انها ليست امة ديمقراطية بل امة دكتاتورية .

حمدو يوسف
 الوضع الكوردي – الكوردي في السورية تحول الى أزمة حقيقية تزداد عمقا يوما بعد يوم وسط تجاوزات منظمومة حزب العمال الكوردستاني كل المقاييس و معايير العنف الاعمى ضد ابناء الشعب الكوردي وحركته السياسية هذه الممارسات التي تجاوزات حتى الحدود التي كان يقف عندها النظام السوري في تعامله مع الشعب الكوردي . مما ينذر بدفع المجتمع والمنطقة الكوردية نحو المجهول وسط غياب أية بارقة أمل في التوصل الى حلول جادة اوتفاهمات موضوعية هي بالاساس كانت موجودة وموقع عليها في اتفاقيات هولير الأولى والثانية .
انها تتجاوز في كونها مجرد أزمة نظام وليد قيد النشوء أو سلطة حاكمة تفتقد إلى الاسس المعرفية في كيفية قيادة المجتمع نحو كونها أزمة بنيوية شاملة تتفشى في اغلب مفاصل البنية التنظيمية لمنظومة حزب العمال الكوردستاني و تنبع من حقيقة النهج الايديولوجي الماركسي الأحادي المستند إلى مفهوم الأمة البروليتارية ومفهومها لقيادة الدولة و المجتمع الذي يحوي في داخله بذور الدكتاتورية والتسلط و ((الشوفينية ان جاز لنا التعبير )) في الصراع الطبقي بانحيازها لطبقة على حساب الطبقات الأخرى و الذي تفسره النظرية الماركسية اللينينة في تعريفها للسلطة على انها أداة بيد الفئة او الطبقة الحاكمة لقمع الفئات والطبقات الأخرى واستنادا إلى النهج الأيديولوجي الذي بني عليه حزب العمال الكوردستاني لم يعد حزبا ثوريا كما كان من بداية التأسيس وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي مرورا في نقطة تحول مفصلية عندما وجدت الأجهزة الأمنية المختصة لرئيس سوريا حافظ الأسد آنذاك ضالتهم في الشاب عبدالله اوجلان وتهيئة الظروف والمناخ المناسبين ليكون الزعيم الأوحد للحزب . وكان عبدالله اوجلان قد لجئ الى سوريا مع بعض من رفاقه بعد الانقلاب العسكري الذي حصل في تركيا في أيلول من عام 1980 بقيادة الجنرال كنعان ايفرين رئيس اركان الجيش التركي وضرب الحركة السياسية والأحزاب الثورية في عموم تركيا بيد من حديد وقد نال حزب العمال الكردستاني نصيبا كبيرا من حملات الاعتقال في صفوفه وتصفية أعضائه تحت التعذيب في السجون ولن ينسى العالم المقاومة البطولية التي ابداها ثلة من الشباب المؤسسين للحزب منهم مظلوم و دليل دوغان ، كمال بير و زكي وخيري .
الذين اظهروا مقاومة اسطورية في سجن دياربكر وفقدوا حياتهم من اجل الثبات على المبادىء التي تأسس عليها الحزب والحفاظ على الاسم الكوردستاني في المنهج الفكري والتسمية الحزبية بعكس عبدالله اوجلان تماما الذي تخلى عن كل شي كردستاني او ما يمت بصلة إلى الأمة الكردية من فكر ومنهاج الحزب بعد اعتقاله من قبل الاستخبارات التركية في نيروبي عاصمة كينيا في القارة الأفريقية عام 1999 هذا وقد استطاع الرئيس السوري حافظ الاسد دمج زعيم الحزب عبدالله اوجلان في عام 1984في منظومة أوراق الضغط التي يمتلكها وبات احد ادوات و مرتكزات النظام السوري في المنطقة وفي سوريا لقمع الشعب الكوردي منذ اكثر من ربع قرن تقريبا .
ومنه نستطيع القول بعد تحول الحزب من الحالة الثورية إلى حزب سلطة أنه أصبح ادات للقمع بشكل ممنهج لقمع المجتمع لصالح الفئة الحاكمة وهذا يشكل تناقضا صارخا مع سمات عصرنا الأساسية المعروف بأنه عصر الديمقراطية وحريات الافراد و الشعوب. فان ولادة الحزب في خضم الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي او الشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي و المعسكر الغربي او الامبريالي، بحسب تلك التسمية في ذلك الوقت، حملت معها بذور التسلط و الدكتاتورية كنتاج لتوجهاتها الايديولوجية الماركسية اللينينية القائم على دكتاتورية البروليتاريا بشكل محدد، بالإضافة إلى عوامل أخرى لسنا بوارد ذكرها الآن في سياق هذا المقال، عوامل تمنعهم من أية عملية تحول نحو الديمقراطية لأنهم يجسدون كل الهويات القمعية والانتماءات الدكتاتورية من خلال ممارساتهم المتسلطة والحاكمة على رقاب الشعب الكوردي .
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف توطئة واستعادة: لا تظهر الحقائق كما هي، في الأزمنة والمراحل العصيبةٍ، بل تُدارُ-عادة- وعلى ضوء التجربة، بمنطق المؤامرة والتضليل، إذ أنه بعد زيارتنا لأوروبا عام 2004، أخذ التهديد ضدنا: الشهيد مشعل التمو وأنا طابعًا أكثر خبثًا، وأكثر استهدافًا وإجراماً إرهابياً. لم أكن ممن يعلن عن ذلك سريعاً، بل كنت أتحين التوقيت المناسب، حين يزول الخطر وتنجلي…

خوشناف سليمان ديبو بعد غياب امتدّ ثلاثة وأربعين عاماً، زرتُ أخيراً مسقط رأسي في “روجآفاي كُردستان”. كانت زيارة أشبه بلقاءٍ بين ذاكرة قديمة وواقع بدا كأن الزمن مرّ بجانبه دون أن يلامسه. خلال هذه السنوات الطويلة، تبدّلت الخرائط وتغيّرت الأمكنة والوجوه؛ ومع ذلك، ظلت الشوارع والأزقة والمباني على حالها كما كانت، بل بدت أشد قتامة وكآبة. البيوت هي ذاتها،…

اكرم حسين في المشهد السياسي الكردي السوري، الذي يتسم غالباً بالحذر والتردد في الإقرار بالأخطاء، تأتي رسالة عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي، السيد سليمان أوسو، حيث نشرها على صفحته الشخصية ، بعد انعقاد “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي “، كموقف إيجابي ، يستحق التقدير. فقد حملت رسالته اعتذاراً صريحاً لمجموعة واسعة من المثقفين والأكاديميين والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني،…

د. محمود عباس من أعظم الإيجابيات التي أفرزها المؤتمر الوطني الكوردي السوري، ومن أبلغ ثماره وأكثرها نضجًا، أنه تمكن، وخلال ساعات معدودة، من تعرية حقيقة الحكومة السورية الانتقالية، وكشف الغطاء السميك الذي طالما تلاعبت به تحت شعارات الوطنية والديمقراطية المزوّرة. لقد كان مجرد انعقاد المؤتمر، والاتفاق الكوردي، بمثابة اختبار وجودي، أخرج المكبوت من مكامنه، وأسقط الأقنعة عن وجوهٍ طالما تخفّت…