محمد كرد علي: نصف كرديٌّ لصالح نصفه الآخر اللاكردي

 ابراهيم محمود

محمد كرد علي” 1876- 1953 “، كما يعرفه
المعنيون بأصول شخصيات كردية برزت أعلاماً في الأدب والسياسة والاقتصاد، رمز عليم
في الثقافة العربية، وقد أعطى الثقافة هذه الكثيرَ نظير القليل مما تلقَّى، وكان له
من الخصوم أكثر من المؤيدين، ومن الذين عُرِف بلسانهم، ونسَّب نفسه إليهم. ليشكّل
فيما عرِف به، ودوَّنه في مذكراته موضوعاً لا يحسَم بسهولة، رغم أن ثمة ما هو قطعي
يعنيه بصدد ما تفوه به عن الكرد أحياناً. إن قراءة مذكراته ذات الأجزاء الأربعة ،
والصادرة عن مطبعة الترقي” دمشق-1948- 1951″، وهي مكونة من ” 1320 ص، من القطع
الكبير”، إلى جانب جزء خامس متمّم صدر عن المعهد الفرنسي بدمشق” 2008″ وفي ” 370 ص،
من القطع الكبير أيضاً “، تضعنا في مواجهة هذا المشكِل النسَبي الكبير.
أباً، هو كردي، أماً، هو شركسي، وهو ذاته يقول في الجزء الأول من مذكراته تلك (جاء
جدي من مدينة السليمانية من بلاد الأكراد ” شمال العراق ” وسكن دمشق قبل نحو 150
سنة وأمي شركسية من قفقاسيا فأنا رغم على رغم أنف من آمن وكفر من جنس آري لا يقبل
النزاع، وليس للغربي ولا للشرقي ما يقول في دمي.ص5).
نصف بنصف، حيث لا يمكن
القطع بغلبة ” جينته ” الأمّوية على جينته ” الوالدية “، لأن ثمة مؤثرات اجتماعية
وسياسية واقتصادية، خلاف أسماء أخرى في الدائرة الكردية ” قاسم أمين، محمد عبده،
أحمد شوقي، عباس محمود العقاد…”، كون المسافة لها قيمتها، لحظة معرفة أن محمد كرد
علي على تماس ما بجغرافيته الكردية، بكرده في وسط يعرَف بهم اجتماعياً وسياسياً
واقتصادياً ” آل البرازي، اليوسف، زلفو، إيبش…الخ”، في ” الشام عينها.
سوى أن
مسيرته الثقافية سيّدت نصفه الآخر: الشركسي الأغرق في التعريب، على نصفه اللافت”
الأب ” الكردي، ومن جهة جغرافية لها عراقتها في نسابتها الكردية بأكثر من معنى
.
لا يتعلق المشكِل هنا بتجنبه لما هو كردي حصراً، وإنما بإظهار قطيعة لافتة
بينه وبين الكردية التي تسمّيه اسماً ونسَباً لحظة التعريف به، بتحويل لسانه الذي
أنطقه بالضاد إلى ” مطيّة ” مكشوفة لمن يريد إيذاء المنتمي إليه في نصفه الآخر
والذي كان يُذَم من خلاله، من قبل خصوم معتبرين له، كما لو أنهم يذكّرونه بما هو
عليه، وهو يحاول الانسلاخ منه.
لا أكثر من الوارد في رسالته إلى رئيس الحكومة
السورية، وكان هو وزيراً للتربية والمعارف سنة 1931، جهة التشدد على كرده، وطرده من
الجغرافيا التي تعنيهم، واعتبارهم في أفضل الأحوال نزلاء يجب ضبطهم ومراقبتهم،
وتعريبهم ما أمكن، ودخلاء بصراحة لافتة أيضاً، عند التعريف بهم متربصين بأرض سواهم
وما ينتمي إليها خصوصاً.
أورد الفقرة التي قرأتها في هذه الرسالة لمن يريد
التوقف عنده، ويصعب الوصول إليه، وما أراده من صاحب الحكومة المعظَّم، وهي صفته في
النص :
(وإني لمغتبط جد الاغتباط بما رأيت من قيام أعمال مهمة في بعض أنحاء لواء
الجزيرة الذي لم تضع فيه الدولة البائدة حجراً على حجر فإن بضعة من الجسور والطرق
والمدارس ودور الحكومة مثال من العناية بذاك اللواء الجديد والحكمة تقضي بمضاعفة
هذه العناية وأن ينشأ فيه في السنة القادمة عشر مدارس ابتدائية لا تكلف أكثر من
عشرة آلاف ليرة سورية وينشأ جامع فخم في عين دوار . أما عمل الأهلين في أرض الجزيرة
فهو أعظم أثراً ذلك لأن الحسجة التي لم تكن قبل ست سنين سوى قرية صغيرة أصبح سكانها
اليوم نحو خمسة آلاف وكذلك يقال في القامشلي التي لم تكن تضم قبل ست سنين سوى بيت
والحد وطاحون فأصبحت اليوم تحوي اثني عشر ألفاً من السكان مخططة على صورة هندسية
جديدة منارة بالكهرباء مغروسة بالأشجار، وغداً تلحق بها عين دوار وغيرها. وتعلمون
أيدكم أن معظم من هاجروا إلى تلك الأرجاء هم من العناصر الكردية والسريانية
والأرمنية والعربية واليهودية. وجمهرة المهاجرين في الحقيقة هم من الأكراد نزلوا في
الحدود. وإني أرى أن يسكنوا بعد الآن في أماكن بعيدة عن حدود كردستان لئلا تحدث من
وجودهم في المستقبل القريب أو البعيد مشاكل سياسية تؤدي إلى اقتطاع الجزيرة أو
معظمها من جسم الدولة السورية لأن الأكراد إذا عجزوا اليوم عن تأليف دولتهم فالأيام
كفيلة بأن تنيلهم مطالبهم إذا ظلوا على التناغي بحقهم والإشادة بقوميتهم، ومثل هذا
يقال في أتراك لواء الاسكندرونة فإن حشد جمهرتهم فيها قد يؤدي إلى مشاكل في الآجل
لا يرتاح إليها السوريون فالأولى إعطاء من يريد من الترك والأكراد أرضاً من أملاك
الدولة في أرجاء حمص وحلب….ومهاجرة الكرد والأرمن يجب في كل حال أن يمزجوا بالعرب
في القرى الواقعة في أواسط البلاد لا على حدودها اتقاء لكل عادية نظراً ونحن الآن
في أول السلم نستطيع التفكير والتقدير. بقيت مسألة مالية يظهر أثرها هذه السنة
والعقل يقضي بحلها وأعني بها مسألأة تعداد الأغنام. ومعلوم أن المواشي هي أهم مورد
في لواء الجزيرة، وإذا سقطت أسعار الصوف والسمن والماشية في كل مكان كان أكثر
الأصقاع تأذياً بذلك من لا مورد لهم غير شياههم وجمالهم فالشاة التي نتقاضى منها
خمسة وأربعين قرشاً سورياً يؤخذ عن مثلها في العراق نحو عشرين قرشاً سورياً وفي
تركيا أربعون قرشاً تركياً أو نحو خمسة وعشرين قرشاً سورياً فإذا أنزلنا هذه
الضريبة إلى النصف توشك أن تدخل أرضنا قبائل كثيرة من العراق وتركيا على ما جرى من
قبل ويتخذون ديارنا موطناً لهم وننجو من التهريب الذي كان على مقياس عظيم في السنين
الفائتة. ولا بد من الملاحظة أيضاً أن الخروف الذي كان حال عليه الحول يساوي في
قضاء القامشلي نحو 150 قرشاً سورياً ولا يساوي غير مئة قرش في قضاء عين دوار وذلك
لصعوبة نقل الماشية في ربوع تعد مسافاتها بمئات الكيلومترات إلى منافذ يمكن أن تقام
لها سوق رائجة..صص440-442. دمشق في 18 تشرين الثاني 1931، وزير المعارف محمد كرد
علي.) .
محمد كرد علي لا يشير إلى كرديته بالحرف، بقدر ما يتحدث من خلال كتابته،
باعتباره الآخر: الكردي الذي لا يريد إلا كما يريد من يتحدث كما يكتب بلغته، وهو
يعرف، كما أرى، كرده: شعباً وجغرافيا كردستانية، وقومية، ولا يبخل في إظهار مناقب
تخصهم تالياً كذلك. 
حسبي أن أورد ما كتبه تحت عنوان آخر، وهو ” دولة الأكراد “،
في الجزء الخامس، للربط بين الفقرتين، واستقراء الممكن طبعاً ( الأكراد شعب آري
أقرب إلى المدنية منه إلى البداوة، فُطر على ذكاء ومضاء وشجاعة وإقدام، وله شعر
وموسيقى وأدب، وكان منه في الإسلام عظماء في العلم والسياسة والجندية، ومنهم من
اندمج في العرب، ومنهم من ظلوا على الهامش عند الفرس والترك. وهم منتشرون اليوم من
شمال بحيرة أورمية إلى جوار خليج الإسكندرونة، ومن صحارى بلاد العرب إلى خرابات
نينوى، وفي الشرق من [ ولايتي ] أستان” كردستان، في الأصل ” وهمدان في إيران إلى
ولايتي سيواس وأنقرة في تركيا. [ ولا يؤلف ] الأكراد أكثرية في ولاية من الولايات
العربية والتركية والفارسية.
وتعلم بعض أبناء الأكراد فقويت فيهم [ نزعات ]
القومية، وأخذوا يتناغون بالاستقلال، وما خلوا من غريب يحسن لهم [ قيام دولتهم ]،
ويعيدهم ويمنيهم بتحقيقها، فكان من ذلك أن ضُرِبوا في تركيا والعراق ضربة قاسية هلك
فيها ألوف من رجالهم، وخرّب الترك ديارهم وأتوا على ثروتهم، فاضطر الأكراد إلى
إرجاء حل مسألتهم إلى أن تسالمهم الأيام.
إن مطالبة الأكراد باستقلالهم وتوفرهم
على إحياء لغتهم والمناداة بقوميتهم حق من حقوقهم الطبيعية، ولكن [ من ] النظريات [
ما ] يصعب تحقيقها عند العمليات، وليس في إيران وتركيا والعراق فيما نحسب وزارة
مستعدة للنزول عن جزء من بلادها للأكراد حتى ينشئوا دولتهم، فتفرق الأكراد إذاً
أكبر عائق يحول [ دون ] تحقيق آمالهم القومية على ما يشتهي المشتهون من بنيهم،
وأكثر ما يرمضهم أن يذوبوا، وهم في عصر القوميات، في عنصر غير عنصرهم. وقديماً هاجر
إلى الشام ومصر ألوف من الأكراد، واتخذوها موطناً لهم وتعربوا وما شق عليهم ما
صاروا إليه، ونسوا مع الزمن أصولهم [ ولغتهم ] واندمجوا في العنصر العربي، كما
دانوا بالإسلام منذ رفرفة أعلام الفاتحين العرب على أرضهم في [ العصور] الأولى من
الهجرة. ص218-219 ).
هذا النص يتداخل مع الأول جهة الإشارة إلى الكرد وهجراتهم
ومخاوفهم من الانحلال في عنصر آخر، وسعيهم إلى التمايز، والبحث عن مخارج لإيجاد حل
لقضيتهم، كما هو مقروء محمد كرد علي، بقدر ما يقرّب المشهد من الرؤية المباشرة حيث
الخارطة الكردستان جليةٌ وصفاً.
طبعاً، يمكن طرح المزيد من الأسئلة تجاه السالف
ذكره: منها: كيف كان محمد كرد علي يكتب عن ” الأكراد ” وشعوره بمن يكتب عنهم، في
نصفه الكردي المميّز” الأب “؟ هل حقاً كان مفارق الكردية وهو يكتب عن كرده ؟ ما
الذي أوحى إليه ليشدد مثل هذا التشديد على الكرد أكثر من الآخرين ممن كانوا من وجهة
نظره مهاجرين: الأرمن، السريان، مثلاً؟ كيف كان يتعامل مع الجغرافيا وطريقة تعرضها
للتمزيق والتخريق والتلفيق، إن جاز التعبير، من قبل الدول التي تقاسمت الكرد قبل
ظهور الاستعمار الحديث وولادة الاتفاقية الاستعمارية” سايكس- بيكو “؟ هل حقاً، كان
في وضعية نسيان لكرديته، أم تناس، وهو يشير إلى جغرافيا الكرد في حدودها، وإن لم
يُسمّها ” كردستان “؟ أتراه كان غافلاً عن الإجراءات السياسية والسلطوية النافذة في
شخصية الكردي : بعثرة وتفكيكاً، ليكون التفكير في الكردية ككيان سياسي ضرباً من
المحال، أم كان مدركاً لكل ذلك، حيث الدائر سياسياً، لا يغلق على موضوع، كون القوة
ولعبتها هي التي تغيّر في مساره ؟!
لا شك أن ما أفصح عنه محمد كرد علي، لا
ينسّينا عما كان عليه الكرد حينذاك ، وفي جواره ” الشامي ” بالذات، وأنا أشير هنا
إلى ” جلادت بدرخان “، وغيره من أقطاب الحركة الثقافية الكردية وعلامتها الكردية
الفارقة قومياً.
ولا شك أيضاً، أن ما سمّاه محمد كرد علي، ودعا إليه لـ” تأديب ”
الكرد، ومحاصرة خطرهم، بالدفع بهم إلى الداخل السوري القصي، كان يترجم كرديته التي
كانت تخيفه ربما، وليطمئن من يعرف فيه تلك، أنه الآخر السعيد، المذوَّب في خانة ”
الضاد “، وأكثر من ذلك، حين يأتي مشروع محمد طلب هلال، وبعد ثلاثة عقود، ويرى في
مادة محمد كرد علي ما يخصب خياله، ويحفّزه على توسيع فكرة ” نصف الكردي، كما لو أنه
يستجيب له، أو يغيثه .
من جهة أخرى، تتطلب قراءة ما كتبه محمد كرد علي أكثر من
مكاشفة للمؤثر السياسي في ذهنه، وما الذي دفع به على أكثر من صعيد نفسي وذهني
واجتماعي وثقافي ليقول ما قاله، وليحتفى به عربياً وبتحفظ هنا- ربما- باعتباره
رمزاً ضادياً، جرّاء موقفه الحازم هذا من نصفه الكردي الذي لم يتمكن من إقصائه حتى
اللحظة الأخيرة من حياته، ولا تالياً، لمن يقبل على دراسته أو من يريد تناوله وهو
يكتب عنه، وهو يوجّه خطابه الثقافي ذا القنزعة السياسية الفارعة، كما عرّف به باحث
عراقي، ربما كانت دماء كردية تجري في عروقه هو الآخر، وأعني به جمال الدين الألوسي،
في كتابه: محمد كرد علي” دار الشؤون الثقافية، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، ط2،
1986″، وقوله عنه (..ومحمد كرد علي من أصل عراقي كردي الجنس، عربي المربى، شامي
الموطن والولادة والوفاة، إسلامي التفكير والمعتقد، سلفي النزعة، لا تأخذه في الله
لومة لائم، صريح لا يعرف التقية ولا المواربة، مما جر عليه الخصومات طوال
حياته.ص12.).
ولمن يريد أن يعلم أكثر فيما يخص زمان الكتابة ومكانها وجهة النشر
وملابسات الوضع” الجهة الناشرة للكتاب وطبيعتها السياسية والإعلامية، والتاريخ، حيث
كانت الحرب العراقية” الصدّامية “- الإيرانية دائرة “، إلى جانب التوتر المشهود له
بين نظام صدام حسين والكرد في إقليم كردستان العراق !
لافت آخر، يغذّي الخيال
والذهن أيضاً، وهو أن محمد كرد علي، أودع الصفحة الداخلية لمذكراته، وفي الأجزاء
الأربعة، بيتين من شعر المتنبي:
تصفو الحياة لجاهل أو غافـل    عما مضى منها
ومـا يتوقــع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه   ويسومها طلب المحال فتطمع 
ربما
يفيد هذان البيتان أكثر في مقاربة نقدية، تأويلية لما ورد بلسانه إزاء كرده/ لاكرده
!
تُرى: هل يمكن البحث عن مسوّغات أخرى لما تفوّه به محمد كرد علي المركَّب من
نصفين متنازعين ضمناً، نفياً لنسَب أبيه وجغرافيا أبيه ولغته وقوميته ؟!
دهوك-
في 4 شباط 2016 
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…