د . محمد رشيد
في سوريا كانت ثورة وانتهت باحتلال …
المتتبع والغير متتبع للشأن السوري .. ومن دون خلج لادنى شك بان انطلاقة الثورة لسورية ستصاحبها انتصار على عهد تحكم برقاب السوريين لاكثر من 50 عام قوامه الاستبداد بشكله الدكتاتوري العسكري المغلف بحزب قومي عنصري (البعث – خرج من عباءة الفكر النازي , عفلق – اكرم حوراني) ..
انطلاقة الثورة بسلميتها ومن ثم عسكرتها (الجيش الحر), بتموضع مجموعات منتشرة في جميع المناطق السورية (وخاصة المناطق البعيدة عن متناول القوة الضاربة لجيش نظام الغلام ابن ابيه), جعلت من قوة الثورة العسكرية ضعيفة وغير قادرة في الامساك بمنطقة واحدة تستطيع الاستناد عليها لتكون بمثابة قاعدة ارتكاز لها, بالإضافة الى تركها لتلك المناطق (تركتها لميليشيات دخيلة تواجدت او توافدت من العدم في بسط سيطرتها واحكامها على تلك المناطق, سواء اكانت مدفوعة من النظام او متحالفة معه, مثل جبهة النصرة والفصائل الاسلاموية, حزب العمال الكردستاني ” “ب ك ك ” , داعش ..) مؤملة في انها سائرة للاستيلاء على وكر الضبع – دمشق – او على اقل تقدير المدن الكبيرة التي انتفضت من حمص ودرعا وحماه وخاصة حلب التي تأخرت لأكثر من عام في تقرير مصيرها حول انضمامها الى الثورة من عدمه ..
ليس ذلك فحسب, بل ان تلك الفصائل الدخيلة غدرت بالجيش الحر بعد ان تمكنت من التحكم وبسط النفوذ, ولايستثنى من ذلك بفقدان الجيش الحر التمثيل السياسي جراء تنصيب شذاذ على انهم معارضة, (عقد مؤتمرات مدعومة من دول, حيث تسابق كل من هب دب – لم يعرف قرعة ابوه (القصد انتهازيون من بعثي على شيوعي على كوردي على تركماني على اخواني على عشائري على مسيحي على درزي على علوي على مدعى مدافع عن حقوق الانسان , على مدعى بانه مثقف, على, على, على, – لتبوأ القيادة السياسة لما عرف بالمعارضة – الاسماء كلها معروفة -)..
كل هذا (تقييم الثورة السورية وفشلها بحاجة الى مجلدات), بتدخل دول الجوار والدول الاقليمية والعالمية وجلب ميليشيات للحرب ضد السوريين من قبل النظام بدلا من جيشه الذي انهار في السنة الاولى للثورة , تم ترك العنان للقوى بان تتصارع وتفتك ببعضها البعض, الى ان حان الوقت اللازم للتدخل الروسي في بسط قوته (مع النفاق الغربي الامريكي الخليجي والوعود المعسولة) لم يبقى امام السوريين الذين ضاقت بهم الارض والسماء (اكثر من نصف سكان سوريا_ حوالي عشرة مليون _ اصبح لاجئا في وطنه , ونصف النصف _ اكثر من خمس مليون _ منه اصبح لاجئا في الشتات , ونصف النصف النصف قتل ومثله في السجون والمعتقلات), سوى الرضوخ لشروط الروس , في ان تكون سوريا مستعمرة روسية, برضى من ارتضى في ان يكون ممثلا للشعب السوري المكلوم _ الهيئة العليا للمفاوضات _ التي نصبت من قبل الولايات المتحدة الامريكية في الرياض – السعودية .
خلاصة / ومع هذا وذاك لاينفك الكثيرين بطرح مشاريع ومبادرات ورؤى وحلول للخروج من ” الازمة ” السورية , نعم ازمة بعد ان كانت ثورة …
لقد تم تناسى ما كان يطالب به الشعب السوري بتحقيق تطلعاته , ومحاكمة المجرم بما اقترفه من جرائم ابادة بحق السوريين, وووو واستعيض عن ذلك بـ إعداد خطة انتقال سياسي من خلال عملية تفاوضية تفضي إلى مرحلة انتقالية…. الى مواجهة التهديد الداعشي الذي يشكل خطرا على الامن والسلم العالمي (وكأن الثورة اوجدت لمحاربة القاعدة وابناءها) وكأن الثورة اوجدت لتكون تحت الطلب بتصفية حسابات ….
اما نحن الاكراد (ليس الكرد) فاننا نحتج على عدم وجودنا ضمن وفد الهيئة العليا للمفاوضات, ومازلنا نطالب بوحدة الصف الكردي وبان الوحدة خير ضمان لتحقيق طموحات شعبنا وذلك بتشكيل جبهة كردية واحدة مشتركة واحد حتى وان يكون الابوجية في طليعتها ” الجزب الطليعي ” , وعفى الله عما سلف ..
” يا غافل الك الله “