصيل لشعبنا الكوردي وفق عقد اجتماعي ينظم العلاقة مع المكونات الأخرى المتعايشة..
كما نؤكد على وحدة الصف والموقف الكورديين في هذه المرحلة الهامة والدقيقة من تاريخ شعبنا وحركتنا السياسية وبلدنا سوريا, لكي لا تمر هذه الفرصة دون تحقيق حقوق شعبنا, هذه الوحدة هي القوة الأساسية لنا وإن شعبنا وحركتنا عانا من التشرذم والانقسام الذي خلقه مغتصبو حقوقنا, وإن حزبنا ومن خلال المجلس الوطني الكوردي, نتحمل وبروح المسؤولية تجاه شعبنا وقضيتنا كل ما من شأنه تفويت الفرصة على مُصادري حقوقنا ومُضطهدي شعبنا, كما نطلب من كافة أبناء شعبنا وحركته السياسية ومنظماته المجتمعية وكافة الفعاليات والقطاعات مساعدتنا على الضغط باتجاه توحيد الصف الكوردي وإدانة وفضح كل ما من شأنه خلق العراقيل أمام هذا المسعى ونبذ كل أشكال التهديد والعنف التي تصبّ في خدمة أعداء شعبنا وقضيته العادلة, وهنا نورد بوضوح الأعمال الاستفزازية والخطوات التصعيدية من قبل الـ ب ي د , ومسلحيه بحق حزبنا والمجلس الوطني الكوردي من استمرار احتجاز كوادر حزبنا ومنهم المناضل عبد الرحمن آبو عضو اللجنة المركزية لحزبنا , ونشطاء الحركة الكوردية والتهديد بغلق المكاتب أو حرقها ومنع طباعة جريدة حزبنا (( جريدة كوردستان )) , واطلاق صفات التخوين بحق ممثلي المجلس الوطني الكوردي في مفاوضات جنيف , لإلغاء الحياة السياسية والتضييق على المواطنين الكورد في كوردستان سوريا، بعد فشلهم من طرف واحد في كسب الشارع الكوردي ,وفشلهم في إدارتهم أيضاً, وفي كسب الرأي العام الدولي ورفضهم من قبل المجتمع الدولي لحضور جنيف. كذلك فشل هذا الأسلوب الشمولي في كوردستان تركيا منذ انتخابات حزيران البرلمانية في تركيا وخسر أكثر من مليون وسبعة وثلاثين ألف صوت، والطامة الكبرى هي لإعطاء الفرصة للطورانية التركية بجر الحرب إلى المدن الكردية المتاخمة للحدود السورية التي تم تدميرها من قبل الجونتا الفاشية التركية وارتكابه المجازر بحق أبناء شعبنا الكوردي هناك الذي كان خطأُ استراتيجيا فادحا ويتراجع بذلك القضية الكوردية عشرات السنين إلى الوراء في الوقت الذي كان قد تقدمت في الآونة الأخيرة بالعملية السلمية والمبادرة التي قام بها الرئيس مسعود البارزاني بحكمة واقتدار لإيجاد حل ديمقراطي لقضية شعبنا في كوردستان تركيا، التي نحتاج إلى إحيائها في هذه المرحلة كبديل للحل العسكري.
18 / 4 / 2016
المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا